لاتفيا - معالم بارزة

منتزه غوجا الوطني

أولى المعالم البارزة في دولة لاتفيا هو منتزه غوجا الوطني والذي يعد أفضل مثال على الطبيعة الخلابة في تلك الدولة، فالمنتزه مليء بالأشجار والنباتات والورود من شتى الأنواع حتى النادر منها ستجده في ذلك المنتزه، وأيضًا ستجد العديد من المنحدرات الشبه جبلية والتشكيلات الصخرية الرائعة هذا بالإضافة إلى الكهوف التي تملأ المنتزه، وأشهر هذه الكهوف هو كهف جيتمانالا الذي يرجع تاريخه إلى آلاف السنين، وتوجد بداخله تداوين صخرية توضح ماهية الكهف منذ القدم أهمها أن للكهف قدرة فائقة على علاج بعض الأمراض، ولذا في الغالب تجد أن السياح الذين يأتون إلى هذا المنتزه يعانون من مرض ما وأتوا للاستشفاء منه داخل ذلك الكهف الشهير، وأكثر الأمراض التي يأتي الناس بها هي آلام المفاصل والظهر والروماتيزم وهشاشة العظام وبعض الآلام الجسمانية الأخرى، والعلاج فيه يكون إما عن طريق نزول البرك المائية أو التدليك والمساج أو أخذ طقس معين داخل الكهف.

وبعيدًا عن ذلك فهناك بعض النشاطات الأخرى التي تمارس داخل منتزه غوجا الوطني مثل ركوب الدرجات التي تسير فوق الجبال، أو السير والجلوس أمام نهر غوجا الذي يقع المنتزه في الجهة المقابلة له، كل هذا وأكثر يجعل المنتزه واحدًا من المعالم البارزة في دولة لاتفيا ولذا يأتي إليه آلاف الزوار والسياح كل عام.

قصر روندال الكبير

من المعالم البارزة في دولة لاتفيا هو قصر روندال الكبير الذي يتواجد تحديدًا بجنوب الدولة عند السهول الخصبة، ويتميز هذا القصر بأنه مزيج بين الفن الإيطالي والألماني في مكان واحد، وذلك لأنه قد تم بناءه من قبل رسامين ومهندسين معماريين من تلك الدول بعدما أتوا بقرار من الدوق كورلاند حاكم المنطقة الجنوبية في ذلك الوقت، وكانت أسماءهم كالآتي يوهان مايكل غراف الألماني، وكارلو زوتشي وفرانشيسكو مارتيني الإيطاليين، وقد تم بناء القصر في النصف الثاني من القرن العشرين وتحديدًا عام 1765 إلى 1768، وعندما ننظر إلى ديكورات ومفروشات غرف القصر من الداخل ستجد أنها ذات طراز قديم وهذا ما يجعلها أكثر جذبًا للسياح، وبالمناسبة فقد قامت الحكومة بعمل متحف داخل القصر جمعت فيه أغلب الأشياء الأثرية بالقصر حتى تسهل على السياح والزوار القادمين من خارج البلاد.

ويحكي المتحف تاريخ القصر بالكامل منذ نشأته إلى يومنا وهذا، وتقيم الدولة بعد الاحتفالات والمهرجانات الفنية والموسيقية داخل القصر حتى أصبح الناس يأتون لزيارته في أوقات الحفلات بالأخص ليتمتعوا بما يجري خلال تلك اللحظات، والقصر والمتحف يفتحون أبوابهم من الساعة العاشرة صباحًا وحتى السادسة مساءً كل يوم.

مبنى الرؤوس السوداء

نأتي هنا للحديث عن مبنى الرؤوس السوداء الواقع في البلدة القديمة والذي تم بناءه في القرن الرابع عشر ولكن للأسف أصبح المبنى مفتتًا ويعاني من الدمار أثناء الحرب العالمية الثانية، فقد تم ضرب المبنى خلال غزو الأعداء لدولة لاتفيا ولم تقم الدولة بترميمه سوى في العام الأخير من القرن العشرين، ومنذ هذا الوقت أصبح المبنى هو المقر المؤقت لاجتماعات رئيس الجمهورية والوزراء في البلاد، وبذلك يكون مبنى الرؤوس السوداء هو واحد من أشهر المعالم البارزة في دولة لاتفيا، وهكذا يأتي آلاف الزوار إلى البلدة القديمة ويقومون بزيارة مبنى الرؤوس السوداء على وجه التحديد، وبالمناسبة يجاور المبنى العديد من المطاعم والمقاهي والمحلات التي تجعل المنطقة بأكملها كاملة متكاملة.

فإذا ذهبت إلى لاتفيا وزورت مبنى الرؤوس السوداء فستجد المطاعم بجوارك وهذا ما يضمن لك أن تتناول الطعام المفضل لديك فهي مليئة بكل شيء، وتجاورها أيضًا بعض المقاهي التي تقدم العديد من المشروبات الباردة والساخنة والغازية والكحولية، هذا بجانب المحلات التي تبيع المنتجات فالمنطقة من الأساس نشطة بسبب مبنى الرؤوس السوداء ولذا يستغلها كل البائعين.

متحف الاحتلال

أيضًا من المعالم البارزة في دولة لاتفيا هو متحف الاحتلال المتواجد في قلب العاصمة ريغا، وقد تم إنشاء هذا المتحف بناء على رأي أستاذ التاريخ الكبير أوكلير الذي كان يعمل في جامعة ويسكونسن، فقد قام هذا الأستاذ الجامعي بتقديم مقترحه إلى وزارة الثقافة وبالفعل وافقت عليه الوزارة وبدأت في إنشاء المتحف، ويغطي المتحف جميع فترات الاحتلال التي مرت على دولة لاتفيا منذ نشأتها وحتى القرن العشرين، وتأسس المتحف في عام 1993 وضم العديد من القطع الأثرية والمخطوطات والوثائق الهامة في تاريخ الدولة، ويركز المتحف عرضه على الفترة التي تتراوح بين عام 1940 وحتى 1991، وهي تشمل الاحتلال السوفيتي ثم الألماني ثم السوفيتي مرة أخرى فهي فترة هامة جدًا في تاريخ الدولة، والمتحف يأتي باللون الأخضر المائل إلى الرمادي وتوجد عليه لافتة بيضاء تحمل اسم المتحف وبعض المعلومات التعريفية البسيطة عنه.

مسرح الدراما الروسي

يعد مسرح الدراما الروسي هو إحدى بقايا الاحتلال التي خلفها في دولة لاتفيا البسيطة، فقد ترك الاتحاد السوفيتي مسرح الدراما الذي إنشاءه في عام 1983 وهي الفترة الأخير للحكم السوفيتي في البلاد بل والفترة الأخيرة في الاستعمار بشكل عام داخل تلك الدولة، وبعدما خرج الاحتلال السوفيتي لم تقم الحكومة الجديدة أو الشعب اللاتفي بهدم ذلك المسرح وتركوه إلى يومنا هذا، بل وقاموا أيضًا ببعض الإصلاحات والترميمات في المسرح حتى يظل في أبهى صوره وعلى نفس الهيئة التي أنشأ عليها، وقد كان الغرض الأساسي من إنشاء المسرح هو عرض المسرحيات الروسية من قبل الممثلين الروس للشعب بأكمله، ولكن الآن تعرض المسرحيات اللاتفية الأصيلة والتي يمثلها ممثلين من نفس الدولة، وعندما نقوم بإلقاء نظرة عن المسرح في الوقت الحالي سنجد أنه مجاور لبعض الفنادق الكلاسيكية جدًا، وبشكل عام فالمسرح يعتبر من المعالم البارزة في دولة لاتفيا وهو موجود في عاصمتها ريغا، لذا إن كنت تنوي السفر إلى تلك الدولة فمن الأفضل أن تقم بزيارة ذلك المسرح.

دار الأوبرا الوطنية

من المعالم البارزة في دولة لاتفيا هو دوار الأوبرا الوطني الخاص بها فقد تأسس ذلك الدار في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وتحديدًا عام 1863، وقد كان يسمى حينها باسم المسرح الروماني ولكنه ومع الوقت تعرض لبعض الصدمات والمشاكل المعمارية حتى كان على وشك الانهيار، وهذا بسبب ظروف الحرب التي مرت بها دولة لاتفيا خلال القرن العشرين سواء الحرب العالمية الأولى أو الثانية أو الحرب ضد الاتحاد السوفيتي للخلاص من الاحتلال الغاشم، كل هذا وبدون أدنى شك قد أضعف بالبنية التحتية للبلاد وهدم الكثير من المباني المعمارية وكان من ضمنها دار الأوبرا الوطني والذي كان في تلك الفترة عبارة عن مسرح روماني لعرض المسرحيات، ولكن بعد الانتهاء من أعمال الحرب وهدوء الأوضاع في البلاد قامت الحكومة بترميم الدار وإصلاحه حتى عاد لما كان عليه منذ نشأته.

وقد أجريت أعمال الإصلاح والترميم تلك في العام الخامس والخمسين من القرن العشرين، وبعدها مباشرة تم تغيير هوية المكان من مسرح روماني إلى دار أوبرا، وهذا تزامنًا مع إنشاء مسرح الدراما الروسي الذي تحدثنا عنه بالأعلى.

مزار كايب كولكا

نأتي هنا للحديث عن مزار كايب كولكا الذي يقع في مدينة تالسي ويتواجد تحديدًا في منتزه سليتير على أخر نقطة مطلة على البحر، ويعتبر هذا المزار هو الأفضل والأبرز في المدينة بأكملها ولذلك فهو يحظى على نسبة كبيرة من الزوار على مدار العام، وعلى شاطئ المكان ستجد كثبان رملية ذات لون أبيض وهي مناسبة جدًا للجلوس والاستمتاع بها، وبالمناسبة فهذا المكان له أهمية تاريخية كبرى وذلك بسبب أن الاتحاد السوفيتي كان يقيم عليه إحدى دورياته الهامة، فقد كانت المنطقة عبارة عن ثكنة عسكرية للسوفيتيين أثناء احتلالهم لدولة لاتفيا، أما عن المنظر العام لمزار كايب كولكا فهو غني بالطبيعة الخلابة والساحرة فلن ترى عينيك أي شيء يدل على التقدم المعماري، وهذا ما يميز المزار ويجعله موضع جذب من نوع خاص.

المتحف الوطني للفنون

في عام 1905 قام ويلهلم نيمان المهندس المعماري الألماني ببناء المتحف الوطني للفنون بأمر من الحكومة اللاتفية في ذلك الوقت، وكان الهدف من بناء ذلك المتحف هو ضم الأعمال الفنية في مكان واحد يسهل على الزائر الوصول إلى أي شيء يريده عن تلك الدولة، وهذا ما حدث بالفعل فقد قام المسئولين بالمتحف بجمع أكثر من خمسين ألف عمل فني يجسد لنا الفن اللاتفي منذ القرن الثامن عشر وحتى يومنا هذا، وعندما تنظر إلى تلك الأعمال الفنية ستجد أنها قد تطورت كثيرًا مع مضي الأعوام وهذا يوضح لنا مقدار الجهد المبذول من قبل الشعب، أما عن تصميم المتحف فهو كلاسيكي جدًا من النوع الباروكي المميز، ويحمل اللون البني المائل إلى الأصفر من الخارج وأمامه بعض الأشجار التي تعطي له منظر رائع، ويقيم المتحف بشكل مستمر بعض المعارض التي تعرض الأعمال والقطع الفنية الموجودة به، ولذلك يعد المتحف الوطني للفنون هو واحد من المعالم البارزة في دولة لاتفيا.

قصور وقلاع سيغولدا

تحتوي مدينة سيغولدا على العديد من المعالم البارزة في دولة لاتفيا وأكثرها هي القصور حيث أن تلك المدينة تضم مجموعة كبيرة جدًا من القصور المصممة على طراز عالي، وتلقب مدينة سيغولدا بسويسرا لاتفيا وذلك بسبب ما تحتويه من طبيعة خلابة وقصور فريدة، ومن أشهر هذه القصور هو قصر كريمولدا مانور الذي تم بناءه في منتصف النصف الأول من القرن التاسع عشر، وهذا القصر يعد الأشهر في المدية نظرًا لما يتمتع به من طراز معماري رفيع المستوى، يطفو عليه اللون الأصفر من كل اتجاه وتعلوه بعض الأبراج من الجانبين، ومن داخله توجد بعض القطع الأثرية مثل الأسلحة القديمة والزي الذي كان يرتديه الملك ورجاله وأشياء أخرى عديدة، ويحيط بالقصر حديقة كبيرة مليئة بالأشجار والنباتات والورود من شتى الأنواع، وهي تعطي منظر جميل وهادئ للقصر تجعل كل من يراه يود المكوث به طويلًا، ولا ننسى أيضًا قلعة سيغولدا التي تعد ثاني أكبر معلم بارز وجاذب في مدينة سيغولدا.

فهي قلعة كبيرة يرجع تاريخها للقرن الثامن عشر وقد صممت بالطراز الباروكي الكلاسيكي، وتحافظ الحكومة على القلعة قدر المستطاع حتى لا تنهدم أو تحدث لها أي مشاكل، ولذلك رأينا أعمال الترميم الذي حدثت في نهاية القرن العشرين، وأعمال الترميم والإصلاح تلك لم تكن مقصورة على قلعة سيغولدا فقط بل طالت كل المعالم الأثرية والقديمة في دولة لاتفيا، حيث أن الحكومة قامت بشن حملة ترميم كبيرة وواسعة في العشرة أعوام الأخيرة من القرن العشرين، وذلك حتى تحافظ على معالمها ثابتة الأركان بعيدة عن الانهدام.