بلا شك الحديث عن الأماكن البارزة الموجودة في دولة النمسا كالحديث عن عدد قطرات الماء الموجودة في البحر، بكلا الأمرين يصعب القيام بهما نظرًا لاستحالة ذلك عقلًا، وبالنسبة للأماكن البارزة الموجودة في النمسا، والتي هي كثيرة جدًا بالطبع، فسوف نقوم بتناولها من خلال التحدث عن أبرز مدينتين موجودتين في النمسا، أبرز مدينتين سياحيًا على سبيل التحديد، وبعد ذلك سنمر على الأماكن البارزة الموجودة بهما، وطبعًا المدن البارزة الموجودة في النمسا كثيرة للغاية، لكن أهمها تلك المدينة التي سنبدأ بها حديثنا، مدينة كابرون، فما الذي يُمكننا قوله عن هذه المدينة يا تُرى؟
كابرون، مدينة الشتاء والصيف
بلا شك أن أي سائح سوف يُفكر في أحد الأيام بزيارة مدينة رائعة ومتوافقة مع كاف الأهواء فإن مدينة كابرون سوف تكون الخيار الأول والأهم، فهي مدينة الشتاء والصيف كما يُطلقون عليها، وقد جاء هذا اللقب بسبب قدرتها على التوافق السياحي في كلا الفصلين، فبالنسبة لفصل الشتاء فإن السائح يُمكنه التمتع بالتزحلق على الجليد وممارسة كافة الأنشطة التي يكون الجليد ركنًا أساسيًا بها، أما فصل الصيف فهو يكون من أجل التجول بين جبال الألب والتمتع بالمناظر الرائعة الجاذبة، على العموم، السائح في كل عام عندما يذهب إلى النمسا غالبًا ما يضع كابرون ضمن الأماكن التي يجب عليه زيارتها، وبالفعل يقوم بذلك، لكن أولئك السياح اللذين لم يقوموا من قبل بزيارة هذه المدينة فإنهم يجدون أنفسهم في حيرة شديدة من هذه الأهمية الكبرى التي تحظى بها كابرون، وهذه الحيرة لن تُزال بالتأكيد إلا عندما يتم تناول أبرز الأماكن البارزة الموجودة في مدينة كابرون، وهي كثيرة بالمناسبة، لكننا سنتناول فقط أهمها وأكثرها جذبًا للسياح، والبداية ستكون مع شلالات زغموند، فما الذي يُمكننا قوله عن هذه الشلالات يا تُرى؟
شلالات زغموند
على الرغم من أن وصف الشلالات يُنذر بمكان خطير يصعب زيارتها إلا أن شلالات زغموند الموجودة في كابرون تحظى بأهمية كبيرة وتُعتبر من أكثر الأماكن زيارةً في النمسا بالكامل، فهي في المقام الأول مكان طبيعي، والأماكن الطبيعية بالتأكيد لها نمط خاص، أضف إلى ذلك أنها مكان طبيعي نادر الوجود، فليس من الطبيعي أن يزور الناس الشلالات بين الحين والآخر، وكل هذه الأمور تزيد من أهمية الشلالات وتجعلها الأكثر زيارة في كابرون، بل إن أغلب الزيارات تكون زيارات عائلية، على العموم، تُعتبر شلالات زغموند من الأماكن التابعة لمنظمة التراث العالمي، أي أنك بزيارتها سوف تكون قد ضربت عصفورين بحجر كما يقولون، والآن، ألا يستحق مكان بهذا الوصف أن يكون ضمن الأماكن البارزة الهامة في النمسا؟ الإجابة بكل تأكيد نعم.
قلعة كابرون
من الأماكن البارزة الهامة التي لا يجب عليك كذلك تفويت زيارتها عند التواجد في مدينة كابرون قلعة كابرون، فهذه القلعة تُعتبر من أهم الأماكن التاريخية في أوروبا بالكامل، وقد كانت في الماضي خط الدفاع الأول عن المدينة على الرغم من أنها أصلًا كانت موجود بالكامل فوق صخرة كبيرة، وبالقرب من القلعة أصبح هناك منتزه كبير وبعض الأماكن الترفيهية الأخرى، ولهذا سوف يكون من الصعب جدًا أن تذهب إلى زيارة مدينة كابرون من أجل الزيارة ثم تفوت فرصة زيارة هذه القلعة والأماكن الكثيرة السياحية المُحيطة بها.
قمة كابرون
لا يُمكنك عزيزي السائح أن تكون في منطقة كابرون ولا تقوم بزيارة قمة كابرون الموجودة في النمسا، والتي تزيد عن ثلاثة آلاف كيلو متر وتُعتبر من أهم القمم الموجودة في العالم، فهذه القمة من ارتفاعها لم تعد تلتزم بحالة الطقس الموجودة في النمسا، بل أصبحت قمة ثلجية بالكامل، وهذا ما جعلها مناسبة لنوع معين من المتعة، وهو التزحلق على الجليد، أيضًا يُمكنك فوق قمة كابرون أن ترى المدينة بالكامل أو تستخدم وسيلة التلفريك التي تمنحك متعة رائعة، ولكي نكون واضحين فإن هذه الوسيلة متاحة فقط لعشاق المغامرة وأصحاب القلوب القوية، أما أصحاب القلوب الضعيفة فلا ننصحهم أبدًا بهذه التجربة لأنها تعج بالخطورة الشديدة، وإن كانت تعج كذلك بالمتعة الشديدة.
متحف كابرون
المتاحف المتواجدة في أي مدينة مهما كانت هذه المدينة تُعتبر بلا شك من أهم الأماكن البارزة التي لا يجب تفويتها لأي سببٍ من الأسباب، وخصوصًا إذا كان ذلك المتحف الذي نتحدث عنه هو متحف كابرون الموجود في النمسا والذي يُعتبر من أهم المتاحف الموجودة بها وأكثرها امتلاكًا للقطع الأثرية التي تمتلك تاريخ النمسا وأوروبا بالكامل، والحقيقة أن تاريخ تلك القطع الأثرية الموجودة داخل المتحف تتجاوز الأربعمائة عام، وهو تاريخ طويل يُنذر بما سيتم العثور عليه داخل المتحف، لذلك لا يجب أبدًا تفويت زيارته، فهو وجهة المدينة كما يُطلقون عليه.
مراجيح كابرون
تخيلوا أن يكون هناك مكان كبير بمساحة هائلة ولا يخصص لشيء سوى التزحلق؟ هذا هو ما سيكون متاحًا لك في مراجيح كابرون التي تُعتبر من أهم المعالم البارزة هناك، فهي ليست أبدًا مجرد مراجيح عادية، وإنما هي مكان أثري ومليء بالحيوية والمتعة، ومهما كانت قائمة الأماكن التي تستحق الزيارة في النمسا فبلا شك يجب أن تكون مراجيح كابرون على رأس القائمة، خاصةً وأن هذا المكان مناسب للزيارات العائلية والأطفال.
قصر كابرون
في الحقيقة لا أحد في هذا العالم يُمكنه إنكار العراقة التاريخية التي تتمتع بها النمسا في قارة أوروبا والعالم بأكمله، فهي ليست مجرد دولة عادية من الدول الصغيرة في القارة، وإنما هي تاريخ طويل شاهد على الكثير من الأحداث الهامة، وبالطبع ذلك التاريخ يشمل حِقبة العصور الملكية بمختلف أنواعها، وما دمنا نتحدث عن العصور الملكية فيجب أن نُشير إلى القصور التي تواجدت في ذلك التوقيت وأصبحت الآن من أهم الأماكن الأثرية الموجودة في الدولة بالكامل، والحديث يأخذنا هنا إلى قصر كابرون الذي يُعتبر من أقدم قصور أوروبا وأكثرها عراقة، فهو يحظى سنويًا بنسبة زيارة عالية للغاية بسبب ما يتواجد بداخله من أشياء مُبهرة وعتيقة تتعلق بالحياة الملكية وغيرها من التفاصيل التي يهتم بها السائح غالبًا.
زيلامسي، مدينة سياحية شاملة مُتكاملة
من أشهر المدن السياحية الموجودة في النمسا مدينة زيلامسي الموجودة بالقرب من بحيرة زيل، فهذه المدينة تُعرف بكونها تمتلك أفضل جو في أوروبا في كافة الفصول، ففي الصيف لن تُعاني أبدًا من الحرارة وإنما ستجد جو مناسب للغاية، وفي الشتاء نفس الحال بالنسبة للبرودة، حتى أن أعداد السكان التي تتواجد بها ليست كبيرة بالشكل المبالغ فيه، وهذا ما يجعل منها مكان هادئ طوال العام، فنسبة تزيد عن الخمسين بالمئة من السكان الموجودين بداخلها هم في الأصل من السياح، وكأنها قرية سياحية حقيقية تم تأسيسها من قِبل أحد رجال الأعمال من أجل استخدامها في الغرض السياحي، فبالفعل كل شبر في هذه المدينة يُمثل مكان سياحي ما، وهذا سبب رئيسي من الأسباب التي أدت إلى انضمام المدينة بالكامل إلى منظمة اليونسكو أو حفظ التراث العالمي، فمدن قليلة جدًا في العالم هي التي تلقى هذا الشرف العظيم، على العموم، هدوء السكان وانضمام المدينة إلى اليونسكو وجوها الرائع أمور جيدة للغاية، لكن هل التي ستتكفل بجلب السائح إلى زيلامسي ودفعه الكثير من الأموال من أجل قضاء العطلات بها؟ الإجابة بكل تأكيد لا.
بالإضافة إلى كل ما سبق ذكره من مميزات في مدينة زيلامسي نجد أنها تتميز كذلك بوجود الكثير من الأماكن البارزة، والحقيقة أنها ليست أماكن بارزة عادية وإنما من تلك التي تكون من العيار الثقيل، ولابد أن السائح قبل السفر إلى أي مكان في العالم، مهما كانت السمعة السياحية التي يتمتع بها، فإنه سوف يُفضل بالطبع التعرف على هذه الأماكن لتحديد نسبة بروزها وأهميتها، والواقع أن تلك الأماكن من هذه النوعية في زيلامسي كثيرة للغاية، لكننا سنحاول في السطور المقبلة ذكر الأبرز فقط، والبداية مع بحيرة زيل، فماذا عنها يا تُرى؟
بحيرة زيل
من أهم الأماكن البارزة الموجودة في مدينة زيلامسي بحيرة زيل، والتي تأخذ النصف الأول من اسم المدينة كما هو واضح، فهي ليست مجرد بحيرة عادية وإنما هي كذلك موضع للكثير من المناظر الخلابة التي تأسر أي سائح، أضف إلى ذلك أن البحيرة تقع بالقرب من منتزه شهير هناك يُعرف باسم منتزه إليزابيث، على العموم، من الصعب جدًا أن يذهب أي سائح إلى مدينة زيلامسي دون أن تكون بحيرة زيل على رأس الأماكن التي ينوي زيارتها، لكن هل هذه البحيرة فقط هي التي تُعبر عن الأماكن البارزة في هذه المدينة الكبيرة؟ الإجابة بكل تأكيد لا.
جبل شميتن
نبقى مع الأماكن الطبيعية الموجودة في مدينة زيلامسي والتي تُمثل أهم المعالم البارزة الموجودة فيها، والحديث الآن ينتقل إلى جبل شميتن الذي يُعتبر من أهم الجبال في العالم وأعلاها قمة، حيث أنه يتجاوز الألفين متر تقريبًا، وبالطبع جبل بهذا الارتفاع الشاهق سوف يوفر لك فرصة المدينة بالكامل من أعلى قمة بها، وهذا سبب كافٍ جدًا من أجل الإقدام على زيارة الجبل من السياح واعتباره من أهم الأماكن البارزة الموجودة في المدينة بشكلٍ عام، وعلى الرغم من أن كل مدينة في النمسا تمتلك جبل وقمة عالية خاصة بها إلا أن جبل شميتن يأخذ الأفضلية من الجميع.
شلالات كريمل
هل تتوقف الأماكن البارزة الطبيعية عند ما سبق ذكره في السطور الماضية؟ الإجابة بكل تأكيد لا، والحديث الآن ينتقل إلى شلالات كريمل التي تُعتبر من أهم المناظر الطبيعية التي يُمكنك رؤيتها أي السائح، فمن السهل جدًا أن ترى في حياتك بحيرة أو حتى جبل، لكن سيكون من الصعب بعض الشيء أن ترى شلال حقيقي، وهذا ما توفره مدينة زيلامسي وما يجعل هذا الشلال من أهم الأماكن البارزة أو الجاذبة، فمن ذهب إلى زيلامسي ولم يزر كريمل فزيارته غير سليمة.
الحديقة الوطنية
الآن بدأنا ندخل في الأماكن التي تقع بين الأماكن الطبيعية والغير طبيعية، والحديث الآن عن الحديقة الوطنية، فالأماكن الخضراء الكثيرة الموجودة داخل الحديقة هي بالتأكيد أماكن طبيعية، لكن تنظيم الحديقة والشكل الذي تخرج به في النهاية من صنع الإنسان، أو تحديدًا ملاك الحديقة، أضف إلى ذلك أن هذه المساحة الكبيرة تضم بداخلها الكثير من الحيوانات التي منها ما هو نادر ومنها ما هو مشهور ومُحبب لدى الإنسان، ولا ننسى المطاعم والمقاهي المُلحقة بالحديقة كذلك، إنها ببساطة شديدة مكان جدير جدًا بالزيارة في أقرب فرصة ممكنة.
قلعة روزنبورغ
الأماكن التي تستحق الزيارة في مدينة زيلامسي لا تتوقف أبدًا عند ما قمنا بذكره، فهناك أيضًا قلعة روزنبورغ، وهي قلعة تاريخية موجودة منذ القرن السادس عاشر، وقد كانت تُستخدم في الدفاع عن المدينة قديمًا، أما الآن فقد أصبحت مكانًا لمجلس المدينة، لكن هذا لم يمنع أبدًا من استخدامها في الأغراض السياحية، إذ أنها تُعتبر حاليًا من الأماكن الأكثر زيارة ومن النادر أن يذهب سائح إلى زيلامسي دون أن يمر بهذه القلعة العريقة.
سانت هيبوليت
لأن النمسا في الأساس عبارة عن دولة مسيحية مثل بقية الدول الأوروبية الأخرى لذلك كان لابد من الاهتمام بالأماكن التي تخدم هذه الديانة، ولهذا تتواجد كنيسة سانت هيبوليت التي تُعتبر من أهم الكنائس في أوروبا ومن أهم الأماكن البارزة في مدينة زيلامسي تحديدًا، فهي كنيسة قديمة للغاية سوف تجذب أنظار كل من يقوم بزيارتها مهما كانت الديانة التي يتبعها، فالمساجد والكنائس القديمة أماكن للمتعة صالحة للجميع بلا استثناء.
فاميلي لاند
الأطفال والعائلة بشكلٍ عام لهم نصيب كبير من الأماكن البارزة الموجودة في مدينة زيلامسي، فهناك منتزه سياحي كامل معروف في زيلامسي باسم فاميلي لاند، وذلك المنتزه يقوم بزيارته العائلات والأطفال ويجدون فيه كافة المتع التي يريدونها ويلعبون كافة الألعاب التي يحبونها، فهذا المنتزه أشبه بمحاكاة لمدن الأطفال، وإن كان طبعًا لم يصل إلى قوة هذه الأماكن لكنه يظل من الأماكن الترفيهية البارزة التي تستحق الزيارة، وفي الأساس لن يرغب السائح بتفويتها.
طبعًا الأماكن التي قمنا بذكرها الآن لا تُعبر عن كل الأماكن البارزة الموجودة في النمسا، وإنما هي جزء صغير منها، غيض من فيض كما يقولون، فذكر كل الأماكن يحتاج إلى سطور كثيرة لا طاقة لنا بها الآن، فقط ضعوا في حسبانكم أن النمسا زاخرة بالأماكن البارزة، وأنها تأخذ وضعها سياحيًا أكثر مما تتخيلوا، وما سبق ذكره يُثبت لكم ذلك الأمر.