المتحف الحربي من الداخل

أول ما سيشغل السائح ويهتم بالتعرف عليه في المتحف الحربي هو موقعه بكل تأكيد، ومن هذه الزاوية دعونا نقول إن المتحف الحربي موجود في موقع غاية التميز ويُعبر فعلًا عن هويته وقيمته، إذ أنه موجود في شارع جمال عبد الناصر القابع في قلب مدينة صنعاء العاصمة، وذلك بمساحة تصل إلى 5653 متر شاملة الأماكن المُلحقة بالمتحف، وهناك من يقول إن موقع المتحف كان في الأساس عبارة عن قلعة عتيقة، المهم في النهاية أنه في ثمانينيات القرن المنصرم، وبعد قيام الجمهورية اليمنية بأقل من عقدين، تم التفكير في هذا المتحف، خصوصًا وأن موضوعه والأشياء التي يحتويها كانت بحاجة فعلًا إلى متحف مميز خاص بها، وقد كان هذا المتحف هو المتحف الحربي اليمني.

كما هو واضح من الاسم فإن المتحف يهتم بكل شيء يتعلق بالحياة الحربية، فهو يتكون من ثلاثة طوابق في كل طابق ثمة ما يزيد عن الخمسة أقسام، وكل قسم يتعلق بجزء معين من التاريخ الحربي لليمن، فلمن لا يعرف، موضوع المتحف هو جمع كافة الأسلحة الحربية التي تم استخدامها في تاريخ اليمن منذ بدايته وحتى وقتنا الحالي، ولذلك نجد أنه ثمة مكان لأسلحة العصور العتيقة قبل الميلاد، وكذلك الأسلحة الحربية التي كانت تستخدم في عهد المسلمين، ثم الأسلحة القديمة التي بدأت تدخل اليمن قبل حوالي ثلاثة قرون، كل هذا موجود بكثرة للدرجة التي جعلت إجمالي القطع الحربية الموجودة في المتحف تصل تقريبًا إلى نصف مليون قطعة، لكن هل كل ما هو موجود بالمتحف عبارة عن أسلحة؟

بالتأكيد لا، فالمتحف حربي بامتياز، وهذا يعني ببساطة أن كل شيء يتعلق بالحرب من قريب أو من بعيد سوف يكون موجودًا بالداخل، والحديث هنا عن المعدات الحربية والقطع العسكرية والمخطوطات التاريخية والمقتنيات الأثرية والوثائق العسكرية، أيضًا ثمة وجود لبعض الآثار اليمنية بشكل عام في قسم خاص بها، وأخيرًا ثمة وجود لشيء في غاية الأهمية، وهو يتعلق بالهدايا والأشياء التذكارية التي حصلت عليها اليمن من الدول الأجنبية، وذلك أيضًا يشمل الفترة منذ بداية التأريخ والتوثيق وحتى وقتنا الحالي، ببساطة، المتحف قطعة من الجمال وزيارته لا تُفوت بالتأكيد.

أنشطة وفاعليات داخل المتحف

مكان بالمواصفات التي تحدثنا عنها في المتحف الحربي لابد أن يكون زاخرًا بالأنشطة والفاعليات المميزة، وبالطبع أهم هذه الأنشطة هي تلك التي تتعلق بأخذ جولة شاملة للمكان، وفي هذه الجولة يتم زيارة كل شبر موجود في المتحف مع تدعيم ذلك بالتقاط عدد من الصور التذكارية، بعد ذلك يأتي دور الذهاب إلى قسم المحاكاة الموجود في المتحف، وفي هذا القسم يتم التعايش مع فاعلية المحاكاة التي تُقام بشكل يومي من الثانية ظهرًا وحتى الرابعة عصرًا، حيث يتم خلال ذلك التعايش مع هو موجود من معدات حربية لدرجة أن الزائر سوف يشعر بأنه في حرب حقيقية، كذلك ثمة قسم للسينما ويعرض مجموعة من الأفلام التسجيلية والوثائقية المميزة المتعلقة بموضوع الحرب، ولن ننسى بالتأكيد العدد الكبير جدًا من الندوات التي تُقام في قاعة المتحف وكذلك الزيارات المدرسية والجامعية، فكل هذا وأكثر يُمكن التمتع به داخل المتحف الحربي.