بلا شك الحديث عن كل المناطق السياحية الجاذبة الموجودة في النمسا أمر في غاية الجنون لأنه ببساطة غير ممكن عقلًا، فإياك عزيزي السائح أن تستهتر بالنمسا وتعتبرها مجرد دولة عادية في أوروبا، بل هي في الحقيقة دولة سياحية بامتياز، وربما هذا ما ستكتشفونه بأنفسكم عند التحدث عن تلك المناطق الجاذبة من خلال تناول مدينتين رئيسيتين بالدولة والمرور السريع على مناطق الجذب بهما، والبداية ستكون طبعًا مع واحدة من أهم وأبرز المدن الموجودة في النمسا وأوروبا والعالم بشكلٍ عام، فما هي هذه المدينة يا تُرى؟ إنها مدينة فيينا بكل تأكيد.

فيينا، عاصمة النمسا ومدينتها الأهم

في الحقيقة تظهر أهمية مدينة فيينا بمجرد ترجمة اسمها الذي يرجع أصله إلى اللغة اللاتينية، فالاسم يعني إجمالًا الهواء العليل والنسيم الجميل، أي أن الجمال يتضح من مجرد نطق الاسم، بعد ذلك، ومع متابعة استعراض هذه المدينة العريقة سوف نجد أن هذا الاسم فعلًا على مُسمى، وهذا ليس مجرد رأي يُطلقه البعض وإنما هي إحصائيات ودراسات يتم إجرائها من قِبل المُؤسسات المُتخصصة، تلك المؤسسات التي صنفت فيينا ضمن أجمل خمس مدن موجودة في العالم، أضف إلى ذلك أن نصف مساحتها عبارة عن حدائق وأراضي خضراء قد تُدهشك بمجرد النظر إليها، وكل هذا لم يمنع من وجود كثافة السكانية كبيرة للغاية تُعتبر الأكبر في الاتحاد الأوروبي، ففي فيينا يعيش حوالي مليون وتسعمائة ألف نسمة، وهذا نسبة كبيرة مقارنة مع المساحة، لكن في الحقيقة ربما البعض لا ينشغل بكل ذلك، خاصةً وإذا كان الغرض من الزيارة غرض سياحي، ففي هذه الحالة يكون السائح راغبًا في التعرف على أهم المناطق السياحية الجاذبة التي يُمكنه التمتع بها عند الزيارة، هذا تقريبًا أهم ما يشغله، ولذلك، في السطور القليلة المُقبلة سوف نحقق لهذا السائح رغبته ونستعرض سويًا أهم المناطق السياحية الجاذبة الموجودة داخل مدينة فيينا، والبداية ستكون مع قصر هوفبورغ.

قصر هوفبورغ الملكي

من أهم الأماكن الجاذبة سياحيًا في فيينا وتحظى بنسبة زيارة عالية للغاية ذلك القصر الملكي الموجود في قلب المدينة والمعروف باسم هوفبورغ، فهو قصر ملكي شهير موجود منذ أكثر من سبعمائة عام، ومن النادر جدًا العثور الآن على قصر بهذه العراقة، لكن العراقة ليست الشيء الوحيد الموجود داخل القصر، فهناك أيضًا التصميم المعماري المُبهر والذهب الذي تعج به كامل جدران القصر، على العموم، زيارة هذا القصر زيارة مجانية، لذلك من الطبيعي أن يزيد الجذب عليه أكثر، ومن الطبيعي ألا تفوت زيارته حالة التواجد في مدينة فيينا.

سانت ستيفان

النمسا في الأساس دولة مسيحية، ووجود ديانة مسيحية يعني وجود أماكن دينية مسيحية بالضرورة، ومن أهم هذه الأماكن في العاصمة فيينا كاتدرائية سانت ستيفان، فهي واحدة من أقدم الكاتدرائيات الموجودة في العالم، وتُعرف كذلك بكونها الكاتدرائية الأجمل والأكثر جذبًا للسياح، لذلك من الطبيعي عزيزي الزائر أنك عندما تتواجد في فيينا سوف تقوم بزيارة هذا المكان وتسعى للتمتع به مهما كانت ديانتك، فالمساجد والكنائس القديمة بالذات أماكن تصلح للمتعة بالنسبة للجميع والعبادة بالنسبة لأصحاب هذه الديانة فقط، وهذا ما يجعلنا نرشح لكم كاتدرائية سانت ستيفان.

مدرسة الإمبراطورية للفروسية

بالتأكيد البعض منا يُريد التعرف أكثر على فن الفروسية، ذلك الفن العريق الذي عُرف منذ قديم الأزل وكان طوال الوقت الفن الأول بالنسبة للأمراء والملوك والنبلاء بشكلٍ عام، والحقيقة أنه على الرغم من وجود الفروسية الآن إلا أنها لم تعد أبدًا بنفس الطريقة العتيقة لها، ببساطة، لم تعد مجرد فن، ولذلك فإن بعض المتشبثين بالعراقة سوف يرغبون في زيارة الأماكن التي تُعلم الفروسية الإمبراطورية القديمة وربما التعلم بهذه المدرسة، وهذا ما توفره لك المدرسة التي نتحدث عنها والموجودة كما ذكرنا في مدينة فيينا، ولذلك هي تُعتبر من أهم عناصر الجذب الرئيسية الهامة.

مسرح بورغ

زيارة المسارح الخاصة واحدة من الأشياء الهامة التي يهتم بها السائح عند قيامه بزيارة أي مدينة، وخاصةً إذا كان ذلك السائح عاشقًا حقيقيًا للفن، فكما نعرف جميعًا، لا يُمكن لأي شخص عادي أن يعشق فن المسرح بالذات، عمومًا، هذه النوعية من السياح تم مراعاتها جيدًا من خلال إنشاء مرح بورغ، وهو مسرح كبير مُخصص لعرض المسرحيات العالمية الشهيرة التي تحظى بإقبال كبير من السياح والسكان الأصليين في مدينة فيينا، إذ أنه من النادر بعض الشيء أن يكون المسرح به مقعد واحد فارغ أثناء أحد العروض، ولهذا يتم اعتباره بشدة أحد أهم أماكن الجذب بالمدينة.

منتزه مدينة فيينا

من الطبيعي طبعًا أن تمتلك مدينة فيينا منتزه أو حديقة لكونها في الأساس مدينة تحتوي على مساحات خضراء تُمثل تقريبًا نصف مساحة المدينة الإجمالية، وقد كان منتزه المدينة الرئيسي هو المنتزه الأهم بها نظرًا لكونه يحظى بمساحة كبيرة وفي نفس الوقت لكونه مكان لأنشطة أخرى بخلاف المسرح، ولهذا نجده دائمًا ضمن أماكن الجذب الرئيسية والأهم بالمدينة، إذ أنه من غير المعقول أو المقبول أن يذهب سائح إلى مدينة فيينا، أو النمسا بشكل عام، دون زيارة المنتزه.

غراتس، مدينة تعليمية تابعة لليونسكو

دولة النمسا لا تنتهي أبدًا، صحيح أن الأماكن الأثرية والسياحية الموجودة في مدينة فيينا كثيرة للغاية، لكن هذا لن يمنع أبدًا من كون الدولة تزخر بعدد كبير من المدن التي تأخذ نفس النمط، والحديث هنا عن مدينة غراتس، وهي ثاني أكبر مدينة في النمسا ولولا وجود فيينا لكانت المدينة الأهم على الإطلاق والعاصمة كذلك، فمن يذهب إلى هذه الدولة الأوروبية الثرية ويطلب ترشح مدينتين أو ثلاثة فبالتأكيد سوف تكون غراتس حاضرة ضمن الترشيحات، أضف إلى ذلك أن عشاق الفن على مستوى العالم عندما يبحثون عن مكان ويُريدون أن يجعلوه قبلتهم الكاملة يضعون غراتس كخيارهم الأول، وهذا ما يُحير بعض الذين لم يذهبوا إلى المدينة من قبل ويجعلهم يتعجبون حول أسباب ذلك الانبهار بمدينة غراتس على الرغم من أن الإجابة تبدو بسيطة للغاية، فهي بالتأكيد تمتلك من معالم الجذب السياحي ما يؤهلها لاحتلال هذه المكانة وأكثر، فما هي يا تُرى أهم هذه المعالم؟ الإجابة تأتيكم في السطور القليلة المُقبلة، والبداية مع جبل شولسبيرغ.

جبل شولسبيرغ

البحث عن القمم والأماكن المرتفعة هوس يُصيب بعض السياح ويجعلهم لا يُكملون أي جولة سياحية لهم دون أن يصعدوا إلى قمة جبل أو شيء مرتفع عمومًا، وإذا كنت في مدينة غراتس الموجودة في النمسا فبالتأكيد يُمكنك تحقيق هذا الطلب من خلال زيارة جبل شولسبيرغ الذي يُعد من أعلى القمم المرتفعة الموجودة في النمسا وأوروبا كذلك، ومن خلال هذا الجبل سوف يكون بإمكانك رؤية المدينة كلها والتمتع برؤية الأشياء الضخمة الكبيرة وهي صغيرة تكاد لا ترى بالعين المجردة، وربما سيدهشك ذلك، لكن صدق أو لا تصدق، من خلال القيام بهذا الأمر سوف تحصل على قدر كبير جدًا من المتعة، لذلك فإننا نرشح لك جبل شولسبيرغ دون أدنى تفكير لكونها واحدة من الأماكن الجاذبة سياحيًا في غراتس.

برج الساعة

أعلى جبل شولسبيرغ الذي انتهينا منه للتو هناك برج، إذًا هي قمة فوق قمة، وهذا ما يعني وجود متعة فوق متعة، وهذا البرج الذي نقصده ليس مجرد برج عادي، وإنما هو برج مصحوب بساعة مثل برج بيج بن الموجود في لندن، لكن إن أردتم الحقيقة فإن برج الساعة الموجود في غراتس أكثر متعة بسبب وجوده أعلى قمة جبلية، عمومًا، زيارة مثل هذه الأماكن تقتصر أصلًا على أصحاب القلوب القوية وعشاق المغامرة فقط، فإذا كنتم منهم لا تترددوا في الزيارة.

ضريح الإمبراطور الباروكي

الإمبراطور الباروكي يُعتبر أحد الأباطرة الهامين جدًا في تاريخ أوروبا والنمسا بشكلٍ عام، لذلك فقد تم إنشاء ضريح خاص به يُعرف باسم الضريح الباروكي، ولمن لا يعرف فإن أضرحة الأباطرة والملوك تكون مختلفة تمامًا عن الأضرحة العادية، وغالبًا ما تتحول إلى مكان سياحي جاذب وهام بسبب ما يتواجد بها من مُبهرات، لذلك إذا كنتم في غراتس فإن تفويت فرصة زيارة هذا الضريح واحدة من أكثر الأشياء المجنونة التي ستفعلونها في حياتكم بكل تأكيد.

بيت الفن الحديث

عشاق الفن لن يخرجوا من مدينة غراتس دون استفادة، فهناك بيت مُخصص لهم يُعرف باسم بيت الفن الحديث، وبداخل ذلك الفن ثمة وجود قوي للعديد من الفنون منها فن الرسم والنحت وفن الرقص، والجميع حقًا في هذا المكان أنك لن تكتفي بمجرد المشاهدة فقط، وإنما سيكون لديك أيضًا فرصة من أجل المشاركة والتعلم، ولهذا يُمكنك أن تُغلق عينيك وترشح هذا المكان للزيارة من قِبل عشاق الفن، وبالطبع لن يندموا على ذلك.

متحف يوانيوم

مكان آخر سوف يكون مناسبًا لعشاق الفن وأتباعه في كل مكان في العالم، والحديث هنا عن متحف يوانيوم الذي يمتلك بداخله جزء من تاريخ كل حضارة من الحضارات، وتحديدًا ذلك الجزء المتعلق بالفن، أي أنك من خلال جولة بسيطة داخل هذا المتحف سوف يكون لديك في النهاية صورة كاملة للفن على مستوى العالم منذ بداية التاريخ وحتى الآن، وهذا الأمر بالتأكيد يستحق الزيارة ودفع أي مبلغ من المال، فما بالكم بكون الدخول إلى هذا المتحف مجاني في الأساس!

بكل تأكيد هذه الأماكن التي قمنا بذكرها الآن لا تُعبر عن كل الأماكن السياحية الجاذبة الموجودة في المدينتين السالف الحديث عنهما، وإنما فقط يُمكن القول إننا قد مررنا سريعًا بأهم المعالم وألقينا الضوء عليها، كما أنه ثمة مدن أخرى تمتلك معالم من نوعيات أخرى مُختلفة، عمومًا، كان هذا مجمل حديثنا السريع المناسب عن معالم الجذب السياحي في النمسا.