التنقل داخل لندن نوع آخر من أنواع الرفاهية التي ستشعر بها في كل خطوة داخل هذه المدينة الساحرة، والحقيقة أنك قبل أن تعرف أي شيء عن وسائل النقل هذه عليك أولًا التعرف على الطريقة التي يُمكن من خلالها استخدام هذه الوسائل، فهناك بطاقات “ترافل كارد” و”الأويستر”، فمثلًا الأويستر هذا يُساعدك على التنقل في كل وسائل النقل العام الموجودة في لندن من خلال دفع ثمانية جنيهات فقط، وهو رقم لا يُذكر أصلًا مُقارنةً بما ستدفعه إذا قررت استخدام وسائل نقل عادية، أما الترافل كارد فهو أرخص سعرًا، حيث أنه يُشترى بسبع جنيهات فقط ويُمكن استخدامه ليومين أو ثلاثة، بل ويُمكن كذلك استخدامه في كل وسائل النقل فوق الأرض وتحتها، حتى البحر والقوارب الموجودة فيه تعمل أيضًا بهذا الكارد، والذي يجب التنويه على أنه قد يتعرض بأي وقت لنفاد الشحن منه، ولذلك يجب شحنه في المحطات الرئيسية بعد نهاية مدته.
وسائل التنقل في لندن
كما ذكرنا، خيارات التنقل في لندن كثيرة، فهي تقريبًا البلد الأكثر توافرًا في هذه الوسائل بالمملكة المتحدة بأكملها، ولهذا فإن المواطن في لندن يعرف أنه لن يعاني كثيرًا عندما يذهب إلى عمله أو يعود إلى بيته، فهو سوف يجد وسيلة نقل مناسبة له بكل تأكيد، سواء كانت تحت الأرض أو فوق الأرض أو حتى عن طريق البحر، وإذا كانت ذاهبًا للندن للمرة الأولى يجب عليك أن تُراعي هذه الوسائل بوصفها الأكثر توافرًا والأسهل استخدامًا والأقل مالًا في ذات التوقيت.
مترو الأنفاق، لندن تحت الأرض
الوسيلة الأولى في لندن والأكثر شيوعًا عند التنقل هي المترو بكل تأكيد، والحقيقة أن هذه الوسيلة تُستخدم بكثرة في كل مكان في العالم وليس لندن وحدها، والواقع أن لندن تمتلك شبكة تحت الأرض أقل ما يُقال عنها أنها مُدهشة، في تربط وسط المدينة بكامل ضواحيها تقريبًا، كما أنها أيضًا ترتبط بالمطارات، بمعنى أن ذهابك إلى مطار هيثرو مثلًا لن يتطلب منك سوى ركوب المترو لعشر دقائق إذا كنت في وسط لندن، واتجاهات المترو في لندن معروفة، شمالًا وشرقًا وغربًا وجنوبًا، إنها ببساطة كل الاتجاهات التي قد يرغب أحد في الذهاب إليها.
القطار، الوسيلة الأقل استخدامًا
من وسائل النقل الهامة في لندن بالرغم من ندرة استخدامها وسيلة القطار، حيث أن القطار يبدأ عمله في الخامسة فجرًا وينتهي في الثانية عشر مساءً أغلب أيام الأسبوع، وهذا يعني أن مواعيد العمل في هذه الوسيلة لا تتجاوز السبع ساعات، وطبعًا أمر مثل هذا يُقلل من فرص استخدام القطار، حيث أن أوقات الذروة وعودة الموظفين من أعمالهم تبدأ منذ الوقت الذي يُنهي فيه القطار عمله، عمومًا هذا الوسيلة غالبًا ما لا تُستخدم للتنقل داخل المدينة فقط، وإنما هي أيضًا تُستخدم بكثرة للخروج من لندن إلى أي مدينة أخرى قريبة منها.
الحافلات، وسيلة لا تتوقف
طوال اليوم ثمة وسيلة مواصلات لن تتوقف في شوارع لندن ولو لدقيقة واحدة، وهي الحافلات بكل تأكيد، أو الباصات كما يُقال لها من قِبل العامة، والحقيقة أن فكرة وجود الباصات جاءت في الأصل بسبب وجود مسافات طويلة بين الأماكن التي يُمكن الدخول إلى المترو من خلالها، هذا الفراغ تستطيع الحافلات أن تشغله بكل سهولة ويُسر نظرًا لأعدادها الكبيرة وأسعارها المعقولة، فهي تُساوي غالبًا جنيه ونصف إسترليني، ويُمكن من خلال هذا المبلغ القليل ركوب الباص طوال اليوم والمرور بكل شوارع لندن، فبالفعل الباص أبطئ بكثير من المترو إلا أن فرصة مشاهدة معالم المدينة التي تمنحها الباصات تُعتبر ميزة كُبرى تُعوض عيب قلة السرعة هذه، وإن كان الموظفين والعاملين يُفضلون المترو بكل تأكيد.
مواعيد عمل الباصات الأساسية تبدأ في الخامسة صباحًا منذ يوم الإثنين وحتى يوم الجمعة، حيث تكون في الصباح متواجدة بغزارة في الشوارع، وتقل قليلًا مع دخول الظهيرة وتقل أكثر مع حلول المساء، والأمر الجيد في هذه الوسيلة أنها تشتمل على مواعيد مُحددة مُسبقًا، وهو ما يُقلل من فرصة تفويتها، وإن كان التفويت لا يضر في شيء نظرًا لكثرة الباصات، لذلك إذا كنت سائحًا في لندن فلا تقلق، أما إذا كنت عاملًا وتُريد اللحاق بوظيفتك فاحتفظ بخريطة المواعيد.
سيارات الأجرة، بالحجز أو بالصدفة
مثلما تتواجد شركات النقل الكبرى كأوبر وكريم في كل مكان بالعالم فإن لندن أيضًا ليست أقل من هذه الأماكن، فهي تمتلك خدمة حجز سيارات الأجرة أو التاكسي من خلال الحجز المُسبق عبر الإنترنت أو حتى من خلال الصدفة، كأن تقف في مكانٍ ما وتُشير إلى سيارة من السيارات التي غالبًا ما ستراها بغزارة وهي مُتزينة بالشارات السوداء، وفي هذه السيارات تبدأ أنظمة المحاسبة بالعداد في حالة تجاوزك الجنيهين ونصف، أما إذا كانت توصيلتك قريبة للغاية فلا يتم تشغيل العداد لك، بمعنى أدق، في لندن لا تحدث عمليات الاستغلال الشهيرة.
تلفريك لندن، توصيلة ومُتعة أيضًا
إذا ما كنت محظوظًا فسوف تكون لديك فرصة في وسيلة مواصلات سريعة ومُدهشة ومُمتعة في نفس الوقت، وهي وسيلة التلفريك، أو تلفريك لندن تحديدًا، لأنه لا يوجد سوى تلفريك واحد فوق نهر التايمز، وهناك يمكنك عبور النهر وفي نفس الوقت التمتع برؤية المدينة من السماء، وفي هذه المواصلة تبدأ التكاليف من خمسة جنيهات بعملة الجنيه الإسترليني، أما إذا كانت إقامتك ستطول فيُمكنك أن تقوم بالحجز الشهري مثلما يفعل أبناء لندن، وهو يُساوي تقريبًا 230 جنيه إسترليني.
قوارب التايمز، استغلال أمثل للنهر
ولأن نهر التايمز يُعتبر كما ذكرنا أحد أهم معالم لندن والمملكة المتحدة بشكلٍ عام فإنه من الطبيعي تمامًا أن يتم استغلال هذه القوارب في عمليات التنقل، فهذه القوارب تعمل تقريبًا طوال ساعات النهار، ثم تقل مع دخول المساء وتتوقف ليلًا، لكنها فرصة عظيمة لمن يُريدون المرور بمعالم المدينة والتمتع بها، ومن أهم هذه المعالم البرلمان وجسر لندن، والحقيقة أن الذين يودون اللحاق بوظائفهم وأعمالهم لن يُقدموا أبدًا على هذا النوع من الوصلات لتسببه في تضييع الوقت على الأرجح، ولهذا فإن الوسيلة غالبًا ما تكون للسياح، والتكلفة التقريبية لطواف لندن بأكملها من خلال قوارب التايمز هي عشر جنيهات إسترليني أو يزيد قليلًا، وهو سعر في المتناول بالطبع.
درّاجة باركليز، سرعة ومتعة
من ضمن وسائل المواصلات الممتعة في لندن، والتي ربما لن تجدها متوفرة في أي مكان آخر بخلاف هذه البلد، دراجة باركليز السحرية، فمن خلال هذه الدراجة يُمكنك أن تطوف لندن بأكملها، والسعر مفاجأة بالطبع، فهو جنيهين فقط، بل يُمكن أن تؤجر الدراجة طوال العام بتسعين جنيه إسترليني، تخيلوا أن دراجة تؤجر لهذه الفترة بهذا السعر الضئيل، أليس هذا أفضل من دفع مبلغ كبير في الشراء؟ وطبعًا لا ننسى مقدار المتعة الذي يُمكن الحصول عليها من خلال استخدام وسيلة كهذه بالإضافة إلى أنك لن تضطر أبدًا إلى مواجهة الزحام لأن الدراجات لا توقفها شيء لصغر حجمها، ولكي نكون مُنصفين، لا تعرف لندن الزحام سوى في أوقات نادرة للغاية، وبالتالي دراجة باركليز تُستخدم من أجل المتعة فقط.