السكان والدين واللغة
تحتوي الجمهورية العربية السورية على ثمانية عشر مليون نسمة وربع وللأسف هذا المعدل في انخفاض حاد بسبب الصراعات والحروب التي تجري على الأراضي السورية، فقد قامت الثورة السورية في العام الحادي عشر من القرن الواحد والعشرين ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا التعداد السكاني في انخفاض، وذلك إما بسبب الموت أو التهجير، وتقول الإحصائيات أن معدل النمو السكاني في سوريا قد بلغ سالب أثنين ونصف بالمائة، عامة تعتبر حلب هي أكثر المدن اكتظاظًا بالسكان تليها مدينة دمشق والتي تتميز بكونها أكبر تجمع سكاني في الدولة، ننتقل بعد ذلك للحديث عن الدين في الجمهورية العربية السورية، فالدين السائد في الأراضي السورية هو الإسلام بنسبة خمسة وسبعين بالمائة، أربعة وستين بالمائة سنيين وإحدى عشر بالمائة شيعة، وبذلك المذهب السني هو الأكثر انتشارًا ويعتبر المذهب الحنفي تحديدًا هو المصدر الرئيسي للتشريع في سوريا.
بعد ذلك لدينا الديانة المسيحية وعدد معتنقيها لا يتجاوز العشر بالمائة، والنسبة المتبقية مقسمة بين الأكراد والدروز والإسماعيليين وبعض الأقليات الأخرى، أما عن اللغة في سوريا فتعد اللغة العربية هي اللغة الرسمية والسائدة في البلاد، ويتحدث السوريين اللغة العربية ذات اللهجة السورية وهي تتكون من بعض المفردات السريانية بشكل كبير ثم التركية والفرنسية، وبالرغم من كون فرنسا قد احتلت سوريا لفترة من الوقت ولكنها لم تستطيع تغيير لغتها.
الموقع والحدود والمساحة
تقع الجمهورية العربية السورية في قارة آسيا وتحديدًا في غرب القارة وهي تعد ضمن منطقة الشرق الأوسط، وتتواجد ضمن خطي طول خمسة وثلاثين درجة ونصف وأثنين وأربعين درجة شرق غرينتش، أما عن دوائر العرض فهي تقع بين أثنين وثلاثين درجة وسبعة وثلاثين درجة ونصف شمال خط الاستواء، أما عن حدود الجمهورية العربية السورية فهي يحدها من الشمال دولة تركيا، ومن الجنوب دولة الأردن، ومن الشرق دولة العراق، ومن الغرب دولتي فلسطين ولبنان وأيضًا البحر الأبيض المتوسط، أما عن مساحة الدولة فهي تبلغ 185180 كيلو متر مربع تحديدًا، ويقول العلماء والمؤرخون أن مساحة سوريا الآن ليست المساحة المعترف بها قديمًا، فقد تغيرت وتضاءلت مع مرور الوقت حتى أصبحت على شكلها الحالي.
الجغرافيا والتضاريس
نأتي هنا للحديث عن جغرافيا وتضاريس الجمهورية العربية السورية وهي تعد متنوعة نوعًا ما نظرًا لاحتوائها على العديد من التضاريس، فمثلًا توجد هضبة الجولان ذات الحمم البركانية في الناحية الجنوبية من البلاد، ويجاورها أيضًا في نفس الجانب سهل حوران وجبل العرب ذو الصخور البازلتية، أما عن الجانب الشمالي من البلاد فلدينا العديد من التضاريس وتعتبر هذه الجهة هي الأهم على الإطلاق في سوريا، حيث توجد سلسلة جبال لبنان الغربية والتي تحتوي على جبل الشيخ الذي يصنف كأعلى قمة في البلاد، وفي المنطقة الشمالية أيضًا تتواجد المنطقة المحيطة بدمشق وهي تسمى غوطة دمشق، وعندما تتجه غربًا من الناحية الشمالية ستجد الساحل السوري وسهل الغاب وبعض السهول الأخرى، وإذا وجهنا قبلتنا صوب أقصى الشمال سنجد مدينة حلب الأكثر اكتظاظًا بالسكان في سوريا، ويجاورها جبل سمعان الكبير.
وتعتبر تلك المنطقة هي أخصب أراضي البلاد بسبب كثرة الأنهار بها ولذا يسكنها الكثير من الشعب السوري، ولا ننسى جزيرة أرواد التي يبلغ طولها سبعمائة وأربعين متر تقريبًا، ومساحتها لا تتجاوز العشرين هكتار، ويوجد في سوريا أيضًا بعض الأودية وأشهرها وادي النصارى التابع لمحافظة حمص، ووادي بردي الهام والذي يجب الكثير من السياح إليه في فصل الصيف، كانت هذه هي أهم تضاريس الجمهورية العربية السورية وهناك العديد من الأشياء الأخرى التي لن نستطيع حصرها في رؤوس أقلام.
تاريخ الجمهورية العربية السورية
يذخر تاريخ تلك الدولة العريقة بالكثير من المعلومات التاريخية التي سوف نتناول أبرزها في ذلك العنصر، يقول المؤرخون أن التواجد البشري الأول في الأراضي السورية كان قبل سبعمائة وخمسين ألف عام قبل الميلاد، وظل الإنسان مستقر في أراضيها حتى بدأ العمل في الزراعة منذ أثنى عشرة ألف عام قبل الميلاد، وفي العصر الحجري تم تأسيس سبعمائة مستوطنة بشرية منها ما هو موجود حتى يومنا هذا مثل مستوطنتي دمشق وحلب، وبالمناسبة فدمشق تعد المدينة الأولى والأقدم في العالم كله، عامة ظهرت على الأراضي السورية العديد من الممالك مثل ماري والأمورية وإيبلا وأوغاريت وكانا وبعض الممالك الأخرى الأقل أهمية، بعدها تأسست الإمبراطورية الأكادية بقيادة سرجون الأكادي، ولكن سرعان ما انهارت هذه الإمبراطورية كسابقها فسقطت في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وقامت على أثرها الحضارة الكنعانية التي ظلت خمسة قرون تحديدًا ثم سقطت لتظهر لنا الإمبراطورية البابلية بقيادة حمورابي.
ولم يمضي سوى قرنين فقط حتى انهارت وظلت البلاد في حالة يرثى لها تم تسميتها بالعصور الظلمة، حتى جاءت الحضارة الآرامية في القرن الحادي عشر قبل الميلاد وقامت بتقسيم البلاد إلى مدن، بعدها بفترة كبيرة قام الإسكندر المقدوني بفتح بلاد الهلال الخصيب، وكان ذلك عام ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين قبل الميلاد ولكن سرعان ما وافته المنية وتم تقسيم البلاد التي فتحها وكان الهلال الخصيب من نصيب سلوقس الأول، ومضت الأعوام وتغيرت أحوال البلاد حتى جاء الفتح الإسلامي لبلاد الشام، وتمكن المسلمون من فتح أغلب المدن السورية في العام السادس والثلاثين من القرن السادس الميلادي، وذلك بعدما قام المسلمون في عهد عمر بن الخطاب بإرسال حملات عسكرية بقيادة أبو عبيدة بن الجراح استطاعت تحقيق المراد وفتح البلاد.
ومع نهاية فترة الخلفاء الراشدين تم نقل مركز الخلافة الإسلامية إلى الجمهورية العربية السورية وتحديدًا في مدينة دمشق العاصمة، ولكن هذا لم يستمر سوى مائة واثنين وثلاثين عام فقط فبعد سقوط الخلافة الأموية جاءت الخلافة العباسية ونقلت مركز الحكم الإسلامي من سوريا إلى العراق، وأثناء تواجد العباسيين لم تستتب لهم الأوضاع في سوريا فكان دخول السلاجقة إليهم أمر مرحب به من قبل الدولة العباسية، حيث قامت الدولة السلجوقية التي استحوذت على سوريا بإخضاع الشب للعباسيين وهذا بالطبع ما يريده مركز الخلافة، عامة مرت الأعوام وجاء العثمانيون إلى البلدان العربية وكانت سوريا واحدة منهم ففتحوها ودخلت ضمن أراضي الإمبراطورية الكبيرة، فحكم العثمانيون سوريا لمدة أربعة قرون تقريبًا حتى جاءت النهضة العربية ثم تلتها المملكة وبعدها الانتداب وأخيرًا الجمهورية حتى يومنا هذا.