مقدونيا - معالم بارزة

سكوبيه، عاصمة مقدونيا وأهم مدنها

من البديهي تمامًا أن تكون عاصمة أي دولة ضمن الأماكن الجديرة بالزيارة بها، ومن البديهي كذلك أن تكون مثل هذه الأماكن زاخرة بالمعالم السياحية البارزة، وهذا ما يحدث بالضبط في مدينة سكوبيه التي تُعتبر العاصمة والمدينة التاريخية في كامل مقدونيا، إذ أن وجودها يمتد لأكثر من أربعة آلاف عام قبل التأريخ الميلادي، وعلى الرغم من مرورها بالكثير من العثرات والصعاب على امتداد تاريخها إلى أنها في النهاية ظلت صامدة وقادرة على التأريخ لحياة مقدونيا بالكامل في صورة بعض المعالم البارزة، هذه المعالم منها ما هو طبيعي ومنها ما هو حضاري ومنها كذلك ما هو حديث، والبداية ستكون مع جبل فودنو، أحد أهم هذه المعالم وأكثرها شهرة على الإطلاق.

جبل فودنو

في الجزء الشمالي من جمهورية مقدونيا، وتحديدًا في غرب العاصمة سكوبيه، يقع جبل فودنو كأعلى قمة موجودة في البلاد على الإطلاق، تلك القمة تصل تقريبًا إلى 1066 متر، وفوقها أيضًا ثمة بعض القمم الأخرى المنعزلة، والتي تزيد طبعًا من ارتفاع الجبل وتجعله قمة لا تُقاوم من حيث المتعة الموجودة بها، ففي الصيف تكون رياضة التسلق هي الرياضة المناسبة، أما الشتاء فيكون التزحلق على الجليد حاضرًا فيه، حيث أن جبل فودنو بأكمله يكتسي بالجليد في هذا الفصل، كذلك لا ننسى وجود بعض النشاطات الصالحة للإقامة أعلى هذا الجبل، وذلك مثل رؤية الظواهر الطبيعية ورؤية المدينة بالكامل أيضًا، ببساطة شديدة، المكان غير قابل لتفويت زيارته، وخاصةً عشاق المغامرة والمرتفعات.

صليب الألفية

كذلك من ضمن المعالم البارزة الموجودة في مدينة سكوبيه والغير قابلة كذلك للتفويت ذلك الصليب الموجود فوق جبل فودنو والمعروف باسم صليب الألفية، وهو صليب يصل ارتفاعه إلى حوالي ستة وستين متر تقريبًا، هذا طبعًا بالإضافة إلى الشكل والتصميم الهندسي الرائع الذي يحظى به، فالصليب في الأساس أُسس عام 2002، أي في حقبة حديثة، هذا على الرغم من كونه في الأساس يحتفل بمرور ما يزيد عن الألفي عام على المسيحية في العالم ومقدونيا تحديدًا، وطبعًا لا نحتاج للتأكيد أبدًا على أن ذلك المكان متاح لكل عشاق الفن والرقي في العالم وليس فقط المسيحيين.

جامع مصطفى باشا

مثلما هو الحال مع الأماكن الدينية المسيحية وتواجدها الكبير في مدينة سكوبيه بمقدونيا يُمكننا كذلك ملاحظة التواجد الديني الإسلامي، وأكبر نموذج على ذلك جامع مصطفى باشا الذي شُيد مع نهاية القرن السادس عشر، وتحديدًا في فترة الحكم العثماني، وبالتأكيد أنتم تعلمون جيدًا العظمة التي يحظى بها فن المعمار العثماني، وخاصةً المعمار القديم، إذ أن المسجد يُعد تحفة فنية بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، ومن النادر جدًا، بل من المستحيل، أن يذهب سائح عربي إلى سكوبيه دون أن يقوم بزيارة هذا المسجد الذي يُعتبر من أهم معالم الجذب السياحي هناك.

حديقة سكوبيه للحيوانات

يُمكنك عزيزي السائح ملاحظة التنوع الموجود في الأماكن البارزة بمدينة سكوبيه من خلال تلك الحديقة، والتي تُعتبر بالتأكيد الحديقة الأهم والأكثر جذبًا، إذ أن موضوعها الحيوانات، والإنسان يعشق بكل تأكيد هذه الكائنات، أضف إلى ذلك أن حديقة سكوبيه في الأساس تضم أنواع مختلفة ونادرة من الحيوانات، فهي تضم مثلًا الحيوانات القطبية بالإضافة إلى النوعيات الشهيرة والمعروفة، وفوق كل ذلك ثمة وجود لمُلحق خاص بالتعايش مع الحيوان وكيفية الانخراط معه، إنها ببساطة شديدة واحدة من الزيارات التي لا تُفوت على الإطلاق في مدينة سكوبيه الجميلة.

المتحف الأثري بمقدونيا

من البديهي طبعًا أن ينضم المتحف الأثري الوطني في أي دولة إلى معالم الجذب السياحي الموجودة بها، مثلما هو من البديهي كذلك أن يكون المتحف الأثري في مقدونيا موجود في العاصمة سكوبيه، والتي تضم بالإضافة إلى هذا المتحف الكثير من المتاحف الأخرى، لكن أهمية المتحف الأثري تنبع من كونه في الأساس الحاضن لأغلب آثار مقدونيا والأشياء التي تنتمي فعلًا لها، ولذلك فإن أي سائح قد يرغب في استكشاف التاريخ الحقيقي لهذه الدولة فبكل تأكيد لن يجد مكان أنسب من المتحف الأثري، هذا بخلاف كونه مفتوحًا بالمجان ساعات طويلة من اليوم، إنها ببساطة زيارة لا تُفوت.

بيتولا، مدينة الجمال والدلال

إذا ما كنت تبحث عزيزي السائح عن مدينة أخرى يُمكن زيارتها والخروج من خلالها بالكثير من المعالم البارزة فإن مدينة بيتولا بالتأكيد سوف تكون الخيار الأمثل لك، إذ أنها تُعرف في مقدونيا بمدينة الجمال والدلال والمكان الأول في عملية الجذب السياحي على الرغم من عدم وجود أي كثافة سكانية كبيرة بها، هي فقط تمتلك بداخلها حوالي ثمانين ألف نسمة وكانت في السابق تمتلك الكثير من النزاعات، وخاصةً النزاع بين ألبانيا ومقدونيا على أحقيتها، لكن في نهاية المطاف نجد أن كل هذا يُصبح غير ذي قيمة أمام المعالم البارزة الكثيرة المتناثرة في المدينة الصغيرة، والتي على رأسها مثلًا برج الساعة الوحيد في دولة مقدونيا.

برج الساعة

من أهم الأماكن السياحية البارزة الموجودة في مدينة بيتولا المقدونية ذلك البرج الكبير المعروف باسم برج الساعة، وطبعًا كلكم تدركون جيدًا أن هذا البرج محاولة لتقليد برج إيفل وساعة بيج بن، فالبرج يصل إلى تسعة وثمانين متر في الطول بالإضافة إلى ساعة ذهبية ضخمة في منتصفه، كذلك يُمكن الاستفادة من البرج في الأماكن المتواجدة بداخله، أما حوله فثمة الكثير من المطاعم والمقاهي والحدائق، ببساطة، أتاح البرج قماشة سياحية في غاية الأهمية جعلتها يدخل بجدارة ضمن مناطق الجذب السياحي الهامة في بيتولا وبكامل مقدونيا.

منتزه المدينة

في الوقت الحالي باتت المنتزهات أشبه بالموطن الرئيسي للسياح، إذ أنه من النادر تمامًا الذهاب إلى أي مدينة سياحية دون القيام بزيارة المنتزه الرئيسي بها، والمنتزه الرئيسي في بيتولا يُعرف باسم منتزه المدينة، وهو منتزه يبلغ حوالي عشرة هكتار وبداخله ثمة الكثير من المساحات الواسعة بالإضافة إلى حديقة حيوانات صغيرة مُلحقة بالمنتزه وكذلك مكان لبيع الهدايا التذكارية وآخر يُعتبر كمتحف مكشوف ومكان للرسم وممارسة الفنون بشكل عام، هو أيضًا يستحق الانضمام لمعالم الجذب السياحي بالمدينة خاصةً وأنه المنتزه الوحيد بها.

المسجد الجديد

فترة سيطرة الدولة العثمانية على مقدونيا وبقية دول شبه جزيرة البلقان أدت في نهاية المطاف إلى تواجد الكثير من الأماكن التي تُعبر عن هذه الهوية، وعلى رأسها طبعًا المساجد، والمساجد هنا كثيرة، لكن أهمها المسجد الجديد الذي كان في السابق يُعرف باسم مسجد السلطان أحمد، لكن بعد عمليات التجديد التي طالته في الآونة الأخيرة بات يُعرف باسم المسجد الجديد، وهو يحظى بشكل معماري مُذهل يحمل رائحة الدولة العثمانية، ولا يُنصح كذلك بتفويته عند التواجد في بيتولا، خاصةً وأنه لا يتم دفع أية أموال مقابل زيارته.

قمة بيلي ستير

تكثر القمم الموجودة في بيتولا، أصلًا مقدونيا تُعتبر في الأساس الراعي الرسمي للجبال والمرتفعات، ومن ضمن هذه القمم الهامة في تلك الدولة قمة بيلي ستير، وهي التي يُمكن من خلالها رؤية المدينة بالكامل من أعلى نقطة لها، كذلك يُمكن استخدامها في التمتع برياضة التسلق أو التزحلق على الجليد في فصل الشتاء، لكن يُفضل عدم المخاطرة بالصعود إلى هذه القمة بشكل منفرد لأن الخطورة لا تزال حاضرة بها، إذ أن صعودها يحتاج إلى تأمينات خاصة ومُعدت مُعينة، وفي النهاية عزيزي السائح كل ما تريد أن تعرفه عن هذه القمة أنها جميلة فعلًا وتستحق الانضمام للمعالم البارزة.

حديقة بيتولا للحيوانات

لا يُمكن الذهاب إلى مدينة بيتولا الجميلة دون تفويت زيارة حديقة بيتولا المخصصة للحيوانات، فهي من حدائق الحيوان الأهم في مقدونيا وفي كامل قارة أوروبا، أما بالنسبة لأهم ما يميزها فهو يتمثل في الحيوانات النادرة والعديد من الحيوانات التي يُمكننا أن نطلق على مكان تواجدها محمية طبيعية وليس مجرد حديقة، وفوق كل ذلك الحديقة تضم الكثير من أماكن الجذب كأماكن لعب الأطفال والمطاعم والمقاهي، ببساطة شديدة هي مكان آخر جدير بالانضمام إلى المعالم البارزة، ولا تنسوا أن الزيارة تكون مجانية يومين أسبوعيًا!