من ضمن دول قارة أوروبا العديدة توجد دولة صغيرة جدًا تسمى ليختنشتاين وبنسبة تتجاوز الثمانين بالمائة أنت لم تكن تسمع عنها من ذي قبل، وذلك لصغر رقعتها الجغرافية التي لا تتجاوز المائة واحد وستين كيلو متر مربع، وأيضًا قلة أعداد شعبها التي لا تتجاوز الأربعين ألف نسمة، ولكنها بشكل عام تعد من أكثر الدول أمنًا في العالم فمعدلات الجريمة بها لا تتجاوز الواحد بالمائة، والأمن والأمان ثماني وتسعين بالمائة، وكعادة أغلب دول أوروبا كانت ليختنشتاين تابعة للإمبراطورية الرومانية العتيقة لعدة قرون، ولم تكن لها أي أهمية تذكر بسبب موقعها الجغرافي السيئ والمنحصر بين دولتين وهما النمسا وسويسرا، فهي تقع بالكامل داخل جبال الألب على النقيض من باقي الدول الأخرى التي تمر بها جبال الألب فهي تكون ذات جزء معين من الدولة والباقي أراضي خارجية عن الجبال، ولم تأخذ ليختنشتاين اسمها الحالي إلا في عام 1719 بعد شراءها من قبل أسرة ألمانية غنية ورفيعة المستوى.
حيث قامت هذه الأسرة بشراء مقاطعة سشيلين بيرغ عام 1966 ثم مقاطعة فادوز وهي العاصمة الحالية للدولة عام 1712، وبعدها بستة أعوام فقط دمجت المقاطعتين سويًا مكونة لنا دولة ليختنشتاين بشكلها الحالي، وبقيت الدولة بعد ذلك تنتقل من تبعيتها لدولة إلى أخرى حتى نالت حريتها بشكل كامل عام مع بداية الحرب العالمية الثانية، فهي قررت الوقوف على الحياد بين دولتي النمسا وسويسرا المشاركتين في الحرب، فهي كانت تابعة للنمسا لفترة من الوقت ثم استقلت عنها وتبعت سويسرا فترة أخرى من الوقت، وما زالت إلى الآن متأثرة ببعض مظاهر الحياة مع هاتين الدولتين وهذا ما يظهر جليًا في العملة الرسمية للدولة وهي الفرانك السويسري، وأيضًا المطارات التي تهبط فيها الطائرات فهي إلى الآن تعتمد على مطارات سويسرا والنمسا في استقبال الزائرين لها، وغيرها من الأشياء الأخرى.
ولكن بشكل عام تعتبر دولة ليختنشتاين من أكثر الدول نموًا في العالم فهي تواكب العصر لحظة بلحظة، وتقول الإحصائيات أن معدل دخل الفرد في ليختنشتاين هو الأعلى في العالم مع دولة أو اثنين أخريين، وأيضًا ينخفض بها معدل البطالة بدرجة كبيرة للغاية وهو يقدر بواحد في المائة فقط، وهذا ما يفسر لنا رغد العيش في تلك الدولة أو الإمارة الصغيرة.