لا شك عزيزي السائح أن وضع نبذة عن أشياء عظيمة وكبيرة مثل الدول أمر في غاية الحساسية، وذلك لأن النبذة في الأساس ترمز إلى الاختصار، والدنمارك بتاريخها الطويل ومكانتها الكبرى في أوروبا لا يُمكن معها الاختصار بأية حالٍ من الأحوال، لكننا في السطور القادمة سوف نحاول جاهدين فعل ذلك من خلال التعرف على أهم النقاط حول تاريخ الدنمارك والموقع الجغرافي لها وكذلك مناخها وسكانها وأهم الأمور المميزة بها بشكلٍ عام، والبداية ستكون طبعًا بالتاريخ.
تاريخ دولة الدنمارك
يبدأ تاريخ أرض الدنمارك في نفس التاريخ الذي بدأت فيه أرض إنجلترا وأرض فرنسا وأرض الفراعنة وأي أرض في العالم، فمع أن العالم قد تشكل على مراحل إلا أن الكرة الأرضية بالكامل قد تأثرت بعامل قوي وهو الانفجار العظيم، ولهذا تُنسب البداية الحقيقية له، لكن على العموم البعض الآن لا يعترف بذلك الأمر، وإنما يعتقد أن البداية الحقيقية لأي بلد في العالم هي بداية اكتشافها ومعرفة الإنسان بها، وبهذا الصدد يُمكن القول أن العثور على أرض الدنمارك جاء قبل حوالي مئة ألف عام من بداية التاريخ الميلادي، وبتحديد أكثر مئة وعشرة آلاف عام، أما البشر فقد تمكنوا من سكن هذه المنطقة قبل اثني عشر ألف عامٍ ونصف من ميلاد المسيح، ثم قبل حوالي أربعة آلاف عام كان الظهور الرسمي لأول نشاط حياتي معروف في تاريخ البشرية، وهو ظهور الزراعة بالصورة المعروفة للجميع، وبما أن الزراعة قد ظهرت فهذا يعني أنه ثمة من يحتاج إلى هذه المحاصيل، ثمة بشر قائمين وموجودين فعلًا في الدنمارك، لكن أين تحديدًا تواجد هؤلاء البشر؟ هذا هو السؤال الذي لا يُمكننا الإجابة عليه إلا من خلال التعرف على الحالة الجغرافية لدولة الدنمارك.
جغرافيا دولة الدنمارك
طبعًا لا اختلاف عزيزي السائح على أهمية التعرف على الموقع الجغرافي لدولة الدنمارك لأنه هو الذي يُحدد بشكل كبير أهمية الدول والأماكن البارزة بها ومكانتها بين العالم كذلك، على العموم يحد الدنمارك من الغرب دولة النرويج ومن الشرق السويد ومن الجنوب ألمانيا، بينما في الشمال يحدها بحر البلطيق الشهير، وكل هذه الحدود تجتمع في مساحة كلية لدولة الدنمارك تبلغ 43094، وعلى الرغم من المساحة القليلة نسبيًا إلا أن الدنمارك تمتلك بداخلها الكثير من التضاريس المختلفة كالجبال والسهول والمحيطات، وأشياء أخرى كثيرة تُقدم لنا في النهاية نموذجًا حقيقيًا للدولة المُتكاملة، إذ أن البعض يعتقد أن هذه الحدود وهذا الموقع الجغرافي أصلًا تُعتبر ضمن المميزات التي من النادر توافرها أوروبيًا.
مناخ دولة الدنمارك
في الحقيقة عزيزي السائح المناخ هو المردود الطبيعي للموقع الجغرافي، إذ أنه يتحدد أصلًا على حسب الموقع، وبالنسبة لمناخ دولة الدنمارك هو مناخ معتدل بسبب المنطقة المناخية المعتدلة التي تقع فيها هذه الدولة، فهو ليس بارد جدًا في فصل الشتاء، وإنما برد معقول للغاية، أما الصيف فهو يُعرف بكونه معتدل أيضًا، فهو ما بين البرودة والحر، مما يجعلنا في النهاية نحظى بمناخ رائع، لكن هناك شيء يجب معرفته جيدًا، وهو أن الأيام في الدنمارك تختلف من فصل إلى آخر، ففي بعض الفصول يكون اليوم طويل جدًا من حيث النهار وقصير من حيث الليل وفي بعض الفصول يكون العكس، لكن هذا طبعًا لا يُعكر من صفو الأجواء في الأعم الأغلب.
السكان في الدنمارك
قبل حوالي خمسة أعوام، وعلى حسب الإحصائيات الأخيرة، كانت أعداد السكان في الدنمارك تقترب من الخمسة ملايين ونصف المليون نسمة، لكن من المتوقع أن تكون هذه الأعداد قد وصلت الآن إلى سبعة ملايين نسمة تقريبًا، وهذه الأعداد مُقسمة بين أكثر من عرق، فمنها الإسكندنافية ومنها الإنويت ومنها الألمانية، أما الديانة الرسمية فهي الديانة المسيحية، وبنسبة لا تزيد عن الثلاثة بالمئة ثمة تواجد للمسلمين، وبالنسبة للغات فهناك أكثر من لغة أيضًا، لكن اللغة الأكثر استخدامًا هي اللغة الدنماركية الأولى بالطبع، وبنسبة أقل الألمانية والروسية والإنجليزية.
أهم ما يميز الدنمارك
كل بلد في العالم تمتلك بعض المميزات الخاصة التي ربما لا تتوافر في أي مكان آخر، وهذا الأمر ينطبق طبعًا على دولة الدنمارك بشدة، لكن الشيء الذي يُمكن ملاحظته بسهولة أن الدنمارك تختلف عن بقية الدول الأوروبية من حيث الأماكن الطبيعية التي تتواجد بداخلها، ولكي نكون واضحين فإن الدول الأوربية لا تتيح لها الطبيعة تواجد الكثير من الأماكن التابعة لهذه النوعية، لكن لحسن الحظ الدنمارك تمتلك معالم وتضاريس جعلتها تتميز في هذه النقطة تحديدًا، أضف إلى ذلك تميز الدنمارك الشديد بوجود الكثير من الجامعات، حيث أنها تُعد من أكبر عشر دول في أوروبا امتلاكًا للجامعات بمختلف أنواعها، ومن ضمن التميز الذي نتحدث عنه أيضًا وجود تنوع شديد للغاية في أنماط السكان الموجودين داخل الدولة، فهي لا تمتلك عرق مُعين وحيد، ومن هذه الزاوية يُمكننا كذلك التحدث عن الحالة الدينية، إذ أن الوحدة المسيحية في الدنمارك واضحة للغاية، ونحن هنا نتحدث عن ديانة أو فصيل في المسيحية نفسها، على العموم، بعد الأماكن الطبيعية والديانة والسكان والجامعات، هل هناك أي شيء آخر يُمكن قوله عن تميز الدنمارك؟
من أهم المميزات التي لا يجب أن نغفل أبدًا تواجدها في الدنمارك الموارد الطبيعية، فبباطن الدنمارك تتواجد الكثير من الموارد والثروات الطبيعية كالفحم والبترول والغاز الطبيعي والطباشير، أضف إلى ذلك تميزها من الناحية الزراعية وزراعتها لأهم محصول في العالم بأكمله، وهو محصول القمح طبعًا، وأخيرًا عزيزي السائح الثروة السمكية تأخذ كذلك وضعها الكبير في الدنمارك، ببساطة، هي دولة شاملة ومتكاملة، يعيبها فقط العدد القليل من السكان الذي لا يستطيع الاستفادة من كل هذه المميزات، وإن كانت التوسعة المُحتملة في هذه الأعداد سوف تجعل الأمور أفضل هناك خلال السنوات القادمة، وتحديدًا الخمسين عام المُقبلين حسبما تنص خطة التنمية.