قبرص

عند محاولة وضع مقدمة لدولة قبرص فإن البعض سوف يهتم فقط بمعرفة بدايات هذه الجزيرة وأهم المعلومات البدائية عنها وما الذي يعنيه يا تُرى ذلك الاسم الذي تحمله الجزيرة، وطبعًا كل هذا وأكثر موجود بالسطور المقبلة.

بداية دولة قبرص تاريخيًا كانت عام 6000 قبل الميلاد، فمنذ ذلك التوقيت أصبحت قبرص محط أنظار القبائل التي تعتمد على الهجرة والتنقل، وكلها في الحقيقة كانت قبائل صغيرة تجيء وترحل، لكن في عام 1200 دخلت الحضارة اليونانية في الصورة وتمكنت من فرض سيطرتها للمرة الأولى على قبرص، والتي بالمناسبة لن تكون الأخيرة على الإطلاق، إذ أن قبرص الآن تخضع أصلًا لحكم شبه يوناني!

مع بداية التاريخ الميلاد عرفت قبرص المسيحية على يد قديس شهير يُعرف باسم بولس، ثم بعد حوالي قرنين كانت قد مرت تقريبًا على كل الحضارات القوية في ذلك التوقيت، فقد خضعت لحكم المصريين والرومانيين والآشوريين، قبل أن ينتهي الأمر في يد الملك ريتشارد مطلع القرن الثاني عشر، وهو الذي لم يرى في قبرص تلك القيمة الكبيرة، لدرجة أنه في مرة من المرات أهداها إلى أحد النبلاء الفرنسيين، لتدخل قبرص من ذلك الحين في غيابات الجب مجددًا.

قبرص الجزيرة الجميلة لم تسلم من يد الغول البريطاني الذي جعلها مستعمرة خاصة به لفترة كبيرة من الوقت، أيضًا العثمانيين كان لهم جزء من هذه الكعكة الكبيرة، ولا يزالون يؤمنون بذلك حتى الوقت الحالي، أما من لاذ بكل شيء فعلًا فهم اليونانيون، حيث أن قبرص الآن أصلًا تُعتبر تابعة لهم، وإن كان نظريًا ثمة ثلاث دول كبرى هي التي تُحدد مصير هذه الجزيرة المسكينة وتتحكم كليًا بها، والحديث هنا عن اليونان وتركيا وبريطانيا بالترتيب.

بالنسبة لمعنى الاسم فالجميع يعرف أنه يُقصد به النحاس، وفي هذا دلالة على استخرج الكثير من هذا المعدن من باطن الأراضي القبرصية، أيضًا اللغة اللاتينية القديمة تقود تقريبًا إلى نفس المعنى، وإن كان ثمة الكثير من المعادن المستخرجة من باطن قبرص لكن يبقى النحاس أشهرها وأكثرها من حيث كمية الاستخراج بالتأكيد

على الرغم من كل الصراعات التي حظيت بها جزيرة قبرص منذ حوالي عشرة آلاف عام، بل ولا تزال تأكل أجزاء كثيرة منها في وقتنا الحالي، إلا أنها قد استطاعت إحراز تقدمات كبيرة في مجالات كثيرة، وعلى رأسها السياحي والصناعي والثقافي، وكل هذا يُمكن ملاحظته بسهولة مع التعرف عن كثب على هذه الجزيرة المُحيرة تاريخيًا.

Booking.com