الموقع والمساحة
تعتبر دولة إيرلندا الشمالية هي جزء من المملكة المتحدة البريطانية وتتواجد في الجزء الشمالي الشرقي من جزيرة إيرلندا، ومن ناحية الجنوب والغرب تجاورها جمهورية إيرلندا المستقلة، ومساحة إيرلندا الشمالية صغيرة جدًا ولا تتجاوز الأربعة عشر ألف ومائة وخمسين كيلو متر مربع، وهذا بسبب أنها من الأساس جزء لا يتجزأ من جمهورية إيرلندا التي كانت تابعة للمملكة المتحدة، ولكن بسبب انفصال إيرلندا كلها عن المملكة وحاجة الجزء الشمالي منها للانضمام إلى المملكة مرة أخرى، حدثت العديد من الصراعات التي انتهت بانضمام إيرلندا الشمالية إلى المملكة المتحدة وبقاء جمهورية إيرلندا مستقلة كما هي، ومساحة إيرلندا الشمالية تلك مقسمة إلى ستة مقاطعات تاريخية فقط وغير حكومية أي لا يتم استعمال أسماء هذه المقاطعات في الخطابات الرسمية والحكومية، بل هي مقتصرة على الاستخدام الشعبي بين الناس نظرًا لاستعمالها منذ فترة طويلة.
وهذه المقاطعات هي أنتريم، ومقاطعة تيرون، ومقاطعة لندنديري، ومقاطعة فيرمانغ، ومقاطعة أرما، ومقاطعة كاونتي داون، أما من الناحية الحكومية والرسمية فالدولة مقسمة إلى ستة وعشرين منطقة كل واحدة منهم لهم درجة جغرافية تختلف عن الأخرى.
المناخ
نأتي هنا للحديث عن المناخ في دولة إيرلندا الشمالية فهذه الدولة تتمتع بمناخ بحري معتدل مائل للبرودة، وبالرغم من اختلاف فصول السنة إلا أن الغطاء السحابي دائم التخييم فوق أراضي الدولة، وأيضًا في بعض الأحيان قد يصعب التنبؤ بدرجات الحرارة وهو أمر نادر الحدوث في العالم، وعلى سبيل المثال تكون درجات الحرارة في شهر يناير هي ستة درجات مئوية ونصف، في حين أنها في شهر يوليو تكون سبعة عشر درجة ونصف، وأقصى درجات الحرارة التي وصلت إليها الدولة قد بلغت واحد وثلاثين درجة مئوية وكان ذلك في الثلاثين من يونيو عام 1976 بمقاطعة فيرماناغ، وأيضًا في الثاني عشر من تموز عام 1983 بالعاصمة بلفاست، في حين أن أدنى درجة كانت تسعة عشر تحت الصفر وكان ذلك في مقاطعة تيرون في الثالث والعشرين من ديسمبر عام 2010، والمناخ بشكل عام في إيرلندا الشمالية هو جيد جدًا وملائم للجميع.
الجغرافيا
أما عن الجغرافيا في دولة إيرلندا الشمالية فهي لديها جبال مرتفعة جدًا مثل جبل سبيرين وكالدونيان وينتشر فيهم خام الذهب بكثرة، وبجانب الذهب يوجد البازلت والجرانيت وبعض المعادن الأخرى، وعندما نذكر المعادن لا ننسى هضبة أنتريم وجبال مورن اللذان يعجان بخام هذه المعادن وغيرها، وقد تم تغطية أراضي دولة إيرلندا الشمالية بالجليد خلال العصر الجليدي الأخير وفي آونة أخرى أيضًا فالدولة قد تعرضت للطبقات الجليدية عدة مرات، ويعتبر خليج نياه هو محور الدولة ومركز الجغرافيا لديها، وأيضًا تعتبر جزيرة راثلين هي الجزيرة الأقرب في إيرلندا الشمالية كلها، وهذه الجزيرة تقع في الجهة المقابلة لساحل الأنتريم الشمالي.
السكان واللغة والديانة
يبلغ عدد سكان دولة إيرلندا الشمالية حوالي مليون وثماني مائة ألف نسمة وهي بذلك لا تتعدى الثلاثة بالمائة من سكان المملكة المتحدة التابعة لها، حيث أن سكان المملكة المتحدة كلها أكثر من ستين مليون وإيرلندا الشمالية ضمن هذا العدد، أما بالمقارنة مع جمهورية إيرلندا اللذان هما من أصل واحد فإن عدد سكان إيرلندا الشمالية يمثلون ثمانية وعشرون بالمائة فقط، ويعتبر تسعين بالمائة من عدد سكان إيرلندا الشمالية هم إيرلنديون شماليون المولد وثلاثة بالمائة قد ولدوا في جمهورية إيرلندا، وأربعة بالمائة ولدوا في أراضي المملكة المتحدة والمسافرون يشكلون النسبة الباقية، وفي إحصائية أخيرة قد جرت على نسبة الأشخاص البيض والسود في إيرلندا الشمالية أتصح أن تسعة وتسعين بالمائة من السكان هم أشخاص من ذوي البشرة البيضاء والواحد بالمائة فقط من أصحاب البشرة السوداء، أما من حيث الدين فالديانة المسيحية هي الغالبة في تلك الدولة، حيث أن نسبة معتنقي الديانة المسيحية على المذهب البروتستانتي يتجاوزن الخمسة وأربعين بالمائة، ونسبة المسيحين الكاثوليك يتجاوزن الأربعين بالمائة، في حين أن لا دينين يمثلون أربعة عشر بالمائة.
والديانات الأخرى لا تتجاوز الواحد بالمائة، أما عن اللغة فإن الإنجليزية هي اللغة الرسمية والمعترف بها في إيرلندا الشمالية ماعدا ذلك فيحظر تداوله بشكل رسمي، ثم تأتي بعد ذلك لغتين دارجتين يتم استعمالهم بين العامة فقط وهي اللغة الإيرلندية واللغة الإسكتلندية، أما عن الإنجليزية فهي تستخدم بلهجتيها الأمريكية والبريطانية فالبروتستانت يستخدمون البريطانية والكاثوليك يستخدمون الأمريكية، أما عن الإيرلندية فهي أساس جزيرة إيرلندا ولكن تم محوها حتى صار لا يفهمها سوى عشرة بالمائة من السكان، واحد بالمائة فقط يتخذها كلغته الرسمية، وخمسة بالمائة يجيدها للغاية، وأربعة بالمائة يعرف منها القليل، وهذا وفق التقرير الذي صدر في مطلع هذا القرن، أما عن اللغة الإسكتلندية فهي معدومة ولم يطلب أحد بالتحدث بها سوى أثنين بالمائة من سكان الدولة وذلك عام 2002 فقط.