بعض الناس ينوون الخروج في رحلة عظيمة يقضون فيها وقتًا ممتعًا، وفي الحقيقة هم عندما ينوون ذلك يقومون ببعض الأمور الهامة مثل الحجز وتوفير الأموال اللازمة وتحديد كل شيء ما عدا وجود خطة شاملة يُمكن من خلالها قضاء الرحلة في أفضل صورة ممكنة، ببساطة شديدة، يفشلون في الحصول على المتعة التي يريدونها بسبب عدم تمتعهم بالتخطيط الجيد، وهؤلاء نُقدم لهم نموذج ومسار لرحلة من ثلاث أيام في لندن، وهذا بفرض أن أيام العطلات بهذه المدينة لن تكون بعض أنواع الترفيه مُتاحة فيها نظرًا لإغلاق المتاحف أو الأماكن الترفيهية.

اليوم الأول

يوم الوصول إلى لندن بعد رحلة سفر لا يُمكن أبدًا اعتباره اليوم الأول في الرحلة، بل اليوم الذي يليه مباشرةً هو ذلك اليوم الذي يُمكن اعتباره كذلك، ولهذا فإن يوم الوصول يُخصص للراحة والنوم بعد حجز الفندق بكل تأكيد، بعد ذلك يبدأ اليوم الأول بتناول الإفطار، ويُفضل ألا يحدث ذلك في الفندق، وإلا فإن المتعة لن تكون حاضرة بالشكل المطلوب، بل يجب أن يتم تناول هذه الوجبة الافتتاحية في أحد مطاعم لندن الخارجية، والتي تكون مُطلة على الشارع مباشرةً أو تتواجد أصلًا في منتصف طريق، ففي هذه الحالة أنت ستتناول الوجبة وخلال ذلك يُمكنك مشاهدة العديد من المناظر الرائعة الساكنة أو المُتحركة، ومن ضمن المطاعم التي يُمكن ترشيحها بهذا الصدد مطعم شارع سانت مارتينز ديشوم.

بعد تناول الإفطار، والذي يُفضل أن يكون في ساعة مبكرة من النهار، يُفضل الذهاب إلى القصر الملكي من أجل متابعة طقس تغيير الحرس الجمهوري، فعلى الرغم من أن البعض منكم قد يعتقد أن هذا الطقس عادي إلا أنه في الحقيقة أمر رائع جدًا بدليل جذبه لأعداد ليس بالقليلة من السياح، وبعدها نتوجه إلى الحي الصيني، وذلك على افتراض أن الرحلة قد بدأت منذ يوم الأحد، ولأننا نمتلك خمسة أيام كاملة يُمكننا قضاء بقية اليوم الأول بأكمله في الحي الصيني وقضاء اليوم على الطريقة الصينية، فهو لا يأتي سوى في أيام الأحد، وبالتالي تكون الفرصة الوحيدة للسائح في هذا اليوم، وطبعًا يجب ألا ننسى توثيق كل ما سبق ذكره بالصور قبل أن نذهب إلى النوم استعدادًا لليوم التالي.

اليوم الثاني

بالطبع تأتي الجولات السياحية على رأس قائمة أولويات السائح في كل زمانٍ ومكان، فهو عندما يذهب إلى مدينة معينة، وخاصةً إذا كانت لندن، فإنه يضع في حسبانه بالمقام الأول كيفية القيام بجولة سياحية شاملة يُمكن من خلالها الاستمتاع بالمدينة التي يتواجد بها، كما يُمكن أيضًا تخصيص كل يوم من أيام الإجازة لنوع معين من هذه الجولات، فمثلًا قد يُقرر في اليوم الأول زيارة كل المتاجر كجولة أولى، ثم في اليوم الثاني، وعلى سبيل المثال أيضًا، يُمكنه زيارة كل المتاحف كجولة ثانية لن يندم عليها أبدًا بكل تأكيد، جولة تكون كل الأماكن التي سيتم دخولها متاحف، وهذا يعني أنه في هذا اليوم قد يقوم بزيارة ما لا يقل عن عشر متاحف، وهو رقم هائل ومُبهر طبعًا، لكن الأكثر إبهارًا وأهمية أن تكون تلك المتاحف متنوعة ومُختلفة عن بعضها البعض بحيث تكون الفائدة أكثر من الجولة، وهذا ما سنحاول التركيز عليه في جولة المتاحف التي يُمكننا القيام بها في لندن الكُبرى.

كيفية القيام بجولة المتاحف

عندما تُقرر الخروج في جولة من هذه النوعية فإنك تضع في حسبانك بالمقام الأول الاختلاف والتنويع خلال الجولة، بمعنى أن تأخذ شيء من كل شيء، وأول ما سنبدأ به هذه الجولة متحف الفن الطبيعي الموجود في قلب العاصمة، وهو متحف يقوم على تواجد الأشياء الطبيعية أو المُنتمية للطبيعة بالمعنى الأدق، وهذا يشمل الإنسان والحيوان والنبات والجماد كذلك، ثم بعد ذلك نعرج إلى المتحف الوطني الذي لا يبتعد كثيرًا عن المتحف الطبيعي، وفي هذا المتحف سوف نكون قادرين بسهولة على استعراض تاريخ لندن بأكمله وأهم المحطات التي مرت بها بريطانيا بأكملها، ومن المنطقي طبعًا أن يكون المتحف الوطني للدولة موجود في عاصمتها، وفي حالتنا هذه فإن لندن مدينة مثالية جدًا، عمومًا، بعد ذلك، ونهاية الجزء الأول من الجولة يُمكننا زيارة متحف دنجن من قبيل التغيير عن أنماط المتاحف التي ذكرناها الآن، فهو متحف يقوم على الرعب بالمعنى الحرفي، بمعنى أنك ستدخل هذا المتحف لتأخذ ما تُريده في صورة وجبة رعب دسمة.

ضمن جولة المتاحف هذه إياك أن تنسى أبدًا زيارة متحف هورنيمان، فتقريبًا زيارة ذلك المتحف الموجود في غرب لندن أشبه بالقيام بزيارة متاحف لندن وأوروبا والعالم بأكمله في نفس التوقيت، حيث أنك داخل المتحف سوف تجد كل شيء يتعلق بالكون بما فيه من إنسان ونبات وحيوان، تاريخ طويل وعدد لا نهائي من الأغراض المحفوظة عبر هذا التاريخ، وأيضًا هناك الكثير من الفاعليات الثقافية التي تُقام على هامش ذلك المتحف ولا تستحق أبدًا التفويت ضمن جولة المتاحف التي لا يجب عليك التفكير، مُجرد تفكير، في عدم القيام بها أثناء تواجدك في لندن.

اليوم الثالث

في اليوم الثالث والأخير من زيارتنا القصيرة سوف نقوم بزيارة أشهر الميادين الموجودة في لندن بالإضافة إلى أشهر المتاجر والمطاعم، فمثل هذه الأماكن لا تتوافر كثيرًا في أماكن أخرى، فبالنسبة للمتاحف مثلًا قد تجدها في كل بقعة في العالم بصورة عادية، لكن عندما يتعلق الأمر بالمطاعم والمتاجر والفنادق فإن كل دولة تمتلك النسق الخاص بها، وبعد زيارة هذه الأماكن سريعًا لا تنسى زيارة أشهر الحدائق، وأيضًا ركوب المطاط والتلفريك اللذان يمران من فوق نهر التايمز، حيث أنك ستجد في هذين الأمرين متعة كبيرة لم تكن تحلم أبدًا في الحصول عليها، وبعد فعلك كل هذه الأمور التي ذكرناها في الأيام الثلاثة سيكون بإمكاننا القول أننا قد غطينا أغلب الأماكن السياحية بالمدينة وحصلنا على زيارة جيدة.