تحتل إسكتلندا الثُلث الشمالي من بريطانيا العظمى، ويأتي لها الزوار بسبب ثروتها الغنية وتاريخها الساحر ومياهها المتلألئة في العديد من بحيراتها، كما تعتبر إسكتلندا موطن لمجموعة في غاية الضخامة من القلاع الفريدة، ومجموعة من مَتاحف الفن والعلوم ذات المستوى العالمي، وبعضًا من أكبر مناطق الحياة البرية في أوروبا الغربية، وعلى الرغم من صغر حجم البلاد نسبيًا، فإن استكشافها بالكامل سوف يستغرق معظم الناس عمرًا كاملاً، لأنها بلد تتميز بالتنوع الكبير في ثرواتها السياحية، كما تتمتع بطقس مميز، خصوصًا في شهور الصيف، حيث بالنسبة إلى السياح العرب يعتبر صيف إسكتلندا خريفًا أو ربيعًا مما يتيح للزائر العربي الشعور بالنسيم الرطب والرائع مع الغابات الخضراء والأودية الواسعة المنتشرة هناك.
قلعة وحديقة إدزل EDZELL CASTLE AND GARDEN
قلعة إدزل كانت موطنًا لعائلة لينسايز، وهي كانت عائلة نبيلة ومقتدرة في القرن السادس عشر الميلادي، كان كبير هذه العائلة شخص يدعى “إيرل كروفورد” واحدًا من أقوى الرجال في العالم من حيث النفوذ في ذلك الوقت، واستضافت هذه القلعة أشهر ضيوف إسكتلندا وهم الملكة ماري في عام 1562 وابنها جيمس السادس في 1580 و1589، حديقة هذه القلعة عبارة عن حديقة مبهجة، لها جدران مزينة بألواح حجرية منحوتة، وبداخلها مربعات من النباتات الخضراء والأزهار ومنافذ للطيور، يمكنك أن تزور في هذا المكان الحديقة الكبيرة، ومنزل البرج الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، وقبو دفن عائلة لينسايز.
قلعة إدنبرة
تعتبر قلعة إدنبرة، أشهر المعالم في إسكتلندا، وهي واحدة من أكثر مناطق الجذب السياحي التي يتم زيارتها في بريطانيا عمومًا وليس فقط في إسكتلندا، هناك ستجد النصب التذكاري للحرب الوطنية الإسكتلندية المثيرة للإعجاب، ومجموعة مذهلة من جواهر التاج الملكي الإسكتلندي، ومن السمات البارزة الأخرى “حجر القدر” (الملقب بحجر سكون)، الذي اشتهر به إدوارد الأول، والذي تم وضعه تحت عرش إنجلترا في لندن، ثم عاد الحجر إلى إسكتلندا بعد 700 عام في عام 1996، وإذا كنت ترغب في توفير الوقت، ففكر في شراء تذكرة فورية لدخول قلعة إدنبرة، بحيث يمكنك قضاء مزيد من الوقت في التجول في القلعة بدلاً من الانتظار في طوابير طويلة.
كنيسة مارغريت
واحدة من مناطق الجذب الأولى التي ستشاهدها أثناء صعودك إلى قلعة إدنبرة هي كنيسة القديسة مارغريت، بُنيت هذه الكنيسة في 1130 وتعد أقدم مبنى في القلعة وفي إدنبرة، وقد بناها الملك داود الأول لتكريم أمه، القديسة مارغريت، التي توفت في القلعة عام 1093، وعلى الرغم من طول وعرض الكنيسة الصغيران، حيث يبلغ الطول 17 قدم فقط وعرضها 11 قدم، ولكن تم استخدام هذه الكنيسة الصغيرة والمثيرة للاهتمام بسبب عمارتها نورماندية التصميم ككنيسة ملكية حتى عهد ماري ستيوارت، تم تصميم نوافذ الزجاج الملون الجميلة، التي أضيفت في عام 1922، بواسطة دوغلاس ستراكان حيث رسم صور القديس أندرو، والقديس كولومبا، والقديسة مارغريت، كما أن قبة الكنيسة الداخلية هي الأصلية حتى يومنا هذا، هذه الكنيسة هي مكان شعبي لحفلات الزفاف الصغيرة والتعميد.
كاتدرائية غلاسكو
المبنى التاريخي الأكثر أهمية في مدينة غلاسكو هو كاتدرائية غلاسكو التي تعود للقرن الثاني عشر والمعروفة أيضًا باسم كاتدرائية القديس مونغو، تبدو من الداخل والخارج كما لو أنها متكونة من صخرة عملاقة، خطوط الحيطان واضحة، وليس هناك زخارف زائدة، سُميت على اسم أول أسقف لغلاسكو، أكبر غرفة في الكاتدرائية هي سرداب ضريح القديس مونغو، مؤسس الأسقفية، الذي دفن هناك في عام 603م، بعد هذه الغرفة يوجد باب لمتحف القديس مونغو للحياة الدينية والفن، وهذا المتحف يعطي تعريفات عن أديان العالم، طقوسهم وكيف تتعامل عقائدهم مع قضايا الحياة والموت، وتشمل المعروضات المومياوات المصرية والتماثيل الهندوسية وحديقة لبوذا في الفناء.
متحف تولبوث في كاسل جيت The Tolbooth Museum at Castlegate
متحف تولبوث في كاسل جيت هو عبارة عن سجن سابق يعود زمنه إلى القرن السابع عشر ولكنه في الوقت الحالي يعمل كمتحف، تم بناءه بين عامي 1616 – 1629 وهو ملحق بمحكمة أبردين في شارع Union في وسط المدينة، يحتوي المتحف على معروضات من زنزانات السجن والعديد من الأدوات المتعلقة بالشرطة والنظام والقانون في التاريخ الإسكتلندي، كما كان يضم هذا المكان أكثر من 50 سجينًا بعد معركة كلودن، ويُزعم أن المبنى هو أحد المباني الأكثر جدلًا في أبردين، من حيث وجود أشباح أو كائنات مجهولة، وقد خضع المكان للعديد من التحقيقات من قِبل فرق تحقيق متخصص في الماورائيات وخوارق الطبيعة في شرق إسكتلندا.
قصر هوليرود
قصر هوليرود هو المقر الرسمي للتاريخ الإسكتلندي في مدينة إدنبرة، وكثيراً ما كان يُذكر في وسط التاريخ الإسكتلندي، هناك أقيمت مراسم كل من الملك جيمس الثاني والملك جيمس الرابع، وهناك أيضًا أقيمت مراسم تتويج جيمس الخامس وتشارلز الأول، وهناك حيث عقد القاضي “بوني الأمير تشارلي” قراره في عام 1745، بالسماح للملكة تُحاكم من العامة، ثم افتتح في عام 2002 كجزء من احتفالات اليوبيل الذهبي وتحول مع الزمن إلى متحف يشتهر بالمفروشات القديمة وأعمال الجص، كما يعرض المعرض الكبير صورًا للملوك الإسكتلنديين، سواء الملوك الأسطوريين أو الحقيقيين.
أكاديمية ماكنتوش للفنون الجميلة
أكاديمية ماكنتوش للفنون هي مشاهدة أساسية لمحبي العمارة الراقية، اكتمل هذا المبنى المصمم على طراز فن “الآرت نوفو” في عام 1909، ويؤكد سمعة المصمم تشارلز ماكنتوش البالغ من العمر حينها 28 عام، ليس فقط بوصفه سيدًا للواجهة الخارجية، ولكن أيضًا كمصمم داخلي رائع، الواجهة الغربية الكبرى للأكاديمية تهيمن عليها ثلاثة نوافذ بارزة يبلغ ارتفاعها 65 قدم، والنوافذ الصغيرة على الجبهة الشرقية تشبه نوافذ القلاع الإسكتلندية، تُقام هناك اجتماعات أكاديمية الفن، كما توجد مكتبة ومعرض فريدان من نوعهما، تقوم الجولات التي يقودها الطلاب باستكشاف عمل المهندس ماكنتوش وتأثيره المعماري، كما تضم صالات عرض أخرى أثاث الأكاديمية وأعمال أخرى.
شارع رويال مايل
شارع رويال مايل من الشوارع التي تربط بين قلعة إدنبرة وقصر هولي رود وتصطف على جانبي هذا الشارع المنازل الساحرة والكنائس والمعالم التاريخية، كما أن هذا الطريق رائع جدًا للتنزه، والتسوق، وزيارة المتاحف، والجلوس على المقاهي، وتذوق الأكلات الجديدة في المطاعم الموجودة فيه، معظم مباني هذا الشارع طويلة، حيث يتراوح متوسط طولها بين 6 و15 متر، كما تتخلله الأزقة الضيقة الصغيرة، حيث توجد هناك بعض من مناطق الجذب الأكثر شعبية والتي تقع في الطرف العلوي من شارع رويال مايل، هذه المنطقة معروفة باسم “كاسل هيل” وتشمل برج “اوتلوك” وكنيسة القديس يوحنا العليا، مع أطول برج كنيسة في المدينة، كما يوجد هناك منزل “جلادستونز لاند، هو منزل عالٍ يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر ويقع في نفس شارع رويال مايل، وقد تم ترميمه وتأسيسه من قبل الصندوق الوطني لإسكتلندا، ويتم تشغيله كموقع جذب سياحي شهير، يتكون من ستة طوابق ممتلئة بلوحات جدارية جميلة وأثاث أصلي، عرض لمخطوطات الكاتب، صور، رسومات، وتذكارات الشاعر روبرت برنز والسير والتر سكوت وروبرت لويس ستيفنسون.
ساحة جورج
ساحة جورج هي ساحة المدنية الرئيسية في مدينة غلاسكو، سُميت على اسم الملك جورج الثالث، تم بناء ساحة الملك جورج في 1781، وهي محاطة بمباني ذات أهمية معمارية كبيرة في هذه المنطقة، بما في ذلك على الجانب الشرقي مبنى بلدية غلاسكو الفخم.
المتحف الوطني الإسكتلندي
منذ افتتاحه في عام 2011، أصبح المتحف الوطني المجاني واحدًا من أكثر مناطق الجذب شهرة في إسكتلندا، حيث يقارب المليونين من الزوار يزورون هذا المتحف كل عام، وهو يضم مجموعات من عدد من المعروضات القديمة في إدنبرة، وتشمل المعالم البارزة من المجموعات الأثرية الوطنية، وتحف من العصور الوسطى، كما يعرض المتحف معروضات تركز على التاريخ الطبيعي والجيولوجيا والفن والعلوم والتكنولوجيا، منهم النعجة دوللي وهي أول حيوان ثديي مستنسخ في العالم، ويقدر ما يحتويه المتحف على أكثر من 8000 قطعة أثرية، كما تشمل عروض المتحف التقليدية مواد من مصر القديمة، وآلة تعذيب تشبه المقصلة.
الحديقة الملكية النباتية في إدنبرة
تعد الحديقة الملكية النباتية في إدنبرة ثاني أقدم حديقة في بريطانيا، وتقدر مساحة أراضي هذه الحديقة الرائعة 70 فدانًا، يوجد هناك مشتل واسع مع أشجار عملاقة نادرة أصلها من جبال الهيمالايا وأمريكا الشمالية والصين، ومن أبرز المعالم الأخرى حديقة الغابات التي بها العديد من النباتات الاستوائية، كما يوجد بيت مائي، مع نباتات مياه استوائية مثل زنبق الماء الوردي القادم من الهند، هذه الحديقة مصنفة ضمن أجمل 10 حدائق نباتية في العالم، وهي قريبة جدًا من مركز مدينة إدنبرة.
جامعة أبردين
تأسست جامعة أبردين في عام 1494 في ما يعرف باسم “أبردين القديمة”، حصلت الجامعة على ميثاقها من الملك جيمس الرابع، من أهم السمات المعمارية المميزة للكلية هي برجها الضخم والقبة الحجرية الأنيقة الموجودة في صالة الجامعة، وهي تعتبر المبنى الوحيد المتبقي من نفس هذه النوعية المعمارية في إسكتلندا، حيث تم الحفاظ على أكشاك جوقة البلوط التي تعود للقرن السادس عشر، والسقف الخشبي في الكنيسة الداخلية للجامعة تم الحفاظ عليه أيضًا في شكله الأصلي، كما يوجد متحف علم الحيوان المجاني ويحتوي على كل شيء بدءًا من البروتوزوا حتى الحيتان، كما توجد داخل جامعة أبردين مجموعة من الحدائق تدعى حدائق “كروشناك”، وتستحق هذه الحدائق الزيارة، لأنها تحتوي على مجموعات مثيرة للاهتمام من النباتات الأصلية القادمة من جبال الألب ونباتات أخرى من البيئات الشبه استوائية، ومن الأماكن المثيرة للاهتمام في هذا الموقع الهادئ الذي تبلغ مساحته 11 فدانًا، هي الحديقة الغارقة تحت الماء، وحديقة الورود والشجر الكثيف، ومناطق عشبية واسعة يمكنك الجلوس عليها، ومشتل يضم مجموعة رائعة تتكون من 2500 نوع من النباتات الغريبة.