أفريقيا

أفريقيا - معالم بارزة

مما لا شك فيه أن إفريقيا تمتلك الكثير من المعالم البارزة بداخلها، فمهما كانت الحالة الاقتصادية التي تحدثنا عنها وتدني مستوى بعض الخدمات فإن هذا لن يمنع أبدًا من تواجد بعض المعالم البارزة والهامة، تلك المعالم ربما لا يجب أن تكون من صنع البشر، وإنما من الممكن جدًا أن تكون معالم طبيعية، المهم في النهاية أنه بارزة ومؤثرة، لكننا بالطبع لن نكون قادرين على تناول تلك المعالم بشكل فردي لأننا سنهمل الكثير من المعالم بهذه الطريقة، وإنما سيكون من الأفضل ذكر أبرز المدن الموجودة في القارة ثم بعد ذلك المرور السريع على المعالم الموجودة بهذه المدينة، وإذا أردنا البداية بواحدة من المدن الهامة فبكل تأكيد لن نجد في إفريقيا أهم من مدينة القاهرة، عاصمة جمهورية مصر العربية العريقة.

القاهرة، عاصمة بلاد الفراعنة

ربما سيدهشكم ذلك، لكن القاهرة تُعتبر من أكبر عواصم العالم من حيث عدد السكان، وذلك لأنه يقطنها ما يزيد عن السبعة عشر مليون نسمة، وهو رقم مهول للغاية يقول بأن عشرين بالمئة من سكان الدولة يسكنون أقل من خمسة بالمئة من مساحتها، لكن إذا نظرنا للأمر من زاوية أخرى سوف نجد أن هذا الرقم يعكس الأهمية الكبيرة للقاهرة، فهي ليست مجرد عاصمة عادية في دولة عادية، وإنما هي حرفيًا الحاضنة لمعظم الفئات المختلفة، ليس فقط في مصر وإنما الوطن العربي بأكمله، كما أن أغلب الجهات والهيئات الهامة في مصر تتواجد داخل القاهرة، فهي بالأساس العاصمة، لذلك من الطبيعي أن تكون الأهم والأكثر من حيث الكثافة السكانية، ثم إننا نعرف جميعًا أن طبيعة البشر هي انجذابهم تجاه الأماكن الهامة والمؤثرة، بخلاف الأماكن الغير هامة أو التي لا تحتوي على موارد هامة، فهي التي تشهد نفيرًا وابتعادًا كبيرًا عنها، عمومًا الحديث عن القاهرة واعتبارها من الأماكن البارزة في قارة إفريقيا أمر لا يُمكن تدعيمه إلا من خلال ذكر أشهر الأماكن بها، والتي على رأسها مثلًا المتحف المصري العتيق.

المتحف المصري

في عام 1906، وتحديدًا في قلب ميدان التحرير، تم البدء في إنشاء المتحف المصري، وربما يعتقد البعض أن هذا المتحف شيء طبيعي إلا أن منظمات الآثار في العالم تعرف جيدًا أنه ضمن أهم خمس متحف في العالم بعد متحف اللوفر والمتحف الوطني الموجود في بريطانيا، فهذا المتحف يحتوي بداخله على أكثر من مئة وسبعين ألف قطعة أثرية نادرة غير موجودة بالعالم، أغلبها من الآثار المصرية الخالصة والبعض منها يتبع بقية الحضارات، وهذا الإرث الكبير يجعل من البديهي جدًا كثرة الزيارات على هذا المتحف، حيث يزوره سنويًا ما يزيد عن المليون سائح، ناهيكم عن الأعداد التي تزوره من المصريين، وكل ذلك بتذكرة لا تتجاوز العشر جنيهات.

القرية الفرعونية

القاهرة أيضًا تحتوي على أحد أهم الأماكن التي تجذب السياح في كل مكان بالعالم، وهي التي تُعرف باسم القرية الفرعونية، فمن المعروف طبعًا أن حالة الإبهار التي حققتها الحضارة الفرعونية جعلت الجميع في حاجة شديدة ورغبة ملحة إلى معاشرة هذه الحضارة عن قرب، وهذا ما تُمكنه لك تجربة الحياة في القرية الفرعونية، والتي تتواجد في ساقية مكي بالقاهرة، فهذا المكان يشهد الكثير من الإقبال نظرًا لأنه يبرع في محاكاة القرى الفرعونية القديمة التي كانت متواجدة قبل آلاف السنين، وبالتأكيد لا أحد يرغب في تفويت هذه الفرصة الرائعة، لذلك إذا كنت في رحلة إلى قارة إفريقيا وأخذتك قدمك إلى القاهرة فلا تنسى زيارة القرية الفرعونية الموجودة بها، وهي مفتوحة يوميًا من التاسعة صباحًا وحتى الخامسة.

مجمع سيتي ستارز

الأماكن البارزة في مدينة القاهرة لا تتضمن فقط الأماكن الأثرية، وإنما ثمة أماكن تجارية تأخذ جانبًا كبيرًا من الجذب مثل مجمع سيتي ستارز الموجود في مدينة نصر، فهذا المجمع يمتلك بداخله مجموعة كبيرة من المحلات التجارية العالمية والمطاعم الفاخرة وقاعات السينما المُدهشة، كل هذا في مكان واحد وفي أجواء أقل ما يُقال عنها أنها ساحرة، ولهذا من الطبيعي أن ينضم ذلك المجمع إلى أماكن الجذب الكثيرة المتواجدة في عاصمة المعز القاهرة.

نهر النيل

من المعروف طبعًا أن نهر النيل يمتد في أكثر من دولة، لكن في القاهرة بالذات يتم اعتبار نهر النيل ضمن أماكن الجذب البارزة في المدينة بسبب ما يتواجد حول هذا النهر وبداخله، فهناك طبعًا كورنيش النيل الساحر الذي تتواجد حوله الكثير من المطاعم وأماكن التسوق، وبداخل النهر هناك الكثير من المراكب الشراعية التي يُمكنك القيام بجولة بها وسط الأجواء الصافية، لذلك إذا كنت في القاهرة فإياك أن تفوت فرصة زيارة النهر والتمتع بما يتواجد بداخله وحوله.

أرض المعارض بمدينة نصر

عندما نتحدث عن الأماكن البارزة أو الجاذبة فليس من اللازم أن تكون هذه الأماكن سياحية بقدر ما هي قادرة فعلًا على تحقيق عنصر الجذب، وفي مدينة القاهرة التي نتحدث عنها نجد أن مكان مثل أرض المعارض الموجود بمدينة نصر قادر على جذب فئات كبيرة جدًا من الزوار قد تصل بلا مبالغة إلى الملايين بشكل يومي، ربما الأمر الوحيد الغير جيد بهذا المكان أنه ليس متاحًا طوال العام، وإنما في أيام معرض الكتاب فقط، والتي تكون في نهاية يناير وبداية شهر فبراير، لكن بأية حالٍ من الأحوال يحظى هذا المكان بجذب كبير يستحق إضافته إلى الأماكن البارزة في القاهرة، وكما نعلم فإن الجذب لا يكون على مستوى المصريين فقط، وإنما أيضًا الزوار العرب والإفريقيين ومن كل مكان في العالم بشكل عام، كما أنه بداخله لا تتم عمليات بيع الكتب فقط، وإنما كذلك يتم إقامة العديد من الأنشطة التي تقوي عنصر الجذب هذا.

كيب تاون، وجهة سياحية مُشرفة

أيضًا من الوجهات السياحية الجاذبة التي تمتلكها قارة إفريقيا مدينة كيب تاون الموجودة في دولة جنوب إفريقيا، وهي واحدة من المدن الهامة التي برزت بشكل كبير أثناء استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2010، فقد عرف العالم منذ ذلك الوقت أن ثمة مدينة جميل تحمل هذا الاسم لدرجة أن البعض يعتبرها من كنوز إفريقيا المدفونة، وهنا نحن نتحدث عن مناطق جيد مختلف عن باقي مناخ إفريقيا وفنادق على أعلى مستوى ووجهات سياحية مُتميزة، منها ما هو طبيعي ومنها كذلك ما هو من صنع الإنسان وتطويره، وكل ذلك في مدينة غير مزدحمة بالسكان وتمتلك فقط اثنين ونصف المليون نسمة، وبالرغم من هذا العدد الصغير إلا أن كيب تاون تُعتبر الأكبر من حيث الكثافة السكانية في جنوب إفريقيا، كما أنها كذلك تأخذ دور الريادة بوصفها العاصمة، لكن السائح بالطبع لن يذهب إلى كيب تاون من لكونها العاصمة أو لامتلاكها مجموعة من الفنادق، بل يجب أن تكون هناك بعض الأماكن البارزة المميزة، والتي على رأسها شاطئ بولدرز.

شاطئ بولدرز

في مدينة كيب تاون ثمة قرية صغيرة تُعرف باسم سيمون، في تلك القرية الصغيرة هناك جبل شهير أيضًا يُعرف باسم جبل تابل، وفي جزء صغير من جبل تابل هذا يقع شاطئ بولدرز الذي نتحدث عنه، والذي يُمكن اعتباره بلا مبالغة أحد أفضل الشواطئ الموجودة في قرية إفريقيا بأكملها، وما يُميز هذا الشاطئ أكثر أنه مُحاط بالكثير من صخور الجرانيت، وهو كذلك معسكر حديث للبطاريق، وهذا المنظر يتجمل أكثر بما يزيد عن ستين نوع من الطيور التي تُحلق فوق الشاطئ باستمرار، كما أنه شاطئ آمن يُمكن اصطحاب الأطفال إليه دون وجود أي مشاكل، وغالبًا ما يكون الشاطئ مُزدحمًا بالزوار الذين يأتون إليه من كل مكان على اعتبار أنه، كما ذكرنا، الشاطئ الأفضل في جنوب إفريقيا وأفريقيا بأكملها.

جزيرة روبن

أيضًا من أهم الأماكن السياحية الموجودة في مدينة كيب تاون جزيرة روبن، وهي جزيرة موجودة في خليج يُعرف باسم الطاولة على مساحة تصل إلى ستة كيلو مترات، وكل ذلك في شكل بيضاوي جميل، وهي أيضًا مرتفعة على سطح البحر أو مُسطحة بالمعنى الأدق، لكن هذا الجمال لا يمنع من أن هذه الجزيرة كانت قبل حوالي خمسين عام تُستخدم كسجن أو مكان للنفي، وكان يوضع فيها المساجين والمجانين وكل الذين يُمكن تصنيفهم كأشخاص غير مرغوبين فيهم، حتى أن الرئيس والمكافح الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا قد قضى فترة كبيرة من سجنه داخل هذه الجزيرة حتى تم إلغاء وجودها وأصبحت مزارًا سياحيًا ومكان تابع لمنظمة التراث العالمية وجاذب للسياح في نفس الوقت.

عجلة كيب تاون

في كيب تاون ثمة واجهة بحرية تُعرف باسم فيكتوريا وألفريد، تلك الواجهة تتميز بوجود الكثير من الأماكن الجاذبة للسياح، إلى أن عجلة كيب تاون هي ما تتمكن في الحقيقة من خطف الأضواء من بقية الأماكن البارزة ومن ضمنها جزيرة روبن، فتلك العجلة، التي يبلغ ارتفاعها أربعين متر وتضم ثلاثين كابينة، سوف تُمكنك من رؤية المدينة في شكل بانورامي من أعلى نقطة ممكنة، كما أنك ستستمتع بوجود تكييف في كل كابينة ومُلتقط صور يُسجل لك تفاعلاتك مع العجلة، أي أنك في النهاية، ومع مغادرة المكان، سوف تأخذ معك ألبوم صور مُجهز بأفضل شكل مُمكن، وكل هذا باشتراك بسيط جدًا، إنها متعة لا تفوت ومكان يُعد حقيقةً من أهم الأماكن البارزة في كيب تاون وقارة إفريقيا بأكملها.

مراكش، المدينة الانسيابية

دولة المغرب كذلك كان لها نصيب كبير من الأماكن البارزة الموجودة في قارة إفريقيا من خلال مدينة مراكش، فتلك المدينة، وعلى الرغم من كونها ليست العاصمة المغربية، إلا أنها ثالث أكبر مدينة موجودة في المغرب وتتمتع بالانسيابية والانفتاح بدرجة كبيرة، وربما هذا الأمر سوف يكون واضحًا لك بشدة حال زيارتك هذه المدينة ورؤيتك للوفود السياحية التي تحمل معها أشخاص من فئات مختلفة، فمن كل مكان في العالم ثمة زائر في مراكش، أما بالنسبة لسكان القارة فهي الملاذ الأفضل والأنسب لقضاء عطلة الصيف، ناهيكم عن الأسواق والمتاجر والأماكن الفاخرة الموجودة بها، ولأنها دولة سياحية في الأساس فمن الطبيعي تمامًا أن تكون هناك الكثير من الأماكن البارزة داخل المدينة، تلك الأماكن ليست فقط معالم بارزة في مراكش أو المغرب، وإنما في قارة إفريقيا بأكملها، ومن أهم هذه الأماكن مثلًا حديقة ماجوريل.

حديقة ماجوريل

في شارع سان لوران الموجود بمدينة مراكش هنالك حديقة عالمية تحمل اسم ماجوريل، وربما تندهشون من الاسم إلا أنه موجود لكونه يدل على الشخص الذي قام بتصميمها، وهو المهندس الفرنسي جاك ماجوريل، والحقيقة أن ذلك الرجل قد برع حقًا في تصميم هذه الحديقة وجعلها مزجًا بين الألوان الطبيعية والصناعية، حتى الأشجار الموجودة في الحديقة متراصة بشكل مُلفت جدًا، لكن هذا ليس فقط ما يتواجد بهذه الحديقة، وإنما أيضًا هناك نباتات نادرة تنتمي إلى العالم بأكمله بالقارات الخمس المتبقية فيه، وهذا إن دل فيدل على أن الحديقة جديرة بهذا الاهتمام نظرًا لما تملكه بداخلها.

النادي الملكي للجولف

البعض قد يعتقد جهلًا أن ألعاب مثل الجولف لا يحدث الاهتمام بها سوى في الدول المتقدمة في أوروبا وأمريكا، لكن مدينة مراكش المغربية، وبشهادة الجميع، تمتلك نادي عالمي للجولف يُعرف باسم النادي الملكي للجولف، وهو موجود في طريق يحمل نفس اسم النادي أيضًا، وبداخل هذا النادي، وبعيدًا عن الممارسات الودية، تُقام سنويًا أكبر البطولات العالمية في هذه اللعبة، وهذا إن دل فيدل على أن النادي يحظى بثقة الجميع، وعلى الجانب الآخر لا تتوقف الوفود السياحية القادمة إليه من كل مكان، وهذا أمر طبيعي بكل تأكيد.

قصر الباهية

في العهد العلوي تم بناء قصر الباهية، وهو الآن يُعتبر من الأماكن الأثرية البارزة شديدة الجاذبية، فالجميع يأتي إلى هذا القصر ليرى روحة فنون التشييد المعماري والزخرفة، هذا بالإضافة إلى الأجنحة الكثيرة الموجودة في القصر والتي تم تصميمها كذلك بطريقة مُدهشة، أضف إلى ذلك الحدائق والحمامات الواسعة والقاعات الكبيرة، ببساطة، كل شيء في هذا القصر مُدهش ويستحق فعلًا القيام بزيارة من أجله، لذلك لا تترددوا في فعل ذلك عندما تكونون في مدينة مراكش.

بكل تأكيد هذه ليست كل المدن والمعالم البارزة الموجودة في قارة إفريقيا، وإنما يُمكن القول بكل ثقة أنها مجرد نقطة في بحر عميق، لكن في حالة التحدث عن القارات فإن ما يُمكن أن يكون مناسبًا هو ذكر نماذج وعينات، وهذا ما فعلناه بالتحدث عن مدن القاهرة وكيب تاون ومراكش، وهي ثلاث مدن تحظى بشهرة كبيرة للغاية داخل القارة وخارجها، وإن كانت الأقسام القادمة سوف تسمح لنا بالطبع بالتطرق إلى مدن وأماكن بارزة أخرى.

Booking.com