لبنان - موارد السفر

حالة دور العبادة

تختلف دولة لبنان عن معظم الدول العربية فيما يتعلق بالديانة، فمن المعروف أن لبنان تمتلك نسبة 40% من المسيحين وستين بالمئة من المسلمين الذين ينقسمون فيما بينهم إلى أهل سنة وشيعة ودروز، على العموم، النسبة الكبيرة للمسيحين داخل هذه الدولة أدت إلى اختلاف حالة دور العبادة كذلك، حيث نشأت مجموعة كبيرة من الكنائس ووصل الأمر إلى وصول المسيحيين إلى رأس الدولة اللبنانية، أيضًا الكاتدرائيات والأماكن الدينية المسيحية الكثيرة انتشرت في كل شبر داخل لبنان، بيد أن ذلك لم يؤثر على الوجود الإسلامي الكبير، وإن كان الوجود المسيحي هو الأكثر ظهورًا، وهناك من يعتقد أن تلك الاختلافات بين نسبة المسلمين والمسيحيين أدت إلى نشأة الحرب الأهلية اللبنانية التي لم تنتهي إلا قبل ثلاثة عقود فقط، لكن، هل يُفسر ذلك حالة دور العبادة في هذه الدولة؟

المساجد في لبنان ليست بذلك العدد الكبير الذي يُمكن توقعه، صحيح أنها موجودة، لكن وجودها عادي تمامًا، إذ أنه ليست هناك مساجد كُبرى أو عريقة أو تاريخية، عدد نادر قليل فقط، بينما على العكس تمامًا ثمة مجموعة من الكاتدرائيات والكنائس الكبرى والعتيقة، بيد أن ذلك لا يمنع من عدم وجود أية مشاكل مُتعلقة بالحالة الدينية، فالمساجد والكنائس موجودة، والزائر سوف يذهب إلى هناك بكل سهولة ولن يجد أية عراقيل متعلقة بهذا الصدد لأن لبنان أصلًا دولة متحررة، بل هي في الأساس أكثر دول الوطن العربي من ناحية التحرر.

حالة الواي فاي والإنترنت

تُعتبر دولة لبنان من أوائل دول الوطن العربي دخولًا في مجال الإنترنت، كما أنها كذلك قد دخلت المجال بقوة وأصبحت توفر سرعات عالية مع السعي كل فترة لتخفيض قيمة الاشتراك الشهري، لكن على الرغم من ذلك، وفي السنوات الخمس الأخيرة، حدثت العديد من الاعتراضات على هذه الشبكة العنكبوتية داخل لبنان وطالب البعض بتغيير الكابلات البحرية خاصةً القادمة من الإسكندرية وقبرص، حيث أن ذلك الأمر قد أدى إلى بطء الإنترنت لتصبح لبنان في المركز التاسع بين دول الوطن العربي بعد أن كانت في مقدمة الترتيب، وقد أرجع البعض ذلك الأمر إلى وجود أكثر من مجرد قطع في الكابل الرئيسي، إذ أن السلطات اللبنانية لا تريد أن تترك العنان لرواد هذه الشبكة حتى لا يقودهم ذلك إلى تصادم شعبي مثلما حدث في أغلب دول الوطن العربي مؤخرًا، بيد أن كل هذا بالتأكيد لا يشغل السائح، فماذا عن الشركات والأسعار؟

الشركة اللبنانية الوطنية للاتصالات هي التي تتولى تنظيم ذلك الأمر، حيث أنها توفر الخدمة في كامل أنحاء الدولة والأسعار تبدأ من مبلغ تقديري عشرة دولارات، أما بالنسبة لخدمة الواي فاي التي تشغل المسافر أكثر من أي شيء آخر فهي تتوفر بشكل رئيسي داخل الأماكن السياحية من الدرجة الأولى بخلاف الفنادق وأماكن الإقامة المميزة كذلك، ولا ننسى وجود كارت شحن إنترنت يمكن توفيره قبل السفر إلى لبنان واستخدام في التصفح حتى خمسة جيجا بايت، وهو الأمر الذي يقوم به أغلب المسافرين حتى يكون بمقدورهم الاستقرار في مكان ما يوفر إنترنت أو شبكة واي فاي جيدة.

مواعيد العمل

من البديهي طبعًا أن يكون هناك استفسار بخصوص مواعيد عمل أهم الجهات المتواجدة في دولة لبنان، إذ أن ذلك يُفيد في عملية التعرف أكثر على الدولة والجهات الهامة بها مثل البنوك والمتاجر والصيدليات والمطاعم والمقاهي.

البنوك

من البديهي تمامًا أن تلتزم بنوك دولة لبنان بمواعيد العمل المُعممة في كافة دول العالم، وذلك لسبب بسيط جدًا يتمثل في تابعية البنوك أساسًا لما هو أكبر من دولة لبنان، عمومًا، البنوك هناك تفتح أبوابها منذ الثامنة والنصف صباحًا وحتى الثالثة عصرًا، كما أنه ثمة وجود لبعض البنوك الخاصة التي قد تمتد مواعيد العمل بها حتى الخامسة مساءً، أما فيما يتعلق بماكينات السحب فهي لا تتعلق بمواعيد البنوك، إذ أنها تتاح طيلة اليوم ويُمكن لأي شخص سحب المبالغ التي يحتاجها في أي مكان، فهي مُنتشرة في كل النقاط الهامة داخل الدولة وخاصةً العاصمة بيروت ومدن طرابلس وصيدا.

المتاجر

فيما يتعلق بالمتاجر فدعونا نقول بكل صراحة أن المتاجر لكونها في الأساس دولة صغيرة من حيث المساحة والسكان فهي لا توفر ذلك القدر الكبير من المتاجر، صحيح أنه ثمة عدد معقول من مراكز التسوق الرئيسية، لكننا هنا نتحدث أساسًا عن المتاجر التي عادةً ما تنتشر في المدن الصغيرة والأحياء، عمومًا، المتاجر الصغيرة لا تلتزم بمواعيد محددة لكونها لا تخضع للخريطة السياحية التنظيمية، فهي تفتح ما يزيد عن الثمانية عشر ساعة في اليوم الواحد، أما مراكز التسوق فهي تلتزم طبعًا بالمواعيد الرسمية، إذ أنها تفتح أبوابها في التاسعة صباحًا أو العاشرة ولا تُغلقها حتى العاشرة مساءً أو الحادية عشر على الأقل، بمعنى أدق، نصف يوم كامل، وهو وقت مناسب بالطبع للزوار الأجانب والمحليين كذلك.

الصيدليات

تُعرف دولة لبنان بتواجد عدد قليل بعض الشيء من الصيدليات، ولكي يتم مواجهة هذا العجز تقوم أغلب صيدليات لبنان بالعمل لمدة تزيد عن ثمانية عشر ساعة في اليوم الواحد، بل معظمها يصل به الأمر إلى العمل بدوام كامل 24 ساعة، وهذا ما يعني في نهاية المطاف أن الخدمة الطبية المُقدمة في صورة الصيدليات لن تتأثر تأثرًا كبيرًا، مع الوضع في الاعتبار أن الصيدليات تقل كلما ابتعدنا عن العاصمة والمدن الرئيسية في دولة لبنان، حيث أن بيروت وصيدا وطرابلس، هذه الثلاث مدن وحدها، تمتلك ما يقترب من الخمسين بالمئة وأكثر من إجمالي أعداد صيدليات لبنان.

المطاعم والمقاهي

إذا كان التعرف على مواعيد عمل المطاعم والمقاهي أمر هام في أي دولة فإنه يتحول إلى أمر ضروري لا خلاف على أهميته داخل دولة لبنان، وذلك الأمر بسبب تواجد هوية خاصة للأطعمة والمشروبات اللبنانية، عمومًا، تفتح المطاعم أبوابها ما يزيد عن الستة عشر ساعة في اليوم الواحد تبدأ حسب هوية الوجبات الموجودة بالمطعم، فتلك التي تُقدم العشاء فقط تختلف تمامًا عن التي تُقدم الوجبات الثلاث بدايةً من الإفطار، كذلك المطاعم الشعبية لها معاملة ومواقيت خاصة، لكن الأمر الذي لا خلاف عليه في النهاية أن أي مكان تذهب إليه في أي وقت سوف تجد به مطعم مُتاح ووجبات غاية الروعة.

العطلات والمناسبات

طبعًا لا خلاف على أهمية التعرف على العطلات والمناسبات الموجودة في دولة لبنان قبل السفر إليها باعتبار أن ذلك الأمر يُعتبر من أهم موارد السفر على الإطلاق، والواقع أن لبنان تختلف كثيرًا عن بقية الوطن العربي في هذا الأمر بسبب وجود الكثير من الطوائف بداخلها وبالتالي اختلاف الأعياد، بيد أن يومي الجمعة والسبت ثابتين من حيث العطلات التي تتعطل فيها أغلب الجهات الرسمية بالدولة، وخصوصًا يوم الجمعة، ثم يأتي بعد ذلك مجموعة من الأعياد الوطنية التي على رأسها الموافق للثاني والعشرين من شهر نوفمبر، وهو عيد يحتفل بالاستقلال عن دولة فرنسا، كذلك عيد الشهداء الذي يأتي في السادس من شهر مايو وعيد المقاومة أو التحرير الذي يواكب السادس والعشرين من نفس الشهر.

بالنسبة للأعياد الدينية فحدث ولا حرج، إذ أنه ثمة مثلًا أعياد دينية إسلامية مثل الفطر والأضحى والمولد النبوي ورأس السنة الهجرية، كما أنه ثمة أعياد دينية مسيحية كعيد القيامة وجمعة الآلام وعيد البشارة ورأس السنة الميلادية، فكل هذه الأعياد تصاحبها عطلات رسمية، ووجود العطلات يعني بالضرورة تواجد كساد سياحي، اللهم إلا تلك العطلات التي تواكب أعياد احتفالية من الدرجة الأولى، ففي هذه الحالة تعمل الأماكن السياحية بقوة يُمكن وصفها بالمضاعفة، وهو أمر رائع بالتأكيد.

الأماكن الآمنة والخطرة

في الحقيقة سيكون من غير الحيادي أبدًا أن نقول بكون الحالة الأمنية في دولة لبنان آمنة، وقد نشأ عن ذلك الأمر انقسام الأماكن في لبنان إلى آمنة وخطرة، وهو شيء يُريد السائح التعرف عليه جيدًا، ودعونا نبين ببساطة أن الشوارع الضيقة في صيدا وطرابلس لا أحد يعرف حتى الآن هل هي خطرة تمامًا أم لا، لكن الأمر الذي لا خلاف عليه أنها غير آمنة، والدليل على ذلك وجود الكثير من حالات السرقة والقتل بداخلها، أيضًا بعض الأماكن البارزة في العاصمة بيروت تكون محط لمعظم العمليات الإرهابية التي يقوم بها حزب الله اللبناني، كذلك دعونا نضع في الاعتبار وجود بعض الأبنية التي تم هدمها ولم تُرمم أو يتم تنظيف ذلك الهدم حتى وقتنا الحالي، وهو ما يعني ببساطة تواجد المخربين بها وكونها مخبأ للصوص والمجرمين، وإذا كنا نريد دقة أكثر فإن بعض الطرق الجبلية اللبنانية تُعتبر كذلك أماكن غير آمنة بسبب انتشار الطرق الملتوية بها ووجود قطاع الطرق مع بعض المعوقات الأخرى التي تزيل عنها الأمان.

حالة البريد

يُعتبر البريد اللبناني بخير في الوقت الحالي، لكن الحديث هنا عن بريد المراسلات النصية فقط، وهو الذي يُخصص له أربعة أرقام أو ثمانية أرقام تُضاف إليها عدة رموز بريدية وتُباع لها دمغات بأسعار قليلة للغاية، بيد أن بريد الشحنات أو الطرود، وهو الذي يُستخدم في إرسال واستقبال الأشياء، لا يأخذ نفس الدرجة من الجودة، ففي الآونة الأخيرة أصبح الجميع في لبنان يلجأ إلى شركات الشحن المتخصصة، وهي التي تفي بالغرض بدرجة كبيرة، عمومًا، من أشهر جهات البريد المتواجدة في هذه الدولة ليبان بوست، وهي متواجدة منذ خمسة عشر عامًا وتمكنت خلال هذه الفترة إحراز تقدمًا كبيرًا وكسب ثقة العملاء.

حالة الطوارئ

بالنسبة لحالة الطوارئ داخل دولة لبنان، والتي تُعتبر طبعًا واحدة من أهم موارد السفر، فدعونا نعترف أنها ليست بذلك القدر الذي يجعلنا نطمئن له، خصوصًا مع الحرب الأهلية ووجود بعض الصراعات الداخلية والدولية والجماعات الإرهابية، بيد أن الزائر بالتأكيد لن يحتاج ذلك الحديث المُحبط، هو فقط يود التعرف على بعض الأرقام الهامة التي يُمكن استخدامها بهذا الصدد، والتي منها رقم 112 للأمن الداخلي ورقم 174 للإطفاء ورقم 140 للصليب الأحمر ورقم 125 للدفاع المدني، فهذه تقريبًا هي أبرز الأرقام التي يُمكن أن يحتاج الزائر إليها حال تعرضه لأي مشكلة من المشكلات داخل لبنان.