المقام على مر العصور

لا يعرف أحدًا الوقت الذي تم بناء مقام السيدة زينب في الشام على وجه التحديد ولكن توجد بعض الروايات الغير مؤكد صحتها توضح هذا الأمر، فتقول إن رجل من سكان حلب قام ببناء مسجد بالقرب من موضع المقام الحالي وأطلق عليه مسجد السيدة زينب، وكان هذا البناء في العام الأول من القرن السادس الهجري، وبعد مائتين وثماني وستين عام تقريبًا قام نقيب الأشراف في بلاد الشام بوقف الأراضي والبساتين الخاصة به لصالح المقام، وتم تجديد المبنى وترميمه بشكل جديد حتى استعاد حيويته المفقودة في تلك الفترة، وفي العام الستين من القرن الثالث عشر الميلادي تم توسعة المقام بشكل أكبر حيث أضيف إليه حرم واسع من قبل جد المتولين السيد موسى.

وبعدها بإثنين وأربعين عام تقريبًا قام السلطان العثماني عبد العزيز خان بتجديد المقام وتعميره من جديد وأضاف عليه الطابع الإسلامي، ثم تلتها عملية تجديد وترميم أخرى بعد ثماني وستين عام من قبل السيد محمد رضا، فقام هذا الرجل بتوسعة الصحن وترميم الحرم والقبة ثم شيد مئذنتين جديدتين، وبعدها أضاف إليه بعض النقوش والروسم الخاصة بالطراز الإسلامي المميز مع بعض الآيات القرآنية.

وصف المقام

نأتي هنا للحديث عن وصف مقام السيدة زينب في الشام فهو في البداية يأتي بمساحة قدرها خمسة عشرة ألف متر مربع، ويمكنه أن يسع حوالي ستة آلاف شخص في وقت واحد، وهو عبارة عن صحن كبير له مدخلان شرقي وغربي وفي منتصفهم الحرم، وفي واجهة الحرم يتواجد باب نحاسي مصفح عليه بعض الزخارف والنقوش الإسلامية الجميلة، أما الحرم من الداخل فهو مكسي من المرايات التي تأتي على شكل نقوش وزينة في الجدار والسقف، بعد ذلك لدينا الضريح الذي جاء كهدية من أسرة باكستانية في العام الرابع والخمسين من القرن العشرين، وهذا الضريح مصنوع من الفضة الخالصة ويأتي على شكل درابزون.

وبداخل ذلك الضريح يتواجد صندوق خشبي يعد تحفة فنية عظيمة جاءت كهدية من تجار إيران في العام الخامس والخمسين من القرن العشرين، فإذا قمنا بالحديث عن ذلك الصندوق الخشبي بالتفصيل فمن قام بصناعته هو أحد أكبر الصناع في إيران كلها، وقد قام هذا الصانع بعمل الصندوق من خشب الأبنوس ثم تطعيمه بالذهب والعاج ووضع لوح زجاجي بالورى، وختم في النهاية بوضع بعض الآيات القرآنية، هذه تعد هي أهم الأشياء وليس كلها الموجودة بداخل مقام السيدة زينب في الشام.