آيسلندا - أحداث

طبعًا عزيزي السائح لا خلاف على أن الأحداث الموجودة في آيسلندا غير مُرتبطة تمامًا بمساحة الدولة أو عدد سكانها أو أي شيء فيها، فنحن نتحدث يا سادة عن دولة مر على تاريخها مئات السنين، ومن المنطقي تمامًا أن تشهد هذه السنين الكثير والكثير من الأحداث الهامة التي تستدعي التحدث عنها، وبلا شك أيضًا فإن هذه الأحداث سوف تُوزع بين الأعياد والمهرجانات والكرنفالات، على العموم، كيلا نُطيل عليكم في التقدمة، دعونا في السطور المُقبلة نتحدث سويًا عن أهم الأحداث التي تقع في دولة آيسلندا، والبداية ستكون مع الأعياد، وتحديدًا الأعياد الدينية، فماذا عنها يا تُرى؟

عيد القيامة المجيد

من أشهر الأعياد الموجودة في آيسلندا وأكثرها احتفالًا وبهجة عيد القيامة المجيد أو عيد الفصح كما يُطلق عليه من قِبل البعض، والحقيقة أن ذلك العيد ليس الأشهر في آيسلندا فقط، وإنما في أوروبا أيضًا بسبب الخلفية المسيحية القبطية للقارة، تمامًا مثلما يحدث مع أعياد الفطر والأضحى بالنسبة للبلاد العربية، على العموم عزيزي السائح الاحتفال بهذا العيد في آيسلندا يأتي على مرحلتين، المرحلة الأولى تكون خاصة بالاحتفال الديني، وهو الذي لا يُمكن المشاركة فيه سوى من خلال المسيحين أنفسهم، أما الجزء الثاني من الاحتفال فهو الجزء المُبهج الذي يقوم على الخروج في الأماكن الترفيهية والاستماع للفرق الموسيقية، والكثير من الأمور الأخرى الهامة التي لا يجب عليك أبدًا تفويتها حال تواجدك في آيسلندا توقيت هذا العيد، والتوقيت هو نهاية مارس وبداية إبريل من كل عام ميلادي.

أعياد الكريسماس

من المعروف طبعًا أن أوروبا بالكامل تحتفل سنويًا بأعياد الكريسماس التي تبدأ في الأيام العشر الأخيرة من شهر ديسمبر، ودولة آيسلندا كذلك لا تُفوت فرصة الاحتفال بهذا العيد تحت أي ظرف من الظروف، ولكي نكون صريحين فإن الاحتفال بالكريسماس في آيسلندا لا يُضاهى بالاحتفال في أي مكان آخر بسبب الجمال الطبيعي الذي تتمتع بها هذه الدولة وقدرتها المُبهرة على خلق الأجواء الاحتفالية المُختلفة، والتي تنشأ أصلًا من العدد القليل للسكان وكذلك عدم وجود أي ضغوطات أو صعوبات تُعيق هذا الاحتفال، على العموم عزيزي السائح إذا ما تواجدت في آيسلندا بيوم من الأيام وحضرت الاحتفال بعيد الكريسماس ستعرف بنفسك السبب خلف تميز الاحتفال في هذا المكان عن أي مكان آخر.

عيد رأس السنة

نبقى كما نحن مع الأعياد الهامة الموجودة في دولة آيسلندا، والحديث هذه المرة ينتقل إلى عيد رأس السنة الذي كما هو واضح من الاسم يأتي في اليوم الأول من كل عام ميلادي، بيد أن الاحتفال به في آيسلندا، وفي أي مكان في العالم، يبدأ من مساء الليلة الأخيرة من العام المنصرم ولا ينتهي إلا في الساعات الأولى من صباح اليوم الجديد، وأثناء الاحتفال بهذا العيد يرتدي الناس الملابس التنكرية ويقومون بتمني عام جديد سعيد لبعضهم البعض، وفي آيسلندا يخرجون إلى الشواطئ ويعزفون الموسيقى ويتمتعون بأكبر قدر ممكن من البهجة في هذا اليوم الهام جدًا بالنسبة لهم، لذلك إذا كنت تُريد المشاركة في هذه النوعية من الأعياد فعليك قبل كل شيء تحضير الملابس التي ستستخدمها واختيار الشخصية التنكرية التي ستقوم بتقمصها، أيضًا لا تنسى تحضير مبالغ مالية مناسبة للخروج في الاحتفالات التي من المفترض أن تُقام في هذا اليوم، لكن من الأفضل الابتعاد عن المناسبات المتعلقة بالخمور والأشياء المُحرمة المُشابهة.

أعياد الربيع

في كل مكان في العالم نجد أن فصل الربيع يحظى بحفاوة كبيرة للغاية، فمنذ فجر التاريخ والجميع يحتفي بهذا العيد ويعتبره الأهم من الناحية المناخية، وذلك اعترافًا بفضل الربيع على الزروع والثمار وكون هذا الطقس أصلًا هو الأنسب من الناحية المناخية، على العموم، الاحتفال في الربيع بدولة آيسلندا يكون مُختلفًا بعض الشيء، حيث أن الناس يخرجون من بيوتهم ويذهبون إلى الشواطئ والحدائق والأماكن المفتوحة بشكلٍ عام، وهناك يقومون بالرقص والاستماع للموسيقى وتناول الطعام، ولا يعودون إلا مع نهاية اليوم، والذي عادةً ما يكون في العشرين من أبريل سنويًا.

عيد العمال

العمال في دولة آيسلندا ثروة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، فنحن نتحدث عن دولة تتكون من أربعمائة ألف نسمة فقط، نصف على الأقل من الشيوخ والأطفال والذين لا يُقدرون على العمل، وبالتالي لن تبقى سوى نسبة قليلة جدًا من الأشخاص الذين يُمكنهم العمل فعلًا، وهؤلاء يتم استغلالهم أفضل استغلال ممكن من أجل الخروج بإنتاج قوي، على العموم، يأتي هذا اليوم العالمي للعمال، وهو يوم الأول من مايو، كي يشهد التكريم الحقيقي لهؤلاء العمال من خلال الاحتفاء بهم في الحفلات والشاشات وكل مكان، وهو طبعًا يوم عطل رسمي في آيسلندا تمامًا مثلما هو الحال مع أي دولة أخرى في العالم تُقدس هذه الشريحة الكادحة، شريحة العمال.

يوم الاستقلال الوطني

في السابع عشر من شهر يونيو في كل عام تقع واحدة من الاحتفالات الشهيرة، وهي احتفالية الاستقلال الوطني، حيث أن آيسلندا في ذلك اليوم قد حظيت باستقلالها، لكن الجميل في الأمر أن الاحتفال يأخذ شكل مبهج وليس مجرد أجواء وطنية عادية، إذ أن الناس يخرجون في الشوارع ويستمعون إلى الموسيقى، وهناك طقس آخر مميز في هذا اليوم، وهو التقاط الصور التذكارية مع الأماكن الحيوية في المدن الرئيسية والمشاركة بها في مهرجانات والفوز بجوائز بها، ببساطة، على الرغم من أن هذا اليوم يوم وطني خاص إلا أن الاحتفال به يُمكن أن يُشارك فيه الجميع بلا استثناء.

مهرجان الشواطئ

في فصل الصيف، وتحديدًا في شهري أغسطس وسبتمبر، يُقام سنويًا مهرجان شهير في آيسلندا يُعرف باسم مهرجان الشواطئ، وكما هو واضح من الاسم فإن هذا المهرجان يُخصص للاحتفاء بالشواطئ والتمتع بها نظرًا لاحتواء آيسلندا في الأساس على الكثير من الشواطئ الهامة، والمهرجان ببساطة يكون عبارة عن يوم مفتوح تُقام به كافة الفاعليات الخاصة بالشواطئ والتي يدخل بها الماء بشكل رئيسي، والحديث هنا عن السباحة والغطس في المقام الأول طبعًا، أيضًا يتم جلب الدلافين وإقامة عروض مميزة خاصة بها، لذلك نقول أن هذا المهرجان لا يُفوت على الإطلاق، كما أن الاشتراك به أمر بسيط للغاية، فكل ما عليك هو الذهاب إلى الشواطئ في توقيت المهرجان، كُن هناك، ولن تندم على الإطلاق.

مهرجان الجاز

تُعتبر موسيقى الجاز من أشهر أنواع الموسيقى الموجودة في العالم بأكمله، إلا أنها في آيسلندا بالذات لا تُعتبر مجرد موسيقى عادية، وإنما كذلك يتم استغلالها في الأحداث والفاعليات، وعلى رأس هذه الفاعليات مهرجان موسيقى الجاز الذي يُقام في نهاية شهر أغسطس من كل عام، ومن خلال هذا المهرجان يحدث أكبر تجمع لعشاق موسيقى الجاز في العالم بأكمله بالإضافة إلى الفرق الموسيقية الشهيرة بهذا الصدد، وطبعًا تبدأ ليالي طويلة من عزف موسيقى الجاز التي تُكلل في النهاية بتكريم الفائزين في المهرجان، لكن عزيزي السائح الأمر الذي سنضمنه لك خلال رحلتك إلى آيسلندا وحضور هذا المهرجان أنك بالتأكيد سوف تستمع إلى أفضل موسيقى جاز في حياتك، جرب الأمر ولن تندم.

مهرجان الإبداع بالأضواء

تقوم فكرة المهرجانات غالبًا على الإبداع، وذلك الإبداع يدفع إلى التنوع والاختلاف، وهذا ما يحدث بالضبط في مهرجان الإبداع بالأضواء الذي يُقام في العاصمة الآيسلندية، فلكم أن تتخيلوا أنه بالرغم من البساطة الشديدة في فكرة المهرجان إلا أن هذا لم يمنع أبدًا من الإقبال عليه بصورة سنوية في الوقت الذي يُقام به، والذي يواكب عادةً شهر أغسطس، وللعلم فإن الفكرة تقوم على تسليط الأضواء المختلفة ذات الألوان المتنوعة على المباني الموجودة في العاصمة الآيسلندية، وطبعًا يكون هناك لجنة من المحكمين الذين يشرفون على تقييم تلك الأضواء المسلطة على الأبنية وهل هي حقًا قد حققت القدر الكافي من المتعة أم لا، وهو في النهاية يكون الفائز هو الشخص الأكثر إبداعًا والأفضل من حيث استخدام الأضواء، على العموم، يُمكنكم الولوج إلى موقع المهرجان والاشتراك، أو على الأقل التمتع بالصور التي توثق الدورات السابقة، وإذا كنتم تجدون في أنفسكم القدرة على مقارعة ما رأيتموه بالصور فلتشتركوا وتجربوا الأمر بأنفسكم سريعًا.

مهرجان الفايكنغ

من المهرجانات الهامة والشائعة في آيسلندا مهرجان الفايكنغ، والواقع أن الفايكنغ وحضارتها بشكل عام تُعتبر محط أنظار العالم بأكمله، لكن في آيسلندا الأمر يتخطى درجة الاهتمام العادي ويصل إلى الاحتفال في صورة مهرجان يتم فيه ارتداء الملابس التنكرية التي تعود إلى زمن الفايكنغ مع الاستماع إلى المقاطع الموسيقية المُتأثرة بهذه الحضارة، وبالطبع يكون هناك نصيب ليس بالقليل للأطعمة التابعة لتلك الحضارة الغريبة أيضًا، ببساطة، اليوم كله يكون باسم الفايكنغ، وعادةً ما يتم تغيير يوم المهرجان من يوم إلى آخر، لكنه غالبًا ما يكون في فصل الصيف.

بكل تأكيد كل هذه الأحداث والمناسبات التي تم ذكرها في السطور الماضية لا تُعبر بالضرورة عن كافة مناسبات دولة آيسلندا، ولا حتى نصفها، وإنما هي مجرد جزء متنوع منها يشمل كافة أشكال الاحتفال الموجودة في هذه البلد الغريبة، وبالقراءة أكثر عن آيسلندا سوف يكون بمقدوركم استكشاف المزيد والمزيد، لكن ليكن بعلمكم أن بعض المناسبات والمهرجانات والاحتفالات لم يتم ذكرها نظرًا لتعارضها مع الثقافة العربية الخاصة بالقارئ، ومن ذلك على سبيل المثال مهرجان التعري ومهرجان القُبل وأحداث أخرى كثيرة من هذا القبيل.