بلا شك دولة الدنمارك مثلها مثل بقية الدول الأوروبية الأخرى التي تمتلك تاريخ طويل يجعلها مؤهلة لتواجد الكثير من الأحداث المُختلفة بداخلها، هذه الأحداث التي تتنوع لاحقًا لتشمل الكثير من الكرنفالات والمهرجانات والأعياد طبعًا في المقام الأول، والسائح الذي يُفكر في السفر إلى الدنمارك سوف يُفكر أولًا في التعرف على هذه الأحداث أملًا منه في الاستفادة منها عند التواجد في المدن الدنماركية، ولهذا سوف نقوم في السطور القليلة المُقبلة بالتعرض لأبرز هذه الأحداث وطرق الاحتفال بها، والبداية ستكون مع العيد الديني الأهم، القيامة، فماذا عنه يا تُرى؟

عيد القيامة أو الفصح

من أهم الأعياد التي تُقام في الدنمارك، وفي أوروبا بالكامل، بشكل سنوي، عيد القيامة المجيد، أو عيد الفصح كما يُطلق عليه البعض، وهو عيد يبدأ مع نهاية مارس وبداية شهر إبريل، وطبعًا الأمر لا يحتاج إلى كثير من التوضيح كي نُدرك بأن هذا العيد تابع للديانة المسيحية، فهو العيد الأول والأهم بها، ويحدث الاحتفال به من قبل الدنماركيين على شقين، الشق الأول هو الشق الديني الخالص، وفيه يذهب الناس إلى الكنائس والكاتدرائيات ويقومون بالطقوس الدينية والصلوات، وطبعًا هذا الشك لا يشترك به سوى المسيحيين، أما الشق الثاني فهو الشق الاحتفالي المبهج، وفيه تُقام كافة الاحتفالات والفاعليات التي تتناسب مع أي شخص عمومًا ويُمكن المشاركة فيها من الجميع وليس فقط المسيحيين، على العموم عزيزي السائح، الاحتفال بعيد الفصح في الدنمارك من الأشياء الممتعة التي ستعرف قيمتها بعد القيام بها.

أعياد الكريسماس

أيضًا من أهم الأعياد التي تُقام في الدنمارك وتشمل أوروبا بالكامل أعياد الكريسماس أو الميلاد كما يُطلق عليها البعض، وهي أعيا تبدأ في الأيام العشر الأخيرة من شهر ديسمبر القابع في نهاية كل عام، وفي هذا العيد يتم الاحتفال بأكثر من طريقة، لكن الشاهد أن التجمعات تكون حاضرة والحفلات تكون قائمة، أيضًا الملابس الجديدة تكون موجودة والأماكن السياحية الجاذبة الترفيهية تكون على أهبة الاستعداد، ولن نبالغ إذ قلنا أن بعض السياح يتخيرون هذا الوقت تحديدًا من أجل السفر إلى أوروبا والدنمارك بشكل خاص لحضور احتفالات الكريسماس، فالجميع يعرف أن هذه المناسبة هناك لها مذاق مختلف رائع، كن هناك واحضر واحدة من هذه الاحتفالات وستعرف السبب بنفسك.

عيد رأس السنة

لا نزال كما نحن مع الاحتفالات والأعياد والمناسبات التي تُقام بشكل سنوي في الدنمارك، والحديث هذه المرة ينتقل إلى أعياد رأس السنة، وهي التي تبدأ في نهاية اليوم الأخير من السنة القديمة وتستمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وفيها يتجمع الناس من أجل تمني الخير لبعضهم البعض والوقوف بجوار بعضهم في جو احتفالي مبهج، ولا ننسى طبعًا الطقس الأكثر شيوعًا في هذه المناسبة تحديدًا، وهو ارتداء الملابس التنكرية، على العموم، يأتي هذا العيد مرة واحدة في كل عام وينتظره الناس لكل الأسباب التي ذكرناها، لكن الدنماركيين بالذات يتفننون في طرق الاحتفال بالشكل الذي يجعلك ترغب بشدة في حضور هذا العيد في الدنمارك، جرب بنفسك وستعرف الفارق والسبب.

عيد تحرير الدنمارك

نبقى مع الأعياد التي تُقام في الدنمارك لكن هذه المرة ينتقل الحديث من الأعياد الدينية إلى الأعياد الوطنية، وعلى رأس الأعياد الوطنية عيد تحرير الدنمارك الذي يتم الاحتفال بها في الخامس من مايو القابع في كل عام، وطبعًا الأمر لا يحتاج إلى الكثير من الشرح، إذ أن هذا العيد يواكب ذكرى تحرير دولة الدنمارك في نهاية القرن المنصرم، وبالنسبة للدنماركيين أنفسهم هذا اليوم عيد حقيقي نالوا فيه كرامتهم وحريتهم، ولذلك تراهم يبدعون في الاحتفال بهذا العيد ويبذلون كل جهد ممكن من أجل خروجه على أفضل نحو ممكن، وطبعًا الأعلام التي تعج بها الشوارع والطرقات هي أكثر الأشياء تميزًا في هذا العيد، لذلك لا يُنصح أبدًا بتفويته لأنه غالبًا ما يجمع كل مظاهر المتعة التي تحدثنا عنها في كل الأعياد.

عيد العمال

الأول من مايو في كل مكان في العالم هو عيد العمال، وفيه طبعًا يتم منح العمال إجازة من العمل، لكن في الدنمارك تحديدًا الأمور لا تتوقف عند هذا الحد، إذ أنه في هذا الوقت أيضًا يتم الاحتفال بالعمال بوصفهم الترس الأهم في عجلة الدولة، وتتمثل مظاهر الاحتفال هذه في إقامة الحفلات والتجمعات الخاصة بالعمال بشكلٍ كبير وكذلك دعوة أسرهم وأقاربهم للمشاركة في هذا الحدث، حيث يُعتبر هذا اليوم تكليل لمجهودات العمال على مدار أيام العام، والحقيقة أنك عزيزي السائح إذا حضرت واحدة من هذه الأعياد فسوف تشعر وكأنك في عيد قومي أو ديني وليس مجرد عيد للعمال.

مهرجان الربيع

نتحول الآن من الأعياد إلى المهرجانات، والبداية كالعادة مع مهرجان الربيع الذي يتم الاحتفال به في شهر أبريل من كل عام، ففي هذا الشهر يُعبر الناس عن مشاعرهم الحقيقية تجاه فصل الربيع الذي يُعتبر بلا شك أحد أفضل فصول السنة، وفي هذا المهرجان المميز نرى الفرق الموسيقية وهي تجوب الشوارع وتعزف أجمل المقطوعات الموسيقية بالإضافة إلى الملابس الجديدة والمظاهر الاحتفالية المتمثلة في التجمعات والحفلات لدرجة أنك ستظن أنك في عيد الكريسماس وليس مجرد مهرجان عادي من أجل الربيع، ببساطة، كن حاضرًا في الدنمارك بوقت هذا العيد ولن تندم على الإطلاق.

مهرجان الطيور

تأخذ الطيور بمختلف أنواعها نصيبًا كبيرًا من اهتمام الدنماركيين لدرجة أنهم يبدعون في مسألة ابتكار الأعياد والمناسبات الخاصة بها، ومن أهم هذه الاحتفالات مهرجان الطيور الذي يُقام بالقرب من أحد شواطئ الدنمارك بشكل سنوي ويتم فيه دعوة الناس إلى المشاهدة أو المشاركة في المهرجان، أما المشاهدة فهي تتم طبعًا من خلال رؤية الطيور الحاضرة في العرض، والمشاركة تقوم على إحضار الطيور وتجهيزها من أجل التسابق في تلك المسابقة التي تستهدف اختيار الطائر الأجمل أو الأسرع أو الأغرب، هناك أكثر من مجال للتسابق والمسابقة نفسها ليست مهمة بقدر أهمية المهرجان وتوفيره لفرصة رؤية أكبر عدد ممكن من الطيور في مكان واحد مُجمع، لا تفوتوا المشاركة في مهرجان الطيور لأي سبب.

مهرجان الموسيقى الكلاسيكية

في مدينة كوبنهاجن الدنماركية، وهي العاصمة طبعًا، تتواجد حديقة كبيرة تُعرف باسم حديقة تيفولي، وبداخل هذه الحديقة ثمة ركن ثقافي مُخصص من أجل إقامة الفاعليات والمناسبات الثقافية، والواقع أنه من أشهر هذه الفاعليات التي تُقام في هذا الركن مهرجان الموسيقى الكلاسيكية، وهو مهرجان كبير يُقام في فصل الصيف ويتم دعوة أكثر من خمسين فرقة موسيقية محلية وعالمية، وهناك يتم عزف كافة أشكال الموسيقى الكلاسيكية لساعات طويلة، وهي نوعية من المتعة لن يُدركها إلا أولئك الذين يعشقون الموسيقى فعلًا ويُدركون قيمتها، لذلك سيكون من الأفضل عدم تفويت هذا المهرجان.

كرنفال ألبورغ للفنون

طبعًا ليس من المنطقي أبدًا أن تكون الدنمارك بكل هذه العراقة الفنية التي تمتلكها غير حاضنة لحدث مُتخصص في الفنون، وهذا ما يتحقق من خلال كرنفال الفنون الذي يُقام سنويًا في مدينة ألبورغ ويكون الهدف الرئيسي منه تجميع كافة الموهوبين في الدنمارك أو حتى أوروبا والعالم بأكمله، فالمهرجان يساع الجميع والاحتفالات لا تتوقف من أجل الفنون، والتي تكون طبعًا حاضرة في الكرنفال على أكثر من شكل، فهناك المنحوتات والرسومات واللوحات، وأخيرًا الفنون العادية الشهيرة كالغناء والرقص والتمثيل كذلك، ببساطة، كل شيء حاضر وموجود، وبتواجدك أنت في المهرجان سواء مشارك أو متفرج فبالتأكيد سوف تضمن الحصول على قدر كبير جدًا من المتعة، فقط جرب القيام بذلك ولن تندم.

سباق قوارب سكاجين

من أهم السمات التي تحظى بها المناسبات الموجودة في الدنمارك هي سمة الاختلاف، حيث أنه عزيزي السائح لا يُمكنك توقع ما ستعثر عليه من مناسبات داخل هذه البلد، وأكبر دليل على ذلك وجود سباق مُخصص من أجل القوارب في مدينة سكاجين الدنماركية، وكما هو واضح من الوصف فإن هذا السباق يقوم في المقام الأول على إقامة تسابق بين القوارب بالقرب من شاطئ سكاجين، وبالطبع تُقدم الجوائز للفائزين بالمسابقة، لكن الجائزة الحقيقية تكمن في المتعة الكبرى التي يحصل عليها المشارك والمتفرج في هذا الحدث الأهم، لذلك أيضًا يجب عليك عدم تفويته خصوصًا وأنه يُقام في فصل الصيف، وتحديدًا شهر أغسطس، وهو فصل العطلات التي يبحث الجميع عن أماكن من أجل استغلالها.

طبعًا عزيزي السائح هذه الأحداث والمناسبات التي قمنا بذكرها الآن لا تُعبر عن كل الأحداث الموجودة في الدنمارك، فهناك المزيد من الأعياد الدينية والوطنية، والمزيد من المهرجانات والكرنفالات طبعًا، لكننا فقط سنكتفي بذكر الأهم والأبرز والأكثر مناسبةً للسائح ويُمكنه فعلًا المشاركة في الاحتفال به لأنه ثمة بعد الأحداث الأخرى التي لا تتناسب مع هويتنا العربية والإسلامية على الإطلاق، والحديث هنا مثلًا عن مهرجان التعري المقام في كوبنهاجن، فهل من الممكن عزيزي السائح الاشتراك في مهرجان بهذه الكيفية أو حتى التنويه على وجوده؟ الإجابة بكل تأكيد لا.