طبعًا عزيزي السائح لا خلاف على أنك عندما تذهب إلى أي بلد سياحية مهما كانت هذه البلد فإنك قبل كل شيء سوف تراعي فكرة تواجد الكثير من الأماكن البارزة داخل هذه البلد، أصلًا مثل هذه الأماكن هي التي تدفعك إلى الزيارة، وبالتالي أنت تُريد في البدء التعرف على هذه الأماكن وقدرتها على جذبك ولفت أنظارك، وبما أن هذه الأماكن كثيرة كما ذكرنا فسوف نقوم فقط بتناول مدينتين من المدن الرئيسية في الدنمارك ثم نتناول أهم الأماكن في كل مدينة على حِده.
ألبورغ، مدينة سياحية وصناعية بامتياز
من المعروف عن الدنمارك كما ذكرنا من قبل امتلاكها للكثير من المدن التي تمتلك بداخلها الكثر من المعالم والمناطق البارزة، ومن ضمن هذه المدن التي نتحدث عنها مدينة ألبورغ التي تُعتبر من أهم وأكبر المدن الموجودة في الدنمارك، حيث أنها تُعتبر الرابعة في الدنمارك من حيث المساحة والثانية من حيث السكان بعد العاصمة كوبنهاجن، والحقيقة أن المدينة تتفوق في أكثر من جانب، فهي في البداية مدينة صناعية بامتياز كما يعرف الجميع، حيث أنها مركز لكل الصناعات الهامة المؤثرة، لكن هذا ليس كل شيء، إذ أنه كذلك ثمة ساحات وأماكن من أجل المناسبات والاحتفالات والكرنفالات التي تشتهر بها المدينة، وهناك وجود طبعًا للأماكن السياحية بمختلف أنواعها، وهنا نحن نتحدث عن الأماكن الطبيعية العادية وكذلك الأماكن الحضارية والحديثة من صنع الإنسان، بمعنى أدق، هي واحدة من المدن التي لا تفوت في حالة زيارة الدنمارك، لكن السائح لا يشغله معرفة كل ذلك، هو فقط يُريد إثباتات على جودة هذه المدينة ويريد التعرف خير المعرفة على أهم الأماكن البارزة الموجودة بها، وهذا بالضبط ما سنقوم بفعله في السطور القليلة المقبلة من خلال أخذ عينات صغيرة من أماكن الجذب البارزة في ألبورغ، والبداية ستكون مع حديقة ألبورغ.
حديقة ألبورغ للحيوانات
أي مدينة سياحية في العالم باتت تحجز الآن مقعدًا لحديقة الحيوانات ضمن الأماكن البارزة الموجودة بها، فقد أصبحت هذه النوعية من الحدائق ضمن الخلطة السياحية المتكاملة، فالسائح بالتأكيد سوف يرغب بشدة في التعرف على مجموعة الحيوانات الموجودة داخل البلد التي يزورها، وهذا ما توفره حديقة ألبورغ للحيوانات المتواجدة في مدينة ألبورغ، إذ أنها تمتلك بداخلها مجموعة كبيرة من الحيوانات المتنوعة التي منها طبعًا ما هو نادر وغير موجود في أي مكان آخر بالعالم سواها ومنها ما هو شهير ومعروف للجميع، وكل هذا بأسعار دخول معقولة وجيدة للغاية، لذلك هي من المناطق البارزة.
المتحف التاريخي في ألبورغ
التاريخ كذلك لها جزء من المعالم البارزة التي تتواجد داخل مدينة ألبورغ، وذلك من خلال المتحف التاريخي الموجود بداخل هذه المدينة، وكما هو واضح من الاسم فإن هذا المتحف يضم بداخله كل ما يتعلق بالجانب التاريخي الخاص بمدينة ألبورغ ودولة الدنمارك عمومًا، هذا طبعًا بالإضافة إلى المرور السريع على تاريخ أوروبا وبقية العالم، ببساطة، هو مكان مناسب جدًا لاستكشاف التاريخ، وخاصةً التاريخ الإنساني، ولذلك تجد أغلب زواره من المتخصصين في البحث التاريخي أو حتى المُحبين للتاريخ، فهو أيضًا مكان يعبق بالرائحة القديمة التي يعشقها الأغلبية، لذلك لا داعي أبدًا لتفويت زيارته.
متحف الفن الحديث
اهتمام مدينة ألبورغ بالفنون وصل ذروته لدرجة أنه قد تم إنشاء متحف متخصص في مجال الفن الحديث، وهذا المتحف يضم بداخله كل ما يتعلق بالفن من قريب أو من بعيد، والحديث هنا عن اللوحات والرسومات والمنحوتات والآلات الموسيقية، والكثيرة من الأشياء الأخرى ذات الأهمية الفنية، وطبعًا لا نحتاج لشرح طويل كي نقول بأن هذا المتحف يضم بداخله كل عشاق الفن الذين يأتون لزيارته من كل حدب وصوب، ويُمكن كذلك استغلال المتحف في الحصول على دورات تعليمية في مجالات الفن المختلفة، ببساطة، هو كذلك مكان لا تفوت زيارته لأي سبب.
كاتدرائية ألبورغ
لا نزال كما نحن مع أهم الأماكن البارزة الموجودة في مدينة ألبورغ، وبما أننا نتحدث عن مدينة مسيحية في دولة مسيحية خالصة مثل الدنمارك فمن الطبيعي والمنطقي تمامًا أن تكون هذه المدينة عامرة بالكنائس والكاتدرائيات التي تؤكد على الهوية المسيحية، لكن كاتدرائية ألبورغ بالذات، والتي تحمل اسم المدينة كما هو واضح، تُعتبر الكاتدرائية الأشهر على الإطلاق بين كل الكاتدرائيات الموجودة في ألبورغ وربما في الدنمارك، وهذا الأمر يرجع في الأساس إلى تواجد تصميم مميز وبناء معماري جيد للكاتدرائية، الأمر الذي يجعلها أشبه بالمتحف وليس مجرد كاتدرائية عادية.
بستان كارولين
في ألبورغ أيضًا هناك منتزه ترفيهي شهير يُعرف باسم بستان كارولين، وذلك نسبةً إلى الملكة الدنماركية الشهيرة كارولين، وكما هو واضح من الوصف فإننا نتحدث عن منتزه ملكي كبير يضم بداخله الكثير من المرافق المميزة التي تتماشى مع طبيعته الملكية، وهو أيضًا يحتوي على متحف صغير وتم وضع مطعم ومقهى بداخله لخدمة الزوار، وهذا البستان معروف بكثرة تواجد الرسامين به، والذين يستغلون طبعًا المنظر الطبيعي الذي يوفره وينتظرون بالساعات داخل المنتزه من أجل تصيد مشهد مميز ورسمه، ولكل هذا كان كارولين أحد أهم المعالم البارزة في مدينة ألبورغ الشهيرة.
ملهى جومفرو آن غيد
عشاق النوادي الليلية، والذين لا يستطيعون قضاء الفترة الليلية إلا في ملهى أو نادي ليلي، توفر لهم مدينة ألبورغ أحد أشهر النوادي الليلية في ألبورغ والدنمارك، بل لن نبالغ إذا قلنا في أوروبا بأكملها، فنحن نتحدث عن ملهى كبير بمساحات جنونية، بالإضافة إلى خدمة ممتازة وجميع أنواع الكحوليات وتواجد كبير للفرق الموسيقية الشهيرة التي تُسهم في إحياء ليالي الملهى على أفضل نحوٍ ممكن، وربما كان لهذه العوامل يد كبيرة في جعل ملهى جومفرو أحد أهم الأماكن البارزة التي تشتهر به مدينة ألبورغ، وهذا طبعًا أمر نادر بعض الشيء، لكنه حدث في ألبورغ بسبب جومفرو.
هيليرود، مدينة سياحية وتاريخية عريقة
في الدنمارك ثمة جزيرة كبيرة تُعرف باسم زيلاند، وفي هذه الجزيرة ثمة مدينة صغيرة تُعرف باسم هيليرود، وهي بالضبط موضع حديثنا بوصفها أحد أهم المدن الموجودة في الدنمارك وأكثرها جذبًا للسياح، وكما هو معروف للجميع فإن المدينة لا يسكنها سوى ثلاثين ألف نسمة فقط، لكن على الرغم من ذلك تجدها ممتلئة بالسياح دائمًا، إذ أنهم يبلغون خمسة أضعاف سكان المدينة الأصليين، وليس هذا فقط، بل أيضًا ثمة حضور قوي للجاليات والأعراق المختلفة، فالجميع يرى قوة المدينة وقدرتها على الجذب، تلقى القدرة التي تنبع أصلًا من مكانتها التاريخية في المقام الأول ثم بعد ذلك تواجد الكثير من الأماكن أو المعالم البارزة، والتي هي طبعًا أماكن سياحية بامتياز، والجميل حقًا عزيزي السائح أنها أماكن مختلفة ومتنوعة، فهي لا تأخذ نمط واحد كالأماكن التاريخية أو الحديثة أو حتى التراثية والطبيعية، وإنما يُمكن القول أنها شاملة لكل ما سبق ذكره، وبالطبع السائح الآن لن يذهب إلى هيليرود فقط لمجرد هذا الكلام المُطلق، وإنما سيحتاج أولًا إلى التعرف على الأماكن البارزة بالتفصيل ليُحدد إن كان سيقوم بزيارة المدينة أم لا، وهذه بالضبط مهمتنا في السطور القليلة المُقبلة من خلال سرد هذه الأماكن لكم، والبداية ستكون مع قلعة فريدريكسبورغ، فماذا عنها يا تُرى؟
قلعة فريدريكسبورغ
طبعًا لا خلاف على أن قلعة فريدريكسبورغ تُعتبر من أهم المعالم السياحية البارزة الموجودة في مدينة هيليرود، بل لن نبالغ عزيزي السائح إذ قلنا أنها في الأساس المكان الذي يتم التسويق به سياحيًا للبلد بأكملها، فالقلعة قد أُسست قبل حوالي خمسة قرون على يد الملك فريدريك الرابع، ومنذ ذلك التوقيت وهي تُعتبر المكان الأبرز على الإطلاق، أضف إلى ذلك أنها تضم بداخلها متحف صغير مُلحق بها، على العموم، لن يكون بمحض إرادتك زيارة هذه القلعة، فما دمت في هيليرود فبكل تأكيد سوف تمر بها وتزورها، والجميل أنك لن تندم أبدًا على ذلك.
حديقة هيليرود
لا نزال مع الأماكن والمعالم البارزة الموجودة في مدينة هيليرود، والحديث هذه المرة ينتقل إلى الحديقة الرسمية في المدينة، حديقة هيليرود، وهي حديقة معروفة بمساحتها الكبيرة وشمولها لكافة أنواع أماكن الترفيه والانتظار، أضف إلى ذلك وجود مُتحف مُلحق بها، ولذلك هي مكان لا يُفوت كذلك من حيث الزيارة، ولا تنسى عزيزي السائح أن هذه الحديقة هي تقريبًا الوحيدة في المدينة، ولذلك نجد تفويت زيارتها من الصعب جدًا تعويضه.
نصب فريدريك السابع
نبقى مع المعالم البارزة الموجودة في مدينة هيليرود، والحقيقة أن نصب فريدريك السابع الذي سنتحدث عنه الآن لا يُعتبر فقط من المعالم البارزة الهامة في المدينة، وإنما في الدنمارك وأوروبا بالكامل، فهذا الملك من أشهر ملوك أوروبا القدامى، ولذلك سيكون من الرائع جدًا أن يكون هناك نصب يُخلد ذكراه، وهذه هي المهمة التي يقوم بها هذا النصب التذكاري الذي تبلغ أعداد الزيارات السنوية لها ما يزيد عن المئة ألف زائر، وهذه نسبة كبيرة للغاية مع الوضع في الاعتبار أن الأعداد الكلية للسكان لا تتجاوز في الأساس الثلاثين ألف نسمة، كما أنك هناك سوف تجد بعض الأماكن السياحية الجاذبة المُلحقة بالنصب بشكلٍ أو بآخر، ولهذا نعود ونُكرر بأنه مكان لا يستحق أبدًا التفويت لأي سبب.
متحف هيليرود الوطني
المتاحف الوطنية تأخذ كذلك نصيبًا كبيرًا من الأماكن والمعالم البارزة الموجودة في مدينة هيليرود، حيث أن هذه المدينة تمتلك بداخلها في الأساس مجموعة كبيرة من المتاحف، لكن هيليرود الوطني يُعد الأبرز والأكثر شهرة بسبب طبيعة القطع الأثرية التي تتواجد بداخله، أضف إلى ذلك أيضًا كونه متحف خاص ببلدية هيليرود ويحتوي على تاريخها وتاريخ الدنمارك بالكامل، بغض النظر عن مقتطفات من التاريخ الإنساني بشكلٍ عام، ولهذا نعود ونُكرر بأن هذا المتحف يستحق فعلًا الانضمام إلى الأماكن البارزة التي تستحق الزيارة في هيليرود.
كنيسة فريدريكسبورغ
لأن المدن الدنماركية بالكامل تُصبغ بالصبغة المسيحية وتلتزم التزامًا كبيرًا بالتعاليم الدينية كان لابد طبعًا من تواجد الأماكن التي تُرسخ لهذه الحقائق، وهذا ما يُمكن قوله من خلال كنيسة فريدريكسبورغ الموجودة بالقرب من القلعة التي تحمل نفس الاسم، وربما تذكرون أننا قلنا من قبل أن قلعة فريدريكسبورغ تُعتبر المكان الأشهر على الإطلاق في هيليرود، وبالتالي كافة المناطق المُحيطة بها تأخذ منها هذه الأهمية، على العموم، إذا ذهبتم يومًا ما إلى تلك المدينة لا تنسوا أبدًا زيارة الكنيسة مهما كانت ديانتكم، فهي مكان أثري مهم قبل أن تكون مجرد كنيسة عادية.
جبل فريدريك
لأن الأماكن الطبيعية موجودة بكثرة في مدينة هيليرود كان لابد من التعرض لواحدة من هذه النوعية من الأماكن، والحديث هنا عن جبل فريدريك الذي يُعتبر من أكبر القمم والمرتفعات الموجودة في الدنمارك وليس فقط هذه المدينة، وكما هو واضح فإن اسم الجبل يتبع اسم أحد الملوك القدماء في الدنمارك، وإن كان لابد من زيارة هذا الجبل فيجب التأكيد أولًا على كونه مُخصص فقط لأصحاب القلوب القوية بسبب ارتفاعه الشاهق، لكن بمجرد أن تصعدوا فوقه يُمكنكم أن تستمتعوا برؤية المدينة بالكامل من فوق هذه القمة، وهي متعة ما بعدها متعة بكل تأكيد.
طبعًا عزيزي السائح هذه المعالم البارزة التي تم التحدث عنها في السطور الماضية لا تُعبر عن كل الأماكن الموجودة من هذه النوعية في المدينتين المذكورتين، فقط يُمكننا القول إنهما الأشهر والأكثر جذبًا، ومع الزيارات المُتكرر للدنمارك ومدنها يُمكنكم الخروج بأكبر قدر ممكن من هذه الأماكن والاستمتاع بزيارتها كذلك.