إيرلندا الشمالية

إيرلندا الشمالية - مناطق الجذب السياحي

بلفاست: هدوء ما بعد العاصفة

جميعنا نعرف المثل القائل هدوء ما قبل العاصفة وهو يعبر عن قرب حدوث أمر خطير أو مفاجئ، ولكن مدينة بلفاست يقال عنها عكس ذلك المثل هدوء ما بعد العاصفة حيث أنها قد مرت ببعض الصراعات والمشاكل الخطيرة في النصف الثاني من القرن العشرين، أما منذ بداية القرن الواحد والعشرين هدأت الأوضاع تمامًا وصارت الدولة تنمو وتزدهر بشكل سريع، ومدينة بلفاست تلك هي العاصمة والمدينة الأكبر في إيرلندا الشمالية بينما تأتي في المرتبة الثانية على جزيرة إيرلندا كلها، والمرتبة الأولى على مستوى الجزيرة هي مدينة دبلن عاصمة جمهورية إيرلندا، نعود إلى بلفاست التي تعج بأماكن الجذب السياحي المختلفة وأولى هذه الأماكن هي الحدائق النباتية التي تصنف ضمن الحدائق العامة في مدينة بلفاست، وقد تم وضعها في تصنيف الحدائق العامة منذ بداية العصر الفيكتوري تقريبًا، وتحتوي الحديقة على نباتات استوائية جميلة وسلال متدلية بالأعلى والكثير من الأشجار والورود الجميلة.

فبشكل عام لن تندم من زيارة هذه الحديقة الجميلة والمثالية وخاصة إن كنت مسافرًا إلى إيرلندا الشمالية في فصل الصيف، حيث أن المناخ الجوي يكون جميل جدًا في تلك الآونة أما في فصل الشتاء يكون الجو باردًا جدًا ويغطي الجليد الحديقة.

قاعة المدينة

تأسست قاعة المدينة أو قاعة بلفاست كما تسمى في العام السادس من القرن العشرين وهي بذلك تعتبر من معالم الجذب الهامة في المدينة، وتتواجد هذه القاعة في قلب العاصمة وهذا ما يجعلها نقطة اهتمام كبيرة من قبل الناس، وتتواجد بالقرب من قاعة المدينة ساحة واسعة تسمى دونيجال وهي تقام فيها رحلات ترفيهية وتعريفية للسياح القادمين من خارج الدولة، حيث يأخذهم المرشدين إلى قاعة بلفاست ويقومون بشرح ما بها من معالم أثرية وما حفظته بين جدرانها من وقائع تاريخية، وهذا الرحلة الإرشادية تستمر ستون دقيقة تقريبًا، وبعد الانتهاء من الرحلة يذهب السياح مع المرشدين إلى إحدى المطاعم الشهيرة بجوار قاعة المدينة ويتناولون بعض الطعام المميز في دولة إيرلندا الشمالية.

سوق سانت جورج

في العقد الأخير من القرن التاسع عشر وتحديدًا من عام 1890 وحتى عام 1896 تم بناء سوق فيكتوري كبير جدًا مغطى من جميع الجوانب وموقعه كان في شمال العاصمة بلفاست، ولكن هذا السوق انتهى ولم يبقى له أي أثر سوى سوق سانت جورج الصغير، حيث كان هذا السوق الأخير هو أخر ما بقي من السوق المغطى ولذا مكانته في قلوب الشعب الإيرلندي الشمالي كبيرة جدًا، ويقدم هذا السوق العديد من المنتجات المختلفة من ملابس وتحف ومواد غذائية ومجلات وكتب وغيرها من الأشياء الأخرى، ويعد سوق سانت جورج هو واحد من أهم الأسواق في المملكة المتحدة كلها ولذا نرى إقبالًا كثيف عليه من قبل المواطنين الإيرلنديين الشماليين ومن قبل الزوار والسياح الأجانب.

حديقة حيوان بلفاست

يرجع تاريخ حديقة حيوان بلفاست بشكلها الحالي إلى الربع الثاني من القرن العشرين وتحديدًا عام 1934، ويوجد بداخل تلك الحديقة العديد من الحيوانات المختلفة والتي يصل عددها إلى أكثر من ألف ومائتي حيوان، وكلهم يعودون في الأصل إلى مائة وأربعين فصيلة منهم بعض الفصائل النادرة والتي أوشكت على الانقراض، وتقدر أعداد الزوار الذين يأتون إلى زيارة حديقة حيوان بلفاست سنويًا إلى أكثر من ثلاثمائة وخمسين ألف زائر، وهذا رقم كبير بالنسبة لحديقة واحده فقط وخاصة إذا علمنا أن أعداد زوار الحديقة بشكل سنوي في ازدياد سريع.

ديري: المدينة الأكبر بعد العاصمة

نأتي هنا للحديث عن مدينة ديري التي تعد الأكبر بعد العاصمة بلفاست وقد ذاعت شهرة هذه المدينة بشكل أكبر منذ عام 2013، حيث أنه في هذا العام قامت الحكومة بتطوير الواجهة البحرية وبناء جسر السلالم الجديد وتطوير منطقة غيلدهول وساحة إبرنغتون، كل هذا التطوير والإصلاح قد أعطى أهمية كبيرة للمدينة وجعلها تستحوذ على النسبة الأكبر من السياحة بعد مدينة بلفاست، وأولى المناطق الهامة والجاذبة للسياحة بها هي جدران المدينة والذي خططت منذ عام 1629، وكان الهدف من جدران هذه المدينة هو حمايتها من أي غزو خارجي، وكانت تلك الحماية للإنجليز والإسكتلنديين وليس للإيرلنديين ففي تلك الفترة كانت تتعاقب علي جزيرة إيرلندا دولتين إما إنجلترا أو إسكتلندا، ويبلغ ارتفاع تلك الأسوار حوالي تسعة أمتار، وطولها بشكل إجمالي يتجاوز الواحد ونصف كيلو متر، ومن الأحداث التاريخية التي شهدتها تلك الأسوار هو أنها صمدت في وجه الأعداء أكثر من ثلاثة شهور ونصف في نهاية القرن التاسع عشر.

وهذه مدة كبيرة توضح لنا مدى قوة وصلابة جدران المدينة التي بنيت منذ القرن السابع عشر، وإذا زرت جدران ديري فسوف تتمكن من رؤية ريف المدينة من خلال الفتحات الموجودة فيها، ومن الجدير بالذكر أن هذه المدينة تعتبر الوحيدة التي لا تزال تحتفظ بكل تفاصيلها الأثرية منذ القدم.

متحف ديري الحر

أفتتح هذا المتحف في العام السادس من القرن الواحد والعشرين وكان الغرض منه هو تجسيد الأحداث العصيبة التي مرت على هذه المدينة التاريخية العريقة، حيث أن مدينة ديري قد شهدت العديد من الحصارات والمعارك فوق أراضيها وخاصة فيما بين القرن السادس عشر والتاسع عشر، حتى قامت الحكومة بالتخطيط لبناء المتحف في الجهة المقابلة لشارع روسيفل، وبالفعل تم الانتهاء من البناء وافتتاحه رسميًا في عام 2006، ويوجد بداخل المتحف أكثر من خمسة وعشرين ألف قطعة أثرية وتجاورهم بعض المخطوطات والوثائق والرسائل والصور الفوتوغرافية، هذا بجانب مقاطع الفيديو وأرشيف اللقطات والتقارير الصحفية والعروض التفاعلية والملصقات، وأغلب هذه الأشياء تدور حول الأحد الدامي ومعركة بوغسايد وعملية موتورمان، والبقية لأحداث أخرى جرت في الحقبة التاريخية التي ذكرناها بالأعلى، وفي لفتة طيبة يجسد المتحف بعض الأحداث والوقائع المؤسفة التي جرت فوق الأراضي الفلسطينية، اعترافًا من المسئولين بحرية الشعب الفلسطيني ورفضهم لما يجري فوق تلك الأراضي، ويزور السياح متحف ديري الحر بأعداد كبيرة جدًا كل عام تقدر بمئات الآلاف.

كاتدرائية القديس كولومبوس

من الأماكن الهامة الجاذبة للسياحة في دولة إيرلندا الشمالية هي كاتدرائية القديس كولومبوس الموجودة في قلب مدينة ديري الكبيرة، وقد تم بناء تلك الكاتدرائية في عام 1630 بطراز معماري فريد وخاص بإيرلندا الشمالية يسمى الغراس القوطية، وتعتبر تلك الكاتدرائية هي الأولى من نوعها بعد الإصلاح الذي جرى في العصور الوسطى داخل الأراضي البريطانية والإيرلندية، وتعد أيضًا أقدم نصب تذكاري في المدينة بأكملها، نظرًا لأن البرج والصحن هما أولى أعمال البناء التي جرت في الكاتدرائية، وباقي الكاتدرائية تم بناءه في القرن التاسع عشر والعشرين، ويوجد بالكاتدرائية بعض المصنوعات اليدوية ومفتاح مدينة ديري منذ نهاية القرن السابع عشر، ولا ننسى حجر الأساس الموضوع في الشرفة التي تقع تحت البرج، وهو موجود في ذلك المكان منذ عام 1633، وبشكل عام تعتبر هذه الكاتدرائية هي من أهم المناطق الجاذبة للسياحة في مدينة ديري القاطنة في دولة إيرلندا الشمالية، فإذا كنت تنوي زيارة هذه الدولة فلا تترد في زيارة كاتدرائية القديس كولومبوس.