بكل تأكيد السائح سوف يكون في حاجة دائمًا إلى وضع مسارات مناسبة من أجل رحلته، أو دعونا نقول بمعنى أدق أنه سوف يحتاج إلى التعرف على مثل هذه المسارات للمساعدة، وهذا ما سنقوم بتوفيره بالفعل من خلال التعرض لمسار كامل لدولة الجبل الأسود يتكون من أربعة أيام، ثم نرى سويًا ما الذي يُمكننا فعله بالضبط في هذه الأيام الأربع.

يومان في كوتور

بداية مسارنا يجب أن تكون مع واحدة من المدن الجميلة جدًا في دولة الجبل الأسود، وقد وقع الاختيار على مدينة كوتور ذات الثلاثة عشر ألف نسمة فقط، فهي تقع بالقرب من الساحل وتُعتبر من الأقليات السكنية، لكن على الرغم من ذلك تجدها تحاول جاهدة الظفر بالتواجد السياحي المميز، وهذا ما نجحت فيه بالفعل لدرجة أنها قد أُدرجت بالكامل ضمن أراضي منظمة حفظ التراث العالمي اليونسكو، فما الذي يُمكننا فعله داخل هذه المدينة الجميلة يا ترى خلال يومين؟

اليوم الأول

في مدينة زاخرة بالأماكن الطبيعية مثل كوتور يكون من المنطقي تمامًا قضاء اليوم الأول في مشاهدة كاملة للأماكن المنتمية لهذه النوعية، فبعد تناول وجبة الإفطار في أحد فنادق المدينة يُمكننا التوجه مباشرة إلى شاطئ كوتور، وهو شاطئ المدينة الرئيسي، وذلك للاستمتاع بالأجواء به في الساعات الأولى من الصباح، بعد ذلك يأتي الدور على زيارة جزيرة سفيتا ماركو المميزة، ولن ننسى بالتأكيد زيارة بحيرة البروج الشهيرة، وهي بحيرة محاطة بالعديد من بروج الحمام والطيور، وسنتبع الجزيرة بمنتزه العائلة، وهو منتزه أطلق عليه هذا الاسم لتناسبه مع العائلات، ثم بعد ذلك سنتناول وجبة سريعة مع أخذ جولة بين شوارع المدينة قبل أن نعود إلى فندق الإقامة استعدادًا لبدء اليوم الثاني داخل كوتور الجميلة.

اليوم الثاني

بداية اليوم الثاني سوف تكون مخالفة لليوم الأول، حيث أننا في ذلك اليوم سنتناول وجبة الإفطار في أحد المطاعم الخارجية، ثم بعد ذلك سنقوم بجولة مشي في شوارع كوتور يعقبها بداية الجولة بزيارة الأماكن التاريخية الأثرية، والبداية مع ضريح لوفسين، ثم بعد ذلك تأتي قلعة سيدة الصخور ومتحف القطط المميز وقلعة وضريح كوتور، كل هذه الأماكن سوف نقضي جولتنا بالنهار بها، يلي ذلك، وفي بداية المساء، سنقوم بزيارة الحديقة المائية ومتحف الفن الحديث، ثم في نهاية اليوم سوف نتناول وجبة العشاء في أحد المطاعم الفاخرة، ولن ننسى بالتأكيد زيارة أحد مراكز التسوق والقيام بجولة مشي سريعة في الشوارع المرصوفة للتعرف على أبرز معالم المدينة المتبقية قبل ختام الجولة.

يوم في براني

مدينة براني الجميلة الموجودة في دولة الجبل الأسود تستحق كذلك الانضمام إلى القائمة وقضاء يوم كامل بها، وخلال هذا اليوم سوف نقوم بزيارة سوق براني للمواد التجارية، وهو يُعتبر السوق الشعبي الأول والأهم في الدولة بالكامل، كذلك سنقوم بزيارة منتزه براني الوطني بالإضافة إلى متحف الفنون التشكيلية الذي يُنافس أفضل متاحف قارة أوروبا بهذا الصدد، وبالتأكيد لن ننسى زيارة قلعة رأس الشيطان، وهي القلعة التي كانت تُعتبر في زمان الرومان مقبرة الغزاة والمكان الذي ينتهي عنده أي احتلال، ولن ننسى بالطبع تناول وجبة غذاء مميزة في منتصف اليوم حتى نتمكن من استكمال يومنا.

بقية اليوم سوف تبدأ من خلال زيارة كنيسة القديس جرجس، وهي كنيسة تمتاز بالزخارف والقطع المسيحية النادرة، أيضًا لن نغفل زيارة الحديقة المائية وشاطئ براني على اعتبار أنها في الأساس مدينة ساحلية من الطراز الفريد ولا يُمكن زيارتها دون المرور بساحلها، ومع بداية ساعات المساء يُمكننا زيارات أحد مراكز التسوق الهامة بالمدينة كمركز السول مارك والقيام بجولة شراء قبل التوجه إلى مطعم فاخر وتناول وجبة عشاء تليها مباشرةً ساعة من المشي وسط المدينة للاستمتاع بكافة تفاصيلها، وفي هذه الأثناء سيكون يومنا داخل براني قد شارف على الانتهاء، لنستعد بعد ذلك لليوم الأخير.

يوم في تيفات

اليوم الأخير من مسارنا داخل دولة الجبل الأسود سوف نقضيه في واحدة من أجمل المدن الموجودة في الدولة، وهي مدينة تيفات، والحقيقة أن تلك المدينة على الكثير من الأماكن المحببة للسياح وعلى رأسها جبل الطبيعة الذي يُعتبر من أهم القمم الموجودة في الدولة، كذلك ثمة قلعة تاريخية شهيرة تُعرف باسم قلعة سيدة الصخور، هي أيضًا مكان غير قابل للتفويت خلال مسارنا بالإضافة إلى شاطئ تيفات ودير العذراء وبرج الساعة الرئيسي، فكل هذه الأماكن الخاطفة تتواجد بالقرب من بعضها ويُمكننا زيارتها في ساعات النهار فقط، ليتبقى بذلك ساعات المساء المميزة.

ليل تيفات من الأشياء المُبهرة بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، حيث يُمكننا الاستمتاع أولًا بزيارة المنطقة التاريخية القديمة والمشي في الشوارع المرصوفة، ثم بعد ذلك سيكون بمقدورنا زيارة أحد مطاعم تيفات التي تُقدم الوجبات البحرية قبل أن نذهب إلى ميدان تيفات ونسير به لمدة ساعة على الأقل حت نتمكن من رؤية كل الأماكن المميزة الموجودة بداخله، والتي هي في الغالب أماكن حديثة كالمولات والمحلات التجارية وجهات الإدارة في تيفات، لكن رؤيتها طبعًا من الأشياء المُبهجة، خصوصًا إذا كانت آخر ما سنراه في الجبل الأسود قبل مغادرتها لنهاية مسارنا بها.