أمريكا الوسطى

أمريكا الوسطى - مناطق الجذب السياحي

عندما يُقرر السائح الذهاب إلى مكانٍ ما فإنه يبحث أولًا بكل تأكيد عن الأماكن السياحية الجاذبة الموجودة في هذا المكان لأنها هي التي تحدد بشكلٍ كبير قابلية المكان على الجذب، وفيما يتعلق بأمريكا الوسطى فيجب أن نعترف بأن قلة الأماكن الموجودة في هذه المنطقة أمر حتمي لأننا نتحدث أصلًا عن سبع دول فقط، لكن إذا ألقينا نظرة من الجانب الآخر فسوف نجد أن هذه الدول السبع تمتلك الكثير من المدن بداخلها، وهذه المدن زاخرة طبعًا بالأماكن السياحية، عمومًا، السطور القليلة المُقبلة سوف توضح أكثر هذا الأمر عندما نتعرض لأهم المدن الموجودة في الشرق الأوسط مع المرور على أهم مناطق الجذب بها، والبداية ستكون مع المدينة الأشهر والأهم، إنها مدينة مكسيكو، فماذا عنها يا تُرى؟

مكسيكو، مركز الصناعة والثقافة والاقتصاد

كما هو واضح من الاسم فإن مدينة مكسيكو التي نتحدث عنها هي أحد مدن دولة المكسيك، وبتحديدٍ أكثر المدينة الرئيسية بها لأنها ببساطة العاصمة الأولى لها، وهي عاصمة صناعية وثقافية واقتصادية شاملة وكاملة مُتكاملة، حتى بالنسبة للكثافة السكانية يُمكننا أن نلحظ تمتع هذه العاصمة بكثافة عالية للغاية، فهي تمتلك بداخلها مع يزيد عن التسعة ملايين نسمة، وهو ما يجعلها الدولة الثالثة عالميًا من حيث الكثافة السكانية نظرًا للمساحة الخاصة بها، حتى من الناحية التاريخية نجد أن مدينة مكسيكو أحد المدن القديمة للغاية، فهي تتجاوز الثمانية قرون كعمر افتراضي، وقد بدأت على هضبة في المكسيك ثم تحولت فيما بعد إلى ما هي عليه الآن، لكن الحقيقة أن السائح عندما يُقرر الذهاب إلى مدينة مثل هذه فإنه لن يفعل ذلك حتى يقوم أولًا بالسؤال عن مناطق الجذب السياحي الموجودة بها ليُقرر بعد ذلك هل سيقوم بالزيارة أم لا، لذلك دعونا في السطور المُقبلة نتعرض لأهم هذه الأماكن ونضعها نصب عينيكم حتى يُمكنك تحديد فرص ذهابكم إلى مكسيكو في أقرب وقت ممكن، والبداية ستكون مع منتزه تشابولتيبيك الشهير.

منتزه تشابولتيبيك

أهم ما يُميز أمريكا الوسطى بشكل عام التواجد الكبير للأماكن الطبيعية الجاذبة في نفس الوقت، وأكبر مثال يُمكن منحه بهذا الصدد يتعلق بمنتزه تشابولتيبيك الموجود في العاصمة مكسيكو، فهو منتزه كبير للغاية يتميز بكونه يمتلك أكبر الأشجار المُعمرة في العالم بالإضافة إلى الشلالات وبعض الأشياء الطبيعية المُدهشة، أيضًا المنتزه ملاذ جيد جدًا للخروج العائلي الكامل وقضاء جولة ممتعة، أضف إلى كل ما سبق أنه يُصنف ضمن أكبر المنتزهات الموجودة في العالم، وبالتالي لن يكون من اللائق المرور بالمكسيك دون أن نعرج إلى هذا المنتزه ونتمتع بقضاء وقت جيد به، وبالمناسبة، أسعار تذاكر الدخول رمزية للغاية وفي أغلب الأيام تكون مجانية، وهو ما يجعل من المكان صعب أو مُستحيل التفويت.

قصر الفنون الجميلة

أيضًا من ضمن الأماكن الهامة التي لا يجب تفويت زيارتها عند التواجد في المكسيك ذلك القصر المعروف باسم قصر الفنون الجميلة، فذلك الاسم الذي يُطلق على القصر لم يأتي أبدًا من فراغ، وإنما حقيقةً يُمكننا أن نلحظ تواجد كل ما هو جميل داخل القصر، وهو موقع أثري بالطبع، لكن في الآونة الأخيرة تم تطوير الاستخدام أكثر ليُصبح القصر مكانًا أشبه بساحة العرض أو قاعة المناسبات، فبداخله تُقام أفضل عروض الأوبرا العالمية بشكل دوري، ومؤخرًا كذلك باتت المسرحيات تُخرج بداخله، وهو ما جعله مكان جاذب من كل جهة تقريبًا، أي أن تفويت زيارة مثل هذا المكان يُمكن اعتباره خسارة حقيقية وسُبة في حق الجمال، فلا تُقدموا أبدًا على فكرة تفويت هذه الزيارة لأي سبب.

متحف فريدا كاهلو

عشاق الفن أيضًا سوف يكونون على موعد مع زيارة مكان آخر يحظى بأهمية كبيرة ولا يستحق كذلك التفويت، والحديث هنا عن ذلك المتحف المعروف باسم فريدا كاهلو، وكما هو واضح فإن المتحف يحمل اسم الفنانة المكسيكية الشهيرة فريدا كاهلو، وبداخله سوف يكون بإمكانكم اكتشاف كل ما يتعلق بهذه الفنانة، أضف إلى ذلك أن المتحف منظمة غير ربحية، وبالتالي لن تدفع أي أموال أو تقطع تذاكر من أجل الدخول، وهو أمر جيد يُشجع على زيارة المتحف وزيارة المكسيك بشكل عام، حيث أن عدد كبير جدًا من الناس يُريدون زيارة متحف فريدا كاهلو واكتشاف حياتها عن كَثب، والمتحف سيُتيح لك هذه الفرصة بأفضل إمكانية لها، فهل هذا عرض يقبل التفويت!

تيجوسيجالبا، عاصمة هندوراس وأفضل مدنها

نتوجه بدفتنا إلى مدينة أخرى موجودة في هندوراس القابعة في أمريكا الوسطى ولا تقل في الأهمية عن مدينة مكسيكو، ونحن هنا نتحدث عن مدينة تيجوسيجالبا، وهي فقط ليست المدينة الأكبر والأكثر جذبًا في هندوراس، وإنما هي كذلك العاصمة ومركز التحكم الأول والأخير في كافة الأمور، سواء كانت ثقافية أم اقتصادية أم تعليمية أم حضارية، وكل هذا على الرغم من أن هذه المدينة لم تُصبح العاصمة إلا في القرن التاسع عشر، وتحديدًا في الثلاثين من أكتوبر القابع في عام 1880، وإذا تتبعنا هذا الاسم الغريب الذي تحمله هذه المدينة فسنجد أنه يُشير إلى أهم شيء تمتلكه المدينة وتفخر به، فالترجمة الحرفية للاسم هي تلال الفضة، وبالفعل تنعم المدينة بمخزون كبير جدًا من الفضة، لكن الحقيقة أن السائح عندما يُقرر الذهاب إلى مكانٍ ما فإنه لن يفعل ذلك من أجل الفضة، بمعنى أن الجولة السياحية ليس لها أي علاقة بتل الفضة هذا، صحيح أن الأمر له أثر كبير على المدينة لكنه ليس عاملًا سياحيًا في المقام الأول، إذًا، وببساطة شديدة، سوف تكون هناك حاجة ماسة إلى التعرف إلى أهم الأماكن الجاذبة التي يُمكن زيارتها والتمتع بها داخل مدينة تيجوسيجالبا، وهي كثيرة طبعًا، لكن أهمها على سبيل المثال لا الحصر تمثال فرانسيسكو.

فرانسيسكو مورازان

لا يُمكن أن تذهب إلى تيجوسيجالبا الموجودة في هندوراس ولا تقوم بزيارة أحد أهم الأماكن الموجودة في هذه البلد، ونحن هنا نتحدث عن نصب فرانسيسكو مورازان الذي يتواجد به تمثال خاص به، ولمن لا يعرف فإن هذا التمثال يتبع سياسي هندوراس شهير، بل يُمكن القول إنه السياسي الأبرز على مر تاريخ البلد، وقد قام هذا الرجل بحكم دولته لمدة طويلة قبل أن يموت عام 1842 ويتم تخليد ذكراه من خلال التمثال والنصب، وطبعًا المدهش في زيارة هذا المكان أنك ستكون قادرًا على رؤية تمثال شخص من المفترض أنه المؤسس للدولة التي تتواجد به، وهذا بالتأكيد أمر ممتع للغاية، وبالطبع ستكون هذه الزيارة واحدة من الأمور المُدهشة التي ستقوم به خلال جولتك في تيجوسيجالبا.

كاتدرائية العاصمة

هذه البلد تدين أصلًا بالديانة المسيحية، ولذلك من الطبيعي تمامًا العثور على بعض الكنائس والأماكن القطبية الكبيرة والهامة، ومن هذه الأماكن كاتدرائية العاصمة، وهي الكاتدرائية الأكبر في تيجوسيجالبا وهندوراس بالكامل، والحقيقة أن زيارة مثل هذه النوعية من الأماكن الدينية لا تقتصر فقط على الأشخاص الذين يتبعون هذه الديانة، بمعنى أننا عندما نتحدث عن كاتدرائية العاصمة فإننا لا نُطالب بزيارتها من المسيحيين فقط، وإنما أيضًا المسلمين وغيرهم يُمكنهم التمتع بالعراقة التي ينعم بها هذا المكان، فهي من أقدم الكاتدرائيات الموجودة في العالم، وبالتالي سوف نجد بها أشياء متعمقة في الديانة المسيحية، وإن كنت سترتب أهم الكاتدرائيات في أمريكا الوسطى فإن كاتدرائية العاصمة في تيجوسيجالبا سوف تكون موجودة بكل تأكيد على رأس هذه الأماكن القبطية الهامة.

القصر الرئاسي العظيم

نبقى في تيجوسيجالبا، وهذه المرة نتحول إلى القصر الرئاسي، فمن الطبيعي بالتأكيد أن يتواجد قصر رئاسي في كل عاصمة، لكن الأمر الجيد في هذا القصر أنه بعد فترة قد تحول إلى متحف سياحي يأتي الناس إلى زيارته ويُسمح لهم بدخوله بكل سهولة، وهو أمر ليس من السهل أبدًا توافره في القصور الرئاسية أو الملكية، وبكل تأكيد الجميع يمتلك الشغف واللهفة لمعرفة ما يتواجد داخل قصور الملوك وكيف تكون حياتهم، ولهذا فإن القصر يحظى بنسبة جذب سياحي لا بأس بها ويُمكن اعتباره بكل سهولة أحد أهم الأماكن الموجودة في تيجوسيجالبا، والتي اتفقنا على كونها زاخرة سياحيًا.

بنما، مدينة في دولة تحمل نفس الاسم

مثل بعض الدول في العالم نجد أن دولة بنما تمتلك عاصمة لها تحمل نفس اسمها، بنما، ولهذا قد يجد البعض تشويش في استخدام هذا الاسم، لكن الحقيقة أن الدولة بأكملها صغيرة ويُمكن اعتبارها مدينة، لكن بما أننا نوجه الحديث إلى سائح يُريد زيارة بعض المدن والخروج بمتعة كبيرة منها فبالتأكيد هو سُيركز أكثر على نقاط صغيرة ويستهدفها للحفاظ على وقت جولته، عمومًا، مدينة بنما التي نريد التحدث لا تزيد مساحتها عن الخمسة وسبعين ألف كيلو متر مربع، وهي تستخدم اللغة الإسبانية كلغة رسمية لها، والواقع أنه من ضمن المميزات الرئيسية التي تحظى بها هذه المدينة أنها تمتلك بداخلها سكان من كافة الأجناس والأعراق والمناطق، فهناك عرب ومسلمين ومسيحين وهنود، وهناك سكان من إفريقيا وأسيا وأوروبا، من كل مكان في العالم ثمة ممثل في بنما، وكل هؤلاء تشبثوا بهذه المدينة عند زيارتها وقرروا أن يُصبحوا من سكانها، وهذا بالتأكيد أمر منطقي في حالة علمنا بأن مدينة بنما تُعرف سياحيًا بكونها المدينة الأكثر سعادة على مستوى العالم، وهو أمر يجعل الجميع يتساءل عن الذي يتواجد بداخل بنما ويُكسبها هذه المكانة الهامة، عمومًا، دعونا نُجيب عن هذا السؤال من خلال استعراض أهم الأماكن السياحية الجاذبة الموجودة في المدينة، والبداية ستكون مع قناة بنما.

قناة بنما

الجمال هنا في هذا المكان الذي سنتحدث عنه أنه من المفترض كونه مكانًا عاديًا موجود في كل مكان في العالم، والحديث هنا عن قناة بنما، لكن على الرغم من ذلك نجد أن هذه القناة تحظى بنسبة جذب عالية للغاية والكثيرون يعتبرونها أحد عجائب العالم الحديثة، ولذلك فإن أي سائح يذهب إلى بنما يضع هذا المكان على قائمة الأماكن التي عليه أن يزورها خلال تواجده في هذه الرحلة، والمدهش حقًا أن القناة بها أكبر مجرى سيري مائي في أمريكا الوسطى في نفس الوقت التي تُعتبر بنما من أصغر الدول الموجودة في المنطقة، عمومًا، عندما تكونون في بنما لا تتأخروا عن زيارة هذه القناة والمعالم الكثيرة التي تتواجد بالقرب منها، ووقتها ستعرفون بأنفسكم لماذا تحظى بكل هذه الشهرة والقدرة على الجذب.

جزيرة سان بلاس

طبيعة بنما جعلت أغلب الأماكن الموجودة بها عبارة عن جزر، والحقيقة أن وجود الجزر داخل المدن والأماكن الرئيسية أمر لم يتم الاعتياد عليه من قبل، خاصةً وأن سان بلاس تحتوي على حياتين مُختلفتين عن بعضهما، فالجزيرة توفر لك فرصة الحياة المدنية العادية التي تقوم على تواجد الفنادق والمنتجعات وأماكن الترفيه، وفي نفس الوقت لا تنسى أن توفر لك حياة بدائية في قالب سياحي، وهذا اللون من الحياة أصبح يجذب السياح الآن، وخاصةً عشاق الاختلاف منهم، والفكرة ببساطة تقوم على توفير جزء من الجزيرة دون توفير أي مظهر تقدمي حضاري، فليست هناك كهرباء أو أماكن إقامة فاخرة، وإنما ثمة مصابيح قديمة وأكواخ للإقامة، وعلى الرغم من ذلك تكون المتعة حاضرة وبقوة، لذلك لا تفوتوا أبدًا فرصة زيارة جزيرة سان بلاس والمتعة التي ستحصلون عليها غالبًا من هذا المكان المُدهش.

خليج شيريكي

الأماكن السياحية الجاذبة في بنما لا تتوقف عند ما ذكرناه، ولو لاحظتم فإننا قد تعمدنا ذكر أبرز الأماكن الطبيعية التي تُرسخ لفكرة كون بنما بلد السعادة، ومن ضمن هذه الأماكن التي تخدم هذا الغرض خليج شيريكي، وهو خليج موجود في بنما تقوم بالقرب من الكثير من الأنشطة السياحية المختلفة، فوجود الخليج يعني وجود الماء، ووجود الماء يعني أنه ثمة أنشطة مائية كالسباحة والغطس والتزحلق والأشياء الأخرى المشابهة لذلك، أضف أيضًا فكرة قيام الكثير من أماكن الترفيه التي تستخدم الماء كعنصر رئيسي هام بها، ولذلك يحظى الخليج بنسبة زيارة كبيرة ويُعتبر من أهم الأماكن الجاذبة ببنما.

بكل تأكيد الأماكن التي تم ذكرها في السطور الماضية ليست الأماكن الوحيدة الجاذبة سياحيًا في أمريكا الوسطى، فهناك الكثير من الأماكن الأخرى، وأيضًا بعضها في المدن التي تحدثنا عنها، لكن الفكرة أن كثرة هذه الأماكن ربما تمنع من تناولها بالكامل بشكل مفصل، لذلك قمنا بجمع الأكثر شهرة والأكثر جذبًا، وإن كان البحث سوف يكشف لكم تفاصيل أماكن أخرى كثيرة، وغالبًا ما ستكون ثمة الجمال الطبيعي مُسيطرة بشدة على هذه الأماكن.