ألبانيا دولة جمهورية ديموقراطية، لها برلمان ودستور تم تجديده في صورته الحالية عام 1998، واحدة من الدول الأوروبية الحديثة، لديهم رئيس يتم إعادة انتخابه كل خمس سنوات، وبالنسبة لمفوضية الاتحاد الأوروبي فاعتبرت أن انضمام جمهورية ألبانيا هي واحدة من أولويات الاستقرار في شرق أوروبا، وهذا سمح للحالة الاقتصادية والسياسية في ألبانيا بالاستقرار، مما جعل عمليات الهجرة إلى سويسرا، وإيطاليا وألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، تقل في ظل وجود العديد من فرص العمل والاستقرار المادي الذي وجده المجتمع الألباني، وربما ينتظر الاتحاد الأوروبي استقرار ألبانيا اقتصاديًا لإدخالها ضمن دول الاتحاد الأوروبي حتى يضمنون عدم استغلال هذه العضوية في عمليات الهجرة، مما قد يؤذي ألبانيا نفسها في ظل نقص وجود العامل البشري للتطور.
جغرافيا جمهورية ألبانيا
ألبانيا ليست دولة كبيرة من حيث المساحة، بل فقط 28 ألف كيلو متر مربع، ولديها ساحل يبلغ طوله 362 كم، يمتد على حافة البحر الأدرياتيكي، أرض ألبانيا جبلية ووعرة، ويصعب التجول فيها، ويقع هناك جبل كورب الذي يبلغ طوله من سطح البحر 2753 متر، بها أكبر ثلاث بحيرات تكتونية في البلقان، بحيرة شكودير التي تقع ثلثها داخل أراضي الجبل الأسود وثلثيها داخل ألبانيا، وبحيرة أوهريد التي تفصل بين ألبانيا ومقدونيا، ويصل عمق هذه البحيرة إلى 289 متر تحت الأرض وهو عمق كبير جدًا، وتعد من المناطق المحمية بواسطة مؤسسة اليونسكو لأنها تحتوي على أنواع نادرة من الكائنات الحية، بجانب العديد من الحفريات الهامة، طبيعة الأراضي أنها غير مستوية ولكن هذا لا يمنع أن ثلث أراضي ألبانيا عبارة عن غابات غزيرة جدًا بالأشجار وأنواع عديدة من النباتات الهامة، ويقدر عدد النباتات التي تنمو في غابات ألبانيا ب3000 نوع مما يدل على جودة أراضي ألباني الصالحة لنمو هذا العدد من أنواع النباتات، وربما يجب أن تأخذ حذرك أثناء المضي في هذه الغابات لأنها عامرة بالذئاب والدببة البرية.
مناخ ألبانيا
هناك مناطق مناخية مختلفة في ألبانيا على الرغم أن مساحة البلد صغيرة، ولكن طبيعتها الجغرافية والساحلية تجعل المناخ متنوع جدًا، وبما أن البلد بالكامل على خط عرض واحد فقط، فهذا يجعلها تتعرض لأكثر من نمط مناخي مختلف، فمثلًا القطاع الساحلي بالكامل يتعرض لمناخ ساحلي متوسط معتدل، أما المناطق الجبلية فهي تعتبر من المناطق ذات الطقس القاري القارس، كما يختلف المناخ بنسبة كبيرة بين شمال وجنوب ألبانيا، الشتاء يصل إلى 8 درجة مئوية، أما في الصيف فدرجة الحرارة تكون في متوسط 25 درجة مئوية، وبسبب طبيعة الجبال والغابات، فإنك ستجد المناخ غير موحد في جميع المناطق، فالمناطق التي بها تضاريس كثيرة تكون ممطرة، والمناطق الجبلية تكون جليدية وذات مناخ قاري، والمناطق الساحلية لها مناخ ساحلي، وكل هذا في إطار ال28 ألف كيلو متر مربع والذي هو مساحة هذه الجمهورية الصغيرة، البلد لا تعاني من الجفاف عادة بل بها العديد من البحيرات الضخمة، والأمطار تهطل باستمرار على المناطق الجبلية المتوسطة، لأنها مناطق تجمع الرياح الباردة والساخنة، مما يجعل هناك وفرة مائية.
سكان ألبانيا
واحدة من أفضل البلاد حول العالم من حيث معدل الأعمار هي ألبانيا، حيث يصل معدل عمر الفرد هناك إلى 77.43 سنة، كما أن المجتمع الألباني يحظى بعدد كبير من الشباب، أي أن أكثر عدد سكانه من الشباب وليس من العجائز أو الأطفال، في عام 1990 كانت هناك حركة هجرة واسعة من ألبانيا خصوصًا من المناطق الشمالية، مما أدى إلى خلل في الكثافة السكانية في هذه المناطق، مع زيادة في عدد السكان في العاصمة تيرانا، ودوريس، ويصل عدد سكان ألبانيا حاليًا إلى أربعة ملايين شخص تقريبًا، أغلبيتهم من السكان الأصليين، بنسبة 98% ألبانيين، والبقية عبارة عن أقليات من اليونان أو مقدونيين أو المصريين أو أهل صربيا والبلقان والغجر والبلغاريين، وهناك اختلاف على عدد اليونانيين الموجودين في ألبانيا حيث تقول الحكومة الألبانية أن عدد اليونانيين هناك يقارب ال60 ألف يوناني فقط، في حين أن الحكومة اليونانية، تقول أن عدد اليونانيين هناك يقارب ال300 ألف يوناني.
الدين في ألبانيا
في ألبانيا الشعائر الدينية ليست لها الأهمية الكبرى أو الأولوية الحياتية، على الرغم من أنهم يدينون بديانات سماوية مثل الإسلام والمسيحية، ولكن على الرغم من ذلك فإن التقارير على الشعب الألباني أفادت أن معظم هذا الشعب لا يمارس الشعائر الدينية بطريقة منتظمة، هم شعب غير متدين، وتقدر نسب المسلمين هناك ب55% من الشعب الألباني مسلمين على مذهب السنة، 18% مسلمين على مذهب بكداشيون، 20% مسيحيون أرثوذكس، 6% روم كاثوليك، وأعداد أخرى من المسيحين الإنجيليين والبروتستانت، في عام 1902 كانت ألبانيا تتبع النظام الشيوعي، المبني على فصل الدين عن السياسة نهائيًا، ومع الوقت كان هناك اضطهاد حاد لرجال الدين من جميع الطوائف، حتى الأربعينات من القرن الماضي، حيث لم يكن لألبانيا في هذا الوقت دين خاص بالدولة، وكان هدف اضطهاد رجال الدين هو إضعاف هيمنة الدين على المواطنين والسياسة، ولكن في الخمسينات، بدأت ألبانيا تتخذ مسار ديموقراطي فيما يخص العبادات الدينية حتى يومنا هذا.
اللغة
في ألبانيا يتكلم جميع السكان الألبانيين اللغة الألبانية، وهي عبارة عن لغة هندية أوروبية، أو فرعًا مشتق من اللهجات الهندية الأوروبية، وهناك علماء لغات آخرين يعتقدون أن اللغة الألبانية مشتقة من اللغة “الإيليرية” القديمة، وآخرين يقولون: اللغة الألبانية هي أصلًا مشتقة من اللغة “الداكو ثراكية”، في حين أن بقية المهاجرين يتكلمون لغاتهم الأصلية، فمثلًا ستجد هناك الكثير يتكلمون اليونانية، وخصوصًا في مجتمعات الهجرة اليونانية في ألبانيا، أيضًا ستجد اللغة العربية وسط العرب المسلمين الذين يعيشون هناك.
التعليم
الفترة التي سبقت الحكم الشيوعي في ألبانيا، وبين الحربين العالميتين كانت خالية من التعليم، وكانت نسبة الأمية في المجتمع الألباني تصل إلى 85 فرد من كل 100 فرد وهذا رقم ضخم جدًا، أما عندما تمكن الحزب الشيوعي من الحكم في الأربعينات فكانت خطة الحزب أن يتم القضاء على الأمية بنسبة 100%، ولذلك تم تكليف كل من هم من 12 إلى 40 عام إلى الذهاب إلى دروس لتعلم القراءة والكتابة، وبالفعل أتت هذه الخطوة ثمارها سريعًا، حيث وصلت معدلات الأمية حاليًا في ألبانيا إلى 1% فقط، ومعدلات الأشخاص الذين يعرفون القراءة والكتابة تخطت ال99% الذكور والإناث معًا.