طبعًا عزيزي السائح لا خلاف على الأهمية الكبيرة التي يجب أن نُعيرها لأي دولة نتحدث عنها مهما كانت هذه الدولة، والحقيقة أن تلك الأهمية تبرز كذلك في صورة النبذة التي نضعها لهذه الدولة، فالمساحة الصغيرة التي تحظى بها آيسلندا لن تدفعنا أبدًا إلى تلك الزاوية التي نتحدث من خلالها عن آيسلندا بنوع من التقليل، وربما هذا ما سيتضح أكثر فيما هو قادم من سطور عندما نتناول سويًا البداية التاريخية والموقع والسكان والمناخ وأشياء من هذا القبيل، والبداية مع التاريخ.
تاريخ دولة آيسلندا
في حقيقة الأمر لا يقوم تاريخ دولة آيسلندا بإنصافها، فأول رواية تُشير إلى تواجد الحياة على هذه الجزيرة تتحدث عن القرن السابع الميلادي تقريبًا، وهناك رواية أخرى تتحدث عن القرن الثاني الميلادي، أما ما قبل الميلاد فهو غير مُطروق بالمرة، وهذا ما يؤكد الحداثة النسبية التي تحدثنا عنها في هذه الدولة، فهي تبقى واحدة من الدول التي نشأت حديثًا في هذا العالم، لكن التاريخ يُكتب منذ لحظة اكتشاف البشر لآيسلندا وليس لحظة تواجد آيسلندا على كوكب الأرض، وإلا فإن الوضع سوف يتغير تمامًا لأن التغيرات الجيولوجية وبعض النظريات الأخرى تُثبت أننا نتحدث عن دولة موجود جغرافيًا على ظهر الكوكب منذ ملايين السنين، وللعلم فإن أول من سكن هذه الجزيرة وجعلها مستوطنة خاصة هم النروجيين، وتحديدًا في عام 847، حيث شهد ذلك الوقت تواجد بشري مُنتظم، ثم بعد ذلك بقرن واحد ظهرت الحياة الزراعية وبعدها بقرن آخر ظهرت الحيات الدينية، إجمالًا، في القرن العاشر ميلاديًا كانت آيسلندا كيان موجود على ظهر الأرض ومُعترف به، لكن قبل أن نتعمق أكثر في جانب التاريخ علينا بالتأكيد التحدث عن الجغرافيا، فماذا عنها يا تُرى؟
جغرافيا دولة آيسلندا
تأخذ دولة آيسلندا موقعًا جغرافيًا مميزًا بالقرب من المحيط الأطلسي الذي يحدها من الشمال، بينما من الجنوب نجد الدائرة القطبية الشمالية، كما يتواجد بالقرب منها أيضًا جزيرة صغيرة تُعرف باسم جزيرة غريمسي، وقد وفرت هذه الحدود لآيسلندا موقعًا جغرافيًا بين حدود قارة أوروبا وقارة أمريكا الشمالية، أي أنها حسب الخرائط تتبع القارتين معًا، لكنها من الناحية السياسية قررت الانضمام إلى قارة أوروبا، ولمن لا يعرف فإن دولة آيسلندا تتكون من أكثر من ثلاثين جزيرة، وهي أصلًا جزيرة هامة من جزر أوروبا وتُعتبر الأكبر على الإطلاق بعد بريطانيا، أما عن المساحة فإن آيسلندا تبلغ مئة وثلاثة كيلو متر مربع تقريبًا، وهي مساحة صغيرة للغاية جعلت هناك كثافة سكانية في الجزيرة على الرغم من كونها تمتلك أعداد قليلة جدًا من السكان، هذا كل ما يتعلق بالجغرافيا، لكن ماذا عن المناخ يا تُرى؟
المناخ في آيسلندا
المناخ القائم في جزيرة آيسلندا مناخ شبه قطبي، وهو الذي يعني بالتبعية أنه ثمة اختلافات كثيرة في الأجواء من فصل إلى آخر، بل وربما من مكان إلى آخر، إذ أن الأجزاء الجنوبية تُعتبر المناطق المُستقرة، بينما الشمالية هي التي تتأثر بعدة عوامل أخرى منها القرب من المحيط، وبصورة عامة فإن الجليد في آيسلندا نادر الحدوث وعندما يحدث فإنه يتم في أماكن نادرة للغاية، وذلك على العكس تمامًا من الاسم الذي يعني أساسًا أرض الجليد، وبالنسبة للأجواء فإن الفصل الأنسب هو فصل الصيف، والذي تكون فيه درجات الحرارة حوالي خمسة عشر درجة مئوية، بينما الشتاء تبلغ درجة الحرارة به ست درجات، وقد تصل في أوقات نادرة للغاية من العام إلى درجة أو درجتين تحت السفر، وبصورة عامة فإن المناخ ليس أفضل شيء يُمكن الاستفادة منه داخل هذه الجزيرة.
السكان في آيسلندا
آخر شيء يُمكن التحدث عنه في آيسلندا السكان، فتقريبًا نحن نتحدث عن أقل عدد من السكان وفي نفس الوقت كثافة لا يُستهان بها بسبب صِغر المساحة مقارنةً مع الأعداد، فآيسلندا تقترب حاليًا من الأربعمائة ألف نسمة، وهؤلاء السكان يتوزعون على أكثر من عرق، لكن العرق الأوروبي بالطبع هو الشائع، أما بالنسبة للديانة فهي تتبع الديانة التي تأخذها أوروبا بأكملها، وهي الديانة المسيحية، بل وهناك تشدد كبير في هذا الجانب، والدليل على ذلك أن أكبر عدد من القساوسة ورجال الدين موجود في الأساس في آيسلندا، وبالنسبة للغات، وبخلاف اللغة الآيسلندية الرسمية، فإن السكان أيضًا يتحدثون هناك باللغة الإنجليزية، ويعتبرونها اللغة الرسمية الثانية للبلاد، وهو ما يعكس التأثر الكبير بالثقافة البريطانية، والذي يُمكن استنباطه كذلك من تعامل السكان هناك مع بعضهم البعض.
أهم ما يميز آيسلندا
طبعًا لا خلاف عزيزي السائح على أن كل دولة في العالم تمتلك العديد من المميزات التي تجعلها تحظى بجذب وأهمية إضافية، والحقيقة أن الشيء الأهم على الإطلاق في هذه الجزيرة مناخها وكثرة الأماكن الطبيعية الموجودة بداخلها، كذلك تعدد اللغات من ضمن المميزات التي يُمكن أخذها على المحمل الإيجابي نظرًا لتسهيل هذا الأمر من عملية الانخراط داخل المجتمع الآيسلندي، أيضًا لا ننسى ضمن المميزات وجود أكبر عدد من القساوسة ورجال الدين المسيحين في آيسلندا على الرغم من مساحتها الصغيرة، حتى الكرة كذلك يُمكن الخروج من خلالها بواحدة من المميزات التي تتفرد بها آيسلندا وحدها، وهي أنها تمتلك منتخب قوي للغاي استطاع الوصول إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا على الرغم من عدم وجود أي محترفين في الفريق، فهو فريق مكون من الهواة كالأطباء والصيادلة والمعلمين والمخرجين، وعلى الرغم من ذلك تمكنوا من الوصول إلى هذه المرحلة التي من الصعب الوصول إليها من فرق المحترفين أنفسهم.
بالحديث عن مميزات دولة آيسلندا لا يُمكننا أن ننسى بالتأكيد فكرة تواجد تنوع واختلاف كبيرين في المدن أو الجزر الموجودة داخل هذه الدولة، فهناك عاصمة سياحية، وهناك عاصمة دينية، وهناك أيضًا عاصمة اقتصادية وأخرى سياسية وأخرى صناعية، ببساطة شديدة كل مدينة تمتلك أحد المميزات التي تفصلها عن المدن الأخرى وتجعلها ذات شأن داخل الدولة، ومن الناحية الطبيعية لا يُمكننا بالتأكيد أن نغفل وجود الكثير من المرتفعات الطبيعية المتمثلة في الجبال داخل هذه الدولة، فهذا الأمر بالتأكيد يمنحها بعد جمالي آخر ويُعتبر ضمن المميزات التي تتمتع بها آيسلندا.