عند الرغبة في وضع مقدمة بسيطة عن دولة الأردن فإننا سنراعي في هذه المقدمة أهمية المرور السريع على تاريخ وحياة الأردن وكذلك التوقف حول التسمية والأسباب التي تأتي خلفه، فهو أمر غاية الأهمية لدى الكثيرين.

لا يخفى على أحد أن دولة الأردن واحدة من دول الخليج العربي المميزة، مساحتها 89287 كيلو متر مربع وسكانها يقتربون من إكمال العشرة ملايين نسمة حسب إحصائيات عام 2017، وإذا قلنا إن هذه المعطيات تقول بصراحة أننا نتحدث عن دولة صغيرة في المساحة والسكان فلا يجب أن ينطبق هذا الأمر إطلاقًا على التاريخ لأنه شيء مختلف تمامًا، فالأردن تاريخيًا تبدأ حياتها الفعلية قبل حوالي 14000 من التأريخ الميلادي، وهو وقت لم تكن فيه دول عظمى في الوقت الحالي لها وجود يُذكر، إنها ببساطة دولة عريقة لا يُستهان بها.

بداية دولة الأردن كانت في العصر الحديدي، فقد علم الجميع أن الأردن بلد مطيرة وأرضها خصبة للغاية، وبالتالي هي صالحة لكل تفاصيل الحياة كتربية الحيوانات والزراعة، وبالتالي التجارة، إلا أن هذا الأمر لفت أيضًا أنظار الغزاة والمحتلين الذين تناوبوا على حكم الأردن لقرون طويلة تسبق التأريخ الميلادي، وكان من بين هؤلاء الغزاة الفرس والرومان والأنباط والآشوريين، وإذا أردنا أن نُقيم هذه الفترة من حياة الأردن فيُمكننا تقييمها بفترة السحاب الأسود، حيث كانت كل ثروات وخيرات البلاد يتم تهريبها إلى الخارج أو تستغل من المستعمر، وقد استمر الأمر على هذا المنوال حتى ما يقترب من السبعة قرون من بداية التأريخ الميلادي، بعدها تغير كل شيء.

عرفت الأردن الحضارة الإسلامية بالسنة الثالثة والثلاثين من الهجرة، أي عام 656 ميلاديًا، وقد تناقلت بها الخلافات الإسلامية واحدة تلو الأخرى حتى جاء التصادم الأول مع المستعمر الغربي من خلال الحملات الصليبية، لكنها لم تستمر لفترة طويلة، وبعد فترة قصيرة جاء التتار، وتبعهم المماليك في السيطرة بعد أن قاموا بإنهاء وجود التتار، ثم تلى ذلك فترة لا تُنسى من الحكم العثماني الذي بدأ فعليًا بنهاية القرن الخامس عشر واستمر لأربعة قرون انته بسيطرة الاحتلال البريطاني عقب نهاية الحرب العالمية الأولى، حتى جاء التاريخ الميمون عام 1945، وهو الذي شهد حكم الأردنيين لأنفسهم وإنهاء الانتداب البريطاني، وقد كان أول الحكام عبد الله الأول، وبعد كل هذه المحطات العصيبة بدأت أخيرًا مرحلة الإصلاح الاقتصادي لتنهض الأردن نهضةً كبرى.

فيما يتعلق بالاسم فإن دولة الأردن تحظى باسم يُعبر لغة عن الشدة والغلبة، أيضًا الاسم يُعبر عن أحد أبناء النبي نوح، والذي قيل إنه كان يحمل نفس الاسم، وهناك من ترك كل ذلك وقام بتقسم الاسم إلى جور دان، ومعنى جور الرافد، ودان هو النيل، وهذا يعني ببساطة أن الاسم يعني رافد نهر دان، وهناك فريق قال إن الاسم لا يحمل أي دلالة في المطلق، وهو الرأي الضعيف بالتأكيد للتفسيرات التي تم ذكرها قبل قليل.

Booking.com