عند الحديث عن مناطق الجذب السياحي الموجودة في إفريقيا فإن الأمور لن تكون كما يتخيل البعض، صحيح أن إفريقيا قارة غير نشيطة اقتصاديًا لكن بالنسبة لمناطق الجذب السياحي فهي كثيرة ومُختلفة، وأغلبها عادةً من مناطق الجذب الطبيعية المتمثلة في الجزر والأماكن الأثرية، بيد أن ما يشغلنا في النهاية أن نعرف بأن السائح، مهما كانت جنسيته، لن يتردد في قطع تذكرة سفر إلى إحدى دول أو مدن إفريقيا وهو يعلم أنه سيحظى بالمتعة في هذا المكان، ولكي نُقرب الأمور أكثر على هذا السائح سوف نحاول أن نُلبسه النظارة التي سيرى بها تلك المدن المميزة، وذلك من خلال ذكر أبرز المدن في قارة إفريقيا، تلك المدن التي تُصنف كمدن سياحية بامتياز، والتي من أهمها مثلًا مدينة سوسة التونسية.
سوسة، المدينة السياحية الأهم
هناك تصنيف للمدن الإفريقية يُبين هل هي مدينة سياحية أم لا، وفي هذا التصنيف نجد أن مدينة سوسة التونسية تُعتبر من أهم المدن السياحية الموجودة في قارة إفريقيا وليس في دولة تونس فقط، حتى أنها تفوق العاصمة من حيث التميز والتفرد السياحي، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أننا نتحدث عن مدينة هامة جدًا، مدينة امتزجت فيها الحضارة والعراقة بالحداثة والتقدم فأفرزت رواجًا سياحيًا وأصبحت مكان يجذب السياح من كل مكان في العالم، ولم تنسى سوسة طبعًا أماكن الترفيه والفنادق والمنتجعات، فكل هذه الأماكن موجودة داخل المدينة مما يجعلها كما ذكرنا من قبل مدينة كاملة مُتكاملة تحظى بنسبة جذب لا بأس بها، لكن البعض، وخاصةً أولئك الذين لم يخوضوا تجربة زيارة مدينة سوسة من قبل، لا يعرفون بعد أهم أماكن الجذب السياحي الموجودة في المدينة، وهؤلاء سوف يحتاجون إلى التعريف بهذه الأماكن، وهي كثيرة طبعًا، لكن أهمها مثلًا المتحف الأثري في سوسة.
المتحف الأثري في سوسة
من أهم الأماكن السياحية الموجودة في سوسة وفي تونس بأكملها متحف سوسة الأثري، وهو متحف عريق تم تأسيسه عام 1951، وبالرغم من حداثة التأسيس بعض الشيء إلا أن ما يملكه المتحف بداخله هو ما يبرهن على العراقة التي نتحدث عنها، فبداخل المتحف ثمة أكثر من مئة ألف قطعة أثرية من تاريخ تونس وتاريخ العالم بأكمله، وربما هذا هو السبب الرئيسي في انضمام المتحف إلى مناطق التراث العالمية التابعة لمنظمة التراث، وميزة هذا المتحف أنه كذلك يمتلك العديد من الأقسام التي يضم كل قسم منها عصر كامل بتاريخه، وهذا ما يجعل متحف سوسه أشبه بسلسال طويل من التاريخ.
قلعة السوسة
كذلك من ضمن الأماكن السياحية الجاذبة التي تجعل الجميع يرغب في زيارة سوسة ذلك الرباط أو تلك القلعة المسماة باسم المدينة، وهي حصن منيع كان يتصدى للغزاة قديمًا وكان العبور منه هو آخر شيء يُمكن أن يحدث في أي حرب تخوضها تونس، لكن الآن، وبعد انتهاء زمن الحروب، باتت القلعة تُستخدم كمزار سياحي هام ممتاز بالعراقة وآثار الحروب، كما أن بعض السيوف والقطع العسكرية الأصلية موجودة كذلك في قلب الرباط، وهو ما يجعله أشبه بالمتحف والقلعة في نفس الوقت، ومن هنا ترتفع وتيرة الجذب أكثر وأكثر.
مرسى القنطاوي
في عام 1979 قام الحبيب بورقيبة بإنشاء ما يُعرف الآن بمرسى القنطاوي، وهو مرسى عريق وشهير موجود على سواحل البحر المتوسط المُطلة على تونس، وعلى الرغم من تواجد أكثر من مرسى في تونس إلا أنه مرسى القنطاوي يُعتبر المرسى الأول والأهم في الدولة وفي قارة إفريقيا بأكملها، وهذا ليس مجرد كلام يُقال وإنما هو مُستند على إحصائيات وتقارير وتصنيفات، أما عن المرسى نفسه فهو يضم عدد كبير من المراكب بطبيعة الحال، كما أنه يشمل في نفس الوقت بعض الأماكن السياحية المرتبطة به أو المنبثقة عنه بالمعنى الأدق، وهذه الأماكن تأتي في شكل مطاعم ومتاجر وأماكن ترفيهية، وهذا ما يجعل من المرسى مكان لا يفوت في مدينة سوسة الجميلة.
أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا والقارة بأكملها
تتواجد مدينة أديس أبابا في جمهورية إثيوبيا، وبالطبع الجميع الآن فور سماع اسم البلد التي تحتضن أديس أبابا سوف يظن أننا نتحدث عن مدينة صغيرة لا قيمة لها، لكن المفاجأة الحقيقية أن العالم يُعامل أديس أبابا على أنها المدينة الأهم في قارة إفريقيا بالكامل وليس فقط إثيوبيا، حيث يتم اعتبارها العاصمة الدبلوماسية والسياسية، هذا بالإضافة أصلًا إلى الأهمية التاريخية لها، والحقيقة أن ما ظلم أديس أبابا ولم يجعلها تحظى بالقدر الذي تستحقه أنها تتواجد في بلد يُمكن القول أنها غير مُصنفة، وهي إثيوبيا، فربما البعض لا يعرف أصلًا هذه البلد إلا بسبب وجودها على خريطة نهر النيل، لكن الواقع يقول أن هذه البلد تمتلك واحدة من أهم العواصم في القارة بأكملها، أضف إلى ذلك أن أديس أبابا تمتلك الكثير من الوجهات السياحية التي لها باع طويل وأهمية كبرى، كل ذلك وهي لم تبلغ بعد القرنين من تاريخ التأسيس، ولمن يُريد الزيارة فإن أفضل وقت ممكن لهذا الأمر يبدأ من شهر أكتوبر من كل عام وينتهي في شهر إبريل، لكن يا تُرى ما هي الأماكن البارزة التي يُمكن زيارتها في أديس أبابا؟ هذا ما تُريدون معرفته بكل تأكيد.
المتحف الوطني بأثيوبيا
من أشهر الأماكن التي يُمكنك العثور عليها في دولة إثيوبيا ومدينة أديس أبابا تحديدًا المتحف الوطني، فذلك المتحف يُعتبر الجامع الرئيسي والأول لكل الآثار الموجودة في المدينة، ناهيك عن أنه أيضًا يضم كذلك بعد آثار العالم القديم النادر تواجدها في مكان آخر، ولهذا من البديهي تمامًا أن يكون ضمن الأماكن الأكثر جذبًا في قارة إفريقيا، والحقيقة أننا إذا كنت نتحدث عن الأهمية التاريخية لمدينة بحجم أديس أبابا فإن ذلك المتحف بالتأكيد كان سببًا في إيجاد هذه الأهمية بمساعدة عدة عوامل أخرى بالطبع، لكن المتحف على رأس هذه العوامل إن أردنا التدقيق.
أديس ميركاتو
أيضًا من أماكن الجذب الهامة الموجودة في مدينة أديس أبابا ذلك السوق الشهير المعروف باسم أديس ميركاتو، فعلى الرغم من أنه سوق شعبي وليس متجر فاخر أو مول كبير إلا أنه يحظى بأهمية كبيرة وإقبال شديد للغاية، نظرًا للعراقة والتاريخ والتنوع الذي يحتوي عليه هذا السوق، فبداخل أديس ميركاتو لن تجد فقط ما تحتاج إليه أنت وحدك، بل كل ما يحتاج إليه أي شخص مهما كانت ثقافته، ولذلك هو يتواجد على مساحة كبيرة جدًا تسع الكثير من المحلات التجارية، لكن في نفس التوقيت يُمكننا التأكيد على أن الذين يذهبون إلى سوق أديس ميركاتو لا يذهبون إليه فقط من أجل البيع والشراء، وإنما أيضًا كنوع من السياحة، وستعرف ذلك بنفسك عندما تكون في جولتك الإفريقية وترى الأجواء في أديس.
حديقة الأسود
أيضًا في أديس أبابا ثمة مكان شهير يُعرف باسم حديقة الأسود، أو هي حديقة فعلًا وليست مجرد مكان، لكن ما يجعل البعض ينسى أنها مجرد حديقة أنها تمتلك حولها الكثير من أماكن الجذب، فالحديقة نفسها مكان جذب نظرًا لاحتوائها بالداخل على كل أنواع الأسود الموجودة في العالم تقريبًا، هذا بالإضافة إلى بعض الحيوانات النادرة الأخرى، وبجانب الحديقة هناك أماكن أخرى جاذبة مثل المطاعم والمتاجر وأماكن الترفيه بمختلف أنواعها، إنه حقًا مكان كامل مُتكامل يجعل الذهاب إليه أكثر من مجرد زيارة عادية وإنما هي جولة شاملة وكاملة، وهذه هي قوة الجذب في أماكن أديس أبابا.
زنجبار، جوهرة تنزانيا المدفونة
إذا ما ذُكرت دولة تنزانيا فإن البعض سوف يُعاني كثيرًا في معرفة حقيقة تواجد هذه الدولة والمكان الذي تتواجد فيه بالضبط، حيث سيبدو الأمر مُحيرًا نظرًا لابتعاد الدولة عن الأماكن المضيئة في العالم، بل وعندما تعرف أنها تتواجد في قارة إفريقيا فسوف تكون درجة الاندهاش أشد بكثير، لكن الأمر الذي ربما يكون صادمًا لكم أن دولة تنزانيا المجهولة هذه تمتلك واحدة من أهم وأجمل المدن الموجودة في قارة إفريقيا، إنها مدينة زنجبار، وهي مدينة غنية عن التعريف نظرًا لأن أغلب السياح الأوروبية يقصدونها سنويًا من أجل قضاء العطلات الصيفية، فهي دولة سياحية ساحلية تتميز بوجود الكثير من الأماكن الطبيعية الجاذبة، ناهيكم عن الشواطئ الكثيرة أيضًا، والتي تُستخدم كلها في المنتجعات التي يبرز تواجدها في زنجبار بصورة جعلت البعض يطلقون عليها مدينة المنتجعات، لكن البعض قد لا يعرف كل ذلك، وما يشغله فقط أن يتعرف على أهم أماكن الجذب الموجودة في المدينة، وهي كثيرة بالمناسبة، لكن أهمها مثلًا غابة جوزاني.
غابة جوزاني
من أهم أماكن الجذب الموجودة في مدينة زنجبار غابة جوزاني، وهي غابة طبيعية حظيت باهتمام كبير من الدولة أو إدارة المدينة تحديدًا، فالغابات موجودة في كل مكان، لكن غابة جوزاني تحديدًا تحظى باختلاف متمثل في وجود الكثير من الحيوانات النادرة التي ربما لا تتواجد في أي غابة أو مكان آخر، أضف إلى ذلك أن غابة جوزاني تُتيح لك فرصة الترفيه المتمثل في أماكن الطاعم والشراب وأماكن الترفيه عن الأطفال وأماكن أخرى تُقام فيها بعض الفاعليات المُتعلقة كذلك بالبيئة وحياة الغابات، ولذلك نجدها في النهاية المكان الأمثل لقضاء جولة سياحية ممتعة وطبيعية بنفس الوقت.
المدينة الحجرية
أيضًا في زنجبار ثمة مدينة شهيرة تُعرف باسم المدينة الحجرية، وهي مدينة على الطراز القديم تتواجد منذ أكثر من قرنين دون أي تجديد، حتى أصبحت شيئًا فشيئًا مكان مناسب جدًا للسياح الذين يأتون إليها من كل مكان في العالم، فبداخل هذه المدينة يُمكن محاكاة الحياة التي كانت موجودة في العالم قبل أن يتواجد أي شكل من أشكال التقدم الموجودة الآن، وهو أمر رائع بالطبع يجعل من المدينة جاذبة للغاية، ولهذا فإنك إذا كنت في زنجبار بيومٍ من الأيام فلن ترغب أبدًا في تفويت فرصة زيارة هذه المدينة المصنفة كأرض تابعة لليونسكو.
بيت العجائب
الأماكن الجاذبة في زنجبار لا تنفد، فهناك أيضًا مكان يُعرف باسم بيت العجائب، وهو بيت بالفعل كان يسكنه قديمًا الملوك والسلاطين، وهو معروف كذلك بالبيت الأول في تنزانيا، حيث أن الكهرباء وكل مظاهر التقدم قد مرت به أولًا قبل أن تمر بأي مكان آخر في الدولة، أضف إلى ذلك أنه يحوي بداخله بعض الكنوز القديمة وهياكل الأسلحة والسفن الحربية، ببساطة شديدة، هي زيارة لا تفوت في مكان لا يُعوض.
جزيرة بيمبا
أيضًا من ضمن أماكن الجذب الموجودة في زنجبار، أو تنزانيا بشكل عام، جزيرة بيمبا، وهي التي يتم تلقيبها من قِبل البعض باسم الجزيرة الخضراء، نظرًا لأن الشعب المرجانية الموجودة بها تعطي الماء اللون الأخضر، وربما هذا الأمر قد ساعد في الجذب إليها للدرجة التي جعلت مسابقات الغطس الدولية تُقام في هذه المدينة، كما أن السياح يقطعون مسافات طويلة فقط من أجل أن يحظوا بفرصة للغطس داخل جزيرة بيمبا، وهو ما يجعلها أكثر من مجرد جزيرة عادية بالتأكيد.