دليل سفر تقع دولة لبنان على مساحة تصل إلى 10452 كيلو متر مربع وأعداد سكان بالكاد تتجاوز الأربعة ملايين نسمة، وهي أعداد معقولة تتناسب تمامًا مع المساحة، وبالنسبة للعاصمة فهي بيروت والعملة الرسمية الليرة، أم شهرة لبنان فقد اكتسبتها لكونها دولة سياحية بامتياز، أيضًا التاريخ العريق الذي تتمتع به هذه الدولة كان سببًا في جزء كبير من هذه الشهرة، فقد بدأت الحياة داخل دولة لبنان قبل خمسة آلاف عام من التأريخ الميلادي، وهناك من يقول بتقدم ذلك بألفي عام، أي قبل سبعة آلاف عام، وتحديدًا بمدينة صور، أو الجبيل حسب بعض الروايات، في النهاية مرت لبنان بفترة تاريخية خلال العصر الحجري تخللها وجود الحضارة الفينيقية كحضارة رئيسية بخلاف مجموعة من الحضارات الأخرى الصغيرة.
مع بداية التأريخ كانت الحضارة البيزنطية هي المسيطرة على كل شيء تقريبًا، حتى جاءت سلسلة الكوارث الطبيعية المتمثلة في الزلازل والكوارث البشرية المتمثلة في زيادة سطوة الحكم البيزنطي وأدت إلى تدخل المسلمين عام 636 هجريًا، بعد ذلك عاشت لبنان جميع المراحل الهامة من التاريخ الإسلامي ولم تتأثر في أي وقت من الأوقات بأي حضارة أخرى حتى مجيء الحملة الصليبية التي كانت سببًا في زيادة نسبة المسيحين في وقتنا الحالي ووصولها إلى أربعين بالمئة من إجمالي السكان، تبع ذلك خروج الصليبيين ووجود فترة هادئة في حياة لبنان تخللها حكم الأتراك، وذلك قبل أن تأتي الحرب العالمية الأولى وتُدمر كل شيء، إذ أن خسارة الأتراك في الحرب تبعه سيطرة من بريطانيا على لبنان لسنوات طويلة انتهت عام 1946، أي تقريبًا مع نهاية الحرب العالمية الثانية، عقب ذلك بدأ الحكم اللبناني الذاتي الذي يُعكر بالصراعات والانقسامات الداخلية.
لا يزال الاسم الرسمي لدولة لبنان قائمًا كما هو منذ قديم الأزل، وهو يرجع في المقام الأول إلى وجود جبال لبنان الثلاث في محيط هذه الدولة، لكن البعض قد يسأل أيضًا عن أسباب تسمية هذه الجبال بهذا الاسم، وهذا ما يقودنا بالضرورة إلى البحث خلف المعنى اللغوي، فهناك من يرى بأنه يعني قلب الله بأحد اللغات القديمة نظرًا لكون لبنان مهدًا لمعظم الآلهة الأسطورية، وهناك من يقول كذلك بان اسم لبنان يُقصد به اللبن أو الشيء الأبيض، وفي هذا دلالة على شكل الجبال التي تأخذ فعلًا اللون الأبيض، عمومًا، مهما كان معنى الاسم، ففي النهاية تبقى دولة لبنان واحدة من أهم دول الوطن العربي وقارة أسيا.
