التاريخ
إذا كنا دقيقين في تحديد البداية التاريخية لدولة إستونيا فبكل تأكيد لا يُمكننا التغاضي عن حقيقة كون هذه البداية قد جاءت قبل 130000 من بداية التأريخ الميلادي، فمنذ ذلك التوقيت بات بمقدور الإنسان الموجود في هذا العصر العيش في إستونيا، بعد ذلك بدأت حضارة الفايكنغ تُلقي بظلالها مع مطلع الألفية الميلادية الأولى ثم جاءت فترة العصور المظلمة في قارة أوروبا وشهدت تواجد الحملات الصليبية وسيطرتها الكاملة على إستونيا، أما العصر الحديث فقد استحوذت روسيا أو الاتحاد السوفيتي على أغلبه قبل أن ينفلت عِقد السيطرة قليلًا مع بداية الحرب العالمية الثانية وتذهب إستونيا إلى قبضة الألمان، لكن بعد حالة طويلة من الكر والفر من الشعب الإستوني لنيل الاستقلال حدث المراد أخيرًا مع نهاية القرن المنصرم، وتحديدًا عام 1994، ففي ذلك اليوم غادر آخر جندي روسي الأراضي الإستونية وانتهى كل شيء.
الجغرافيا
بالقرب من الشواطئ الشرقية التابعة لبحر البلطيق تقع دولة إستونيا بشكلها الحالي، فقد مرت الدولة بالعديد من التقسيمات الجغرافية كان آخرها عقب الانفصال عن الاتحاد السوفيتي، وبالنسبة للحدود فمن الناحية الشمالية يأتي خليج فنلندا، بينما من الناحية الغربية يأتي بحر البلطيق ومن الشرق الاتحاد الروسي وأخيرًا تأتي لانقيا في الناحية الجنوبية وكل هذه الحدود تشغل بداخلها مساحة تقترب من 45227 كيلو متر مربع، وبالتأكيد لم تكن أرض إستونيا أرض طبيعية بالمرة، وإلا ما كانت بالأهمية التي تتواجد عليها الآن، فهي أرض كثيرة التضاريس وبها السهول والجبال والبحيرات والأنهار، ببساطة، هي أرض ممهدة بشدة كي تكون أرض مثالية لكل من يعيش بها.
المناخ
يُعد مناخ دولة إستونيا مزيج بين عدة أنواع مختلفة من المناخ، فهو مناخ ساحلي في بعض الأجزاء ومناخ قاري في أجزاء أخرى، وهو ما يُعطينا في النهاية شتاء معتدل في بعض الأجزاء وشتاء قاسٍ في أجزاء أخرى، إلا أن الشيء المُطلق الثابت أن الصيف يكون معتدلًا في الحرارة، فهو يبدأ من خمسة عشر درجة تقريبًا، أما الشتاء فيبدأ من ثلاث درجات ونصف وقد يصل إلى سبع درجات أو عشرة على أقصى تقدير، ولا ننسى كذلك تواجد غطاء ثلجي يشمل المناطق المرتفعة والقمم، وهي التي لا تُمثل جزءًا كبيرًا من مساحة إستونيا، ولهذا في نهاية المطاف تكون لدينا أرض مناسبة جدًا للحياة من الناحية المناخية، مع التأكيد على أن الصيف بها أفضل كثيرًا من الشتاء.
السكان
بالنسبة لأعداد السكان فقد كانت قبل خمس سنوات مليون وثلاثمائة ألف نسمة، ومن المحتمل في الوقت الحالي أن تكون قد وصلت إلى المليون والنصف تقريبًا، وهذه الأعداد بها نسبة 88% سكان أصليين من إستونيا نفسها، بينما البقية من الأقليات التي أغلبها روس، أما فيما يتعلق بالدين فإن المسيحية طبعًا هي الديانة الأولى والأهم هناك، يأتي بعدها الإسلامية بنسبة لا تزيد عن السبعة بالمئة واليهودية اثنين بالمئة، وقد درج سكان إستونيا منذ زمن طويل على التحدث باللغة الإستونية المميزة، كما أن اللغة الروسية تأخذ مكانة مرموقة باعتبارها اللغة الثانية هناك، وفيما يتعلق بالعاصمة ومركز الحكم فهي مدينة تالين طبعًا، وهي واحدة من أهم المدن الموجودة في كامل أوروبا بالمناسبة.
أهم المميزات
من الطبيعي أن تمتلك دولة مثل إستونيا بعض المميزات التي تفصلها تمامًا عن غيرها من الدول، صحيح أن إستونيا دولة صغيرة لكن لاحقًا ستدركون أن هذه المساحة الصغيرة واحدة من المميزات الفريدة، والتي على رأسها رخص الحياة.
حياة سياحية رخيصة
رحلة السفر إلى إستونيا تُصبح صالحة بصورة أكبر لأولئك الذين يُريدون رحلة محدودية الدخل، فهناك وسائل التنقل رخيصة للغاية بالإضافة إلى انخفاض تكاليف الأطعمة ودخول الأماكن السياحية والأشياء الحياتية الأخرى، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى حياة سياحية رخيصة وواحدة من المميزات التي تفصل إستونيا عن دول أوروبية كثيرة.
كثرة الشواطئ
لا يُمكن أن ننسى ضمن مميزات دولة إستونيا تواجد الكثير من الشواطئ، وهذا ما يعني ببساطة توافر فرص أكبر لقضاء عطلات صيفية مُبهرة، إذ أنه قديمًا كانت أوروبا بالكامل تُركز خلال فصل الصيف على هذه الدولة استنادًا إلى العدد الكبير من الشواطئ الموجودة بداخلها، والتي نعود ونُكرر أنه لا يُمكن أن يُعتبر سوى واحدة من المميزات الكبرى لها.
مساحة صغيرة
البعض قد يعتقد أن المساحة الصغيرة للدول واحدة من الأضرار الكبرى، لكن بالنسبة لدولة إستونيا يُمكن القول إنها واحدة من أهم المميزات، فتلك المساحة الصغيرة تقود في نهاية المطاف إلى توفير نقل بسيط وأماكن سياحية في محيط صغير، وبالتالي عدم تكلف أي عناء في التنقل، وهو الأمر الذي يُفضله السائح بالتأكيد، ولهذا يُعتبر من المميزات الرئيسية.
تقدم هائل
تحظى دولة إستونيا بدرجة كبيرة للغاية من التقدم في كافة النواحي، وذلك على الرغم طبعًا من كونها في الأساس دولة صغيرة للغاية، لكن هذا لم يمنع على الإطلاق من وجود تقدم تقني وتعليمي وكذلك في المجال الثقافي والصناعي والاقتصادي، حتى الحريات تحظى بقدر كبير من التقدم، ولكل هذه الأسباب تُعتبر إستونيا دولة مُتقدمة للغاية.
كثرة معالم الجذب
لا يُمكنك عزيزي السائح خلال التواجد في واحدة من مدن إستونيا، وعلى الرغم من صغرها، القيام بزيارة كل الأماكن الجاذبة الموجودة بها في يوم واحد، هذا أمر يُمكن اعتباره من المستحيلات الست، وبالتالي يُمكننا اعتباره ميزة في نفس الوقت، وبالمناسبة، تحظى إستونيا بتصنيف دولي ضمن دول أوروبا بوصفها واحدة من أكثر الدول امتلاكًا لمناطق الجذب السياحي، وهذا ما يؤكد صحة هذه الميزة.