تعتبر ويلز هي أصغر دولة في بريطانيا، ولكنها في نفس الوقت تقدم العديد من الأسباب الوجيهة لزيارتها، حيث يشمل الجنوب العاصمة كارديف العالمية مع قلعتها الرائعة وأروقتها ومبانيها التاريخية، وتعتبر قاعدة جيدة يمكن من خلالها البدء في استكشاف بقية المدن هناك، هذا بخلاف 400 قلعة وحدائق ومناظر طبيعية خلابة وسكك حديدية تراثية، والكثير من المناطق الأخرى، وفي هذا المقال سيتم تقسيم ويلز إلى خمسة مناطق، المنطقة الشمالية الغربية، والمنطقة الشمالية الشرقية، والمنطقة الوسطى، والمنطقة الجنوبية الغربية والمنطقة الجنوبية الشرقية.

مدينة كارديف

أصبحت كارديف العاصمة الرسمية لويلز في عام 1956، تقع على مصب نهر سيفرن العريض ويقطعها نهري تاف و Rhymmey الصغيران، كانت المدينة منذ فترة طويلة ميناء هام، وبفضل دورها كمركز ثقافي واقتصادي للبلاد، شكلت قاعدة ممتازة يمكن من خلالها استكشاف جنوب ويلز، تقدم كارديف مجموعة واسعة من فرص الترفيه والعديد من المهرجانات الاحتفالية ومجموعة متنوعة من المرافق الرياضية، بما في ذلك ملاعب الغولف الحائزة على جوائز عالمية، تتميز أروقتها ومناظرها بالمعمار الفيكتوري المحفوظ جيدًا، وتعد موطناً لفرص ممتازة للتسوق وتناول الطعام.

وتعد كارديف واحدة من أكثر المدن خضرة في المملكة المتحدة، حيث توجد العديد من المنتزهات التي يمكن الاختيار من بينها مثل حديقة بوت في وسط المدينة، وهناك قلعة مثيرة للإعجاب تقع بالقرب من الملعب الوطني الذي يدعى ملعب الإمارة، كما تُصنف كارديف بانتظام على أنها أحد أفضل وجهات التسوق في المملكة المتحدة، ومن السهل معرفة السبب، حيث يوجد هناك مركز سانت ديفيد الحديث وسوق كارديف ومجموعة من أروقة التسوق التاريخية، كما أنها موطن شارلوك هولمز الشخصية الروائية الشهيرة، وولد هناك مجموعة من الوجوه الشهيرة في ويلز مثل روالد دال وغاريث بيل لاعب ريال مدريد.

جنوب شرق ويلز

في حالة السفر من لندن إلى جنوب شرق ويلز، فستصل إلى هناك في غضون ساعتين إلى ثلاث ساعات اعتمادًا على ما إذا كنت في القطار أو في سيارة، جنوب شرق ويلز هي المنطقة الأكثر تعقيدًا في ويلز، حيث هناك يمكن أن تجد العديد من الثقافات والأديان التي تعيش جنبًا إلى جنب دون أي مشكلة في المجتمع، أهم البلدات والمدن هناك أبيرجافيني وباري وبريدجند وكارديف وكيرفيلي وتشيبستو ونيوبورت وميرذير تيدفيل وجميعهم يقدمون الكثير ويستضيفون الأحداث على مدار العام، وتشمل المنطقة الجنوبية الشرقية لويلز القلاع مثل: قلعة كايرفيلي وشيبستو وكاستيل كوتش وقلعة كارديف، كما يوجد هناك أربعة متاحف وطنية، وأكثرية هذه المتاحف دخولها بالمجان، كما يوجد متحف تعدين تحت الأرض، وتوجد ملاعب لركوب الدراجات ومسابقاتها، ومركز تسوق “سانت ديفيد” الشهير.

جنوب غرب ويلز

يجمع جنوب غرب ويلز بين مساحات كبيرة من المناظر الطبيعية الريفية والسواحل الرائعة مع حياة المدينة النابضة بالحياة، ومن أهم مدن هذه المنطقة هي مدينة سوانزي التي تضم عددًا كبيرًا من الناس يبلغ حوالي 239000 نسمة وبها جامعتان، ويمكن هناك مشاهدة بطولة كرة القدم مع فريق سوانزي سيتي الذي كان يحترف فيه اللاعب المصري “رمضان صبحي” في عام 2017-2018، كما يوجد هنا فريق Scarlets للرجبي في Llanelli، وتشتهر هذه المنطقة بمناظرها الطبيعية، هناك توجد شبه جزيرة غاور ذات الجمال الطبيعي الرائع بالقرب من سوانزي، بجانب المنتزه الوطني الساحلي الوحيد في المملكة المتحدة، كما يوجد منتزه ساحل بيمبروكاشير الوطني، وحدائق ويلز، وكلاهما يستحقان الزيارة أيضاً، هناك ولد ديلان توماس ويمكنك أن ترى الكثير من الوجوه الشهيرة الأخرى التي ولدت في المنطقة مثل ريتشارد بورتون، أنتوني هوبكنز الممثل الشهير، مايكل شين، كاثرين زيتا جونز، وبوني تايلر.

مدينة سوانزي

تمتد ضواحي سوانزي، ثاني أكبر مدينة في ويلز، إلى شبه جزيرة غاور الجميلة، وتمتلك ميناء في مصب نهر Tawe، تصاعدت المدينة في حجمها بفضل تصدير الحديد والفحم والنحاس (وهذا الأخير كان في غاية الأهمية حتى أنه أعطى للمدينة لقب Copperopolis)، هي أيضًا منطقة جذب كبيرة للسياح بفضل الحياة الثقافية النابضة فيها، والطبيعة الخلابة مثل سلسة جبال سنودونيا الشهيرة، التي تتكون من 14 قمة على ارتفاع يصل إلى 3000 قدم، هذا بجانب جبل بين واي فان، وهو يعتبر أكبر محمية طبيعية ثلجية مظلمة في ويلز، ويعتبر واحد من أجمل الأماكن الطبيعية هناك.

وأيضًا يوجد سوق سوانزي الشهير، وهو أكبر سوق في ويلز كلها، ولذلك تنبض المدينة بأكملها بالزائرين لتجربة الأكشاك ذات الألوان الزاهية التي تعج بجميع أنواع المنتجات الغذائية، وتشمل الأطباق الشهية أصناف من الجبن الويلزي القوي وبلح البحر من خليج باري القريب من سوانزي، وخبز laver المصنوع من الأعشاب البحرية ويقدم مع دقيق الشوفان، بعد ذلك يمكن التجول في طريق Kingsway الواسع في قلب المدينة، فضلاً عن مناطق التسوق الرئيسية على طول شارع Union وشارع أكسفورد وشارع High Street وشارع بورت لاند، ولهواة القلاع التاريخية فيوجد هناك قلعة هارليك وهي واحدة من أكثر القلاع شهرة في ويلز، والتي بناها الملك إدوارد الأول، وهي جزء من مواقع التراث العالمي في ويلز، وتقع بالقرب من بلدة بارماوث الساحلية.

منطقة وسط ويلز

لا يوجد في وسط ويلز مدن كبيرة، معظمها مدن صغيرة مثل بيلث ويلز ولاندريندود ويلز، ولكن من حيث الطبيعة فالمروج والشلالات هناك وفيرة مثل شلال Pistyll Rhaeadr، وهو أعلى من شلالات نياجرا، بالإضافة إلى الجبال والبحيرات كما يوجد عدد كبير من سكان ويلز الذين يتكلمون بالويلزية الأصلية، مدينة ابيريستويث هي موطن لمكتبة ويلز الوطنية، زيارة المكان هناك تجعلك تتعلم الكثير عن الشعب الويلزي الأصلي، أو يمكنك فقط استكشاف الآلاف من الكتب الورقية والرقمية الموجودة هناك، أيضًا يوجد هناك العديد من البحيرات والتي هي في الغالب خزانات تمت صناعتها من قبل الويلزين لتزويد المدن الإنجليزية بالمياه قديمًا، لكن هذه البحيرات لا تزال مثيرة للإعجاب، ونتيجة لذلك، يُشار إلى المنطقة الوسطى من ويلز في كثير من الأحيان باسم منطقة البحيرة في ويلز.

منطقة شمال شرق ويلز

شمال شرق ويلز هي أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في الشمال، هناك 300 ألف شخص يعيشون في المناطق المحيطة بثاني أكبر مدينة في ويلز من حيث عدد السكان ريكسهام وديسايد، ستجد هناك مبانٍ تاريخية مصممة على الطراز الفيكتوري، كما يمكنك العثور على الشواطئ الجميلة والريف في جميع أنحاء هذه المنطقة، وتُقام في بلدة Llangollen مهرجانات غنائية وراقصة على المستوى العالمي، هذا بخلاف الترحيب الدافئ من الشعب الويلزي بكل من يحضر هذه المناسبات، كما يوجد قناة مائية تدعى Pontcysyllte Aqueduct بجوار مدينة LlangollenK، ويصل طولها إلى أكثر من 125 متر وهي مزار سياحي شهير هناك، كما توجد قلعة Dinas Brân، وحسب التراث الشعبي فهي موضع الكأس المقدسة الأسطورية، كما توجد العديد من الأودية الخضراء الغاية في الجمال مثل وادي “دي فالي” ووادي “كلاوديان رينج”، هذا غير الأديرة القديمة مثل دير وادي كروسيس، وأماكن تاريخية كثيرة أخرى.

منطقة الشمال الغربي

تتميز هذه المنطقة بالجبال الكثيرة فيها، وأشهر جبل هناك هو جبل سنودون والذي يبلغ ارتفاعه 1085 متر، وهو أعلى جبل في ويلز، ويمتد على مرتفعات جبال في إنجلترا، ويعتبر هذا الجبل تحديًا مثاليًا للمشي، ويحاول حوالي 600000 شخص الوصول إلى قمة هذا الجبل كل عام، وهو الوحيد من نوعه في المملكة المتحدة حيث يوجد على قمته مقهى للاسترخاء والاستمتاع بالمناظر، أيضًا يوجد هناك متنزه سنودونيا الوطني، والذي تزيد مساحته عن 2000 كيلومتر مربع ويجذب إليه حوالي 4.3 مليون سائح كل عام، كما توجد قريتين جميلتين هناك تقع ضمن حدود المتنزه.

ولكن على الرغم من روعة سنودنيا، لكنها ليست عامل الجذب الوحيد في المنطقة الشمالية الغربية، فهناك القلاع التي بناها الملك إدوارد الأول بين عامي (1272-1307) وهي أحد مواقع التراث العالمي المسجلة لدى منظمة اليونسكو، مثل: قلعة كارنارفون، قلعة بوماريس، وقلعة كونوي، كلها أماكن تتميز بزيادة الجذب السياحي إليها، أيضًا يمكن العثور على منتجات ذات جودة عالية في جميع أنحاء المنطقة، ويشتهر الناس هناك بطبيعتهم الودودة، كما تزدهر في جزء كبير من هذه المنطقة اللغة الويلزية.