أفريقيا

أفريقيا - أحداث

الأحداث في قارة إفريقيا زاخرة للغاية، صحيح أن أغلب دول هذه القارة تنتمي للعالم الثالث، لكن في نفس الوقت يُمكن لأي مكان، مهما كانت حالته من تقدمٍ وتأخر، أن يشهد احتفالات صاخبة تُدخل البهجة والفرحة، الإنسان أصلًا موجود من أجل هذا الأمر، وذلك الوضع لن يختلف أبدًا في قارة مثل إفريقيا، ولذلك مع البحث يُمكننا أن نجد الكثير من الأحداث التي يُمكنكم كسياح المشاركة بها والخروج بمتعة فائقة، فعندما يقع الحدث لا يكون الاحتفال به مقصورًا على أهل المكان الذي وقع به، وإنما يُمكن لأي شخص المشاركة كذلك، عمومًا، سوف نبدأ سويًا باستعراض أهم الأعياد والمناسبات والمهرجانات والاحتفالات التي تشهدها هي القرية، والتي على رأسها مثلًا أعياد الفطر والأضحى.

أعياد الفطر والأضحى

من أهم وأبرز الأعياد التي تقع في قارة إفريقيا ويحتفل بها أكثر من نصف القارة أعياد الفطر والأضحى، وهي كما هو معروف أعياد تابعة للشريعة الإسلامية التي يدين بها أكثر من نصف سكان إفريقيا، وتأتي هذه الأعياد في الأول من شوال والعاشر من ذي الحاجة حسب التقويم الهجري، وفي هذه الأعياد تحدث أجواء احتفالية رائعة نظرًا لأهمية العيد بالنسبة للمسلمين، كما أن البهجة تكاد تملأ كل مكان في توقيت هذين العيدين، لذلك إذا كنت في قارة إفريقيا فلا تُفوت أبدًا فرصة زيارة أحد الدول الإسلامية ومشاهدة الاحتفال بهذا العيد.

أعياد الكريسماس

على الجانب الآخر، وفي نصف القارة الثاني الذي يدين بالديانة المسيحية، نجد أنه ثمة كذلك بعض الأعياد المُخصصة لهؤلاء التابعين لهذه الديانة، وعلى رأسها أعياد الكريسماس وعيد القيامة المجيد، وهي أعياد تبدأ في الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر والأولى من شهر يناير حسب التقويم الميلادي، ومع أن هذه الأعياد لا تكون بنفس القوة الاحتفالية لأعياد الفطر والأضحى إلا أنها كذلك تحظى بأجواء احتفالية مُبهجة ويُشارك فيها الجميع، وخصوصًا الكريسماس الذي قد يحتفل به أي شخص وليس فقط الذي يتبع الديانة المسيحية، ففي النهاية الفرحة تبقى واحدة.

مهرجان قِصار القامة

في جنوب إفريقيا، وتحديدًا في مدينة موديمولي، يُقام في شهر سبتمبر من كل عام مهرجان فريد من نوعه يُعرف باسم مهرجان قِصار القامة، وفي هذا المهرجان يتم دعوة قِصار القامة من كل مكان في العالم من أجل المشاركة في هذا المهرجان وإظهار مهاراتهم للعالم بأكمله، فالبعض قد يصنف قِصار القامة على أنهم مجرد أشخاص عاجزين وضعفاء، لكن هذا المهرجان يقول عكس ذلك تمامًا من خلال إظهار مهارات هؤلاء، كما أنه ثمة قسم في المهرجان للأقزام يأخذون فيه أيضًا فرصتهم في إظهار ما يُمكنهم القول به، والحقيقة أن أهمية ذلك المهرجان تنبع من الفكرة التي يقوم عليها، والتي ربما لم يُفكر بها أماكن أخرى متقدمة في هذا العالم، وإن كانت جنوب إفريقيا في الآونة الأخيرة تأخذ طريقها نحو التقدم.

مهرجان موازين

التنوع الموجود في إفريقيا طال الكثير من المجالات، ومن ضمنها مثلًا مجال الموسيقى، حيث أنه سنويًا ثمة مهرجان يُقام في المغرب يُعرف باسم مهرجان موازين، وهو يُقام في مدينة الرباط تحديدًا في شهر يونيو، ويقوم بحضور هذا المهرجان كبار الموسيقيين في العالم منذ حوالي سبعة عشر عام، حيث شهد عام 2001 النسخة الأولى من مهرجان موازين واستمر حتى الآن في دلالة كبيرة على نجاحه، والجميل في هذا المهرجان أنه يعكس الفكرة السائدة عن إفريقيا وكونها قارة مُتخلفة تعاني من نقص في الإبداع، فها هي تُنظم مهرجان مُتخصص في الموسيقى، ليس هذا فقط، بل إنها أيضًا قد وصلت بهذا المهرجان إلى أن يُصبح ثاني أكبر مهرجان موسيقى في العالم، إنه بلا شك مهرجان لا يُفوت.

مهرجان قضم الأصابع

قد يعتقد البعض عند سماعه للجملة السابقة أنه قد أخطأ في القراءة، فبدلًا من ذكر مهرجان قضم الأظافر تم ذكر مهرجان قضم الأصابع بالخطأ، لكن الحقيقة أنه ثمة بالفعل مهرجان يحمل هذا الاسم، وهذا المهرجان يُقام سنويًا في كينينا بشهر مايو ويتم تنظيمه من قِبل بعض القبائل التي تقوم بتجميع أفرادها وقطع أصابعهم في أماكن عامة، والأغرب أن هذا المهرجان يُنظم هذه العادة لأسباب تبدو من وجهة مُنظميه أسباب منطقية للغاية، فقضم الأصابع يُقام للتبرك أو طلب الإنجاب أو حتى الوقاية من الأمراض، وبكل تأكيد مرد مهرجان مثل هذه إلى الخرافات والأساطير التي لا أساس لها أبدًا من الصحة، عمومًا، إذا كنت في كينينا وصادف قيام هذا المهرجان في نفس توقيت تواجدك فإياك أن تُفكر مجرد التفكير في حضور هذا المهرجان لأنه سوف يكون أكثر الأيام بشاعة في حياتك، فعادة مثل هذه ليس من الصحي مشاهدتها بالمرة، وبكل أسف تفشل كافة المحاولات التي تُندد بهذا المهرجان وتُحاول منعه بكل الطُرق الممكنة.

المولد النبوي الشريف

من أشهر الاحتفالات التي تقام في إفريقيا، وتحديدًا المناطق العربية الإسلامية، احتفال المولد النبوي الشريف، فهو بالنسبة للمسلمين لا يقل أهمية عن أعياد الفطر والأضحى، حيث أن الجميع في هذا اليوم يُحي ذكر ميلاد النبي من خلال نشر البهجة والفرح، وهناك من يقوم كذلك بالصيام في هذا اليوم، لكن الشيء الذي تتشارك فيه كل الدول الذي تحتفل بهذه الاحتفالية الدينية هو توزيع حلوى المولد، وهي لها سوق مُحدد لا ينشط إلا في هذا التوقيت من العام، حيث تشهد عمليات بيع حلوى المولد رواجًا كبيرًا، ويتم الاحتفال في ربيع الأول حسب التقويم الهجري، وهو الوقت الذي ولد فيه أشرف الخلق، النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك فإنك إذا لم تكن حتى منتمي للديانة الإسلامية فسوف تستمتع كثيرًا بمشاهدة الاحتفالات بهذا المولد، وخاصةً كما ذكرنا في الدول العربية مثل مصر وتونس والمغرب والجزائر وليبيا والسودان.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

السينما في إفريقيا ليست بهذا السوء الذي قد يتوقعه البعض، صحيح أنها ليست بمستوى السينما الأوروبية والأمريكية إلا أنها ليست أيضًا في الحضيض، والدليل على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يُنظم كل عام بجمهورية مصر العربية، وفي هذا المهرجان يتم إقامة عرض شامل لمجموعة كبيرة جدًا من الأفلام، كما يتم أيضًا تقويمها واختيار الأفضل منها وتكريمه، ويحظى هذا المهرجان بتغطية إعلامية كبيرة وحضور مُكثف من كِبار الشخصيات السينمائية في العالم، لدرجة أن نجوم هوليود يحضرون أيضًا ويتم تكريم بعضهم لأن المهرجان يفتح أبوابه كذلك للأفلام العالمية وليس فقط الأفلام الإفريقية، ولذلك فإن هذا المهرجان يُعد من أهم الأحداث التي لا يجب تفويتها.

بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم

لأن القارة السمراء تعشق كرة القدم لذلك كان من الطبيعي أن تكون بطولة الأمم الإفريقية واحدة من أهم الأحداث التي تقع داخل القارة، فهي تحدث كل عامين في شهر يناير تحديدًا، ويُشارك فيها أفضل منتخبات القارة الإفريقية بعد تصفيات يتم إجرائها أولًا، ومن أبرز المنتخبات التي حصلت على البطولة منتخب مصر ومنتخب تونس ومنتخب المغرب ومنتخب الكاميرون ومنتخب كوت ديفوار، فهذه المنتخبات لها باع طويل في كرة القدم، المهم أن البطولة عندما تُقام تستمر لمدة لا تقل عن عشرين يوم، وفي هذه المدة تُصوب الأعين الخارجية داخل القارة نظرًا لحالة التنافس الشديدة التي تتم في البطولة، لذلك إذا كنت في قارة إفريقيا أو حتى غير موجود بها فلا تفوت أبدًا فرصة متابعة هذا الحدث الهام.

معرض القاهرة الدولي للكتاب

أيضًا من أهم الأحداث التي تقع في قارة إفريقيا ويُنصح بعدم تفويتها مهما كانت الأسباب معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يُقام سنويًا في الأيام الأخيرة من شهر يناير والأيام الأولى من شهر فبراير، ففي هذه الأيام تُصبح المدينة محط زخم كبير نظرًا لتوافد القراء عليها من كل مكان في العالم، وخاصةً دول الوطن العربي، وبالمناسبة، هناك معارض عربية كُبرى تُقام في جِدة ودبي، لكن معرض القاهرة هو الأهم إفريقيًا بلا منازع، وقد يتجاوز عدد الزوار به يوميًا المليون زائر، ولهذا يتم تصنيفه ضمن أهم الأحداث الإفريقية، أما الكتب التي تتواجد به فهي كتب مصرية وعربية وعالمية مترجمة أو غير مترجمة، أي أنك لن تدخل هذا المعرض وتخرج منه دون أن تجد ما تحتاجه بالفعل، وهذا أمر في غاية الأهمية.

هذه الأحداث بالتأكيد ليست كل الأحداث الموجودة في قارة إفريقيا، وإنما هي نماذج وعينات منها فقط، وهناك الكثير من المناسبات والمهرجانات والأعياد، لكن الوقت والمساحة لا يتسعان لذكرهم، وإن كانت طبعًا تلك الأحداث فيها من الغرابة ما يجعلك تُصمم على حضورها أثناء فترة إقامتها، والحقيقة أنها جزء كبير من تَفَرد وعظمة قارة إفريقيا.

Booking.com