تحتل فلسطين موقعا جغرافيا استراتيجيا أكسبها أهمية كبيرة، حيث أنها حلقة وصل ما بين قارتي آسيا وأفريقيا، وهذا الموقع الجغرافي جعلها تتميز في التنوع التضاريسي وبالتالي تنوع بمواردها الطبيعية. كما أنها تجمع ما بين العديد من الحضارات القديمة كاليونانية والآشورية والرومانية وغيرها، فضلا عن أنها تحتوي على العديد من الآثار والمواقع المقدسة للديانات السماوية الثلاثة، مما جعلها مركزا ثقافيا وحضاريا لمختلف الشعوب.
جغرافيا فلسطين
تنقسم فلسطين إلى أربعة أقسام جغرافية متميزة ومتنوعة مثل السهل الساحلي في البلاد على البحر المتوسط حيث يمتد من سهل عكا الذي يفصلها عن غزة ورفح جبال الكرمل، وكدلك المناطق التي تقع ما بين حيفا والناقورة.
والقسم الثاني هو الجبال الفلسطينية التي تمتد ما بين سهل البقاع شمال الأراضي اللبنانية إلى هضبة النقبة الصحراوية في الجهة الجنوبية، علما بأن الجبال تزداد ارتفاعا كلما اتجهنا نحو الجنوب؛ ومن أهم الجبال في فلسطين جبال الجليل وجبال نابلس ويفصل بينهما مرج بن عامر وتضم كل من مدن القدس، نابلس، رام الله، الناصرة، طولكرم، جنين والخليل؛ كما تقع جبال القدس والخليل.
أما القسم الثالث فهو غور الأردن أو وادي الأردن كما يشاع، فهو عبارة عن سهل خصب ويعد أكثر مناطق العالم انخفاضا عن مستوى سطح البحر، ويقع على امتداد نهر الأرض وفلسطين، حيث أنه يمتد من بحيرة الحولة مرورا ببحيرة طبريا وحتى البحر الميت ثم وادي العربة؛ يشتهر الغور بزراعة الفواكه والخضراوات.
بينما القسم الرابع من الأراضي الفلسطينية هو صحراء النقب وهي هضبة شبه صحراوية تبلغ مساحتها حوالي نصف مساحة الأراضي الفلسطينية الطبيعية، ومن أبرز المدن التي تقع في النقب هي بئر السبع.
المناخ
أدى الموقع الجغرافي المتميز لفلسطين إلى التنوع المناخي فيها، وترتب على ذلك تنوعا في الموارد الطبيعية، وإذا لاحظنا الحالة المناخية للفصول الأربعة في فلسطين، فسنجد أن المناخ ينقسم إلى قسمين وهما المناخ الصحراوي ومناخ البحر المتوسط، ففي مناطق المناخ الصحراوي، حيث يعتبر فصل الشتاء بفلسطين ماطرا بينما في فصل الصيف جافا، وترتفع درجات الحرارة والرطوبة في فصل الصيف بالأخص في مناطق السهل الساحلي أي في كل من غزة ويافا، أما في المرتفعات تنخفض درجات الحرارة صيفا وشتاءً وقد تصل إلى تساقط الثلوج في بعض المناطق مثل القدس والخليل. وبهذا يمكننا القول بأن المناخ في فلسطين يتميز بدرجات الحرارة المعتدلة صيفا صيفا والباردة شتاءً.
المساحة
تبلغ المساحة الإجمالية لدولة فلسطين حوالي 26.990 كم2، حيث أن مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة حوالي 6.220 كم2 بينما تبلغ مساحة حدود الـ48 حوالي 20.77 كم2.
السكان واللغة
وفقا لإحصائيات التعداد العالمي فإن إجمالي عدد سكان فلسطين يبلغ حوالي 13.364 مليون نسمة، وبتفصيل أدق، إجمالي سكان الضفة الغربية وقطاع غزة 4.817 مليون نسمة تقريبا، بينما يبلغ عدد سكان الضفة الشرقية (حدود الـ 48) حوالي 8.547 مليون نسمة.
ينقسم الشعب الفلسطيني الذي ظل لفترة طويلة يشكل الأغلبية العظمى لإجمالي عدد السكان بفلسطين حتى وقوع النكبة في عام 1968، إلى ثلاثة فئات وهي الفلاحين والبدو وأهل المدن. معظمهم من السكان الأصليين والمهاجرين الذين اضطروا إلى مغادرة مدنهم التي سيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي ضمن حدود الـ 48، يتحدث معظمهم باللهجة الشامية الجنوبية وهناك من يتحدثون بلهجة بدو سيناء وصحراء النقب، وهناك أقلية من السكان يتحدثون باللغة الأشورية، والشركس يتحدثون باللغة الأديغية، وهناك أقلية أخرى من الأرمن والسامريون؛ أما سكان حدود الـ 48 فمعظمهم يتحدث باللغتين العربية والعبرية.