أيرلندا - نبذة

طبعًا لا خلاف عزيزي القارئ على أنه أصعب شيء يُمكن أن يواجه الكاتب عند الحديث عن أي دولة هو أن يقوم بوضع نبذة مصغرة عن هذه الدولة، فهذا الأمر غير ممكن عقلًا لأن كل دولة من الطبيعي أن تمتلك باع طويل في أكثر من صدد كالتاريخ والجغرافيا والمناخ والسكان، وأمور مثل هذه تجعلك بالطبع مُلم بالدولة حال التعرف عليها، وهذه بالتحديد ستكون مهمتنا في الكلمات القادمة، والبداية ستكون مع الأصل، مع التاريخ، فماذا عنه يا ترى؟

تاريخ دولة أيرلندا

يبدأ التاريخ الحقيقي لدولة أيرلندا قبل حوالي ستة آلاف عام من بداية التأريخ الميلادي، وبعد حوالي أربعة آلاف عام من اكتشاف أيرلندا بدأت الهجرات تأتي إليها من كل مكان في العالم ولم تتمكن تلك البلد المسكينة من الظفر بهويتها الحقيقية وإنشاء كيان فعلي لها إلا عندما تجاوزت القرن التاسع الميلادي، ففي بداية القرن العاشر نشأت الدولة الإيرلندية بالشكل البدائي المُتمثل في الحالة الدينية والنشاطات الحياتية الأخرى، أيضًا لا ننسى أن أيرلندا خلال هذه الفترة من التاريخ كانت مطمع للكثير من الدول، وعلى رأسها إنجلترا أو بريطانيا، وهي التي تعتبرها جزء لا يتجزأ من دولتها العظمى، على كلٍ، معرفة التاريخ يجب بالتأكيد أن تُدعم بمعرفة الجغرافيا، فما الذي يُمكن قوله عن الموقع الجغرافي لأيرلندا يا تُرى؟

جغرافيا دولة أيرلندا

في البداية عزيزي السائح يجب أن تعرف بأن المساحة الإجمالية لدولة أيرلندا هي سبعين ألف كيلو مربع فقط، وهي من الناحية النظرية مساحة قليلة للغاية، لكن إذا ما وضعنا في الحسبان أن أعداد السكان بالكاد تقترب من الخمسة ملايين نسمة فبالتأكيد سوف يكون هناك نوع من التوازن الهام، أيضًا من الأشياء المميزة في الموقع الجغرافي تواجد الكثير من السهول والهضاب والبحيرات والأنهار والكثير من الظواهر الطبيعية الأخرى التي تجعلنا أمام موقع مميز فعلًا، أما بالنسبة للحدود، وهي ما تشغل الباحث للتعرف أكثر عن أهمية الموقع، فيُمكن القول أن الحدود الأهم هي التي تفصلها عن إنجلترا من خلال بحر الجنوب، وفي الأساس أيرلندا جزء من جزيرة، لذلك من البديهي أن تكون أغلب الحدود مائية وليست دول بعينها، إننا ببساطة نتحدث عن الدولة الأكثر تحررًا في العالم من حيث الحدود، لكن ماذا عن المناخ؟

مناخ دولة أيرلندا

تؤثر الحدود والموقع الجغرافي بصورة أو بأخرى على مناخ الدولة، فمثلًا من المعروف عن أيرلندا أن أكثر ما يؤثر بها من الناحية المناخية تلك الرياح الغربية التي تأتي دائمًا من المحيط الأطلسي، وربما يعتقد البعض أن تأثير مثل هذه الرياح يكون بسيط أو غير ملحوظ، لكن لكم أن تتخيلوا بأن مناخ أيرلندا يُعتبر أكثر مناخ في العالم بأكمله من حيث التقلب للدرجة التي تجعل من الصعب جدًا التنبؤ بها، وغالبًا يُمكن القول أن أيرلندا في الشتاء تكون باردة للغاية وفي بعض مناطقها يكون هناك احتمال كبير بالتجمد، حتى الصيف أيضًا يكون بارد وقليلًا ما يكون معتدل مع تساقط الأمطار بالطبع، وهو طقس قد يعتبره البعض غير قابل للتعايش معه، لكنه في الحقيقة ممتع لكل من تعود عليه، وبصورة عامة ثمة نصيحة يجب أن نقولها لك عزيزي القارئ، وهي أنه من المستحيل تمامًا التنبؤ بالطقس في أيرلندا ومن السذاجة تصديق التوقعات التي تخرج عنه لأنها غالبًا ما تكون غير دقيقة مئة بالمئة، وهي واحدة من أهم مميزات المناخ هناك.

السكان في أيرلندا

أغلب السكان الموجودين في أيرلندا ينتمون إلى فصيلة تُعرف باسم أيريش، وهذه الفصيلة تُعتبر الأشهر والأكثر انتشارًا في منطقة الجزر المُحيطة كذلك، أما بالنسبة للأعداد الإجمالية للسكان فهي تصل إلى حوالي خمسة ملايين نسمة، ويُمكن القول بلا مبالغة أن ثلث هذه الأعداد يتواجد في مدينة واحدة فقط، وهي العاصمة دبلن، وبالنسبة للديانة فهي بالطبع المسيحية مثل بقية أوروبا، أما اللغة فثمة لغتين يتم التعامل بهما داخل الأراضي الإيرلندية وهما اللغة الإيرلندية الرسمية بالتأكيد وأيضًا اللغة الإنجليزية، وبالنسبة للنشاطات فإن نشاط الزراعة يُعتبر من الأنشطة الأكثر ممارسة في أيرلندا بالإضافة إلى بعض الصناعات اليدوية الخفيفة الأخرى.

أهم ما يميز أيرلندا

كل دولة في العالم تمتلك بعض المميزات الخاصة التي تفصلها عن الدول الأخرى، ومن أهم هذه المميزات امتلاك الكثير من المناطق الطبيعية التي من النادر أصلًا تواجد نصفها في دول أخرى، ونحن هنا نتحدث عن السهول والجبال والبحيرات والكثير من الأمثلة المشابهة، كذلك من ضمن المميزات في أيرلندا أنه على الرغم من النسبة القليلة للسكان داخل هذه الدولة إلا أن تلك النسبة بها أعداد كبيرة من الأيدي العاملة، ببساطة أيرلندا دولة صناعية بامتياز، وهذا ما يأخذنا إلى جانب آخر يتم اعتباره كذلك من المميزات، وهو الجانب السياحي طبعًا، فعلى الرغم من صِغر مساحة أيرلندا إلا أنها تمتلك بداخلها عدد لا بأس به من المدن السياحية الكبرى، والحديث هنا عن دبلن وكورك والكثير من النماذج الأخرى التي أصبحت الآن واجهات سياحية في غاية الأهمية بسبب الأماكن البارزة بها، وأخيرًا لا يجب علينا أن نغفل ضمن المميزات اللغة الإيرلندية التي وجدت لها بديل مناسب يُمكن من خلاله التعامل مع السياح والغرباء الوافدين، والحديث هنا طبعًا عن اللغة الإنجليزية التي تُعتبر لغة رسمية ثانية وليست لغة بديلة على الإطلاق، وإذا كنا دقيقين فإن تقلب الأجواء المناخية واحدة من المميزات بغض النظر عن المساوئ التي يُمكن أن تؤدي إليها.