القلعة من الداخل
في شمال أشهر ميناء موجود في قبرص، ميناء بافوس، وتحديدًا في حديقة الآثار الشهيرة التي تُعتبر أحد أعلم الجزيرة، تقع قلعة الأعمدة الأربعين أو ساراندا كولونس كما يُطلق عليه من قِبل اليونانيين، وقد قيل إن القلعة قد بُنيت في القرن السابع ميلاديًا وكان الهدف منها هو حماية بافوس وقبرص بالكامل من هجمات الغزاة، وربما يُمكن القول فعلًا أن هذه الفكرة قد نجحت واستطاعت قلعة الأعمدة الأربعين الصمود كحصن حصين وخط الدفاع الأول في الجزيرة.
سُميت القلعة باسم قلعة الأعمدة الأربعين بسبب تواجد أكثر من أربعين عمود من الجرانيت في هذا المكان الذي بُنيت فيه القلعة، ويُعتقد أن القلعة بالكامل تُعتبر جزء أصيل من أغورا القديمة، وبالنسبة للمواصفات فإن القلعة تبدأ بجدار سميك للغاية يصل إلى ثلاثة أمتار، أيضًا ثمة ثمانية أدراج ركنية منها أربعة ضخمة وأربعة متوسطة، كذلك ثمة خنادق مُحيطة بالقلعة تُستخدم في نفس الهدف من القلعة، وهو الحماية، ولا ننسى بالتأكيد وجود تلك الباحة التي تُعطي أكثر من خمسة وثلاثين متر طولًا ومثلهم عرضًا مع تواجد برج كبير في كل ركن من أركان هذه الباحة، وتحديدًا في كل زاوية.
القلعة موجودة على ارتفاع تسعة أمتار تقريبًا، وقد كانت تمتلك مدخلًا جميلًا على شكل حدوة حصان، كان مدخلًا رائعًا بحق، لكن زلزالاً وقع في القرن الثالث عشر أدى إلى تدمير هذا المدخل نهائيًا، ثم مع الوقت لم تعد القلعة تُستخدم للدور الذي بُنيت من أجله وباتت مُهجرة حتى أصبحت لاحقًا مزار سياحي، ذلك المزار السياحي يمتلك من حيث القيمة التاريخية ما يجعله الأهم على الإطلاق في كامل جزيرة قبرص المُدهشة.
أنشطة وفاعليات داخل القلعة
بكل تأكيد مكان هام ومُثير مثل قلعة الأعمدة الأربعين سوف يكون حاضنًا للكثير من الأنشطة والفعاليات، والتي على رأسها الجولة التي يُمكن القيام بها داخل غرف ومنافذ القلعة وأعمدتها وأبراجها من أجل التعرف عليها، مع تدعيم ذلك طبعًا بالصور التذكارية الرائعة، أيضًا هناك متسع لزيارة المتجر المُلحق بالقلعة والاستمتاع بالقطع التذكارية التاريخية، أو المُقلدة من التاريخية على وجه التحديد، كما أن حديقة القلعة يُمكن فيها مُطالعة حياة الملوك الذين سكنوا هذه القلعة من خلال التماثيل والنقوش الموجودة بها، وطبعًا لا ننسى نشاط الأربعون شمعة الذي يُقام سنويًا ويتم من خلال تعليق شمع فوق كل عمود، وهناك يوم خاص بالقلعة لعشاق المغامرات وأصحاب القلوب القوية، فهو يوم مُرعب بالطبع، عمومًا، كل من يقوم بزيارة إلى قلعة الأعمدة الأربعين سوف يُدرك فعلًا كيف أن هذه القلعة قد صنعت مجدها وعراقتها بقوتها التاريخية، وكيف أصبح خلال ثلاثة عشر قرنًا أهم قلعة ربما على وجه الأرض.