بيروت، العاصمة وأهم المدن الحرة عربيًا
على الرغم من أننا نتحدث في القرن الحادي والعشرين، وهو عصر الانفتاح الأول بلا شك، فإن مدينة بيروت، عاصمة لبنان، لا تزال المدينة العربية الوحيدة التي تُطبق فكرة الانفتاح بكافة تفاصيلها، فهي تمتلك مجموعة من المناطق المتحررة المتمثلة في الشواطئ والمطاعم والمقاهي والمسارح، لدرجة أن أكبر نسبة من الأجانب تتواجد في هذه المدينة، كذلك أغلب مشاهير العرب ورجال الأعمال يتخذون من بيروت مكانًا مُفضلًا لهم من أجل الذهاب إلى هناك وقضاء عطلة صيفية مميزة، والحقيقة أنه بخلاف ذلك فإن بيروت أساسًا تمتلك أجواء مختلفة تمامًا عن بقية المدن العربية وربما الأسيوية، ولهذا هي الترشيح الأول والأهم، لكن ذلك الترشيح في حاجة طبعًا إلى تدعيمه ببعض النماذج من الأماكن السياحية الجاذبة المتواجدة بهذه المدينة، وهذا بالضبط ما هو موجود بالسطور المُقبلة.
قصر سرسق
في عام 1910 قام نقولا سرسق ببناء قصر سرسق، كان القصر خاصًا به، وكان من المفترض أن يعيش فيه ويتوارثه عائلته من بعده، لكن في أربعينيات القرن المنصرم تحول القصر إلى مكان مفتوح للزيارة من الجميع، ثم بمرور الوقت أكثر لم يعد مجرد قصر عادي، وإنما بات أشبه بالمتحف الإسلامي، فهو يضم بداخله الكثير من الآثار الإسلامية بخلاف تواجد عدد وافر جدًا من الأعمال الفنية الخاصة بفناني لبنان وكذلك العالميين، ببساطة، إنه ذلك المكان الذي لن تجد أي لحظة بداخله خالية من المتعة، أما ثمن تذكرة الدخول فهو أمر مُدهش آخر يستحق الزيارة، فهي تكود تكون مجانية تمامًا!
تمثال رياض الصلح
رياض الصلح اسم لا يُمكن نسيانه من قِبل اللبنانيين، فهو أول رئيس وزراء جاء في العصر الذهبي لدولة لبنان، إنه عصر الاستقلال، وبالتالي هو مكان جدير بالزيارة خصوصًا وأن التمثال الذي أقيم لهذا الشخص مُحاط أساسًا بمجموعة من الأماكن الأثرية على رأسها سور المدينة، ولهذا فإن الزوار لا ينقطعون وتحديدًا في فترة الأعياد الوطنية، إذ أن هذا التمثال يُذكر أهل لبنان، ومدينة بيروت على وجه التحديد، بالفترة الذهبية في حياتهم، وهي التي تلت الاحتلال مباشرة، كما يُمكن زيارة المجمع التجاري المميز المُلحق بهذا التمثال والاستمتاع بجولة تسوق مميزة.
الجامع العامري الكبير
لا أحد يذهب إلى لبنان، وتحديدًا مدينة بيروت، دون أن يعرج إلى الجامع العمري الكبير ويقوم بزيارته والاستمتاع بالعمارة الإسلامية الرائعة الموجودة في دولة لبنان، فهو يحمل هذا الاسم نسبة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ويُقال إنه قد بُني أساسًا على أنقاض كنيسة قبطية منذ زمن الرومان، لكن في الوقت الحالي بات المسجد رمزًا للحضارة الإسلامية التي توهجت أكثر في لبنان خلال العصر العباسي، وهو العصر الذي يشهد تواجد عدد كبير جدًا من الآثار الإسلامية المميزة التي خُلدت وعلى رأسها المساجد، ولا يزال الجامع العامري الكبير أكبر وأهم نموذج على ذلك، ولهذا هو مكان يستحق الزيارة بقوة.
أبراج الواجهة البحرية
من النادر في الوقت الحالي أن يتم بناء أبراج بحرية بارتفاع يصل إلى مئة وخمسين متر ومساحة تصل إلى سبعة آلاف متر، لكن أبراج الواجهة البحرية الموجودة في مدينة بيروت اللبنانية قد حققت ذلك الأمر من خلال برجين متوسطين يُمكن اعتبارهما بلا شك نقلة في عالم الأبراج، أيضًا دعونا لا ننسى كونهما في الأساس يقعان كأكبر وأطول مبنى موجود في دولة لبنان، أما من يأتون للزيارة فهؤلاء يرغبون في التعرف كذلك على القصر والمسرح ومركز التسوق والكثير من الأماكن الأخرى التي يتم إلحاقها بكل برج مما يؤدي في النهاية إلى مشهد مُبهر يجذب الجميع إليه، فقط جربوا الذهاب إلى هناك ولن تندموا، خصوصًا وأن هذه الأبراج تمتلك مشهد إضاءة ساحر بعد منتصف الليل.
شارع الحمرا
داخل مدينة بيروت ثمة شارع هام للغاية يُمكننا بلا شك ضمه إلى أهم المعالم البارزة المتواجدة في لبنان وليس فقط بيروت، هذا المكان ببساطة هو شارع الحمرا، وهو شارع رئيسي يضم بداخله عدد كبير جدًا من المطاعم والمقاهي ومراكز التسوق بخلاف مجموعة الأماكن السياحية المميزة، ببساطة، هو مكان سيحب الجميع زيارته، وأكبر دليل على ذلك انه يُصنف كأول وأهم مكان يتم دهسه عدد كبير جدًا من المرات يوميًا، حيث أن زواره بلا مبالغة يتجاوزون المئة ألف شخص، على العموم، لن تدركوا جمال شارع الحمرا إلا عندما تقومون بزيارته، لذا كونوا هناك ولن تندموا.
حديقة رفيق الحريري
يُمثل المناضل والسياسي رفيق الحريري أهمية كبيرة للغاية بالنسبة لشعب لبنان، وربما لهذا السبب تم إنشاء نصب خاص له في الساحة الرئيسية، لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، إذ أنه قد تم كذلك إلحاق حديقة بالمُسمى باتت تُعتبر في الوقت الحالي واحدة من أهم الحدائق المتواجدة في لبنان، وهي حديقة تصلح أكثر للزيارات العائلية بخلاف القيمة الوطنية التي تمتلكها، ولهذا نجدها في فصل توقيت الأعياد الوطنية زاخرة وعامرة باللبنانيين، أما السياح العاديين فهم يملؤون الحديقة طوال العام، لذلك، عندما تكونون في دولة لبنان، وتحديدًا مدينة بيروت، اذهبوا إلى هذه الحديقة ولن تندموا.
متحف روبير معوض
أيضًا الفنان اللبناني روبير معوض تم تخليده من خلال متحف يحمل اسمه، والحقيقة أن هذا المتحف المميز لم يترك شيء إلا ودخل فيه بقوة، فهو يضم قسم للفنون وقسم آخر للآثار وقسم آخر للأسلحة وآخر للمشغولات الفنية والمجوهرات، كل شيء موجود داخل المتحف، والأهم من ذلك أن المتحف يفتح الباب أمام القطع الفنية الحديثة، بمعنى أن ما يتواجد بداخله لا يُعبر عن الماضي فقط، وإنما كذلك الحاضر وربما الاستقبال، ولا ننسى أن الزيارة شبه مجانية، فهي اثنين ليرة فقط، تخيلوا أنكم بذلك المبلغ القليل ستتمكنون من استكشاف الحياة الكاملة في لبنان!
منتزه بيروت الوطني
بالطبع الأماكن الطبيعية أو التي تحمل الصبغة الطبيعية بطريقة أو بأخرى سوف يكون لها وجود كبير وهام داخل دولة لبنان، ومن أهم هذه الأماكن منتزه بيروت الوطني، أو بيت العائلة كما يُطلقون عليه، فأولئك الذين يرغبون في الترفيه عن عائلاتهم لن يجدوا مكان أفضل من هذه المنتزه المزود بالكثير من المعالم الهامة بحد ذاتها كمتحف المنتزه والبازار وتمثال الحرية، هذا بخلاف مجموعة كبيرة جدًا من المطاعم والمقاهي ومجموعة أكبر من الأحجار النادرة والأشجار التي ربما مر عليها أكثر من ألف عام، إنه ببساطة ذلك المكان الذي ستحاول زيارته بكل الطرق الممكنة ولن تخرج منه إلا والبسمة تشق ثغرك.
مسجد محمد الأمين
على مساحة تزيد عن العشرة آلاف متر مربع تم بناء مسجد محمد الأمين خلال العصر العثماني ليُصبح بذلك أكبر مسجد موجود في دولة لبنان بالكامل، وبالمناسبة، من النادر جدًا في لبنان العثور على مساجد ذات مساحات صغيرة، لكن مسجد محمد الأمين يُحقق هذه المعادلة الصعبة ويتميز كذلك بالعمارة المتميزة له والتي تجعله متقدمًا بمراحل عن بقية المساجد، فهو ليس مجرد مكان مخصص للصلاة فقط، وإنما هو كذلك متحف فني إسلامي بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، عندما تكونون في بيروت وتُريدون الذهاب إلى مكان إسلامي ممتع فإن مسجد محمد الأمين سوف يكون مناسبًا لكم بالتأكيد.
صيدا، مدينة لبنان التاريخية
كل دولة في العالم تمتلك ما يُمكن تسميته بمدينة التراث والتاريخ، هذه المدينة غالبًا ما تستحوذ على جزء معين من معالم الجذب السياحي يتمثل في الأماكن التاريخية كالقصور والقلاع وما شابه، وقد تمكنت مدينة صيدا من الاستحواذ على هذه المنزلة، بل لن نُبالغ إذا قلنا إنها أساسًا تُصنف كواحدة من أقدم المدن الموجودة في العالم بشكل عام، هذا بخلاف تواجد أفضل الشواطئ اللبنانية بها، وهو ما يجعلها مؤهلة بصورة كبيرة لقضاء عطلة صيفية بداخلها، على العموم، السطور القليلة المُقبلة سوف تحمل أهم مناطق الجذب السياحي الموجودة في هذه المدينة وكيفية الاستمتاع بها.
قصر دبانة
في الحقيقة من النادر بعض الشيء تواجد القصور تحديدًا في مدينة صيدا، يُمكننا أن نعثر على أماكن أخرى تاريخية كالقلاع لكن تواجد القلاع ليس بذلك الشكل المطلوب، وعلى الرغم من ذلك فإن قصر دبانة الموجود في صيدا لا يزال يعتبر من أهم وأشهر القلاع الموجودة في دولة لبنان بالكامل، فهو قصر موجود منذ العصر العثماني، وطبعًا كلنا نعرف العمارة العثمانية وجودتها، كذلك ثمة وجود لبعض الأشياء التاريخية القديمة التي تُعبر عن الهوية العثمانية، كل هذا يُضاف إلى عملية افتتاح القصر أمام الزوار والتي جاءت بصورة مبكرة للغاية من التاريخ، فقد فُتح قصر دبانة أمام الزوار بعد قرن واحد من تدشينه.
شرقي
يُعتبر موقع شرقي من أهم أماكن الجذب السياحي الموجودة في مدينة صيدا اللبنانية لكونه يُعبر أكثر عن الهوية العربية المميزة، إذ أن ذلك المكان عتيق للغاية ويتواجد بها حوانيت ومطاعم ومقاهي وبازارات وأماكن قديمة على كافة الأشكال للدرجة التي تجعلك عزيزي السائح تشعر برائحة عبق التاريخ في فمك، وبالطبع مكان بهذه المواصفات لن يرغب أحد على الإطلاق في تفويته لسبب بسيط آخر بخلاف تميزه، وهو كونه يحتوي على مجموعة أماكن بارزة وزيارتها مجانية، كما أن تناول وجبة غذاء أو عشاء في موقع شرقي واحدة من الأمور التي ستظل تتذكرها طوال حياتك.
متحف الصابون
تمتلك مدينة صيدا أيضًا واحدة من الأماكن الفريدة من نوعها والغريبة من حيث موضوعها، والحديث هنا عن متحف الصابون الذي يتخصص كما هو واضح من الاسم في صناعة الصابون والحمامات، حيث سيكون بمقدورك عزيزي السائح التعرف على تاريخ هذه الصناعة مع الموقوف على أجود الأنواع وأهم ما يُمكنك استكشافه كذلك من الصابون الملكي والصابون العريق، تخيلوا أن يكون أمر كهذا في متحف وتخيلوا كذلك حجم الإبهار الذي سيكون موجود في هذه الحالة، فقط كل ما عليكم الذهاب إلى هذا المتحف وتأكدوا تمامًا بأنكم لن تندموا على ذلك.
سوق صيدا
من البديهي أن تمتلك كل دولة في العالم ما يُعرف باسم السوق الشعبي، والحقيقة أن دولة لبنان تمتلك واحدة من أهم هذه الأسواق وهي المتمثلة في سوق صيدا الموجود في مدينة صيدا، حيث أنه سوق عتيق مُتخصص في بيع الأشياء الشرقية ومعروف بتواجده على تلك الحالة منذ زمن طويل لدرجة أن الحوانيت لا تزال كما هي ولم تتعرض لأي تحديث، كذلك ثمة وجود لأماكن بيع الطعام التي تتخصص في بيع المأكولات القديمة بخلاف تواجد أماكن للملابس القديمة وكل شيء يُمكن توقع تواجد نسخة قديمة منه، إنه ببساطة مكان لعشاق الحنين إلى الماضي.
طرابلس، مدينة السواحل والعراقة والهدوء
بالطبع عزيزي السائح لن تُفكر في الذهاب إلى دولة لبنان من أجل قضاء عطلة صيفية إلا عندما يكون لديك خطط بشأن السواحل أو الشواطئ التي سيتم قضاء العطلة بها، وبالتالي يُصبح خيارك الأول والأهم في دولة لبنان مدينة طرابلس ثالث أكبر المدن في هذه الدولة والأكثر تنوعًا على الإطلاق بين كافة المدن، فهي تمتلك شواطئ وأماكن تاريخية وأماكن حضارية حديثة، كل شيء موجود في مدينة طرابلس لدرجة أن السائح سوف يجد نفسه أمام حيرة حقيقية عند التفكير في السفر إلى طرابلس، أما أولئك الذين لا يعرفون أي شيء بالأساس عن طرابلس فالسطور المُقبلة سوف تحمل الأماكن السياحية الجاذبة الموجودة بها ونعرف كذلك كيفية الاستمتاع من خلالها، والبداية مع قلعة طرابلس.
القلعة الأثرية طرابلس
لا يوجد مكان أكثر تميزًا في مدينة طرابلس من قلعة طرابلس الأثرية، فهي تُعبر عن ذلك البناء المتين القوي الذي يجذب أنظار المارة مهما كانت درجة اهتمامهم أو تركيزهم، ناهيكم عن كون القلعة في الأساس عبارة عن بناء تاريخي يُعد الأقدم على الإطلاق داخل تلك المدينة اللبنانية، بمعنى أنك عزيزي السائح في حالة بحثك عن الأفضل لك من أجل الزيارة داخل طرابلس لن تجد بالطبع أفضل من هذه القلعة، ولا ننسى أن هذه الزيارة متاحة بشكل مجاني، وهو ما يُضاعف من أهميتها.
ميناء طرابلس
من البديهي أن تمتلك مدينة بحرية مثل طرابلس واجهة مميزة تُعبر عن ذلك الأمر، وقد جاء ميناء طرابلس كخير تعبير ودليل لكونه الميناء الأكبر في الدولة وامتلاكه كذلك لمجموعة من الممرات البحرية بخلاف مسألة تواجد السفن الشراعية والحديثة، وهو الأمر الذي يسمح بالنزهة السياحية البحرية بالإضافة إلى عمليات الشحن والسفر العادية، أضف إلى كل ما سبق ذكره نشأة مجموعة من المعالم السياحية البارزة التي استغلت تواجد الميناء بالقرب منها، إنه ببساطة مكان لا ترغب بتفويت زيارته.
سوق البازركيان
تشتهر لبنان، ومدينة طرابلس تحديدًا، بوجود الكثير من الأسواق الشعبية العتيقة التي نشأت في عصر الأتراك أو المماليك، ومن أشهر هذه النوعيات سوق البازركيان الموجود في العصر المملوكي ويتخصص في بيع الأشياء العتيقة ذات القيمة التاريخية، ويظهر ذلك في صورة مجموعة من الملابس القديمة والأجهزة والمواد المستخدمة في تجهيز الأفراح وما شابه، وبخلاف ذلك ثمة بعض المطاعم والمقاهي التابعة للمماليك وتُجسد حياتهم بكافة حذافيرها، وربما هذا سبب أكبر يجذبك عزيزي السائح إلى زيارة هذا السوق الذي لا زال يُعتبر من أهم معالم الجذب السياحي بمدينة طرابلس ولبنان بالكامل.
حديقة طرابلس للحيوانات
لم تفوت مدينة طرابلس فرصة تواجد مكان سياحي جاذب بطبيعة مختلفة، ولذلك جاءت حديقة طرابلس للحيوانات كأفضل تطبيق لذلك الأمر، فهي حديقة كبيرة تمتلك مجموعة متميزة من الحيوانات التي أغلبها حيوانات نادرة وليست مجرد حيوانات ترفيهية كالأسد والزرافة والقرد، وهذا ما يؤدي إلى كون تلك الحديقة محمية وحديقة حيوانات في نفس الوقت، فقط اذهبوا إلى هناك واستمتعوا، خصوصًا وأن التذكرة بأسعار رمزية للغاية.