مقهى الرصيف من الداخل
لا شك طبعًا أن مقهى الرصيف وموقعه المميز في وسط مدينة تعز أحد أهم الأمور التي يتم التحدث عنها فور ذكر تعز، حيث يُمكن القول ببساطة أنه واحدة من معالمها على الرغم من تواجده قبل ثلاثة عقود فقط، وقد سُمي مقهى الرصيف بهذا الاسم نسبةً إلى مكانه، حيث أنه يتواجد بالقرب من أرصفة تعز الشمالية، أيضًا من المعروف عن هذا المقهى أن عملية البناء الخاصة به قد تمت على أكثر من مرحله، فمساحته التي تصل إلى 322 متر، وعلى الرغم من كونها أساسًا مساحة صغيرة، إلا أنها قد بدأت بمئة وعشرين متر فقط، ثم جرت بعد ذلك التوسعة وتم إلحاق العديد من الأماكن الإضافية بالمقهى، وكل ذلك ساعد طبعًا في نهاية المطاف بعملية الترويج للمقهى والجذب له أكثر وزيادة شهرته.
يتكون مقهى الرصيف من طابقين، وهناك بعض الطاولات الخارجية الموجودة في مكان مرصوف مظلل غاية التميز، بل دعونا نقول إن أغلب الزوار يتصارعون على الجلوس في هذا الجزء، أيضًا ثمة معاملة ودودة للغاية من طاقم العاملين وهناك تخفيضات وخصومات خاصة في أيام المناسبات والأحداث الفارقة، لكن ما سيشغل الزائر بالتأكيد ويهتم بمعرفته قبل الذهاب إلى مقهى الرصيف هو ما سيتم تقديمه بالداخل، وتحديدًا المشروبات والأشياء الأخرى الكثيرة المميزة والمدهشة.
ما يتم تقديمه بالمقهى
بعد أن تتعرف عزيزي القارئ على مواصفات مقهى الرصيف فإنك بكل تأكيد سترغب في التعرف على ما يتم تقديمه داخل هذا المكان، وبما أننا نتحدث أصلًا عن مقهى فمن الطبيعي تمامًا أن تكون المشروبات حاضرة، وعلى رأسها القهوة، حيث يتفنن مقهى الرصيف بتقديم كافة أنواع المشروبات الباردة والساخنة، كذلك القهوة يكون لها حضور قوي من خلال مشروب مخصص يُعرف باسم قهوة الرصيف، لكن بخلاف ذلك ثمة وجود طبعًا للمشروبات العالمية، فالمقهى راقي للغاية، وبالتالي فإن الزوار الخاصين به يكونون من كل مكان في العالم، وبالتالي سوف يبحثون عن مشروبات خاصة بهم، وهو ما حاول المقهى تفاديه من خلال إيجاد عدد وافر من المشروبات الإيطالية والفرنسية واللاتينية.
البعض قد يتعجب من ذلك، لكن مقهى الرصيف لا يُقدم فقط المشروبات، وإنما يُقدم كذلك بعض المأكولات والوجبات، صحيح أنها وجبات سريعة، لكنها في النهاية تفي بالغرض وتسد حاجة السائح في وجبتي الإفطار والغذاء على وجه التحديد، إذ أن المقهى لا يكون متاحًا بالأساس في موعد وجبة العشاء، ببساطة، إنها تجربة مميزة في مقهى مميز.
أنشطة وفاعليات داخل المقهى
ذكرنا أن مقهى الرصيف اليمني عبارة عن مقهى ممتزج بالنهكة الثقافية المميزة، وربما ذلك الوصف يُمكن أن يكون واضحًا أكثر إذا تعرضنا له مع الوضع في الاعتبار الفاعليات والأنشطة التي تُقام داخل المقهى وتُرسخ كثيرًا لهذه الفكرة، فمثلًا الموسيقى لا تنقطع من المكان على الرغم من أن هذا الأمر لا يبدو طبيعيًا في كل المقاهي، أيضًا ثمة ركن خاص بالمثقفين والكتاب، وهذا الركن لا يشمل المثقفين اليمنيين فقط، وإنما كل العرب، وبمناسبة العرب، مع أن المقهى يحظى بالزوار من كل مكان في العالم إلا أن الجاليات العربية تكون ذات سيطرة كبيرة بالمكان، ولذلك هي فرصة مناسبة للتعارف بين العرب، ولو دققنا البحث في الاسم فسنجد أنه فعلًا رصيف كالمعنى الجلي من اسمه، فهو رصيف يمر به الجميع.