إستونيا

في مقدمة دولة إستونيا سوف نحاول جاهدين وضع مقدمة مختصرة عن هذه الدولة مع المرور سريعًا على أهم المحطات في حياتها وكذلك الأسباب التي أدت إلى تسميتها بهذا الاسم وكيف أصبح شكلها في الوقت الحالي بعد تاريخها الطويل.

عندما نتحدث عن دولة إستونيا فنحن في حقيقة الأمور نتحدث عن دولة فريدة من نوعها تمامًا، فعلى الرغم من كونها دولة صغيرة ضمن دول البلطيق إلا أنها قد شهدت تطورًا كبيرًا في القرنين المنصرمين وباتت واحدة من أهم الدول في أوروبا وأكثرها تقدمًا، وكل هذا يأتي على الرغم من كونها تصل في حيث المساحة إلى 45228 كيلو متر مربع بينما السكان لا تزيد أعدادها عن المليون والنصف نسمة تقريبًا، وفوق كل ذلك يأتي تاريخها الطويل الشاهد على ما يزيد عن العشرة آلاف عام والمتناسب للغاية مع حاضرها الذي يشهد فترة زاهية بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ.

أول حياة أُقيمت في دولة إستونيا كانت قبل حوالي 130000 عام من التأريخ الميلادي، وقد واكب ذلك التاريخ نهاية العصر الجليدي بكل تقلباته، وبالتالي زال الجليد الموجود في هذه المنطقة وسمح بإقامة الحياة التي لا تزال مستمرة حتى وقتنا الحالي، وقد شهدت تلك الفترة أيضًا ظهور الاستعمار البولي الذي يُعتبر أقدم استعمار حدث في تاريخ إستونيا، وقبل حوالي ستة آلاف عام من بداية الألفية الميلادية الأولى كانت الحياة موجودة بشكلها الطبيعي هناك، حيث تم اكتشاف ما يدل على وجود الصيد والزراعة والإبحار، وكافة أشكال العيش الممكنة في فترة كهذه من التاريخ.

مع بداية التأريخ الميلادي بدأت إستونيا تتنقل بين الكثير من الأيادي، لكن عصر الفايكنغ كان العصر الأكثر إحكامًا من غيره واستمر لفترة طويلة وصلت للقرن الثالث عشر ميلاديًا، كذلك كان هناك وجود قوي للقوة الصليبية في العصور الوسطى وكانت إستونيا واحدة من المراكز التي انطلقت منها الحملات الصليبية، ثم بعد ذلك خضعت إستونيا لاتحاد البلقان الذي أصبح مصيره بيد روسيا أو الاتحاد السوفيتي، وخلال الحرب العالمية الثانية سقطت البلد الصغيرة في يد ألمانيا قبل أن تعود مجددًا إلى روسيا وتحصل على استقلالها النهائي في عام 1994، وقت أن غادرها الروسي الأخير.

بالنسبة لمسمى إستونيا الذي يشغل الكثيرين بالتأكيد فقد ظهر على يد كاتب روماني قديم يُعرف باسم تاسيتس، حيث أن ذلك الكاتب كان يؤرخ حقبة من التاريخ في كتابه الشهير جيرمانيا، وفي هذه الكتاب أورد بعض المواصفات الخاصة الآن بأرض وشعب إستونيا وأطلق على من يحملون هذه الصفات ويقبعون في هذه الأرض اسم آيستي، وهو ما يُمكن رده في اللغات القديمة إلى اسم إستونيا، على العموم مهما كان الاسم فإن صاحبة هذا الاسم قد أصبحت الآن واحدة من الدول الهامة للغاية، ليس فقط في حياة قارة أوروبا، وإنما في العالم بأكمله.

Booking.com