سوف ترى في إسكتلندا صورًا طبيعية لمرتفعات صخرية تمتلئ بالنباتات الخضراء، وحيوانات تتسلق المرتفعات كأنها لعبة، وسترى بحيرة لوخ نيس والمشهورة بوجود وحش مائي فيها، والقلاع الوحيدة والمتناثرة، وملاعب الجولف الواسعة، والمناظر الرائعة الطبيعة التي لا يشوبها أي نوع من تدخل البشر والصناعة، وأبقار هايلاند الشهيرة، كل هذه المعالم هي جزء أصيل من غموض هذا البلد، مدن إسكتلندا جميعها متميزة، كل مدينة ولها طابع خاص بها، وطالما أنت تمشي في إسكتلندا ستجد كل ما يبهر عينك، خصوصًا كلما ابتعدت عن المدن ودخلت في الطبيعة الإسكتلندية، سواء عن طريق الزيارات المقصودة أو حتى عن طريق التنقل من مكان لآخر حيث سترى الخضرة والمشاهد الطبيعية الخلابة يمين ويسار الطرق، فبعض المخرجين يختارون إسكتلندا كمكان لتصوير فيلم خيالي لإقناع الجمهور بأن المكان من خارج العالم الذي نعرفه، هذا بخلاف أن إسكتلندا تشتهر ببلداتها التاريخية، ولكن ليس فقط المدن الشهيرة مثل إدنبرة وغلاسكو، بل هناك مدن أخرى مثل كاليدونيا وغيريها من المدن التي سنشرح لك أهم ما يميزها.
إدنبرة
إدنبرة هي مدينة ذات تنوع استثنائي، فهي مدينة قديمة يعود تاريخها إلى العصور الوسطى حيث الأناقة الجورجية الرائعة، التي تجعلها تستحق سمعتها كواحدة من أجمل المدن في العالم، وذلك بسبب تاريخ المدينة العريق، والهندسة المعمارية الأنيقة جدًا، وعلى الرغم من قدم بعض المباني في إدنبرة، وعراقتها، وعبق التاريخ الذي تشمه من وقت وصولك إلى هناك، ولكن أيضًا المدينة بها العديد من المباني الحديثة، مثل مبنى البرلمان الإسكتلندي، والذي يعتبر تحفة فنية في حد ذاته، هذا بجانب أن إدنبرة تعتبر من العواصم القليلة التي تزحم بالكثير من الحدائق الخضراء والمتنزهات، فهي ليست مثل بقية عواصم العالم، عبارة عن مكان صاخب، بل هي عاصمة مزدحمة بالجمال والناس معًا، مما يجعل وقت التمشي فيها يعتبر في حد ذاته من أفضل الأوقات التي ستقضيها هناك، وتعتبر الحديقة النباتية من أشهر تلك الحدائق والتي يُوصى بها دائمًا للسياح، أما من ناحية التسوق فالمدينة لديها العديد من الأسواق المتنوعة، ولكن أغلبها مراكز تسوق وليس أسواق مفتوحة.
غلاسكو
غلاسكو هي أكبر مدينة من حيث المساحة، ومن حيث عدد السكان في إسكتلندا، وتعد غلاسكو آية في الجمال من حيث طبيعتها الخلابة على الرغم من ازدحامها، ولكن هذا لم يمنع هذه المدينة بالتعبير عن نفسها كأحد أهم مدن إسكتلندا منظورًا للجمال، مع ثروة من المباني الفيكتورية الباهظة المتكونة من الحجر الرملي الأحمر والأصفر، بجانب واجهات القصور الإيطالية، وفن العمارة الأنيق والذي يشير إلى الزمنين اليوناني والروماني الكلاسيكي، كما أنها مدينة اجتماعية عَرف الناس فيها دائمًا كيفية إقامة الحفلات، وبعد كل هذا، تم تصنيف غلاسكو واحدة من المدن الأقل تكلفة في العالم بالنسبة للسائحين والزوار، وفقًا لتقارير أصدرتها مؤسسة تدعى ميرسير، هذا بخلاف مستوى المعالم السياحية هناك والذي يُعد مستوى عالي جدًا من المتاحف والمجموعات الفنية والطبيعة الخلابة في أوروبا، كل هذا في مدينة واحدة، فلن تحتاج لأن تنتقل من مكان لآخر، بل هناك الجمال مضاعف ومتوفر في كل أنحاء المدينة.
بيرث
يمكنك قضاء فترة ما بعد الظهر في استكشاف سحر مدينة بيرث التاريخي، هناك في الواقع عدد كبير جدًا من المعالم التي يمكنك مشاهدتها هناك وطرق كثيرة لإبقاء الزائر سعيدًا جدًا عندما يكون في بيرث، فهي تقع عند ضفة نهر راي، ويسكنها ما يقارب ال47 ألف نسمة، يمكنك القيام برحلة إلى قصر Scone Palace وقلعة Elcho لاستكشاف بعضًا من التراث الملكي الإسكتلندي والترف التاريخي التي كانت تعيشه هذه المنطقة، بيرث من السهل زيارتها لو كنت بالقرب من إدنبرة أو غلاسكو، فقط ستستقل القطار وخلال ساعة تقريبًا ستكون هناك.
سانت أندرو
تُعرف مدينة سانت أندروز على الأرجح باسم بيت الغولف، وذلك لأنه تم تأسيس ملعب غولف ملكي قديم منذ 1754، والذي يعتبر من أقدم ملاعب الغولف في العالم، وكل عامين يتم تنظيم بطولة بريطانيا المفتوحة الشهيرة في إحدى الدورات السبع في هذا الملعب، كما تضم المدينة الصغيرة أيضًا العديد من المباني التاريخية بما في ذلك أقدم جامعة في إسكتلندا، “جامعة سانت أندروز”، كما أنها تعتبر المدينة الرئيسية في شبه جزيرة فايف، وهي منطقة من الأرض تمتد من مصب فورث الكبير في الجنوب إلى فيرث تاي في الشمال، حيث ازدهرت التجارة مع العديد من التجار سواء الفريزيين، أو الفيلياندز أو النورمان في العصور الوسطى، بعد ذلك أصبح السياح ولا سيما لاعبي الغولف يحافظون على المجيء هناك باستمرار بسبب عشق هذه المدينة لهذه اللعبة.
بحيرة نيس وقلعة أوركهارت
تعتبر بحيرة نيس هي البحيرة الأكثر شهرة في إسكتلندا، حيث تشتهر هذه المنطقة بالوحش الأكثر شهرة في بريطانيا: نيسي (المعروف أيضًا باسم مونش لوخ نيس)، وعلى الرغم من أن وحش نيس لم يظهر منذ عقود من الزمان، إلا أنه لا يوجد مكان أفضل في الحفاظ على أسطورة عمرها قرون على قيد الحياة من بحيرة لوخ نيس، هذه البحيرة جميلة بشكل رائع، وذلك لأسباب كثيرة منها الآثار الرومانسية لقلعة أوركهارت على شاطئها، وتمتد هذه البحيرة إلى عمق 755 قدم، وهي ثاني أعمق بحيرة في اسكتلندا، كما تقع البحيرة ومناطق الجذب المحيطة بها بالقرب من كل من غلاسكو وإدنبرة ويمكن الوصول إليها في رحلات نهارية من أي من المدينة.
يمكن ممارسة رياضة التجديف والصيد وبعض الرياضات المائية الأخرى عند البحيرة وزيارة قلعة أوركهارت، حيث تقع القلعة على خلفية البحيرة والجبل معًا، القلعة كانت واحدة من أكبر التحصينات في إسكتلندا، وذُكرت في قلب العديد من الأساطير القديمة يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، وفي نهاية القرن السابع عشر سقطت القلعة المحصنة ضحية للنار، ولكن اليوم يمكن للزوار الاستمتاع بالمرافق في الموقع بما في ذلك المقهى ومحل الهدايا، والمناظر الخلابة على البحيرة، كما تمتد بحيرة لوخ نيس على طول طريق غلين العظيم، حيث تصادمت الصفائح التكتونية لإنشاء الجبال المحيطة بهذا الطريق.
جزيرة سكاي
تعتبر Skye أكبر الجزر الإسكتلندية الداخلية، وتحظى بشعبية كبيرة بين السياح المحبين للطبيعة، وكانت معروفة هذه الجزيرة لدى الفايكنغ قديما باسم “Sküyo”، أو “جزيرة سحابة”، وذلك بسبب السحب الثقيلة التي تتميز بها هذه الجزيرة، تتميز هذه الجزيرة بمزيج بري ورومانسي من المناظر الطبيعية الجبلية والوديان الخضراء والكهوف والصخور الجذابة وشلالات المياه الرائعة والشواطئ الرملية، كل هذه المميزات الطبيعة موجودة في هذه الجزيرة، كما تُعد الجزيرة موطنًا لأطلال غابات البلوط القديمة والمعمرة، فضلاً عن وفرة من الحياة البرية بما في ذلك ثعالب الماء، والفقمة، ونحو 200 نوع من الطيور والنسور، جزيرة سكاي واحدة فقط ضمن أكثر من 500 جزيرة قبالة الساحل الشمالي الغربي لإسكتلندا (80% من الجزيرة فقط مأهول بالسكان).
مدينة بورتري في جزيرة سكاي
تشتهر جزيرة سكاي بجمالها الطبيعي، بورتري هي أكبر مدينة في الجزيرة وتطل على منظر رائع من الأعلى على المنحدرات المحيطة بها، بجانب وجود مياه بحيرة بورتري التي تطل عليها المدينة نفسها، كما تعتبر مدينة بورتري هي المركز الثقافي الرئيسي لجزيرة سكاي، حيث تستضيف معارض للثقافة الغيلية القديمة وغيرها من المعارض الثقافية، كما يأتي اسم بورتري من كلمة “بورت ريغ” الغالية، والتي تعني “ميناء الملك”، وقد تم تسميتها على هذا النحو عندما زار جيمس الخامس هذه المدينة مع أسطوله في عام 1540.
بحيرة لوموند
بحيرة لوموند، أكبر بحيرة في بريطانيا، تبعد مسافة قصيرة بالسيارة شمال غرب غلاسكو، يُشار إلى أن الكاتب والتر سكوت أطلق على هذه البحيرة اسم “ملكة البحيرات الإسكتلندية”، هذه البحيرة الجميلة هي عبارة عن ثروة ضخمة للصيادين، حيث تَضُم العديد من سمك السلمون المُرقط والسَلمون العادي والسَمك الأبيض، كما أنها تحظى بشعبية كبيرة بين هواة الرياضات المائية، ومحبي رياضة المشي لمسافات طويلة، وسائقي الدراجات النارية، بالإضافة إلى هؤلاء الذين يحبون المناظر الطبيعية التي يتم رسمها ببساطة من خلال مناظر الإطلالات الطبيعة الرائعة، كما تحظى رحلات القوارب حول البحيرة بشعبية رائجة بين السياح والسكان المحليين، أيضًا الطرف الجنوبي من البحيرة هو مكان ممتاز لتذوق رومانسية القلعة الإسكتلندية الواقعة هناك وتنفس الهواء على ضفاف البحيرة والاستمتاع بمجموعة واسعة من الأنشطة في الهواء الطلق، أو لسماع أغنية شعبية قديمة عن بحيرة لوموند نفسها، عن طريق الموسيقى الإسكتلندية المعروفة في جميع أنحاء العالم بتفردها وغرابتها، وكل هذه الأسباب تجعل بحيرة لوموند أحد الأسباب التي تجعل المنطقة تجذب الكثير من الزوار على مدار العام.
مدينة إنفرنيس
تعد مدينة إنفرنيس، والتي تقع في أقصى شمال بريطانيا، المدخل الرئيسي إلى المرتفعات الإسكتلندية، وهو مكان جيد للزيارة في إسكتلندا إذا كنت ترغب في المشي، أو السير على طول نهر نيس إلى جزر نيس أو رؤية قناة كاليدونيا أو زيارة الكنائس على طول النهر، أيضا من خلال المدينة القديمة التي تحتوي العديد من المباني الحجرية القديمة والسوق الفيكتوري يمكنك شراء العديد من المشغولات اليدوية كتذكار أو هدايا، أيضًا يمكنك زيارة قلعة إنفرنيس التي تعود للقرن التاسع عشر، ولكن لا تتوقع رؤية ما بداخلها بشكل كامل لأن القلعة تحولت في الوقت الحالي إلى محكمة محلية في إسكتلندا.
مدينة إستيرلينغ
مدينة إستيرلينغ بوسط إسكتلندا مشهورة جدًا بوجود الذئاب فيها ولذلك تعد من المدن الخطيرة، ووفقاً للأسطورة المحلية، فإن الذئاب كانت تعوي عندما كان الفايكنج قديمًا يوشكون على الغزو، وبالتالي كان ينتبه القرويون إلى الهجوم حتى يتمكنوا من إنقاذ منازلهم، تُعتبر إستيرلينغ مكانًا جيدًا لرؤية مدينة إسكتلندية من القرون الوسطى، فهناك ستجد قلعة إستيرلينغ المهيبة التي تعود للقرن الثاني عشر والموجودة على منحدر جبلي وبالقرب من النهر، مما يجعل هذه القلعة في غاية الروعة، وهناك ستشعر بالفعل أنك في زمن آخر، لأن لا وجه للحداثة قريب من هذا المكان، بل فقط أشجار وقلعة قديمة، أيضًا هناك ستجد الكنيسة التي توج فيها الملك جيمس السادس ابن ماري ملكة إسكتلندا في عام 1557، ولا تزال كنيسة هوليود روذي تقدم الخدمات يوم الأحد.
وادي جلينكو
يعد وادي جلينكو أحد أجمل الوديان في إسكتلندا، فهو يمتلك طبيعة خلابة بشكل مذهل، سواء من حيث قسوة صخوره في بعض الأحيان أو من حيث المساحات الخضراء التي تزين الصخور والمرتفعات، يقع وادي جلينكو على بعد 26 كم جنوب فورت ويليام، ويقع متوسطًا بين التلال والجبال، بما في ذلك جبل “بوشايلا” الشبيه بالهرم، عندما تسافر عبر هذا الوادي فأنت ستمشي على طريق يشكل حرف U، هناك ستجد النصب التذكاري لإحياء ذكرى مذبحة 1692 في جلينكو عندما نصبت أرغيلز كمينًا لماكدونالدز، كما يتمتع هذا الوادي بشعبية كبيرة بين المتنزهين ومتسلقي الصخور حول العالم مع مسارات لهذه الرياضات يمكن الوصول إليها من الطريق السريع، مما يجعل المكان قريب ولا يحتاج إلى مسافات سفر بعيدة، كما يحظى وادي جلينكو بشعبية خاصة مع متسلقي الشتاء والمتزلجين في أوقات الشتاء لأنه أقرب منطقة للتزلج من مدينة غلاسكو.
جزر أوركني
هم عبارة عن 70 جزيرة، منهم 20 جزيرة مأهولة بالسكان، تشكل جزر أوركني أرخبيل قبالة الساحل الشمالي لإسكتلندا، سكان أوركني سكنوا هناك قبل تاريخ دخول الرومان منذ ألفين عام تقريبًا، وكانت في زمن ما جزءًا من النرويج، هذه الجزر لديها بعضًا من أفضل المواقع القديمة المحفوظة من العصر الحجري الحديث في أوروبا، ستجد هناك مكان اسمه “رينج أوف بوردر” وهو عبارة عن دائرة من التشكيلات الحجرية المستخدمة في الطقوس الدينية القديمة، فضلاً عن مجموعة متنوعة من الفنون المحلية موجودة دائمًا في صالات العرض والمتاحف، كما تُعد العاصمة كيركوال هي أكبر مدينة في محيط هذه الجزر.