قصر الحرانة من الداخل
بالقرب من مدينة عمان وعلى بعد ليس بالكبير عن مطار الزرقاء يقع قصر الحرانة الذي بُني في عهد أحد أشهر الخلفاء الأمويين، وهو الخليفة الوليد بن عبد الملك، وهذا ربما ما يؤكد الأهمية الكبرى للأردن في دولة الإسلام القديمة، على العموم، قصر الحرانة بُني عام 92 هجريًا في عهد ذلك الخليفة، وقد استدل كتاب التاريخ على ذلك الأمور بوجود كتابة كوفية قديمة على أحد أبواب القصر، لكن ثمة بعض المؤرخين الذين ذهبوا إلى زاوية أخرى مختلفة تمامًا، فهم يرون أن القصر كان موجود منذ زمن طويل جدًا، وما حدث في عام 92 هجريًا مجرد محاولة لترميمه، على العموم، فيما يتعلق بالاسم، فهو قد جاء من اسم الحجارة الموجودة فوق هذا القصر والمعروفة باسم حجارة الحرانة، وهي أشهر أنواع الحجارة التي تم استخدامها في البناء على امتداد تاريخ الأردن.
مواصفات القصر تُعتبر من الأشياء المُبهرة التي قد تدفع أي شخص لزيارته، فهو موجود على شكل مربع، بمعنى أن كل ضلع يساوي الآخر، وتحديدًا 35 متر تقريبًا، وقد استخدمت في عملية البناء حجارة صوانيه معروفة باسم الحرة، وربما لهذا السبب جاءت تسمية قصر الحرانة، كذلك ثمة شيء مدهش في الموقع، وهو كونه موجود في قلب الصحراء، بمعنى أنه قصر صحراوي، وهو ربما القصر الصحراوي الوحيد في الأردن، وقد كان الغرض من الإنشاء غرض حربي بحت، وهو الدفاع عن الأردن، وربما هذا الأمر يتضح أكثر من خلال الأبراج المنصوبة حوله، حيث كان يعتليها القناصة ويتفاخرون بالدفاع عن الأردن، وعلى ما يبدو فإنهم قد نجحوا في هذا الغرض لصمود القصر.
يتكون قصر الحرانة من طابقين رئيسيين، وعدد الغرفة الموجودة في الطابقين حوالي ستين غرفة، وفي القلب من القصر مساحة كبيرة جدًا ومكشوفة، كما أنه ثمة جزء خارجي يُعرف باسم جزء الخدم، وهو الذي تتواجد به الغرف والأماكن المخصصة للخدم والعاملين بالقصر، ونحن هنا نتحدث طبعًا عن حالة القصر في السابق عندما كان مسكنًا لأمراء الكويت قبل أن يتحول في الوقت الحالي إلى متحف يأتي الناس لزيارته من أجل الاستمتاع بروعة المعمار والشكل، مع الوضع في الاعتبار أن الأردن أساسًا لم تهتم بهذا القصر من حيث الزخرفة الخارجية أو حتى الداخلية، لكن على الرغم من ذلك يُعتبر آية حقيقية في الجمال!
أنشطة وفاعليات داخل القصر
داخل قصر الحرانة ثمة فرصة حقيقية لإقامة العديد من الأنشطة والفاعليات، فإذا أخرجت عزيزي السائح هاتفك وقمت بالتقاط صورة تذكارية مع القصر من الخارج وكذلك كل ركن موجود بداخله فسيكون هذا أشبه بنشاط قائم بذاته، أيضًا لا ننسى أن القصر يوفر مجموعة من الأماكن القابلة للزيارة وممارسة الأنشطة بها مثل الحديقة الصحراوية والعمود الخشبي والسرداب، فكل هذه الأماكن مجرد زيارتها نشاط قائم بذاته، أما فيما يتعلق بالفاعليات فهي تتمثل بشكل رئيسي في الفاعليات التي تهتم بالآثار في المقام الأول مثل مهرجان التراث الأردني المقام في يونيو وكرنفال العراقة في سبتمبر وأسبوع الحنين للماضي الذي يُنظم بشكل منتظم في ديسمبر، بالتأكيد فعليات لا تفوت، خصوصًا وأن رائحة الماضي سوف تكون متواجدة بها بصورة كبيرة.