طبعًا الجميع يعرف أن الشرط الرئيسي في نجاح أي شيء أن يتم التخطيط له بأفضل طريقة ممكنة، ولكي تُخطط لرحلة سفر ناجحة إلى دولة مثل النمسا فإنك بالتأكيد سوف تحتاج إلى معرفة بعض الأمور الهامة، والتي على رأسها مثلًا كيفية الحصول على التأشيرة، ثم بعد ذلك سوف تجهز نفسك من أجل تحضير حقيبة السفر الذي ستأخذها معك خلال الرحلة، وأخيرًا سوف تتعرف على المطارات الهامة وبعض الأمور التي يجب مراعاتها عند التفكير في هذه الرحلة، عمومًا دعونا نبدأ سريعًا في ذلك وليكن أول حديثنا عن الحصول على تأشيرة النمسا، فكيف يُمكن القيام بذلك يا تُرى؟

الحصول على التأشيرة

العقل يقول إن أول خطوة يقوم أي شخص بفعلها عند الرغبة في السفر هي خطوة الحصول على التأشيرة، فببساطة شديدة، تلك الورقة الصغيرة التي تُعرف باسم التأشيرة هي التي ستسمح لك أصلًا بالطلوع إلى الطائرة، لكن قبل ذلك عليك أولًا أن تقوم باستخراج جواز سفر، فهي خطوة رئيسية وهامة تسبق خطوة الحصول على التأشيرة، وفي هذه الخطوة يجد الناس غرابة بعض الشيء بسبب مطالبتهم بالقيام بها بشكل باكر وقبل حتى التفكير في السفر، لكن تبرير ذلك أن جواز السفر الآن قد أصبح مثل بطاقة الهوية، هل ستحتاج الهوية طوال الوقت؟ بكل تأكيد لا، لكنك في نفس الوقت لا تخرج أبدًا دون أخذها معك، عمومًا، بعد أن تستخرج جواز السفر تتوجه به مصحوبًا ببعض الأوراق التي ستطلب منك إلى سفارة النمسا أو القنصلية التابعة لها في بلدك، وهو مكان يمكن الوصول إليه بسهولة شديدة، إذ أن هذه هي في الأساس طبيعة السفارات، أن تتواجد في مكان معروف يسهل الوصول إليها، وبعد ذلك سوف تُقدم الطلب، وإذا كان طلب التأشيرة من أجل السياحة فإنه لن يأخذ أكثر من عشرة أيام ويتم الموافقة عليه، أما إذا كان من أجل العمل فالأوضاع ستختلف.

العمل يعني أنك ستقيم في النمسا لفترة طويلة، وهنا سوف تحتاج إلى أوراق أخرى ومحل الإقامة ومحل العمل في النمسا، وعلى حسب نسبة الإقبال على العمل والعجز والطلب يتم الرد على طلبك مع احتمالية الرفض، عمومًا، بما أننا نوجه حديثنا إلى سائح فهذه النقطة لا تهم، ما يهم الآن هو معرفة كون الأسعار شاملة السفر والإقامة والسياحة تبلغ حوالي خمسة آلاف يورو، أما أسعار السفر فقط فهي تقريبًا ألف يورو، يزيد وينقص حسب نوع الطائرة وطريق الرحلة، لكن، قبل أن تصعد على الطائرة عليك عزيزي الزائر أن تقوم بخطوة أخرى هامة للغاية، فما هي يا تُرى؟

تحضير شنطة السفر

الخطوة الثانية التي لا تقل أهمية عن الخطوة الأولى هي خطوة تحضير شنطة السفر، فإذا كان الجندي يذهب إلى المعركة وهو يحمل معه سلاحه فإن سلاح المسافر يتمثل أساسًا في حقيبة السفر، تلك الحقيبة التي سيحمل فيها كل ما سيحتاج إليه خلال الرحلة ويكون كفيلًا بضمان خروجها على أفضل نحوٍ ممكن، وطبعًا أهم هذه الأشياء التي لا يجب أن تخلو منها أي حقيبة من هذه النوعية ملابس السفر، وملابس النمسا كسائر ملابس أوروبا الباردة بطبعها، لكن لا تُبالغ في الأمر وتصطحب معك تلك الملابس الصالحة لجو روسيا، ففي النهاية النمسا ليست بهذا السوء، صحيح أنها باردة لكنه برد معتدل مقارنةً مع البرد السائد في أوروبا، أيضًا في الحقيبة لا تنسى اصطحاب المتعلقات الشخصية التي تكون متأكدًا من كونك سوف تحتاج إليها خلال الرحلة، وهنا نحن نتحدث عن الهاتف واللاب توب والأشياء من هذا القبيل، ويُفضل أن يكون الوزن خفيف كيلا تتعرض لدفع أموال أكثر على حسب الكمية، أيضًا لا تنسى وضع ما يثبت هويتك داخل الحقيبة تحسبًا لضيعها أو ذهابها عن طريق الخطأ إلى شخص آخر، ففي هذه الحالة سوف تحتاج إلى ما يُثبت تبعيتها لك، وتلك الأوراق والإثباتات سوف تؤدي هذا الغرض، أخيرًا، يُفضل عدم تجميع كافة الأموال في الحقيبة تحسبًا لضيعها مرة واحدة.

أهم مطارات النمسا

من الطبيعي تمامًا أن يشرع السائح في التعرف على أهم المطارات الموجودة في البلد التي سيُسافر إليها قبل القيام بعملية السفر، فالمطارات هي أداة التنقل بالنسبة له، إذ أن معرفة نوعية الطائرة والطراز الخاص بها أمر ليس مهم بالمرة مقارنةً مع التعرف على الثوابت في هذا الصدد، والحديث هنا عن المطارات، على العموم، تمتلك النمسا بداخلها مجموعة كبيرة جدًا من المطارات الهامة، والتي على رأسها مثلًا غراز الموجود في مدينة غراتس ومطار انسبروك الموجود في مدينة انسبروك ومطار لينز الموجود في مدينة لينز ومطار ويلز، وأخيرًا طبعًا المطار الأكثر أهمية على الإطلاق، وهو مطار فيينا الموجود في مدينة فيينا عاصمة النمسا، فهي المطار هو الأكثر استخدامًا في النمسا وترتبط به الكثير من خطوط النقل، وغالبًا ما يقصده سياح الشرق الأوسط عند رغبتهم في السفر إلى النمسا.

أمور يجب مراعاتها

طبعًا خلال عملية السفر إلى النمسا، وأيضًا أثناء تواجدك في هذا المكان، سوف يكون لديك بعض الأمور التي يجب عليك مراعاتها حتى تضمن في النهاية الخروج برحلة سفر جيدة وممتعة، أهمها مثلًا مراعاة أن أطول نهار في العالم موجود في النمسا، وهذا في الحقيقة أمر جيد بالنسبة للسائح لأنه سوف يمنحه وقت أكبر من أجل المتعة، أيضًا لا يجب علينا أن نغفل أن يوم الأحد في النمسا هو يوم شبه متوقف تمامًا عن الحركة بسبب تعطل أهم الجهات، لذلك لا تضعه أبدًا في حسبانك، وبالنسبة للغة فهي أيضًا أمر يجب مراعاته للغاية، فالنمسا من البلاد غزيرة اللغات، إذ أنها تمتلك عدة لغات رئيسية منها المجرية والألمانية، ولصعوبة التحدث بهاتين اللغتين سوف يجد السائح العربي تحديدًا ورطة في التعامل، إلا أن اللغة الإنجليزية قد تكون كافية لتسيير الأمور هناك، صحيح أنها ليست اللغة الرئيسية للنمسا لكنها لغة شائعة ويتحدث بها أكثر من ثلاثين بالمئة من شعب النمسا، أي أنك عندما توقف عشرة أشخاص لتسألهم عن شيء ما فإن ثلاثة من هذه العشرة سيفهمونك ويُجيبون عليك فيما تطلبه، لذلك راعي جيدًا هذا الأمر.

أضف إلى ما سبق من حيث الأمور التي يجب مراعاتها أنه ثمة شعب هادئ في النمسا لا يدخل في صراعات دينية أو سياسية، لكنك في نفس الوقت لست مُطالبًا بالقلق أبدًا حال قيام كبار السن بالنظر إليك بنظرات مريبة إذا لبست لباس ديني أو أطلقت لحيتك مثلًا، فهم لا يُعيبون ذلك وإنما فقط يتعجبون منه لكونهم غير معتادين عليه في الأساس، أيضًا الأمن والأمان واحدة من أهم الأمور التي يجب عليك مراعاتها جيدًا، إذ لا يجب عليك أبدًا وضع كافة أموالك والمتعلقات الثمينة في مكانٍ واحد حتى لا تتعرض للسرقة في آنٍ واحد، وإنما وزعها على أكثر من مكان، وأفعل ذلك أيضًا مع أوراق الهوية والتأشيرة، وأخيرًا عزيزي السائح من المهم جدًا أن تعرض مكان قنصلية بلدك قبل أن تذهب إلى النمسا، وذلك لكونها المكان الأول الذي ستلجأ إليه حال التعرض لأي مشكلة.

طبعًا هذه الأمور التي قمنا بذكرها الآن لا تُعبر عن كافة الخطوات التي يجب القيام بها حال التخطيط للقيام برحلة سفر، لكننا فقط بذكر الأهم والأكثر حاجةً إليها في أي رحلة بشكلٍ عام، وإن كان كل سائح يمتلك طبعًا تخطيطه الخاص المُجدي من وجهة نظره، أما السائح الذي يُسافر لأول مرة فبالتأكيد ليس أمامه سوى الالتزام بما قمنا بذكره للتو.