دليل سفر العالم بأكمله قد تشكل بلا شك في آنٍ واحد، لكن فكرة قدِم وحداثة أي دولة تنبع من تاريخ اكتشافها وبداية تعرف الإنسان عليها، وفيما يتعلق بدولة النرويج على وجه التحديد فما يُمكننا قوله أن هذه الدولة قد بدأت تاريخها الحقيقي بفترة تسبق بداية التاريخ الميلادي بحوالي عشرة آلاف عام، ففي هذا الوقت حط الشعب السامي رحاله في النرويج وبدأ يعتبرها موطنًا له، وإن كان البعض يقول أن هذا الأمر قد حدث قبل مئة ألف عام وليس عشرة فقط، أما تاريخ تشكل أرض النرويج نفسها دون وجود الحياة البشرية عليها فيُمكن إرجاعه إلى أكثر من عشرة ملايين عام قبل الميلاد، وهي مدة كبيرة جدًا بالنسبة لأعمار البشر لكنها ليست كبيرة بالنسبة لأعمار الأرض نفسها، كما أن البعض يقول أيضًا بأن الحيوانات والكائنات الحية الأخرى بخلاف الإنسان قد عرفت طريقها للنرويج قبل أكثر من ربع مليون عام من الميلاد، وكلها تواريخ عظيمة تبرهن على حقيقة واحدة لا خلاف عليها، وهي أن الدولة التي نحن بصدد التحدث عنها ليست دولة صغيرة بالمرة، وإن كانت أعداد السكان حاليًا، والتي لا تتجاوز الستة ملايين نسمة، خادعة بعض الشيء في هذه النقطة، عمومًا، الشيء الذي قد يبدأ في جذب اهتمامك عند البدء في التحدث عن النرويج هو اسمها، فمن أين أتى الاسم يا تُرى؟
اسم النرويج ربما يدهش تفسيره أكثر من أي شيء آخر، فالمؤرخون يرون أنه قادم من اسم أحد الملوك القدماء الذين يعتبرهم البعض مجرد أساطير لا وجود لها في الحقيقة، والحديث هنا عن الملك نور، بينما البعض الآخر قد أرجع الاسم إلى لغة قديمة تُترجم الاسم بالعربية إلى طريق الشمال، وهناك من ترجمه أيضًا إلى الأرض الشرقية بلغة أخرى، أما البقية المتبقية من المؤرخين فقد خرجت برأي آخر مُختلف، وهو أنه ليس هناك أصل لهذه التسمية في الأساس، فهو مجرد اسم عادي لا يعرف أحد حتى الآن السبب خلف وجوده، والواقع أن أغلب كتب التاريخ قد اتبعت هذا الرأي الأخير عملًا بتلك المقولة التي تقول بأن الكثير من الأشياء في عالمنا هذا ليس لها أصول أو أسباب أو مبررات، ومن ضمنها اسم النرويج.
