مسجد لارنكا من الداخل

في البداية عزيزي السائح يجب أن تعرف بأن مسجد لارنكا يحمل عدة أسماء أخرى من ضمنها اسم مسجد التكية ومسجد أم حرام، واسم أم حرام هذا له قصة تاريخية، حيث أنه في أحد الأيام، وفي هذه المكان، توفيت أم حرام زوجة الصحابي عبادة بن صامت، وتم دفنها في هذا الموضع، ثم فيما بعد تم اكتشاف المسجد وقام الأتراك ببناء هذا المسجد في القرن الثاني عشر، ليُصبح المسجد ذو قيمة تاريخية ومعمارية ودينية في نفس الوقت.

بالقرب من ساحل ماكنزي الموجود في لارنكا بدأ الأتراك في بناء ذلك المسجد الخاص بالسيدة أم حرام، وقد استغرقت عملية البناء ما يقترب من الثلاثة أعوام، أما فيما يتعلق بالمساحة فإن مسجد لارنكا الكبير قد بلغ من حيث المساحة حوالي ثلاثة وستين ألف متر، وهي مساحة كبيرة تُبرهن على أهمية هذا المسجد بالنسبة للجميع، حتى أنه قد تعرض للترميم مرة أخرى قبل فترة قصيرة على يد المهندس العالمي صالح لمعي مصطفي.

كان المسجد، بكل أسف، موضع للاعتداءات والتخريب على مدار تاريخه، وتحديدًا بعد انفصال قبرص التركية عن قبرص اليونانية، حتى أنه قد أُغلق مرة في نهاية العصر المنصرم وقال البعض أنه لن يُفتح مجددًا بل وسيتعرض كذلك للقصف والهدم، لكن الأمور انقلبت تمامًا مع زيارة الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، فقد أوصى بفتح المسجد مرة أخرى لتعود إليه الحياة، وإن كان الغرض منه في الوقت الحالي لم يعد الصلاة فقط، وإنما أصبح كذلك يُستخدم على نطاق واسع في السياحة مستغلًا بذلك الشكل المعماري الرائع والقُبة المدهشة وأشياء كثيرة تُمهد لأنشطة وفاعليات لا حصر لها.

أنشطة وفاعليات داخل المسجد

قيمة وعراقة مسجد لارنكا الكبير أدت مع الوقت إلى دخوله في طريق الأنشطة والفعاليات، وذلك الأمر حدث تحديدًا مع نهاية القرن العشرين وبداية القر الحادي والعشرين، ففي البداية أول شيء يُمكنك القيام به عزيزي السائح هو أخذ جولة شاملة لكامل المسجد وسوف تراه يصرخ بالتاريخ الطويل الذي مر به، أيضًا يُمكن زيارة قبر أم حرام كنوع من الأنشطة مع تذكر المرور بالمتجر المُلحق بالمسجد، وهو الذي يبيع القطع التذكارية المميزة، كذلك يُفضل زيارة حديقة لارنكا القريبة من المسجد، أما فيما يتعلق بما يتم إقامته داخل هذا المسجد من أحداث وفاعليات فبالتأكيد صلاة الأعياد كالفطر والأضحى على رأس هذه الفعاليات، كذلك يُمكن إحياء بقية الأحداث الإسلامية التي تُقام في قبرص بشكل عام على اعتبار أن المسجد كبير ويساع أي نوع من الفعاليات، فقط كونوا في هذا المسجد الرائع ولن تندموا على الإطلاق.