تالين، عاصمة الجمال القديم والحديث في إستونيا
لا يُمكن بأية حال من الأحوال التفكير في زيارة دولة إستونيا دون المرور بمدينة تالين الجميلة، وهي ببساطة عاصمة الدولة والمركز الإداري والتاريخي لها، وهذا الأمر ينعكس على الكثير من الأماكن التاريخية بها كالقلاع والقصور، أضف إلى ذلك أيضًا كون تالين واحدة من أقدم المدن الموجودة في أوروبا، وقد تم تصنيفها في عام 2010 على أساس كونها العاصمة الثقافية في القارة العجوز، هي أيضًا تدخل ضمن قائمة المدن العشر الأجمل بها، وإذا كنا دقيقين فإن هذه المدينة تمتلك وحدها ما يزيد عن الخمسين بالمئة من المعالم البارزة الموجودة في دولة إستونيا، ولذلك من الطبيعي أن تكون افتتاحية الحديث بالنسبة لنا، وسوف نتعرض سويًا بالسطور المقبلة لأهم هذه المعالم البارزة الموجودة في تالين الجميلة، والبداية ستكون مع المدينة القديمة فنالين.
مدينة فنالين القديمة
داخل مدينة تالين ثمة منطقة يسكنها ثلاثة آلاف نسمة تُعرف باسم المدينة القديمة أو فنالين، والحقيقة أن هذه المنطقة تُعد فريدة من نوعها داخل إستونيا، إذ أنها ترجع إلى العصر الروماني وكل الأشياء المتواجدة بها لا تزال قديمة أو على حالتها الأولى إن جاز التعبير، وبالطبع السياح يُفضلون الذهاب إلى هذه المنطقة لأنهم يجدون بها كل شيء يُذكرهم بعراقة الماضي، وهناك أيضًا مطاعم تبيع المأكولات القديمة وثلة كُبرى ومعبد وكاتدرائية وأشياء كثيرة من شأنها الجذب لزيارة فنالين، لذلك لا تُفوتوا زيارة ذلك المكان لأي سببٍ كان.
متحف الحياة البحرية الإستونية
تزخر مدينة تالين الإستونية بالعديد من مظاهر الحياة البحرية، فهي تمتلك بحيرات وبحار وأسماك نادرة ومخلوقات مُثيرة داخل هذه البحار، ولذلك كان من المنطقي أن يتم إنشاء متحف يستوعب هذه الحياة بالكامل، وذلك المتحف يضم بداخلها أقسام تشمل دورة الحياة في البحر بالإضافة إلى مكان أشبه بتجمع لرفات بعض المخلوقات البحرية التي لم يعد لها وجود في وقتنا الحالي وأشياء كثيرة أخرى من هذا القبيل، فإذا كنت عزيزي السائح مهتمًا بالتعرف على الحياة البحرية في إستونيا فقم بزيارة هذا المتحف الرائع، ولن تندم بكل تأكيد.
منتزه كادريورغ
لأننا نتحدث عن تالين، عاصمة دولة أوروبية تعج بالكثير من الأماكن الطبيعية، لذلك كان من المنطقي تمامًا أن تكون هناك حاجة لتواجد مكان جذب هام مثل منتزه كادريورغ، وهذا المنتزه يتميز بالمساحات الخضراء الكثيرة المتواجدة بداخله بالإضافة إلى بعض البحيرات والشلالات ومدن الألعاب ومراكز بيع الهدايا الكبرى والمطاعم والمقاهي وأماكن كثيرة من هذا القبيل أدت إلى كون منتزه كادريورغ في نهاية المطاف الخيار الأمثل لكل العائلات حال تواجدهم في مدينة تالين الإستونية، فقط اذهبوا إلى هناك ولن تندموا على الإطلاق.
كاتدرائية ألكسندر نيفسكي
الأماكن الدينية تُمثل كذلك قدرًا لا بأس به من المعالم البارزة المتواجدة في هذه المدينة، والتي على رأسها كاتدرائية ألكسندر نيفسكي، إذ أن تلك الكاتدرائية موجودة منذ ما يزيد عن التسعة قرون وقد كانت تابعة لقِس شهير للغاية في إستونيا يُعرف باسم ألكسندر نيفسكي، على العموم، الكاتدرائية تمتاز بإبداع معماري منقطع النظير، فهي تأخذ طابع العمارة الباروكية المُدهشة، أيضًا هناك لدخول متحف الكاتدرائية الذي يحتوي على قطع دينية قبطية مُدهشة، وبالمناسبة، الزيارة ليست مُقتصرة على الأقباط فقط، بل هي ممكن لكل عشاق التاريخ والمعمار العتيق بشكل عام.
متحف الفنون الإستونية
لا يُمكننا أن نتحدث عن دولة إستونيا دون أن نتحدث عن الفن وأهميتها الشديدة بها، وقد انعكس ذلك الأمر على وجود المتاحف لدرجة أنه ثمة متحف في العاصمة تالين مُخصص فقط للفنون الإستونية القديمة، كذلك ثمة وجود لبصيص من الفنون التابعة لشبه جزيرة البلقان، لكن التركيز الأكبر يكون على الفنون الإستونية، وبداخل ذلك المتحف يُمكننا توقع تواجد بعض اللوحات القديمة والمنحوتات، بالإضافة إلى رسومات جدارية وغير ذلك من أشياء في غاية الروعة، وهذا المتحف تحديدًا يُتيح الزيارة المجانية للمترددين عليه من خارج إستونيا، ولذلك يُنصح بزيارته في أقرب فرصة ممكنة.
قلعة تومبيا
تُعرف مدينة تالين في الأساس بكونها مدينة القلاع، ومن أشهر القلاع الموجودة في هذه المدينة قلعة تومبيا، وهي في الأساس تُعد القلعة الأشهر على الإطلاق، ليس في تالين فقط، وإنما في إستونيا بالكامل، إذ أنها كانت موجودة فوق هضبة، وقد ساهمت تلك الهضبة في تحسين الموقع الخاص بالقلعة للدرجة التي جعلتها غير قابلة للاختراق مُطلقًا من قِبل المحتلين، لكن في منتصف القرن العشرين تحولت القلعة إلى متحف صغير بات بمقدور الجميع زيارته في أي وقت وبصورة مجانية، هذا المتحف يحتوي على الحياة الملكية التي كانت متواجدة أساسًا في القلعة بالإضافة إلى بقايا تاريخية مميزة وحديقة كبيرة ومهبط للتماثيل، لذلك عزيزي السائح حاول ألا تُفوت زيارة هذا المكان لأي سبب.
حديقة لاهيما الوطنية
إذا ما كنت لديك عزيزي السائح الفرصة لزيارة مكان واحد فقط في مدينة تالين فيجب أن يكون ذلك المكان هو حديقة تالين الوطنية، أو حديقة لاهيما كما يُحب أن يُطلق عليها البعض، لكن الشاهد في النهاية أنها تبقى حديقة وطنية متبوعة لدولة إستونيا، وقد ساهم ذلك الأمر في تحسين الحديقة وزيادة المرافق الموجودة بها للدرجة التي جعلتها خيارًا مثاليًا لكل عشاق الزيارات العائلية، فقط اذهبوا إلى هناك مع عائلاتكم ولن تندموا على الإطلاق.
متحف الهواء الطلق
من الأشياء التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في قارة أوروبا فكرة تواجد متاحف في الهواء الطلق، وعلى رأٍس تلك المتاحف الهامة متحف تالين للتماثيل والقطع الفنية التاريخية، فالمتحف في الأساس عبارة عن حديقة مفتوحة، ويُمكن للسائح قطع تذكرة واحدة للاستمتاع بالحديقة والمتحف في نفس الوقت، وهو يضم كذلك تماثيل لبعض القادة ولوحات وأشياء كثيرة فنية بكل تأكيد سوف تستمتع بها عزيزي السائح عند تواجدك في هذا المتحف المميز، فقط كن في الموعد ولا تقلق من أسعار الدخول لأنها دولار واحد فقط للبالغين ومجانًا للأطفال.
حديقة تالين للحيوانات
ليس من المنطقي في الوقت الحالي أن تكون هناك مدينة لا تحتوي بداخلها على حديقة حيوانات مميزة، وخاصةً إذا كانت تلك المدينة هي مدينة تالين عاصمة إستونيا، إذ أنها تمتلك واحدة من أهم حدائق الحيوان في البلاد، وتلك الحديقة تضم بداخلها عدد وافر من الحيوانات النادرة وكذلك حيوانات تقترب من الانقراض، وهذا يعني ببساطة أن الحديقة يُمكن أن تكون حديقة حيوانات ومحمية طبيعية في نفس الوقت، ولذلك تجد أن الجانب الترفيهي لا يتفوق كثيرًا على الجانب العلمي، إذ أنها تشهد دراسات في عالم الحيوان وأسباب الانقراض وأشياء من هذا القبيل.
متحف التاريخ الإستوني
يستحق تاريخ كل دولة، مهما كان، أن يُخلد، ولهذا جاء تاريخ إستونيا بأكمله في متحف التاريخ الإستوني وخُلد فيه، حيث أن المهتم بالاطلاع على تسلسل حياة هذه الدولة سوف يجد ذلك داخل المتحف من خلال القطع الأثرية وخطط الحرب والخرائط القديمة والمتُعلقات التي كانت تُستخدم في العصور الوسطى وما قبل ذلك، وأشياء أخرى كثيرة تشغل حيز كبير من الأهمية وتدفع كل عاشق للتاريخ بشكل عام الإقدام على زيارة ذلك المكان الذي يُعتبر من أهم المعالم البارزة.
بارنو، مدينة الشواطئ والسواحل
إذا ما كنت عزيزي السائح ترغب في قضاء عطلة صيفية رائعة داخل دولة إستونيا فبكل تأكيد سوف تكون مدينة بارنو هي الخيار الأمثل لك، إذ أننا عزيزي السائح نتحدث عن أكبر مدينة موجودة في الدولة بالكامل، وفوق كل ذلك نجدها تعج بالكثير من الشواطئ والسواحل والخلجان، وبالطبع هذه الأماكن قادت إلى إنشاء الكثير من المناطق الجاذبة بالقرب منها كالمطاعم والمقاهي والفنادق والمنتجعات والمدن الساحلية الشاملة، وفوق كل ذلك لن ننسى تواجد الكثير من المعالم البارزة الهامة الموجودة أصلًا داخل المدينة منذ نشأتها أو حتى تم إنشائها في الوقت الحالي، وبالسطور القليلة المُقبلة سوف نتعرض لأهم هذه الأماكن سويًا ونرى كيف أصبحت معالم بارزة جاذبة وساحرة، والبداية مع حديقة سوماء.
الحديقة الوطنية سوماء
أول معلم بارز هام في مدينة بارنو لن يخرج طبعًا عن الحديقة الوطنية الرئيسية، إذ أن هذه الحديقة تُعتبر أهم حديقة في كامل إستونيا وليس في هذه المدينة فقط، وذلك لكونها تضم بداخلها ما يزيد عن العشرة هكتار من المساحات الخضراء بالإضافة إلى مدينة الألعاب الكبرى وكذلك لا ننسى وجود مجموعة من المطاعم والمرافق الجاذبة بحد ذاتها، وربما كل تلك الأمور قد تجمعت لتُخرج لنا في نهاية المطاف حديقة صالحة بشدة للزيارات العائلية، إذ أنه من النادر تمامًا أن يذهب شخص ما رفقة أسرته إلى بارنو دون أن يعرج على حديقة سوماء ويقوم بزيارتها والاستمتاع بها.
قرية لوت الترفيهية
اهتمام مدينة بارنو بالأماكن الترفيهية يُمكن القول أنه ببساطة شديدة اهتمام منقطع النظير، إذ أنه من الممكن رصد ما يزيد عن الخمسين بالمئة من المعالم البارزة بالمدينة تابعة للترفيه بشكل رئيسي، على العموم، قرية لوت الترفيهية أكبر نموذج على ذلك الأمر، فهي تحتوي بداخلها على ما أكثر من عشرين لعبة حديثة بالإضافة إلى مطاعم وأماكن للمغامرات، وعادة ما تكون مناسبة كذلك للزيارات العائلية إذا ما وضعنا في الاعتبار طبعًا أنه من غير الوارد اصطحاب الأطفال إلى الألعاب الخطيرة لأنها تحتوي على قدر مُكثف جدًا من المجازفة، وما عدا ذلك فالأمور تبدو بخير تمامًا.
متحف بارنو الوطني
ليس من المنطقي أبدًا أن تكون أكبر مدينة في دولة إستونيا غير مشتملة بداخلها ضمن المعالم البارزة على متحف وطني، وقد كان هذا المتحف هو متحف بارنو الوطني، والذي كان في الأساس عبارة عن ثلاث متاحف رئيسية تم ضمها بصورة مثالية لتُصبح متحف واحد مُتناسب بدرجة كبيرة مع حركة الإقبال عليه، فالمتحف يُعتبر المكان الأكثر زيارة في المدينة وفي إستونيا بالكامل بحوالي ثلاثة ملايين زائر سنويًا، ومن الممكن تمامًا الاستمتاع بوجبة تاريخية دسمة مع وجبة أخرى حضارية حديثة، فالمتحف شامل أكثر من جانب كما ذكرنا، وكل ما نطلبه منكم أن تكونوا هناك، وبكل تأكيد لن تندموا على زيارته، وخاصةً وأن تكلفة تذكرة الدخول دولار واحد فقط ومجانية ثلاثة أيام في الأسبوع.
كنيسة سانت إليزابيث
لا نزال عزيزي السائح في استعراض للمعالم البارزة المتواجدة داخل مدينة بارنو، والحديث هذه المرة ينتقل عن مكان ديني، إذ أنه ليس من المنطقي أبدًا تناول هذه المعالم دون التعرض لكنيسة سانت إليزابيث التي تُعتبر الكنيسة الأشهر على الإطلاق في إستونيا، فالبعض يترك كنائس العاصمة تالين ويأتي خصيصًا إلى هذه الكنيسة بسبب العمارة المُدهشة المتواجدة بها بالإضافة طبعًا إلى المساحة الكبيرة والكثير من المتعلقات القبطية القديمة، وهو ما يحول كنيسة سانت إليزابيث من كنيسة عادية إلى متحف ديني مسيحي، وهذا ما يجعلنا نؤكد على كونها مكون لا يفوت تحت أي ظرف.
متحف الفن الحديث
الفن الحديث داخل مدينة بارنو يخلق له كذلك معلم سياحي بارز قائم بذاته، وهو متحف الفن الحديث المتواجد في قلب المدينة ومعروف بكونه الواجهة الفنية الأولى ربما لدولة إستونيا بالكامل وليس فقط بارنو، فالمتحف يضم لوحات جميع الرسامين المحليين والعالميين، أيضًا هناك تواجد لبعض الأشياء الخاصة كالقطع الأثرية المنحوتة والمتعلقات المصنوعة بالأيدي والتي تُظهر عظمة المواطن القديم، كذلك ثمة وجود للآلات الفنية الحديثة المُستخدمة في الموسيقى والغناء، وما أدركم والموسيقى في إستونيا وروعتها، على العموم، ليس هناك أي مفر من جولة داخل هذا المتحف الذي يُعد كما ذكرنا أحد أهم المعالم البارزة المتواجدة في بارنو والدولة كاملة.
حديقة شاطئ بارنو
في مدينة بارنو ثمة مكان فريد من نوعه يُعرف باسم حديقة الشاطئ، والأمر ببساطة أنه بالقرب من شاطئ بارنو تم إنشاء حديقة مائية، وبداخل هذه الحديقة يُمكنك عزيزي السائح توقع تواجد الكثير من الأنشطة المائية والرياضات الترفيهية بالإضافة إلى عروض الدلفين الرائعة التي يأتي الناس من أماكن بعيدة لمشاهدتها، وكل هذا سيكون مصحوبًا بإمكانية العروج على شاطئ بارنو نفسه، أي أنها زيارة ثنائية في غاية الروعة ولا يُنصح أبدًا بتفويتها، خاصةً إذا كانت في معلمين بارزين شديدين الأهمية، أحدهما الحديقة والآخر الشاطئ.
البرج الأحمر
إذا ما كنت تبحث عن ناطحات السحاب والأماكن المرتفعة فإن البرج الأحمر سيكون بانتظارك كواحدة من أهم الأماكن المنتمية لهذه النوعية، وهو ببساطة عبارة عن برج كبير بُني قبل خمسة قرون وتم دهنه باللون الأحمر الرائع، ولذلك أُطلق عليه هذا الاسم المثير، أيضًا في القرن الأخير جرت حركة تجديدات عليه وبات أكثر جذبًا، ولا ننسى أن الكثير من المناطق السياحية قد استغلت موقعه المميز حتى بات مقرًا رئيسيًا لها، ولذلك توقعوا زيارة من الطراز الفريد الممتع.
الحديقة الصغيرة للحيوانات
مثلما هو الحال مع أي مدينة سياحية بات من المنطقي تواجد حديقة حيوانات بها، وبالنسبة لمدينة بارنو فبسبب كثرة الأماكن السياحية تم إنشاء حديقة حيوانات صغيرة تحمل اسم يدل على وصفها، فهي تعرف باسم حديقة بارنو الصغيرة للحيوانات، وعلى الرغم من هذه المساحة إلا أنها تمتلك بداخلها الكثير من الحيوانات النادرة بالإضافة إلى الحيوانات الترفيهية العادية، إجمالًا، هو مكان بارز آخر يستحق الزيارة خلال جولة المدينة.