طبعًا عزيزي السائح لا خلاف على أن وضع مسار من أجل السفر إلى دولة آيسلندا أمر في غاية الصعوبة لمن لم يقوموا بالسفر من قبل إلى هذه الدولة أو أولئك الذين لا يمتلكون أفكار ترفيهية يُمكنهم استغلالها من أجل الخروج بهذه الرحلة على أفضل نحو ممكن، ففي النهاية هذا الأمر لا يتعلق بالأموال وامتلاكهم لها من عدمه، وهؤلاء سوف نحاول في السطور القليلة المُقبلة إيجاد حلول لمشكلتهم هذه عن طريق وضع مسار لرحلة إلى آيسلندا، هذا المسار سوف يتكون من ثلاثة أيام وفي كل يوم من هذه الأيام الثلاث سنحاول زيارة مكان مميز نستمتع من خلاله، والبداية ستكون مع اليوم الأول، فكيف سيُمكننا الاستمتاع بهذا اليوم يا تُرى؟ دعونا نرى.
اليوم الأول
بكل تأكيد اليوم الأول من هذا المسار هو اليوم الأهم والذي يجب أن نجتهد حقًا في وضع طريقة مثالية من أجل التمتع به، كذلك علينا اختيار مدينة كبرى، لكن مدن آيسلندا الكبرى ليست بالعدد الوافر، صحيح أنها مدن سياحية بامتياز لكنها ليست شهيرة، ومن ضمن هذه المدن التي نتحدث عنها مدينة هافنار فيوردور، وهي مدينة موجودة على بعد صغير جدًا من العاصمة، تقريبًا مسافة عشرة كيلو متر، أيضًا أعداد السكان بها ليست كبيرة، فهي بالكاد تقترب من الثلاثين ألف نسمة، لكن على الرغم من كل ذلك نجد أن هافنار فيوردور تعج بالأماكن السياحية المميزة التي يُمكننا استغلالها في قضاء اليوم من هذا المسار، وعلى رأس هذه الأماكن حديقة هافنار الكبرى وكذلك متحف المدينة للفنون، وهو المتحف الذي تتواجد بداخله الكثير من الأشياء التي تتعلق بصورة رئيسية بالميناء والبحر، وهذا ما يأخذنا إلى شهرة ميناء المدينة كذلك وانضمامه إلى الأماكن التي يُمكننا زيارتها في هذا المسار، أيضًا لا ننسى البحيرة الكُبرى الموجودة في الجزء الجنوبي، وهي التي يُمكننا زيارتها من أجل المتعة البصرية وكذلك الحصول على فرصة غطس وسباحة رائعة، لكن هل هذا كل شيء يُمكننا فعله في مدينة هافنار فيوردور؟ الإجابة بكل تأكيد لا.
النصف الثاني من اليوم المخصص لهذا المسار سوف يبدأ بزيارة سوق المدينة الرئيسي، وهو سوق كبير مُخصص لبيع الأسماك وكل المواد التي تخرج من البحر بشكل عام، بعد ذلك سوف نتوجه إلى الشوارع الرئيسية ونستمتع بالسير فيها، خاصةً مع المناظر الجميلة للبيوت، كذلك لا ننسى أننا سوف نحتاج بالتأكيد إلى الذهاب للمطاعم والمقاهي التي تعج بها المدينة أيضًا، وكل هذا في النهاية سوف يجعلنا نحظى بجولة ليلية مميزة قادرة على أن تكون خير ختام لمسارنا في اليوم الأول، قبل أن نرجع للاستعداد سريعًا لليوم الثاني، والذي سنقضيه كذلك في واحدة من مدن آيسلندا الجميلة.
اليوم الثاني
في الحقيقة المدن السياحية الموجودة في آيسلندا لا تُعطيك رفاهية الاختيار بالصورة التي نتخيلها، ففي الغالب سوف تكون هناك مجموعة من المدن المحددة التي يُمكننا الاستفادة منها في هذا المسار المميز، وعلى رأس هذه المدن طبعًا مدينة هوفن، وهي مدينة سياحية صغير للغاية للدرجة التي ستُبهركم حرفيًا، حيث أنها تمتلك بداخلها ألفين نسمة فقط، وربما هذا العدد الصغير يُبشر للغاية بما يُمكننا مواجهته داخل هذه المدينة، فهي صغيرة وخاوية من السكان ومُتفرغة للسياح، وبالتالي هناك فرصة كبيرة لأن تكون الأماكن السياحية كثيرة بها، وهذا يعني أننا سنستمتع للغاية بهذا اليوم الثاني من مسارنا، والذي سيبدأ بزيارة المتحف الفني في هوفن، وهو متحف صغير معروف بتواجد القطع الفنية المميزة بداخلها، أيضًا الحديقة المركزية الموجودة في المدينة سوف يكون لها نصيب كبير من زيارتنا، ولن ننسى بالطبع الذهاب إلى جبل النور الموجود أعلى تلة هوفن، فهو من الأماكن الطبيعية المميزة التي يُمكن من خلالها رؤية هذه القرية الصغيرة بالكامل، كما أنك من فوق هذا الجبل سوف تمتلك فرصة ذهبية تتمثل في وقوفك في قارة ونظرك إلى قارة أخرى، فالجبل جغرافيًا موجود في قارة أوروبا، لكن من فوقه، ومن الناحية الشمالية تحديدًا، فإن أي جزء ستنظر إليه يتبع أمريكا الشمالية.
جولتنا داخل مدينة هوفن لا تزال قائمة، وعلى الرغم من أن ساعات النهار سوف تنقضي بالكامل على الأماكن التي تم ذكرها فإن ساعات الليل سوف نستفيد منها أكثر من خلال التجول، وإياكم الاستهتار بهذا النوع من السياحة بالتحديد داخل هوفن، فالمدينة صغيرة وجميلة وخاوية، وهذه العناصر الثلاث تضمن لك في نهاية المطاف التواجد في موقع مميز نسبيًا، كما أن الجولة ستمر بالمطاعم والمقاهي والأماكن الترفيهية المختلفة، أصلًا شكل الشوارع ونوعية البلاط والطرقات من الأشياء الباعثة في الأساس على البهجة، في النهاية سوف يخرج هذا اليوم الثاني من مسارنا داخل مدينة هوفن في أفضل صورة ممكنة له، والآن يأتي دور اليوم الثالث والأخير في هذا المسار، فماذا عنه؟
اليوم الثالث
في اليوم الثالث والأخير من مسارنا سوف نبحث عن مكان مناسب آخر نقضي فيه هذا اليوم، وكما ذكرنا، لا تهم شهرة المكان، المهم جودته السياحية، وهذا الأمر يجعلنا نبحث عن مدينة سيلفوس، وهي مدينة صغيرة في آيسلندا تتواجد على مساحة عشرين ألف متر فقط، أما عن السكان فأعدادهم لا تتجاوز السبعة آلاف نسمة تقريبًا، لكن بالنسبة لنا فإن المساحة والسكان لا يعنوا شيء على الإطلاق، عمومًا، بداية اليوم سوف نزور حديقة سيلفوس، فالشيء الثابت تقريبًا أن كل مدينة موجودة في آيسلندا تمتلك بداخلها حديقة خاصة بها، بعد ذلك سوف نقوم بزيارة الجبل الأعلى في المدينة، جبل القبقب، وفوق هذا الجبل يُمكن أن نرى المدينة بالكامل من أعلى نقطة بها، ولختام الأماكن الطبيعية في هذا اليوم يُمكننا زيارة بحيرة سيلفوس البجع، وهي بحيرة مُخصصة للبجع، ويُمكنك طبعًا التمتع بها من الناحية النظرية أو من الممكن كذلك اللجوء إلى الأماكن الترفيهية المُلحقة بهذه البحيرة، وإلى هنا يُمكن القول أن ساعات النهار من اليوم الثالث قد انتهت.
في ساعات المساء المتبقية في هذا اليوم سوف نقوم بزيارة مركز التسوق الأكبر في المدينة، مركز أكاديا، وهو المركز الذي يُمكننا أن نجد بداخله كل شيء نريد الحصول عليه بدايةً من الملابس والأطعمة وانتهاءً بالأجهزة والكتب، وكل هذا بعلامات تجارية مسجلة وجودة رائعة، بعد ذلك يُمكننا التجول في شوارع سيلفوس، وهي لا تقل روعة في المساء عن الأماكن التي قُمنا بذكرها، وخلال عملية التجول بالطبع سوف نمر بالكثير من الأماكن المميزة التي يُمكننا قضاء الساعات الأخيرة من المساء بها قبل أن يأتي منتصف الليل، وهو الذي يعني أن اليوم الثالث قد انتهى، بل إن جولتنا السياحية بالكامل قد انتهت داخل آيسلندا بعد ثلاثة أيام كانت، كما رأينا، مليئة بالمتعة.
طبعًا عزيزي السائح ذلك المسار الذي قمنا برسمه طوال السطور الماضية وتضمن ثلاثة أيام لا يُمكن على الإطلاق اعتباره المسار المثالي الوحيد، ولكنا دعونا نقول إنه المسار الأنسب، فبكل تأكيد كل شخص يمتلك ذوقه الخاص ويُريد زيارة نوعية معينة من المدن، لكن من لم يُحدد بعد يُمكنه الاستعانة بهذا المسار وضمان قدر كبير من المتعة.