دليل سفر نظريًا لم تتواجد دولة الجبل الأسود على الخريطة إلا في عام 2006، وذلك بعد الانفصال الذي حدث وأبعدها تمامًا عن اتحاد صربيا إثر استفتاء قامت به البلاد، لكن هذا الأمر طبعًا لا يُمثل الحقيقة الكاملة، إذ أن الجبل الأسود موجودة في الأساس منذ زمن بعيد للغاية، وتحديدًا العصور المتوسطة التي شهدت توافد السلافيين إلى أرض البلقان، حيث كان ذلك الأمر حاضرًا في القرن السادس الميلادي، بيد أن القرن التاسع شهد سيطرة الرومان على الجبل الأسود بصورة كبيرة، حتى عندما حصل الانفصال بين حاضرة الرومان كانت الجبل الأسود هي الحد الفاصل بين الدولتين، وفي هذا دلالة على أهمية الجبل الأسود الاستراتيجية حتى قبل قيامها كدولة مُستقلة.
لمدة ثلاثة قرون بدأت بالقرن التاسع وانتهت بالقرن الثاني عشر خضعت الجبل الأسود لسيطرة دوكليا، ويُمكننا القول ببساطة أن إمارة دوكليا هذه على الرغم من الغرابة التاريخية التي تحظى بها إلا أنها كانت شاهدة على الفترة الذهبية في حياة الجبل الأسود، حيث أنه في ذلك التوقيت بدأت الإمارة في اقتحام مجالات الصناعة والتجارة مع توافد الكثير من القبائل التي شكلت حياة جديدة بدأت في الانتهاء مع دخول الحضارة العثمانية التركية والتي سيطرت لفترة طويلة على الجبل الأسود مع الوضع في الاعتبار كون هذه الدولة تحظى بحكم ذاتي لكن بإشراف عثماني.
مع بداية الحرب العالمية الأولى حاربت الجبل الأسود مع الدول المُعادية لتركيا في محاولة للانفصال، وقد نالت هذا الأمر بالفعل مع انتصاف القرن، لكنه انفصال عن الأتراك مع اتحاد رفقة عدة دول أخرى كان آخرها صربيا، وهي التي تخلصت منها الجبل الأسود في القرن الحادي والعشرين، وتحديدًا عام 2006 بعد استفتاء كانت النسبة المؤيدة به حوالي خمسة وخمسين بالمئة، لتنطلق الجبل الأسود بعدها مُطلقةً دولتها الحديثة.
بالنسبة للتسمية الخاصة بهذه الدولة فهي واحدة من الأمور البديهية تمامًا، حيث أنها أساسًا تُعرف باسم مونت نيغرو، وترجمة هذا الاسم هي الجبل الأسود، وهذا الأمر يرجع أساسًا إلى تواجد جبل أسود بالفعل داخل الدولة واعتباره من أهم المعالم الخاصة بها، كذلك من الواجب أن نعرف بأن الاسم حديث نسبيًا إذ أنه جاء كاسم منفصل عقب العديد من الأسماء المتحدة مع الكثير من الكيانات الأوروبية القريبة من البلقان.
