الطائرات والمطارات
عندما نُريد تناول وسيلة الطائرة داخل دولة إستونيا فإننا لن نستعرض بالتأكيد أنواع الطائرات وأشكالها، بل سنتعرض للمطارات التي تُستخدم أكثر في التنقل بوصفها قنوات اتصال إن جاز التعبير، على العموم، دولة إستونيا تُعرف بكونها دولة صغيرة لكن في نفس الوقت متقدمة جدًا في وسائل التنقل، فهي تمتلك عدد لا بأس به من المطارات، والتي على رأسها مطار العاصمة تالين الذي يُعتبر ضمن المطارات الأفضل في القارة، أيضًا هناك مطار تارتو ومطار كاردلا وكوريسار، وكل هذه المطارات تحظى بثقة الكثير من شركات الطيران التي تتعامل معها، وذلك مثل شركة فنلندا للنقل الجوي وشركة إيزي جيت والشبكة النرويجية والخطوط التركية، وشركات أخرى تغطي معظم دول العالم.
السكك الحديدية
في الحقيقة لا يُمكن للسائح الذهاب إلى دولة إستونيا دون أن يقوم باستخدام السكك الحديدية أو القطارات كوسيلة نقل مُجدية للغاية، حتى ولو كان ركوبها يأتي فقط بسبب المتعة التي يتم الحصول عليها من هذه الوسيلة، إذ أنه على الرغم من حداثة السكك الحديدية وتأخر عملها داخل إستونيا إلى النصف الثاني من القرن المنصرم إلا أنها تُصنف بلا أدنى شك ضمن أهم وسائل التنقل في المدينة وتُعد ضمن الأفضل في أوروبا، فهي حديثة ومُحدثة، بمعنى أنها تتعرض لتغير في الهيكل الرئيسي كل عشر سنوات على الأقل، أيضًا السكك الحديدية هناك نظيفة ومزودة بخدمة الواي فاي المجانية، لكن هذا ليس كل شيء قد يدفعك إلى استخدام قطارات إستونيا.
في عام 2012 صدر قرر يُعد حتى الآن نقلة هائلة في تاريخ النقل العالمي وليس فقط في دولة إستونيا، إذ تم تعميم وسائل التنقل التابعة للدولة كوسائل مجانية، وخاصةً السكك الحديدية، وبتحديد أكثر طُبق القرار على سكان تالين البالغ عددهم نصف مليون نسمة، فهم يستخدمون هذه الوسيلة بصورة مجانية تمامًا في أي وقت، أما من هم دون ذلك فسوف يدفعون أسعار مُخفضة للغاية تصل إلى عشرة يورو فقط، وإذا خلطنا هذا بالجودة الكبرى فإن المُحصلة في النهاية ستكون واحدة من أجمل خدمات القطارات والسكك الحديدية في العالم، وهو أمر رائع بكل تأكيد.
الحافلات والشاحنات
لا تقل جودة الحافلات والشاحنات داخل إستونيا عن السكك الحديدية، ففي البداية هي أيضًا مجانية تمامًا داخل مدينة تالين، شريطة طبعًا أن يتم استيفاء بعض الإجراءات والأوراق الهامة، بعد ذلك تأتي ميزة وقت الخدمة، فهي متوفرة يوميًا منذ الخامسة صباحًا وحتى الثانية عشر منتصف الليل، وهو الوقت الذي يُغطي ما يزيد عن الخمسة وتسعين بالمئة من زمن الاستخدام المطلوب للوسيلة، ناهيكم طبعًا عن شكل الخدمة وجودتها، فالحكومة هناك تتعامل مع أهم الشركات العالمية بهذا الصدد، وهو ما يجعلها حافلات راقية ومزودة بالكثير من الخدمات المميزة وعلى رأسها خدمة الواي فاي التي تعمل ما يزيد عن الخمسة عشر ساعة داخل الحافلة باليوم الواحد.
محطات الانتظار الخاصة بالحافلات كثيرة، وخاصةً في العاصمة تالين، إذ أن كل محطة تبعد عن الأخرى عشر دقائق فقط، أيضًا هناك توافر معقول لهذه المحطات في المدن الأخرى، والتي تتكلف التذكرة الواحدة بها يورو واحد فقط، وهي تُطلب بعد ركوب الحافلة وهناك نظام استثناء للعاملين بوظائف معينة وهناك أيضًا تخفيض خاص للطلبة، أما بالنسبة للسياح فيُمكنهم الاستغناء عن تلك الحافلات بالحافلات السياحية الخاصة، وتحديدًا تلك المتبوعة لشركة جو باص، إذ أنها ستوفر لهم تنقلًا شاملًا للأماكن السياحية مقابل خمسة عشر يورو فقط، أي أقل من تكلفة التاكسي.
التاكسي وسيارات الأجرة
أكبر وسيلة مُستخدمة في التنقل على مستوى العالم هي وسيلة التاكسي، وهي التي يتم استخدامها في إستونيا على نطاق ضيق بعض الشيء بسبب التكاليف المرتفعة لها بالإضافة إلى توفير وسائل أخرى مجانية كالحافلات والقطارات الكهربائية، على العموم، أفضل مكان يُمكن طلب التاكسي منه هو موقف المطار أو المواقف الرسمية في المدن، حيث أن التاكسي في إستونيا له مواقف خاصة مثل الحافلات، أما بالنسبة للتطبيق الأفضل من حيث طلب الخدمة هو تطبيق تاكسي فاي، حيث تتيح السيارات الخاصة به نقل العميل لأي مكان بأسعار مخفضة في بعض الأيام وأيضًا يتم منحك فاتورة ورقم للشكوى والاستفسار عند الحاجة لذلك، وفيما يتعلق بالأسعار فهي تبدأ من عشرين يورو للكيلو الواحد، ومن الممكن أن يكلف الطريق من المطار إلى الفندق في تالين حوالي أربعين يورو!
الجانب الآخر من هذه الوسيلة داخل إستونيا هو الجانب الذي قد لا يأتي أبدًا على هوى السائح البسيط ولا يتناسب معه بالمرة، فالمقصود به وضع السيارة قيد الطلب الكامل، أي أن السائح بمقدور التمتع بخدماتها طوال فترة تواجده في إستونيا أو الفترة التي يريدها عمومًا، وفي هذه الحالة يتم المحاسبة باليوم الواحد، والذي قد تتكلف الساعة الواحدة به ما يُعادل المئة يورو، أي أن اليوم قد يصل إلى 2500 يورو، وهو أمر مستحيل بالنسبة للسائح العادي وممكن بالنسبة لرجال الأعمال والمشاهير الذين يريدون الحصول على السيارة الخاصة بهم خلال فترة سفرهم.
الموانئ والنقل النهري
بما أننا نتحدث عن دولة ساحلية بامتياز مثل إستونيا فمن المنطقي تمامًا أن تكون هناك حركة نقل قوية في الموانئ، ومن المعروف أن ميناء تالين العاصمة هو الميناء الأشهر على الإطلاق والأكثر من حيث الجذب، وهو يُستخدم في نقل البضائع والمسافرين أيضًا، حيث أنه كان بالعام الماضي وسيلة لنقل ما يزيد عن الثمانية ملايين شخص، والنقل هنا يكون إلى مدن أوروبا الرئيسية مثل سان بطرسبرغ وهلسنكي وباريس، وتُعتبر شركة تل لينك هي الشركة الأشهر بهذا الصدد، كما أن الرحلات تكون مخفضة على حسب المسافة، فهي في النهاية لا تُقارن على الإطلاق بالنقل الجوي المُكلف.
النقل النهري والبحري الداخل يشمل في المقام الأول القوارب الصغيرة والسفن، وهو يُستخدم أكثر في المتعة والتنقل بين شواطئ الدولة، وفيما يتعلق بتكلفته فهي تكون مرتفعة وتصل إلى عشرين يورو للساعة الواحدة، فكما ذكرنا، هو لا يُعامل كوسيلة للتنقل بقدر ما هو نوع من أنواع الترفيه المُجدية للغاية، فبعض الناس يقومون بالصيد والسباحة من خلال تلك الوسيلة، وفي النهاية، كل وسائل النقل ممكنة داخل إستونيا عدا وسيلة المترو التي لا يزال العمل جارٍ على تجهيزها.