على الرغم من تواجد أرض ليتوانيا منذ زمن بعيد إلا أنه لا يُمكن القول أبدًا أن ليتوانيا قد شهدت ظهورًا حقيقيًا فعليًا سوى في القرن الخامس، عشر، وهو تاريخ متأخر بالطبع، لكنه التاريخ الشاهد على توسعها، لدرجة أن حدودها في ذلك التوقيت كانت تصل إلى العاصمة الروسية موسكو مع المرور كذلك بالبحر الأسود الرائع، أيضًا ضمن النقاط المضيئة في حياة هذه الدولة الصغيرة يُمكننا أن نذكر انضمامها إلى دولة بولندا في حلف كان قوي بعض الشيء، والدليل على ذلك أنه استمر لما يزيد عن الأربعة قرون، لكن هذا الأمر لم يدم بعد دخول الدولة الروسية في الصورة.
احتلت روسيا ليتوانيا، والحقيقة أنه لم يكن مجرد احتلال على الإطلاق، فقد انطمست الهوية الخاصة بليتوانيا داخل الهوية الروسية وكان من المفترض أن تتحول مع الوقت إلى مجرد مدينة موجودة داخل روسيا، لكن الاحتلال الألماني لهذه البلد، والذي جاء في عام 1915، أنهى تلك الفكرة تمامًا على الرغم من أن ليتوانيا قد عادت مرة أخرى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية لتكون تحت سلطة روسيا، أو دعونا نقول الاتحاد السوفيتي، وهو الأمر الذي انتهى بانفصال ليتوانيا ونيلها الاستقلال لتُصبح في منتصف القرن العشرين دولة مُستقلة ذات جمهورية برلمانية، ومنذ ذلك التوقيت بدأت ليتوانيا في وضع الخطط الخاصة بها، وسارت كما يبدو على الطريق الصحيح باتجاه الدولة الحديثة، فقد انضمت إلى عصبة الأمم المتحدة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وكافة الكيانات الأخرى الهامة في العالم.
فيما يتعلق بالاسم فإن ليتوانيا تعني أرض الطبيعة الساحرة، لكن عندما يتعلق الأمر باسم هذه الدولة فيجب ألا نغفل كونها في الأساس ترجع إلى تسمية دول البلطيق ككل، ودول البلطيق قد حظيت باسمها نسبةً إلى بحر البلطيق الموجود بالقرب منها، فهو يُعتبر البحر الأشهر في هذه المنطقة ومن الطبيعي تمامًا تسمية البلاد على اسمه.