دور العبادة في الجبل الأسود
طبعًا لا خلاف على أن السائح العربي المسلم سوف يُريد التعرف على حالة المساجد ودور العبادة بشكل عام في البلد التي سيذهب إليها، وما يزيد من أهمية ذلك الأمر أن الجبل الأسود في الأساس دولة مجهولة، على أية حال، دور العبادة الإسلامية في الجبل الأسود، والحديث هنا عن المساجد، تزيد عن المئة مسجد موزعة على كامل الدولة، وهذا الأمر يتناسب بعض الشيء مع أعداد المسلمين في هذه الدولة، والتي تبلغ حوالي مئة وعشرين ألف نسمة، وربما يتعجب البعض من هذه الأعداد إلا أن وجود الدولة العثمانية في مرحلة من مراحل الدولة ذات الجبل الأسود ساهم في زيادة أعداد المسلمين وأدى كذلك إلى إنشاء العديد من الأماكن الصالحة للصلاة، والحديث هنا عن عدد لا بأس به من المساجد كما ذكرنا بالإضافة إلى بعض الزوايا الصغيرة المتوزعة في الأماكن الهامة بالمدن الرئيسية.
الأمر لا يتوقف عند المساجد فقط، وإنما كذلك ثمة وجود للعديد من الهيئات الإسلامية كدار الإفتاء والمجمع الإسلامي والمدرسة الإسلامية، وهناك أيضًا شخصيات مسلمة في الحكومة مثل وزير الداخلية، لكن هذا لا يمنع على الإطلاق من وجود بعض التعنت الديني، وخاصةً مع بداية القرن الحالي، حيث كان من الصعب جدًا خروج فتاة وهي ترتدي الزي الإسلامي كالنقاب، وربما لا يزال هذا الأمر موجودًا في الوقت الحالي لكن بدرجة أقل، على العموم، السائح العربي المسيحي لا داعي لقلقه على الإطلاق، ففي كل مدينة ثمة عدد لا بأس به من الكنائس والكاتدرائيات الكبرى.
خدمة الإنترنت والواي فاي في الجبل الأسود
كذلك من ضمن الخدمات والموارد التي يُريد السائح الاطمئنان عليها قبل السفر ويعتبرها خدمة فارقة هي خدمة الواي فاي والإنترنت، إذ أنه لا يُمكن تخيل أي مكان في العالم بالوقت الحالي دون أن تكون هذه الخدمة حاضرة فيه، على العموم، الجبل الأسود تحظى بخدمة إنترنت متوسطة الجودة، صحيح أنها فائقة في العاصمة والمدن الرئيسية لكننا نتحدث عن الحالة العامة، وبالنسبة للأماكن التي يتوقع وجود الإنترنت فيها بشكل رئيسي فهي تتمثل في أماكن الإقامة وكذلك الأماكن السياحية المغلقة كالمتاحف والقاعات، كذلك لا ننسى بعض محطات الانتظار، وعلى كلٍ يُمكن الاكتفاء بكارت الإنترنت المُباع في المطار، وهو الذي يُعطيك استخدام محدد لوقت محدد مقابل تكلفة محددة غالبًا ما تكون خمسة دولارات.
الأماكن الآمنة والخطرة
من الطبيعي بالتأكيد أن تمتلك دولة الجبل الأسود بداخلها نماذج كثيرة من الأماكن الآمنة والخطرة، فنحن نتحدث عن دولة صغيرة وفي نفس الوقت لا تُعد كيانًا قويًا، على العموم، الخطر يبدأ من الطرق المُتعرجة التي يمتزج أغلبها بالجبال والمنحدرات العالية، ففي بعض الأحيان يكون السفر من مدينة إلى أخرى من خلال الحافلات أو السيارات أشبه بالمغامرة بسبب طبيعة الطرق، كذلك راعي جيدًا عزيزي السائح المناطق الغربية في دولة الجبل الأسود لأنها لا تزال تحتوي بداخلها على مجموعة من الأفاعي والحيوانات البرية، لذلك لا تحاول الذهاب إلى هناك ولو حتى على سبيل المغامرة، كذلك لا يُنصح بنزول البحر الشمالي في الجبل الأسود دون ارتداء الملابس الواقية لأن المياه هناك تُصبح خطيرة في الشتاء.
في مدينة روز، وهي مدينة سياحية، توجد بعض العمليات الإرهابية، ولذلك تُصبح المدينة خطيرة، وإن كان الوقت الحالي يشهد تأمينًا كبيرًا لها بسبب دخولها بقوة في الخريطة السياحية، أيضًا عزيزي السائح في العاصمة ثمة بعض المباني القديمة التي هُدمت جراء زلزال داس البلاد قبل تسعة أعوام، يُنصح طبعًا بعدم الاقتراب من هذه الأماكن لأنها باتت في الوقت الحالي وكر للمجرمين واللصوص والمدمنين، إذ أنه لم يتم التخلص من تلك البقايا، ونفس الأمر ينطبق على الأجزاء الجنوبية من الدولة والتي يُقال أنها وكر العصابات الرئيسية في الجبل الأسود، عدا ذلك من أماكن يُمكن القول إنه آمن بنسبة كبيرة، كما أنك عزيزي السائح من المفترض أن تحاول السير مع جماعات وبصحبة المرشد السياحي.
مواعيد العمل
طبعًا لا خلاف عزيزي السائح على أهمية التعرف على أبرز مواعيد عمل الجهات التي ستتعامل معها أثناء تواجدك في دولة الجبل الأسود مع التعرف كذلك على كيفية التعامل معها، وأهم هذه الجهات بالتأكيد البنوك.
البنوك
بالنسبة لبنوك الجبل الأسود فدعونا نوضح بالبداية شيئًا في غاية الأهمية، وهو أن دولة الجبل الأسود في الأساس لا تمتلك ذلك العدد الوافر من البنوك، بل أعدادها قليلة جدًا، هذا بالإضافة أصلًا إلى أنه بعد الانفصال عن صربيا عام 2006 تقلصت الأعداد أكثر، على العموم، البنوك الموجودة تفتح أبوابها يوميًا ما عدا السبت والأحد، والمواعيد تبدأ في السابعة صباحًا وتنتهي في الثالثة عصرًا على أقصى تقدير، ويجب الانتباه إلى أهمية الاشتراك في أحد البنوك التي تمتلك فروع كثيرة داخل الدولة مثل بنك الجبل الأسود الدولي، فهو البنك الأشهر هناك.
المتاجر
تبدأ المتاجر في الجبل الأسود عملها من العاشرة صباحًا وتستمر حتى السابعة مساءً، وفي بعض الأحيان قد يطول الأمر لتصل إلى العاشرة، وأهمية التعرف على هذه المواعيد تكمن في الحاجة إلى المواد التي تبيعها المتاجر، والتي يتم تقديمها بالمناسبة بأسعار قليلة للغاية، حيث أن الجبل الأسود من الدول الأقل فيما يتعلق بأسعار السلع التجارية.
الصيدليات
فيما يتعلق بالصيدليات فلا نحتاج طبعًا إلى الكثير من الشرح، فهي من الجهات التي لا تلزمها حالة العمل بها إلى مواعيد محددة، فالمريض يحتاج إلى الدواء في أي وقت ودون سابق إنذار، على العموم، الصيدليات في الجبل الأسود قليلة بالأساس، وهي تفتح لمدة عشرين ساعة في اليوم الواحد ولا تُغلق إلا منذ الثانية بعد منتصف الليل وحتى السابعة صباحًا، وقد تتغير بعض المواعيد لكن يبقى معدل العشرين ساعة ثابت غالبًا.
المطاعم والمقاهي
تُعتبر المطاعم والمقاهي كذلك من الجهات التي يسأل عنها السائح ويهتم كثيرًا بها، وهي تفتح في الجبل الأسود على حسب نوعية المكان نفسه، فبعض المطاعم على سبيل المثال لا تُقدم وجبة الإفطار، وبالتالي لا تقوم بفتح أبوابها إلا مع الاقتراب من العاشرة أو الحادية عشر صباحًا استعدادًا لوجبة الغذاء وبعدها العشاء، إذ أنها تستمر غالبًا حتى الواحدة بعد منتصف الليل، بينما المطاعم التي تُقدم الثلاث وجبات يوميًا تفتح منذ السادسة صباحًا وتعمل ما يقترب من العشرين ساعة في اليوم الواحد، ببساطة، لا داعي للقلق أبدًا من حالة المطاعم في الجبل الأسود، وهي كثيرة بالمناسبة.
أهم العطلات والمناسبات
يسأل الكثير من السياح عن العطلات والمناسبات من أجل الاحتفال بما يناسب منها وتفادي تلك الأيام التي تتعطل فيها الحياة داخل الجبل الأسود، وبالنسبة للعطلات فهي مثل بقية أوروبا عطلة أسبوعية تتمثل في يومي السبت والأحد، هذه بالإضافة إلى بعض الأعياد الوطنية كعيد الانفصال وعيد الاستقلال، فمثل هذه الأعياد لا تكون إجازات ترفيهية لكنها تشهد تعطلًا تامًا في الحياة داخل الجبل الأسود ولا يُمكن الاستمتاع سياحيًا خلالها، بينما أيام الأعياد والمهرجانات هي التي تُجدي في هذا الصدد، ونحن هنا نتحدث عن الأعياد الدينية كالفصح وعيد القديس وكذلك الكريسماس وعيد رأس السنة ومهرجان الربيع، فكل هذه المناسبات، وعلى الرغم من كونها عطلات، إلا أن الأماكن السياحية فيها تعمل بأكثر من طاقتها، وبالتالي لن يتأثر السائح كثيرًا بوجودها، بل على العكس سيستمتع بها، وهو المطلوب طبعًا.
البريد
لا توجد خدمة بريد حقيقية في دولة الجبل الأسود، صحيح أنه قبل الانفصال عن صربيا في عام 2006 كانت الخدمة موجودة على استحياء إلا أنها شبه انعدمت في الوقت الحالي، وبالنسبة لبريد الشحنات والطرود فمن الأساس يتم استخدامه من خلال الشركات المتخصصة وليس خدمات البريد الحكومية، حيث أنها تُصبح أكثر فاعلية وتقوم بالتوصيل أسرع لأنها بالأصل شركات دولية، ومن أهم الشركات التي يُنصح بالتعامل معها أثناء التواجد في الجبل الأسود شركة مونتينيجرو اكسبريس وكذلك شركة نقل للشحنات الثقيلة، أيضًا الموانئ يُمكن استخدامها في هذا الغرض، لكن بدرجة أقل لأن تكلفتها في الجبل الأسود تكون مُرتفعة بعض الشيء.
الطوارئ
فيما يتعلق بخدمة الطوارئ داخل دولة الجبل الأسود فهي أيضًا ليست بالقوة المطلوبة، حيث أننا نتحدث أساسًا عن دولة قوامها ستمائة ألف نسمة فقط، لكن على الجانب الآخر نجد أن نسبة الأمن والأمان جيدة، وبتقييم عام يُمكن القول أن الخدمة ومستواها يتراوح بين المقبول والجيد، ونحن هنا نشير بالتأكيد إلى الشرطة والإسعاف والمطافئ، ولطلب واحدة من هذه الخدمات يُمكن الاستعانة بالرقم الدولي للطوارئ ثم الانتقال من خلاله إلى المطلوب، والرقم الدولي هو 112.