في جنوب شرق أوروبا تتواجد شبه جزيرة تسمى البلقان وتضم عدة دول تجمعهم العرقيات واللغات المتشابهة، وهذه الدول هي البوسنة والهرسك والجبل الأسود ومقدونيا وبلغاريا وصربيا وكرواتيا وتركيا واليونان ورومانيا وكوسوفو، وقد كانت منطقة البقان بأكملها تحت حكم العثمانيين لفترة كبيرة من الوقت، ومن ضمن المناطق التي فتحتها الدولة العثمانية هي دولة البوسنة والهرسك التي نتكلم عنها الآن، ولذا فالدولة تعتبر إسلامية ونسبة المسلمين بها يتجاوز الخمسين بالمائة والباقي ديانات مختلفة ما بين مسيحيين بنوعيهم ويهود ولا دنيين، وقد سميت دولة البوسنة والهرسك بذلك الاسم نسبة إلى أكبر وأشهر أنهارها وهو نهر البوسنة، وتسمى الدولة بذلك الاسم منذ القرن العاشر الميلادي وحتى يومنا هذا، وقد مرت الدولة بالكثير من الأحداث والصراعات على مدار القرون الماضية أشهرها وأكثرها دموية ما حدث في القرن العشرين، سواء في الحرب العالمية الأولى أو في حرب البوسنة التي حدثت في العقد الأخير من القرن العشرين، وبالرغم من أن الدولة لا تتجاوز الواحد وخمسين ونصف كيلو متر مربع إلا أنها متغيرة في مناخها الجوي، فكل مدينة تختلف عن الأخرى وهذا يبرز لنا مدى روعة الدولة وجمالها فلكل شخص مناخ مفضل لديه ولذا فسيزور أغلب مناطق الدولة.
وما يميز البوسنة والهرسك بشكل أكبر هو أنها دولة حياة بعد موت فهذا لقبها الذي أطلق عليها منذ بدايات هذا القرن، حيث أنه بعد العام الخامس والتسعين من القرن العشرين كانت الدولة وخاصة العاصمة مدمرة بشكل شبه كلي، ولكنها بدأت في طريق التقدم والتحضر وإعادة البناء والترميم بشكل سريع حتى صارت دولة تحترم وتقدر كباقي دول أوروبا، ويمكنك أن تحظى بفرصة عمرك في مشاهدة الدولة التي تجمع بين جمال الشرق والغرب في آنٍ واحد، نعم إنها دولة البوسنة والهرسك التي تقع في الغرب ولكنها قد مزجت بجمال وسحر الشرق عن طريق المساجد وأماكن العبادة الإسلامية بجانب القصور والحصون التي بنتها الدولة العثمانية أثناء حكمهم لها، أما عن جغرافيا الدولة فهي تجاورها دولة كرواتيا من الغرب والشمال، والجبل الأسود من الجنوب الشرقي، وصربيا من الشرق، وتكثر في الدولة الجبال ولذا سترى مرتفعات كثيرة أثناء تنقلك داخل أرجاء الدولة.