إن كنت سائحًا قد جئت لتقضي عطلة محدودة وسط جمال الطبيعة ورائحة الماضي والتاريخ العريق التي تفوح من كل شبر في ألمانيا، أو كنت طالبًا أو عاملًا أو حتى لاجئًا حديث العهد وتبحث عن نزهات قصيرة ومُمتعة في ألمانيا تُريح فيها ذهنك من مشقة الدراسة أو العمل التي لا تنتهي تقريبًا إلا في أيام العطلات، فستجد بُغيتك هُنا في أهم وأشهر معالم الجذب السياحي التي تضمها المدن الألمانية المُختلفة والتي تُناسب كافة الأذواق والإمكانيات.
بوابة براندبورغ: برلين
وهي البوابة الأشهر من نوعها في ألمانيا ليس فقط لأنها تقع بقلب العاصمة برلين ولكن لأنها تحتل قلب السنت الألماني، فالبوابة العريقة رائعة التصميم والجمال هي الشعار الرسمي المطبوع على الفئات الصغيرة من اليورو الألماني. ويرجع تاريخ البوابة العريقة التي تحتل ساحة باريسر وسط برلين إلى نهايات القرن الثامن عشر، وتتمتع بتصميمها المعماري الفخم ذي الأعمدة الضخمة المنقوشة والمُتراصة التي يعلوها تمثال دقيق النحت لعربات تجرها الخيول. وبالإضافة إلى البوابة الضخمة تضم ساحة باريسر أيضًا حديقة صغيرة مُزهرة ونافورة، وتشهد الساحة دومًا طقوس الاحتفالات الوطنية أو الرياضية أو احتفالات العام الجديد.
برج برلين
أو مبنى التليفزيون الألماني، وهو البرج الأطول من نوعه في ألمانيا والرابع أوروبيًا بفضل طوله الذي يصل إلى 368 متر على 147 طابق تشبه سفينة الفضاء من الداخل. ويتميّز البرج الذي يقع في ساحة ألكسندربلاتز بحي ميتيه في برلين بما يعلوه من كرة زجاجية دوارة تُشبه القمر عاكسة لأشعة الشمس نهارًا مُضيئة بإضاءات خلابة باهرة ليلًا، والتي تُعد مقرًا لمطعمه الفاخر الذي يُقلّد القمر في دورانه السنوي حول الأرض بدورانه حول نفسه كل نصف ساعة تقريبًا مما يوفر إطلالة بانورامية رائعة على برلين الزاهية من جميع الاتجاهات، هذا إلى جانب المتاجر الموجودة أسفل البرج وتبيع هدايا تذكارية مُتنوعة تُعبّر عنه. ولزيارة برج برلين فلن يُكلفك الأمر أكثر من 23 يورو للبالغين أو 15 يورو للأطفال من سن الرابعة حتى السادسة عشر خلال الفترة من العاشرة صباحًا وحتى منتصف الليل.
المتحف الألماني: ميونيخ
واحد من أهم المعالم البارزة التي يجب ألا تفوتها أثناء زيارتك لألمانيا خاصةً إن كنت من المُهتمين بمجال التكنولوجيا والاختراعات العلمية؛ فالمتحف هو الأكبر من نوعه في العالم في هذا المجال. ويستعرض المتحف الواقع وسط المدينة ميونيخ المُخترعات ذات الصلة بمجال النقل والتكنولوجيا وعالم الفضاء من خلال عدة أقسام تضم نحو 17 ألف معروض تتراوح ما بين القديم والحديث، ويتم الشرح عليها باستخدام أحدث الوسائل التفاعلية مع إمكانية حضور صاحب الاختراع نفسه لشرح أداته. كما يضم المتحف الألماني مكتبة ضخمة تحوي نحو 75 ألف مجلد و4 آلاف دورية علمية وبراءة اختراع، وخرائط وإثباتات علمية لصدق بعض الاكتشافات العلمية يُمكنك الاطلاع عليها وأخذ جولة واسعة عبر المتحف الكبير مُقابل 11 يورو فقط يوميًا من التاسعة حتى الخامسة مساءً باستثناء عطلة المتاحف الألمانية يوم الاثنين.
حديقة حيوان هيمالابورن: ميونيخ
وهي من أقدم وأكبر حدائق الحيوان في ألمانيا إذ يرجع تاريخها لبدايات القرن العشرين وتضم نحو 17 ألف حيوان وطائر منها 700 نادرين ومُعرّضين للانقراض. وفي هيمالابورن بارك يُمكنك الاستمتاع برؤية الحيوانات تتصرف وتعيش كما لو كانت في بيئتها الطبيعية، حيث تم تقسيم الحديقة الكبيرة إلى عدة أجزاء كل جزء منها يُضاهي البيئة الجغرافية للحيوان الذي يقطنه كما هو عليه في موطنه الأصلي. كما تضم الحديقة إلى جانب الأراضي اليابسة التي يقطنها الحيوانات البرية، عدة بحيرات منها بحيرات طبيعية تنبع من نهر ايسار تقطنها مئات الأنواع من الأسماك والحيوانات البرمائية، وكذلك منطقة كاملة خاصة بالطيور.
ولزيارة الحديقة وقضاء وقت مُمتع وطريف ومُسلّ مع الحيوانات اللطيفة بصحبة أطفالك عليك التوجه إليها من التاسعة وحتى الخامسة مساءً في أي يوم تريده مُقابل 14 يورو للشخص البالغ و5 يورو للطفل من سن الرابعة وحتى الرابعة عشر.
قصر نيمفنبورغ: ميونيخ
من أكبر القصور الأوروبية وأعرق القصور الألمانية يعود تاريخه للربع الأخير من القرن السابع عشر، ويتميّز من الخارج بجمال واتساع حديقته التي تضم نافورة وجدول مائي يُمكن أن يشهد رحلات بالقارب خلال الصيف. أما من الداخل فيتميّز القصر ببنائه المهيب مُتعدد الطوابق وأعمدته الضخمة المُزخرفة بالذهب ولوحات الأسقف المرسومة بدقة وإبداع وإبهار لعين الزائر. وفي رحاب القصر يُمكنك زيارة متحف الخزف في الطابق الأخير حيث الأنية التي كانت تُصنع خصيصًا من أجود الخامات لتقديم الطعام للأسر الملكية، متحف العربات الملكية القديمة، إلى جانب أجنحة القصر المُختلفة والاستمتاع بكنوزها ومقتنياتها الأثرية رائعة الجمال. يُمكنك الاستمتاع بكل ذلك يوميًا من التاسعة وحتى الخامسة مساءً مُقابل 11 يورو للفرد قد تزيد قليلًا خلال فترات الصيف.
البوابة السوداء: ترير
وهي من أهم وأقدم معالم المدينة الأثرية التي يرجع تاريخها لعهد الرومان وفي الوقت نفسه هي أكبر بوابة رومانية في منطقة شمال الألب، ربما لهذه الأسباب مع فن وجمال تصميمها الذي يبدو كتصميم قلعة ضخمة كانت الأجدر بالانضمام لقائمة مواقع التراث العالمي التي تُصدرها اليونسكو. وتضم البوابة العريقة ذات الهيكل الضخم والمعمار المُميّز في مُحيطها واحدة من أكبر وأقدم كاتدرائيات ألمانيا وهي كاتدرائية القديس بطرس، وكذلك كنيسة السيدة العذراء.
كنيسة قسطنطين: ترير
ثاني موقع من مواقع التراث العالمي بمملكة النبيذ ترير العامرة بكنوز الحضارة الرومانية حينما كانت ألمانيا عنصرًا مُهما فيها. وتتميّز الكنيسة الضخمة التي بناها الإمبراطور الروماني قُسطنطين خلال القرن الرابع الميلادي بإبداع وجمال تصميمها وضمّها لأكبر القاعات الدينية ذات البُعد الأثري. حاليًا تخضع كنيسة قُسطنطين لسيطرة الكنيسة الإنجيلية في إقليم الراين.
شارع زيل: فرانكفورت
من أهم وأعرق مناطق التسوق في المدينة بل وألمانيا ككل يرجع تاريخه إلى القرن الرابع عشر، ورغم حداثة متاجره التي تحوّل الكثير منها لمراكز تسوق عصرية وعملاقة تبيع مُختلف السلع والهدايا من أرقى الماركات إلا أنها لا زالت تُحافظ على تقاليد المدينة فتُغلق أبوابها في الثامنة مساءً. أما إن كنت من هواة التجوال في الهواء الطلق فيوفر لك شارع زيل ممرًا خاص لذلك تمتد المطاعم والمقاهي بطوله إن أردت شراء وجبة أو مشروب يُصاحبك جولتك الحرة. وعلى مقربة من زيل وبالتحديد في شارع كونستابلر فاخه يُمكنك زيارة سوق المنتجات الزراعية الذي يُقام أسبوعيًا يومي الخميس والسبت لتسوق أشهى الأجبان والخضروات الألمانية.
برج أوروبا: فرانكفورت
ثاني أطول الأبراج الألمانية بعد برج برلين؛ حيث يبلغ طوله 337 مترًا بفارق 31 مترًا فقط، وإن كان برج برلين هو مبنى التليفزيون الألماني، فبرج أوروبا في فرانكفورت الذي يرجع تاريخه لمنتصف السبعينات هو مبنى خاص بالاتصالات. ويُمثل البرج معلمًا من معالم السياحة البارزة في فرانكفورت بفضل مطعمه الذي يوفر إطلالة رائعة على المدينة الجميلة من الأعلى، بالإضافة لأضوائه الليلية المُبهرة.
قصر بيلنيتز: درسدن
واحد من أبرز معالم المدينة التي تستقطب إليها سنويًا أعداد كبيرة من السياح حيث يُمثل القصر الذي يقع شمال درسدن 3 حقب زمنية رئيسية في تاريخها الذي هو جزء لا يتجزأ من التاريخ الأماني. ويتكون القصر الضخم من 3 قصور كُلٍ منها شهد إقامة ملك مُختلف من الملوك التي حكمت المدينة على مدار فترات مُختلفة من ماضيها العريق. تتمتع القصور من الخارج بثلاث تصاميم معمارية مُختلفة تُعبر عن زمنها، بينما من الداخل يتميّز بزخرفته المُستمدة من الثقافة الصينية، هذا إلى جانب حديقة مُزهرة رائعة.
دار أوبرا دريسدن
ثاني أكبر دار للأوبرا في ألمانيا وأقدمها في العالم وأكثرها صمودًا في وجه الحوادث والانتكاسات فقد تعرّض المبنى الضخم الرائع الطراز منذ بنائه خلال منتصف القرن التاسع عشر لحريقين مُدمّرين تم إصلاحه وإعادته بعدهما كسابق عهده وكأن لم يطله شيء. في دار أوبرا درسدن لن تستمع فقط لسمفونيات خالدة لا تُعزف في أي مكان في العالم سواه، ولكنك ستستمتع بجمال وتميّز تصميمه الذي يجمع بين طراز الكلاسيكية وحداثة عصر النهضة.
مينياتور وندرلاند: هامبورغ
إن كنت تود التعرف على أهم المعالم السياحية في ألمانيا والعالم لتُحدد حسب أهميتها ومظهرها أيُها هو الأولى والأحق منك بالزيارة خلال رحلتك فحاول أن تبدأ تلك الرحلة من هامبورغ وبالتحديد من مينياتور وندرلاند أكبر وأجمل مدينة مٌجسمات يُمكنك أن تراها، حيث سترى من خلالها ألمانيا ككل في صورة مُصغرة بما فيها وسائل النقل والمواصلات. وتُعد زيارة هذا المكان من الأنشطة الترفيهية والثقافية المُميّزة والمُسليّة للأطفال والكبار، لذا لا تتردد في زيارته خلال مواعيد عمله اليومية من التاسعة والنصف وحتى السادسة مساءً أيام الاثنين والأربعاء والجمعة ثم من التاسعة والنصف وحتى التاسعة مساءً يوم الثلاثاء، ومن الثامنة وحتى التاسعة مساءً يومي السبت والأحد مُقابل 13 يورو تزيد 50 سنتًا للأطفال الأقل من سن 16.
متنزه بلانتن أون بلومن: هامبورغ
ماذا إن قمت بزيارة لحدائق اليابان بقلب ألمانيا؟ هذه هي حقيقة حديقة النباتات بلانتن أون بلومن العامة المجانية في هامبورغ، التي كثيرًا ما تُشبه الحدائق النباتية اليابانية في طرازها المُميّز. وعبر حديقة بلانتن أون بلومن يُمكنك مُمارسة التجوال الحر على قدميك أو بمساعدة الدراجة للاستمتاع بمناظر النباتات والزهور بطول النهر الذي تضمه الحديقة أو الجداول المائية ذات الممرات المرصوفة بشكل مُميّز خلالها. وفي ليالي الصيف وخلال مواعيد العمل اليومية للمنتزه من السابعة وحتى الثامنة مساءً يُمكنك الاستمتاع بنسمات الهواء العليل والمظهر الرائع المُبهر الذي توفره النافورة الملونة الراقصة على أجمل الأنغام الرومانسية بقلب المتنزه.
مدينة التخزين: هامبورغ
وعلى اعتبار كون هامبورغ الميناء الرئيسي في ألمانيا منذ القدم كان لا بد من إنشاء نطاق جمركي خاص لها لفحص السلع التجارية الواردة من الخارج لداخل البلاد عبر هذا المنفذ النهري، وهذا بالضبط ما كانت تفعله مدينة التخزين منذ تاريخ نشأتها في نهايات القرن التاسع عشر وحتى الربع الأول من القرن العشرين. وتتميز المنطقة التاريخية بمباني ضخمة وعالية من الطوب الأحمر تصل إلى 7 طوابق مُطلة على النهر ويربط بينها جسور صغيرة حيث يُمكنك الاستمتاع برحلة بالقارب في مياه النهر والتوقف من وقت لآخر لزيارة متاحف المنطقة أو تناول وجبة خفيفة من أحد المطاعم المُحيطة.
شاطئ كولكويتزر: لايبزيغ
من أجمل شواطئ ألمانيا التي تجتذب سنويًا ملايين من السياح من مناطق مُختلفة حول العالم للاستمتاع بمياهه الصافية ورماله الذهبية وطبيعته الخلابة مع القيام برحلة بحرية رائعة وسط مياهه التي تبدو كحبات الكريستال باستخدام أحد القوارب الشراعية، أو ممارسة الرياضات الشاطئية أو المائية المُختلفة كالصيد والغطس والتجديف وركوب الأمواج.
المكتبة الألمانية: لايبزيغ
أما إن كنت باحث أكاديمي أو طالب جاء لاستكمال رحلته العلمية بين أسوار الجامعات الألمانية الشهيرة والمُتميّزة أو كنت مجرد هاوٍ للقراءة فلا تفوّت عليك زيارة المكتبة الألمانية العملاقة في لايبزيغ، والتي تضم نحو 7 ملايين ونصف كتاب متنوع في مُختلف المجالات إلى جانب متحف مُتميّز داخلها. وتزداد المكتبة الوطنية بريقًا وأهمية ولمعانًا خلال فصل الربيع وبالتحديد خلال شهري مارس وأبريل؛ حيث تشهد تنظيم فعاليات أكبر مهرجانات القراءة والكتب الأوروبية والذي يحمل اسم لايبزيغ تقرأ والذي يشهد كثافة بشرية تصل إلى 150 ألف زائر ما بين القارئ العادي وصولًا للكتاب والأدباء ومُمثلي دور النشر ووسائل الإعلام على مستوى ألمانيا وأوروبا ككل.
منتزه بيلنتيس: لايبزيغ
والمُلقّب بمملكة المُتعة، وهو عبارة عن مدينة ألعاب ضخمة مُتكاملة ورائعة تحتل مساحة كبيرة من منطقة تسفينكاو بمدينة لايبزيغ تصل إلى 25 هكتار مع 4 كيلومترات من الجداول المائية المُخصصة لمُمارسة الألعاب المائية المُمتعة، مما يجعل المكان نزهة مثالية بصحبة الأطفال الصغار. لذا فإن كانت رحلتك إلى لايبزيغ بصحبة أطفال فلا تفوّت عليهم متعة زيارة منتزه بيلنتيس المُذهل في أي يوم تريده من العاشرة وحتى الخامسة مساءً.