أولسيني
ببساطة شديدة، إذا ذهبت إلى الجبل الأسود دون أن تقوم بزيارة مدينة أولسيني الواقعة في الجنوب فأنت لم تقم أصلًا بالزيارة لأننا نتحدث عن أجمل مدينة على الإطلاق في هذه الدولة، إنها مدينة تاريخية من الطراز الفريد، حيث أنها تمتلك تراثًا يعود للعصر الروماني القديم بالإضافة إلى العصر العثماني، وقد أدى كل ذلك التنوع إلى وجود الكثير من الأماكن التاريخية المختلفة، لكن المفاجأة أن أولسيني تُصبح مناسبة أكثر للسياح المسلمين، حيث أنها تمتلك بداخلها نسبة كبيرة من المسلمين بسبب وقوعها مع الحدود الألبانية، وقد أدى ذلك إلى تواجد المساجد كأبنية تاريخية بالمقام الأول، بعد ذلك تأتي الكنائس والأبنية الأخرى الحاملة لنفس المضمون، أيضًا هناك بقايا لتماثيل قديمة والعديد من القصور الرومانية المُدهشة، أو دعونا نقول العديد من بقايا القصور، فبين الحين والآخر يتم اكتشاف قصر جديد تحت الأرض.
المدينة يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر، أو هذا فقط هو تاريخ اكتشاف المدينة، وقد تم استغلال كل هذا الإرث التاريخي في صورة مجموعة من المتاحف المتخصصة في مجالات كثيرة كل مجال على حِده، لكن دعونا نقول إن أغلب السياح الذين يذهبون إلى هناك يعرفون تمام المعرفة أن الجانب الترفيهي يتعلق بالتاريخ فقط لدرجة أن المطاعم في أولسيني تبيع كذلك الأطعمة التركية والرومانية والغربية القديمة، فقط اذهبوا إلى هذه المدينة الجميلة ولن تندموا على الإطلاق، ولا تنسوا أن الساحل كذلك سيكون بانتظاركم، حيث أنها مدينة ساحلية بامتياز.
سفيتي ستيفان
قبل حوالي سبعة قرون تم اكتشاف جزيرة سفيتي ستيفان في الجبل الأسود، والحقيقة أن أقل ما يُمكن وصف هذا الاكتشاف به أنه كان اكتشافًا مُذهلًا بالفعل، فنحن لم نكتشف جزيرة بعدة شواطئ، بل إنما أيضًا كان ثمة إرث تاريخي في غاية الأهمية، ففي داخل سفيتي ستيفان ثمة بقايا الكثير من القلاع والآثار التاريخية، هذا طبعًا بالإضافة إلى مزيج من البحيرات والجبال والمنحدرات والأماكن الطبيعية، وهذا ما أدى في النهاية إلى تحول سفيتي ستيفان إلى مكان للتصييف من قِبل مشاهير العالم، ففي فصل الإجازات سيكون بمقدورك رؤية شواطئ ومنتجعات هذه الجزيرة وهي تعج بالنجوم، وهذا طبعًا لا يعني أنها مُخصصة لهم فقط، وإنما بإمكان الجميع الاستمتاع بها طوال العام، وإن كان الفصل الأنسب بالتأكيد هو فصل الصيف، فالمياه في هذا التوقيت تكون زرقاء صافية والرمال تكتسي بلون الذهب.
جزيرة سفيتي ستيفان مناسبة بشدة للأنشطة المائية بكافة أشكالها، كذلك ثمة الكثير من المطاعم المتناثرة على أطرافها بالإضافة إلى الحدائق المائية المميزة، وإذا كنت عزيزي السائح تظن أن هذا هو كل شيء يُمكنك الاستمتاع به هناك فأنت مُخطئ بالتأكيد، فقط اذهبوا إلى هذه الجزيرة ولن تندموا على الإطلاق.
بحيرة سكادار
إذا كنت عزيزي السائح تخطط لزيارة الجبل الأسود دون أن يتم وضع بحيرة سكادار ضمن خطط الزيارة هذه فيجب أن تقوم بمراجعة نفسك سريعًا لأنك ستخسر نصف الجمال الموجود في الجبل الأسود تقريبًا، فالجميع يعرف بلا شك أن هذه البحيرة عبارة عن لوحة منحوتة بالقرب من أحد الشواطئ الرئيسية بالمدينة، كذلك المياه الصافية بها تُشجع على الكثير من النشاطات المائية التي تجعل السائح يذهب إليها خصيصًا مهما كانت التوقيت، ومع أن البحيرة في مكان مرتفع نسبيًا عن سطح الأرض إلا أنها لا تتعرض للتجمد خلال الشتاء، وهذا الأمر مُدهشًا لكل من يعرفون برودة الجبل الأسود.
البحيرة يُحلق فوقها في أوقات كثيرة من العام ما يزيد عن الثلاثمائة نوع من الطيور المُثيرة، والتي ربما لم يرى الإنسان قبل من قبل، مما يُعطي في النهاية مشهدًا مُبهرًا لسماء البحيرة، وطبعًا مكان ثري بالجمال مثل هذا تم استغلاله أفضل استغلال ممكن من خلال إنشاء الكثير من معالم الجذب حوله، ونحن هنا نتحدث عن مجموعة من المطاعم بالإضافة إلى منتجع كبير، وإن كانت أغلب هذه الأماكن بعيدة بمسافة معقولة عن البحيرة حتي يتم منح الجمال الموجود بالبحيرة نفسها فرصة من أجل الظهور وإمتاع الناس به، فقط كونوا هناك ولن تندموا.
روز
إذا كنت عزيزي السائح تبحث عن مكانًا هادئًا داخل دولة الجبل الأسود فإن منطقة روز سوف تكون بكل تأكيد خيارك الأمثل، إذ أن تلك المدينة الجميلة تظل هادئة طوال العام ولا تستقبل إلا السياح في فصل الصيف، أيضًا يُمكن القول إن الصيادين يجدون في هذه المدينة ملاذًا لهم بسبب البحار الموجودة بها والتي تعج بالأسماك، وهذا أمر يُمكن استغلاله بصورة جيدة من خلال وضع سلسلة من المطاعم على شواطئ روز يتم تقديم المأكولات البحرية الطازجة بداخلها، وبمناسبة شواطئ روز، دعونا نقول بكل ثقة أن هذه الشواطئ هي الأفضل على الإطلاق داخل الجبل الأسود، فهي شواطئ برمال ذهبية ومياه ناقيه، أضف إلى ذلك الطبيعة الجبلية للشواطئ والتي تمنحها مذاقًا مختلفًا عن غيرها.
حول الشاطئ يُمكننا استكشاف الكثير من الأماكن الجاذبة بحد ذاتها داخل روز الجميلة، والحديث هنا في المقام الأول عن البلدة القديمة، وهي بلدة تاريخية عتيقة لا يسكنها أحد في الوقت الحالي، لكنها لا تزال محتفظةً برونقها، ويُمكن فيها القيام بعملية محاكاة للحياة القديمة في روز وكيف كان الناس يعيشون في هذه الأثناء، أيضًا هناك بقايا معبد قديم ومنطقة للمقابر، مما يمنحنا في النهاية اللمحة التاريخية الرائعة، ولكل هذه المعطيات التي ذكرناها باتت روز منطقة جذب هامة.
كوتور
عندما ينضم جزء ما من المدينة إلى منظمة اليونسكو ليكون تراثًا عالميًا فإننا نتوقع بالتأكيد أن هذا المكان يضم جانب كبير جدًا من التميز، أما عندما تنضم مدينة بالكامل مثل كوتور وتُصبح جزء من التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو فهذا يعني بالتأكيد أننا نتحدث عن مدينة مُدهشة، وهذا بالضبط ما ستعنيه لك عزيزي السائح تلك المدينة التاريخية الجميلة، والتي كانت في السابق خاضعة للحكم الفرنسي والعثماني، وقد أثر ذلك فيها من خلال شكل الشوارع الضيفة والبيوت التي تكاد تتحدث التركية والفرنسية بسبب الصبغة التي تأخذها، أضف إلى ذلك عزيزي الزائر أن السكان الموجودين في هذه المدينة يُعدون من الأساس أتراك وفرنسيين، وكأنك تزور قطعة مشتركة بين البلدين!
كوتور تمتلك العديد من مناطق الجذب بداخلها، فعلى سبيل المثال ثمة وجود للساحة القديمة، هذا طبعًا بخلاف البوابة التاريخية التي كانت تسبق قلعة كوتور المخصصة سابقًا للدفاع عن المدينة، وقد انبثق عن ذلك الكثير من المتاحف، لكن الشيء الذي لا يقل أهمية على الإطلاق وجود مطاعم فرنسية وتركية، هذا بالإضافة إلى وجود العديد من المطاعم العالمية والمحلية، إنها ببساطة شديدة مدينة تصلح بشدة للقيام بجولة شاملة لا يُمكن تعويضها.
بيراست
في القرن الثامن عشرن تم الانتهاء من مدينة حجرية على الطراز الباروكي داخل حدود الجبل الأسود، تلك المدينة كانت تُعرف باسم بيراست، وقد تعمد من شيدها أن تكون أشبه بالمحاكاة للمدينة الإيطالية القديمة بعراقتها، لدرجة أنك إذا نظرت في أحد مدن إيطاليا قبل مئتي عام وقارنتها بمدينة بيراست في الوقت الحالي فستجد أنها تتشابه معها إلى حدٍ كبير، كذلك ثمة وجود للعديد من أبراج المراقبة المتوزعة بصورة رائعة بين مناطق المدينة، ولن تكون مفاجأة بالتأكيد إذا عرفنا أن تلك المدينة تشهد أكبر تكتل ديني في الجبل الأسود بأكمله، وذلك بوجود ما يزيد عن الأربعة عشر كنيسة كبرى بالإضافة إلى عدد لا بأس به من المساجد التي خلفتها الحقبة التركية، وهي واحدة من أهم الحقب التي شهدتها مدينة بيراست.
الأماكن المُدهشة داخل مدينة بيراست لا تتوقف على الإطلاق عند ما سبق ذكره، إذ أنه ثمة أيضًا قصر باروكي بالإضافة إلى بعض البيوت المُدهشة في شكلها، والتي يُمكننا من خلالها رؤية عظمة التاريخي المعماري في فترة إنشاء المدينة، وأخيرًا لا داعي للقلق على الإطلاق بالنسبة لعشاق الطبيعة، إذ أنهم سيجدون داخل بيراست بعض البحيرات بالإضافة إلى الكثير من الشواطئ الممتعة، إنها بكل تأكيد زيارة لا تُفوت في واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي.